tgoop.com/almoslih/304
Last Update:
أخرج الإمام أحمد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يخرج من عدن أبين اثنا عشر ألفا ينصرون الله ورسوله، هم خير من بيني وبينهم" إسناده صحيح.
هذا الحديث من المبشرات للأمة عامة ولأهل اليمن خاصّة، ويبين أن لأهل اليمن جولة قادمة في نصرة الإسلام بإذن الله تعالى.
- عند التأمل في الحديث نجد أنّ فيه مدحا عظيما يقتضي تخلّق هؤلاء الممدوحين بأعلى الصفات، وتربيتهم على الإيمان والإخلاص والصدق والتوكل بأعلى الدرجات، والقيام بنصرة الله ورسوله في أصعب الظروف والأوقات وإلا لما كانوا بهذه الرتبة العلية المذكورة في الحديث: (خير من بيني وبينهم) فإنّ المجاهدين من اليمن عبر التاريخ كثير، والعلماء والدعاة كثير أيضا، لكن هؤلاء امتازوا بمزيد فضل جعلهم أهلا لهذا الثناء، وقد يكون ذلك مركبا من جهتين اثنتين:
الأولى: فضلهم في ذاتهم وفضل أعمالهم.
الثانية: فضل الزمن الذي نصروا فيه الله ورسوله، فإن الأعمال قد تتضاعف بسبب العوامل الزمنية (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل)
-هذه الخيرية لا بد أن تكون منبثقة عن العلم والعمل، لا عن العلم وحده ولا عن العمل وحده، ومن أبرز الأعمال التي تميز هؤلاء: (الجهاد في سبيل الله) لأنهم موصوفون بالنصرة لله ورسوله، والجهادُ أبرز ما يدخل تحت هذا الوصف.
كما أنهم منطلقون من العلم الصحيح ولا بد؛ لأنهم أصابوا الغاية الصحيحة في زمن قد يكون زمن فتن وظروف صعبة، وهذه الإصابة لا تكون إلا بالعلم، ولا بد أن يكون هذا العلم متعلقا بنور الوحي والرسالة والسنة، فمنه تكون الهداية الإلهية، فهي حالةٌ إصلاحية ناتجة عن العلم الصحيح والإيمان الصادق والعمل والنصرة والتضحية.
- هذا الحديث يبيّن صفاء الغاية التي ينطلق لأجلها هؤلاء الاثنا عشر ألفا، وهي (نُصرة الله ورسوله) فليست هذه النصرة لرايات جاهلية أو علمانية أو وطنية أو قومية فضلاً عن أن تكون مناصرة لجهات محاربة لله ورسوله وصالح المؤمنين في هذا الزمن.
- العلم والعمل الذي تنبثق عنه هذه الخيرية لا يمكن أن يكون مناقضاً لسنة النبي ﷺ لأن هؤلاء الممدوحين: (ينصرون الله ورسوله) وأما الإعلاء من صوت البدع وأهلها، والطعن في أصحاب رسول الله، فلا يتفق مع حقيقة هذه النصرة، ولا يمكن أن تكون معه مثل هذه الخيرية العالية.
- هذا العدد الكبير المذكور في الحديث يقتضي وجود مسيرة بِنائية مُسبقة، لأنه إذا كان المراد بـ (يخرج) أي في زمن واحد -وهو الأرجح والله أعلم- فهذا يقتضي قدراً من الاتساق والانتظام والتربية المسبقة والصدور عن رأي موحد يقود هذا العدد ويوجه مسيرته.
- لا أظن أن هذا الحديث ينطبق على اليمن اليوم (بوضعها الحالي) لكن قد يكون زمانه قريباً -والله أعلم- خاصة إذا تحققت شروط ذلك من وجود الحمَلة الصادقين المؤمنين، والبيئة المناسبة لإصلاحهم، والظرف الزماني المقتضي لنصرتهم وبذلهم.
BY بوصلة المصلح | أحمد السيد
Share with your friend now:
tgoop.com/almoslih/304