#تأمل

رقم | ط / ١٢١
تاريخ | ٢٠ / ١٢ / ١٤٤٢ هـ

• السؤال:
جلسات التأمل اللي بالطاقه ما تجوز؟ وعبادة الرسول قبل نزول الوحي كانت تأمل كيف؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ

• الإجابة:
سبقت الإجابة عن التأمل الشرقي وفلسفة الطاقة، وتوضيح الانحرافات العقدية فيها في هذه القناة، كما في الرابط، اضغط هنا

أما الاستدلال بتحنث النبي ﷺ قبل البعثة في الغار، وأنه من جنس هذا التأمل الشركي الخرافي، فالجواب من عدة أوجه:

أولاً: أنه لا دليل فيما كان من فعل النبي ﷺ قبل البعثة، فأفعاله ﷺ قبل النبوة وقبل نزول الوحي ليست دينًا، قال ابن تيمية -رحمه الله-: "وأما الخلوات فبعضهم يحتج فيها بتحنثه في غار حراء قبل الوحي، وهذا خطأ؛ فإن ما فعلهﷺ قبل النبوة: إن كان قد شرعه بعد النبوة، فنحن مأمورون باتباعه فيه، وإلا فلا".

ثانيًا: لو كان فعله ذلك الزمن شرعاً متبعًا ونسكًا دينيًا، لتكرر منه ﷺ ولحث عليه بعد النبوة، وأمر به إتمامًا للنصح لأمته، ولأقره الوحي عليه، ولفعله صحابته من بعده.

قال ابن تيمية -رحمه الله-: "وهو من حين نبأه الله تعالى : لم يصعد بعد ذلك إلى غار حراء، ولا خلفاؤه الراشدون.
وقد أقام صلوات الله عليه بمكة قبل الهجرة بضع عشرة سنة، ودخل مكة في عمرة القضاء، وعام الفتح أقام بها قريبًا من عشرين ليلة، وأتاها في حجة الوداع؛ وأقام بها أربع ليال؛ وغار حراء قريب منه: ولم يقصده".

ثالثًا: لم يكن تحنث الرسول ﷺ قبل بعثته؛ تأملاً على هذا الوجه الشرقي الخرافي، ولم يحمل تحنثه في الغار أي فلسفة من هذا النوع، بل كان غاية فعله أنه حبب له الابتعاد عن مظاهر الشرك والانحراف المنتشرة في قومه، نافراً منها، متفكراً في غاية هذا الخلق.
وهذا من تسخير الله تعالى لعبده واصطفاءه له تمهيداً لنزول الوحي، لا أنه بتأمله استجلب هذا الوحي بمحض إرادته، أو أن له فعل فيه! أو أنه طاقة أو غير ذلك من الخرافات.
بل لم يكن لديه علم به ولا قصد إليه، وقد راعه ما حصل من مبدأ الوحي، قال تعالى : {وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَىٰ إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}.

فليس فيما ذكر دليل مطلقًا على صحة طقوس التأمل الشرقية المثقلة بأنواع الفلسفة المنحرفة: كــ"تأليه النفس"، واعتقاد إمكان التصرف في الأحداث والأقدار، وليس فيه دليل على فلسفة الطاقة المنحرفة، وليس فيه دليل على صحة التأمل البدعي أياً كان نوعه.
واشتباه ظواهر الأفعال لا يعني تطابقها من كل وجه، ولا يعني أنها من جنسها.

وكثير من الخلط الحاصل بين الحق والباطل مبدؤه عند الناس عدم التفريق بين المختلفات، لمجرد الشبه اليسير بينهما في الظاهر.

هذا والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ

المجيب:
أ. هناء بنت حمد النفجان
باحثة دكتوراه في العقيدة والمذاهب المعاصرة.

الوسم المرجعي:
#ممارسات_الطاقة_والطب_البديل

قناة اسأل البيضاء:
‏https://www.tgoop.com/ask_albaydha
ٰ