ASIMSEED Telegram 9541
💢الإبتلاء.. والرضا💢

✍️أحيانا تضحك من بعض الكُربات والهموم من غرابتها كونك ما توقعتها وتقول في نفسك ما عمري توقعت هذا يحصل لي!
هكذا هي الدنيا مفاجآت وصدمات ما خطرت لك على بال من قبل حصولها، تحصل لك أمور، وتحصل معك مواقف وابتلاءات ما خطرت لك على بال يوما من الدهر.
☝️فسبحان الله العظيم الذي يدبِّر شؤون خلقه!
فكل ما يحصل معك هو الذي يكوِّن شخصيتك ويجعلك ما أنت عليه اليوم وما ستكون عليه مستقبلا، حتى أنك بعد المصيبة ترتفع وتراها من أعلى فترى بعض الحكمة منها وتعرف كيف أنها كانت سببا في خير عظيم أنت فيه اليوم.
💫فكل ما تُبتلى به يجعلك أكثر صلابة، وأكثر صبرا وتحملا، وأكثر حكمة، وأكثر معرفة بأحوال الناس والدنيا، وأكثر رضى بالله وهذا أهم شيء لأنك مأجور إن صبرتَ ورضيت بالله وبما قضاه وقدَّره وسلَّمت أمرك لله بل وفي خير لا يعلم عظمته إلا الله، قال ابن القيم رحمه الله في المدارج: فمن رضي عن ربه؛ رضي الله عنه، بل رضا العبد عن الله من نتائج رضا الله عنه، فهو محفوف بنوعين من رضاه عن عبده: رضا قبله، أوجب له أن يرضى عنه، ورضا بعده، هو ثمرة رضاه عنه؛ ولذلك كان الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العارفين، وحياة المحبين، ونعيم العابدين، وقرة عيون المشتاقين. انتهى.
فوطِّن نفسك فلا راحة إلا عند أول قدم تضعها في الجنة، قال الله عز وجل: ﴿لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في كَبَدٍ﴾ [البلد: ٤]، أي في شِدَّةٍ وَعَنَاءٍ مِنْ مُكَابَدَةِ الدُّنْيَا، وقال: ﴿يا أَيُّهَا الإِنسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدحًا فَمُلاقيهِ﴾ [الانشقاق: ٦]، فأنت تكدح في الحياة الدنيا ثم تلقى ربك بما عملتَه من خير أو شر.
وقال مؤمن آل فرعون وهو وحيدا ومبتلى ابتلاء لا يطيقه إلا أُوْلُوا العزم من المؤمنين الصالحين الصادقين: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [غافر: 44]، وقال سبحانه: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5]، وقال: ﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَشري نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءوفٌ بِالعِبادِ﴾ [البقرة: ٢٠٧]، و"يَشري" أي يبيع؛ ومن الناس من يبيع نفسه طلبًا لرضا الله عنه، ومن باع نفسه لله هانت عليه كل الصعوبات.
وقال الله عز وجل: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ [التغابن: 11]، قال علقمة: "هي المصيبة تصيبُ الرَّجلَ، فيعلم أنَّها من عند الله، فيسلِّمُ لها ويرضى".
وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، فرضي الله لنا الإسلام فنحن نرضى بما رضيه الله لنا بدون استثناء حرف واحد منه، وقال ﷺ: «ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَن رَضِيَ بِالله رَبًّا، وَبِالإِسلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا» رواه مسلم.
وقال ﷺ: "إن عِظم الجزاء مع عظم البلاء، وإنّ الله تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السّخط".
وقال ﷺ: «إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقول لأهلِ الجنةِ: يا أهْلَ الجنةِ، فيقولون: لبَّيْكَ ربّنا وسَعْدَيكَ، والخيرُ في يديكَ، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولونَ: وما لنا لا نرضى يا ربَّنا وقد أعطيْتَنا ما لم تُعْطِ أحدًا من خَلْقِكَ، فيقول: ألا أعطيكم أفْضَلَ من ذلك؟ فيقولون: وأيُّ شيءٍ أفْضَلُ من ذلك؟ فيقول: أُحِلُّ عليكم رِضْواني فلا أسخَطُ عليكم بَعْدَهُ أبَدًا»، البخاري ومسلم.
👈هذا ولا يتمنى الإبتلاءات أو الفتن عاقل وإنما إذا حصلت فعلى ما تقدم ذكره من الحث على الرضا بالله وبأقداره والصبر على ذلك، ﴿قُل يا عِبادِ الَّذينَ آمَنُوا اتَّقوا رَبَّكُم لِلَّذينَ أَحسَنوا في هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَأَرضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ﴾ [الزمر: ١٠]، وأن لا تأمن مكر الله فإنك حينما تعلم أنك قد تُبتلى بما تراه في غيرك فإن هذا يحملك على التواضع، وتقدير الناس وظروفهم، ومعرفة فضل الله عليك وما أنتَ فيه من النِعَم، وشكر الله وحمده على جميع نعمه وفضله، ويحملك على الحرص على طاعة الله التي فيها النجاة والأمن والأمان والطمأنينة والسكينة والراحة في الدنيا والآخرة.
👈فالسلامة والعافية لا يعدلها شيء.
🤲نسأل الله العظيم الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يعافينا ويسلمنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
#ابن_الشابرة
(٢٢ رمضان ١٤٤٥)



tgoop.com/asimseed/9541
Create:
Last Update:

💢الإبتلاء.. والرضا💢

✍️أحيانا تضحك من بعض الكُربات والهموم من غرابتها كونك ما توقعتها وتقول في نفسك ما عمري توقعت هذا يحصل لي!
هكذا هي الدنيا مفاجآت وصدمات ما خطرت لك على بال من قبل حصولها، تحصل لك أمور، وتحصل معك مواقف وابتلاءات ما خطرت لك على بال يوما من الدهر.
☝️فسبحان الله العظيم الذي يدبِّر شؤون خلقه!
فكل ما يحصل معك هو الذي يكوِّن شخصيتك ويجعلك ما أنت عليه اليوم وما ستكون عليه مستقبلا، حتى أنك بعد المصيبة ترتفع وتراها من أعلى فترى بعض الحكمة منها وتعرف كيف أنها كانت سببا في خير عظيم أنت فيه اليوم.
💫فكل ما تُبتلى به يجعلك أكثر صلابة، وأكثر صبرا وتحملا، وأكثر حكمة، وأكثر معرفة بأحوال الناس والدنيا، وأكثر رضى بالله وهذا أهم شيء لأنك مأجور إن صبرتَ ورضيت بالله وبما قضاه وقدَّره وسلَّمت أمرك لله بل وفي خير لا يعلم عظمته إلا الله، قال ابن القيم رحمه الله في المدارج: فمن رضي عن ربه؛ رضي الله عنه، بل رضا العبد عن الله من نتائج رضا الله عنه، فهو محفوف بنوعين من رضاه عن عبده: رضا قبله، أوجب له أن يرضى عنه، ورضا بعده، هو ثمرة رضاه عنه؛ ولذلك كان الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العارفين، وحياة المحبين، ونعيم العابدين، وقرة عيون المشتاقين. انتهى.
فوطِّن نفسك فلا راحة إلا عند أول قدم تضعها في الجنة، قال الله عز وجل: ﴿لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ في كَبَدٍ﴾ [البلد: ٤]، أي في شِدَّةٍ وَعَنَاءٍ مِنْ مُكَابَدَةِ الدُّنْيَا، وقال: ﴿يا أَيُّهَا الإِنسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدحًا فَمُلاقيهِ﴾ [الانشقاق: ٦]، فأنت تكدح في الحياة الدنيا ثم تلقى ربك بما عملتَه من خير أو شر.
وقال مؤمن آل فرعون وهو وحيدا ومبتلى ابتلاء لا يطيقه إلا أُوْلُوا العزم من المؤمنين الصالحين الصادقين: {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [غافر: 44]، وقال سبحانه: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} [الضحى: 5]، وقال: ﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَشري نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءوفٌ بِالعِبادِ﴾ [البقرة: ٢٠٧]، و"يَشري" أي يبيع؛ ومن الناس من يبيع نفسه طلبًا لرضا الله عنه، ومن باع نفسه لله هانت عليه كل الصعوبات.
وقال الله عز وجل: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾ [التغابن: 11]، قال علقمة: "هي المصيبة تصيبُ الرَّجلَ، فيعلم أنَّها من عند الله، فيسلِّمُ لها ويرضى".
وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، فرضي الله لنا الإسلام فنحن نرضى بما رضيه الله لنا بدون استثناء حرف واحد منه، وقال ﷺ: «ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَن رَضِيَ بِالله رَبًّا، وَبِالإِسلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا» رواه مسلم.
وقال ﷺ: "إن عِظم الجزاء مع عظم البلاء، وإنّ الله تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السّخط".
وقال ﷺ: «إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقول لأهلِ الجنةِ: يا أهْلَ الجنةِ، فيقولون: لبَّيْكَ ربّنا وسَعْدَيكَ، والخيرُ في يديكَ، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولونَ: وما لنا لا نرضى يا ربَّنا وقد أعطيْتَنا ما لم تُعْطِ أحدًا من خَلْقِكَ، فيقول: ألا أعطيكم أفْضَلَ من ذلك؟ فيقولون: وأيُّ شيءٍ أفْضَلُ من ذلك؟ فيقول: أُحِلُّ عليكم رِضْواني فلا أسخَطُ عليكم بَعْدَهُ أبَدًا»، البخاري ومسلم.
👈هذا ولا يتمنى الإبتلاءات أو الفتن عاقل وإنما إذا حصلت فعلى ما تقدم ذكره من الحث على الرضا بالله وبأقداره والصبر على ذلك، ﴿قُل يا عِبادِ الَّذينَ آمَنُوا اتَّقوا رَبَّكُم لِلَّذينَ أَحسَنوا في هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةٌ وَأَرضُ اللَّهِ واسِعَةٌ إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ﴾ [الزمر: ١٠]، وأن لا تأمن مكر الله فإنك حينما تعلم أنك قد تُبتلى بما تراه في غيرك فإن هذا يحملك على التواضع، وتقدير الناس وظروفهم، ومعرفة فضل الله عليك وما أنتَ فيه من النِعَم، وشكر الله وحمده على جميع نعمه وفضله، ويحملك على الحرص على طاعة الله التي فيها النجاة والأمن والأمان والطمأنينة والسكينة والراحة في الدنيا والآخرة.
👈فالسلامة والعافية لا يعدلها شيء.
🤲نسأل الله العظيم الحي القيوم ذا الجلال والإكرام أن يعافينا ويسلمنا وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
#ابن_الشابرة
(٢٢ رمضان ١٤٤٥)

BY مجتمع الفوائد العلمية


Share with your friend now:
tgoop.com/asimseed/9541

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

Telegram message that reads: "Bear Market Screaming Therapy Group. You are only allowed to send screaming voice notes. Everything else = BAN. Text pics, videos, stickers, gif = BAN. Anything other than screaming = BAN. You think you are smart = BAN. With Bitcoin down 30% in the past week, some crypto traders have taken to Telegram to “voice” their feelings. Select: Settings – Manage Channel – Administrators – Add administrator. From your list of subscribers, select the correct user. A new window will appear on the screen. Check the rights you’re willing to give to your administrator. The court said the defendant had also incited people to commit public nuisance, with messages calling on them to take part in rallies and demonstrations including at Hong Kong International Airport, to block roads and to paralyse the public transportation system. Various forms of protest promoted on the messaging platform included general strikes, lunchtime protests and silent sit-ins. The group also hosted discussions on committing arson, Judge Hui said, including setting roadblocks on fire, hurling petrol bombs at police stations and teaching people to make such weapons. The conversation linked to arson went on for two to three months, Hui said.
from us


Telegram مجتمع الفوائد العلمية
FROM American