ASK_ALBAYDHA Telegram 1640
#قانون_الجذب

رقم | ق / ١ / ٣٦
تاريخ | ٤ / ٥ / ١٤٤٤ هـ


• السؤال:
ظهر في الآونة الأخيرة ما يسمى بـ (السؤال الصح)، وأنه يفتح آفاقًا من الأفكار وإعطاء الفرص والخيارات غير المحدودة، وأن مجاله هو العقل، فهو الذي يبحث في الإجابة ويساعد على تجليتها للإنسان بشرط الاستعداد للنتيجة واليقين بها!!
مع الاستدلال له بقول الله: ﴿وآتاكم من كل ما سألتموه﴾…
فهل هذا الكلام صحيح؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذا الكلام هو نفسه ما يقال عن فلسفة العقل الباطن وتأثيراته، وما يسمى (بقانون النية والجذب)، وأن الفكر مؤثر في الخارج، يخلق، ويصنع، يجذب الخير أو الشر بذاته وبمجرده، وبدون بذل أي سبب من صاحبه وهو الإنسان.

وخرافات المتأثرين بالروحانية الحديثة كثيرة جدًا، ومن بلائهم الجديد: إعادتهم للأفكار والخرافات القديمة بطريقة جديدة، وأسلوب جذاب، وعبارات براقة "تقنية"، "برمجة"، "تسريع عملية تجلي الأهداف"، "بوابة احتمالات".
وإلا فالموضوع واحد والشأن واحد.
والبلاء الأطم: هو تفسير الشرع الحكيم بهذه الخرافات؛ حيث زعموا أن هذا (السؤال) المطلق نوع من أنواع الدعاء.

والفرق بين هذه الفلسفة المنحرفة وبين الدعاء شاسع، فمن الفروق ما يأتي:

١. الدعاء هو توجه وطلب وانكسار وعبودية وقصد لله تعالى، وليس مجرد إطلاق نوايا وصياغة أسئلة وانتظار احتمالات!
أما في هذه الممارسة المزعومة فالدعاء ترديد (ساذج) لسؤال مجرد؛ يتلقفه الكون، فيتبرمج له العقل، فتفتح له بوابة احتمالات لا محدودة… إلى آخر هذه المجازفات التي لا دليل عليها لا من شرع ولا عقل ولا أثارة من علم.

٢. الإجابة في الدعاء تنسب إلى الله تعالى وحده تفضلاً ورحمة، وتدبيرًا حكيمًا بمحض ربوبيته سبحانه وتعالى.
أما في هذه الممارسة المنحرفة فينسب حصول الأمر إلى برمجة العقل الباطن وبحثه عن الإجابة، وانفتاح بوابة الاحتمالات واستعداد وقابلية من الشخص المتلقي، وبرمجة حياته على ما هو أفضل، تمامًا كما قال قارون: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي} [القصص:78]. فهذه الممارسة شرك، والدعاء عبادة محضة، وشتان بين الأمرين كما بين السماء والأرض.

٣. استجابة الدعاء ليست محصورة في حصول عين المطلوب، بل الاستجابة تحصل بواحد من ثلاثة -كما ورد عن النبي ﷺ، فإما أن يعجل للداعي الطلب وهذا هو الذي يحرص العبد عليه، أو يصرفَ عنه من الشر مثلَه وهذا لا يدري عنه العبد، وهو عين حكمة الله تعالى، أو يدَّخر أجره عنده يوم القيامة مثلَ طلبه أو أعظم.

أما في هذا القانون الفاسد فيقطع أصحابه بحصول الأمر تمامًا كما نواه صاحبه وبرمج حياته لأجله، جهلاً منهم بربهم واعتداء، وهذا عين الاغترار.
وقد استدلت صاحبة المنشور بقول الله تعالى: {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} [إبراهيم:34]، وهذه الآية ترد على المستدل بها لو تأمل:
• فالمعطي هو الله تعالى (آتاكم)، لا العقل ولا الاستعداد ولا بوابة الاحتمالات الوهمية!
• والسؤال متوجه إليه سبحانه (سألتموه)، وليس سؤالاً مطلقًا كما تنص في المنشور! قال جل شانه: {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ ۗ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُون} [النحل:٥٦] فليتق الله من يفتري في دين الله ما يضل به الناس.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. جوزاء بنت مساعد السعدون
الأستاذ المساعد في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.



tgoop.com/ask_albaydha/1640
Create:
Last Update:

#قانون_الجذب

رقم | ق / ١ / ٣٦
تاريخ | ٤ / ٥ / ١٤٤٤ هـ


• السؤال:
ظهر في الآونة الأخيرة ما يسمى بـ (السؤال الصح)، وأنه يفتح آفاقًا من الأفكار وإعطاء الفرص والخيارات غير المحدودة، وأن مجاله هو العقل، فهو الذي يبحث في الإجابة ويساعد على تجليتها للإنسان بشرط الاستعداد للنتيجة واليقين بها!!
مع الاستدلال له بقول الله: ﴿وآتاكم من كل ما سألتموه﴾…
فهل هذا الكلام صحيح؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذا الكلام هو نفسه ما يقال عن فلسفة العقل الباطن وتأثيراته، وما يسمى (بقانون النية والجذب)، وأن الفكر مؤثر في الخارج، يخلق، ويصنع، يجذب الخير أو الشر بذاته وبمجرده، وبدون بذل أي سبب من صاحبه وهو الإنسان.

وخرافات المتأثرين بالروحانية الحديثة كثيرة جدًا، ومن بلائهم الجديد: إعادتهم للأفكار والخرافات القديمة بطريقة جديدة، وأسلوب جذاب، وعبارات براقة "تقنية"، "برمجة"، "تسريع عملية تجلي الأهداف"، "بوابة احتمالات".
وإلا فالموضوع واحد والشأن واحد.
والبلاء الأطم: هو تفسير الشرع الحكيم بهذه الخرافات؛ حيث زعموا أن هذا (السؤال) المطلق نوع من أنواع الدعاء.

والفرق بين هذه الفلسفة المنحرفة وبين الدعاء شاسع، فمن الفروق ما يأتي:

١. الدعاء هو توجه وطلب وانكسار وعبودية وقصد لله تعالى، وليس مجرد إطلاق نوايا وصياغة أسئلة وانتظار احتمالات!
أما في هذه الممارسة المزعومة فالدعاء ترديد (ساذج) لسؤال مجرد؛ يتلقفه الكون، فيتبرمج له العقل، فتفتح له بوابة احتمالات لا محدودة… إلى آخر هذه المجازفات التي لا دليل عليها لا من شرع ولا عقل ولا أثارة من علم.

٢. الإجابة في الدعاء تنسب إلى الله تعالى وحده تفضلاً ورحمة، وتدبيرًا حكيمًا بمحض ربوبيته سبحانه وتعالى.
أما في هذه الممارسة المنحرفة فينسب حصول الأمر إلى برمجة العقل الباطن وبحثه عن الإجابة، وانفتاح بوابة الاحتمالات واستعداد وقابلية من الشخص المتلقي، وبرمجة حياته على ما هو أفضل، تمامًا كما قال قارون: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي} [القصص:78]. فهذه الممارسة شرك، والدعاء عبادة محضة، وشتان بين الأمرين كما بين السماء والأرض.

٣. استجابة الدعاء ليست محصورة في حصول عين المطلوب، بل الاستجابة تحصل بواحد من ثلاثة -كما ورد عن النبي ﷺ، فإما أن يعجل للداعي الطلب وهذا هو الذي يحرص العبد عليه، أو يصرفَ عنه من الشر مثلَه وهذا لا يدري عنه العبد، وهو عين حكمة الله تعالى، أو يدَّخر أجره عنده يوم القيامة مثلَ طلبه أو أعظم.

أما في هذا القانون الفاسد فيقطع أصحابه بحصول الأمر تمامًا كما نواه صاحبه وبرمج حياته لأجله، جهلاً منهم بربهم واعتداء، وهذا عين الاغترار.
وقد استدلت صاحبة المنشور بقول الله تعالى: {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ} [إبراهيم:34]، وهذه الآية ترد على المستدل بها لو تأمل:
• فالمعطي هو الله تعالى (آتاكم)، لا العقل ولا الاستعداد ولا بوابة الاحتمالات الوهمية!
• والسؤال متوجه إليه سبحانه (سألتموه)، وليس سؤالاً مطلقًا كما تنص في المنشور! قال جل شانه: {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِّمَّا رَزَقْنَاهُمْ ۗ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُون} [النحل:٥٦] فليتق الله من يفتري في دين الله ما يضل به الناس.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. جوزاء بنت مساعد السعدون
الأستاذ المساعد في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#القوانين_الكونية_الروحانية

قناة اسأل البيضاء:
https://www.tgoop.com/ask_albaydha
.

BY | اسأل البيضاء |


Share with your friend now:
tgoop.com/ask_albaydha/1640

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

With the “Bear Market Screaming Therapy Group,” we’ve now transcended language. Other crimes that the SUCK Channel incited under Ng’s watch included using corrosive chemicals to make explosives and causing grievous bodily harm with intent. The court also found Ng responsible for calling on people to assist protesters who clashed violently with police at several universities in November 2019. Commenting about the court's concerns about the spread of false information related to the elections, Minister Fachin noted Brazil is "facing circumstances that could put Brazil's democracy at risk." During the meeting, the information technology secretary at the TSE, Julio Valente, put forward a list of requests the court believes will disinformation. End-to-end encryption is an important feature in messaging, as it's the first step in protecting users from surveillance. Telegram has announced a number of measures aiming to tackle the spread of disinformation through its platform in Brazil. These features are part of an agreement between the platform and the country's authorities ahead of the elections in October.
from us


Telegram | اسأل البيضاء |
FROM American