#فلسفة_الوعي #الإيجو

رقم | ع / ١ / ١٨
تاريخ | ١٦ / ٢ / ١٤٣٩ هـ

• السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد رداً على هذه الرسالة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

تقوم المقالة على فكرة أهمية التخلص من (الأنا) أو (الإيجو) الذي يقف عائقًا أمام الوصول للوعي الحقيقي والنمو الروحي.

والوعي في الفلسفة الباطنية يدل على الوجود الأول، وهو الإله والحقيقة المطلقة، وكل ما في الوجود ليس إلا تجسيدًا لهذا الوعي. أي أن الإنسان في حقيقته إله ووعي مجرد، والوصول إلى الوعي يعني إدراك الحقيقة الإلهية للإنسانية*، وهو بذلك إحدى صور عقيدة وحدة الوجود.

ويظهر هذا المعنى في بداية المقالة الأصلية باللغة الإنجليزية حيث بين الكاتب أن الدائرة الأولى ترمز إلى وعي الإنسان أو حقيقته، وهي ما كان عليه الإنسان (قبل وجوده في هذه الحياة). (It is the true I am. It is what you were before life happened to you).

أما في المقالة المترجمة -موطن السؤال- فنجد أن العبارة تغيرت إلى أن الوعي هو (حقيقة ما كنت عليه بداية حياتك)، وفي هذا تغيير أساسي للمعنى المراد. وهذه من الأخطاء المضللة في الترجمة بشكل عام والمتعلقة بالعقائد بشكل خاص، حيث أنها تقوم على استبدال الألفاظ والمعاني الكفرية بغيرها مما يوافق المعتقد الإسلامي.

والإشكال الآخر هو أن الترجمة المُلبسة تجعل المعنى غريبًا وغير واضح، فإذا قرأته بلغته وجدت الباطل والكفر صريحًا. ولذا نجد كثيرًا ممن يعتمد على قراءة المترجم من الكتب ينكر احتوائها على الباطل المخالف للمعتقد الإسلامي.

هذا إضافة إلى ما تحتويه المقالة من أفكار خطيرة تابعة لفكرة الوعي الفلسفي مثل فكرة عدم وجود حق وباطل أو جيد وسيء، والدعوة إلى التجرد منها وغيرها.


* "الفلسفة الباطنية تجعل (الوعي) هو الوجود الأول، وهو الإله والحقيقة المطلقة، وكل ما في الوجود ليس إلا تجسيداً لذلك الوعي.
فإذا أدرك الإنسان حقيقته الإلهية، التي هي وعي مجرد، أمكنه التحكم في الواقع من خلال تحوير الوعي."

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
د. مريم بنت ماجد عنتابي
دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#الوعي_النفس_العقل_الباطن

قناة اسأل البيضاء:

‏https://www.tgoop.com/ask_albaydha
ٰ