#هالة #تأصيل

رقم | ط / ٤٤
تاريخ | ٥ / ٣ / ١٤٤٤ هـ

• السؤال:
هل صحيح أن الأذكار تقوم بعمل هالة حماية للشخص، وإذا كان غير صحيح كيف ارد على من يقول ذلك؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أولاً: لا شك أن ملازمة المسلم للأذكار المشروعة من أهم أسباب الحفظ والتحصين من شرور الجن والإنس، وأدلة ذلك مستفيضة في النصوص الشرعية.
منها -على سبيل المثال- قول النبي ﷺ: [ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات إلا لم يضره شيء] رواه البخاري. وقوله ﷺ: [اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة] رواه مسلم، والبطلة: هم السحرة.
وغير ذلك من الأدلة الكثيرة جدًا.

ثانيًا: إن الكيفية الواقعية لإحداث الأذكار للحفظ والتحصين هي من الأمور الغيبية، فنحن مع إيماننا بأن الأذكار سبب في الحفظ لا نعلم كيف يحصل ذلك، وإنما علمنا المحصلة والنتيجة بالدليل الشرعي، وليس في النصوص وصفا إضافيًا لذلك، فتكون أي دعوى لوصف الكيفية هي دعوى مبتدعة عارية عن الدليل، كأن يقال: الأذكار تصنع هالة حماية حول الإنسان أو تنصب حجابًا-له صفة محددة- عن أنظار الشياطين وأسماعهم،مع ثبوت كونها تستر البشر عن الجن، كما في حديث: علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-: أن النبي ﷺ قال: [ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول بسم الله]، ولكن لا يجوز تقرير عقيدة غيبية على وجه التفصيل دون دليل صحيح على تلك الكيفية من الكتاب والسنة. وقد قال ﷺ: [من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد].

ثالثًا: أنه مع ما ذُكر من أن هذه الدعاوى خالية من الدليل - فإن القول بوجود "هالة طاقية" حول جسم الإنسان فيه محذور إضافي، وهو أن هذه الأقوال مستمدة من العقائد الشرقية والفلسفات الروحانية المنحرفة، وهي معتقدات مخالفة لأصول العقيدة الإسلامية تم بسطها والتفصيل في نقدها مرات كثيرة في غير هذا الموضع.

فالمقصود إن الاعتقاد بأن الأذكار تصنع هالة طاقية تحفظ الإنسان ونحو ذلك لا يجوز من وجهين:
١/ أنه قول مبتدع لا دليل عليه من الكتاب والسنة.
٢/ أنه مرتبط بفلسفات الطاقة الكونية المخالفة للعقيدة الإسلامية.

ولذلك أنصح السائل بالمداومة على الأذكار المشروعة مع الاعتقاد بفائدتها في الحفظ والتحصين بإذن الله تعالى- دون خلطها بالبدع والخرافات التي تفسد هذا العمل الصالح وقد تبطل أثره.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. هيفاء بنت ناصر الرشيد
الأستاذ المشارك في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#ممارسات_الطاقة_والطب_البديل

قناة اسأل البيضاء:
‏https://www.tgoop.com/ask_albaydha
ٰ