tgoop.com/almisrakhpost/2318
Last Update:
حتى ولو خرج الجيش كله بتعز يتقدمهم الدبابات والمدافع وراجمات الصواريخ في ملاحقة الخارجين على القانون، لن تحل المشكلة مطلقا، بل لم يعد ذلك يجدي نفعا؛ لأن هيبة الدولة مفقودة، وعندما تسقط هيبة الدولة والقانون لدى المواطن يصبح الحديث عن القانون والعدالة وإحلال السلام والأمن مجرد كلام فاضي وفارغ المضمون وللاستهلاك، إنه يعطي نتائج عكسية ويضاعف المشكلة أكثر.الدولة في حقيقتها هيبة في وعي الناس، وتنفق الدول كثيرا كي تراكم الأحداث والمواقف والخبرات وتحتاط لكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة من أجل أن ترفع من شأن هيبتها لدى المواطن، تبادله الثقة والاهتمام والخوف معا، هذا الشيء في تعز بات مفقودا وبفعل مقصود طبعا من القيادات العسكرية والأمنية الحالية.عندما يتم التستر على المجرمين والخارجين على القانون لمرات وبشكل فاضح فإن هيبة الدولة تسيح وتنتهي ويتحول المجرم والقاتل إلى بطل قومي في عيون الناس؛ ويشعر الناس - معه - بقلق ورضى في نفس الوقت، رضا لأنه يهين وينتقم من القيادات الورقية، وخوف على أنفسهم من المستقبل المجهول الذي بات ينتظرهم في هذا الحال البائس.الحقيقة التي نتجاهلها ونهرب من الاعتراف بها، بأن القيادات الأمنية والعسكرية الحالية في تعز قد أساءت للقانون ولهيبة الدولة، وساهمت في التحضير لكل ما يجري، ولن يجدي نفعا فعل أي شيء مالم يتم تغيرها وإبعادها من المشهد.كل محاولة في هذه الأثناء لا تنتهي بإبعاد هؤلاء سوف تصب بالفراغ، ستقابل بكثير من الاستهداف والعناد، ستكبر القضية أكثر وستستفحل وستخرج عن السيطرة، ستنتهي المطاف بالمدينة بأن تلحق بعدن وأسوأ.باختصار شديد المدينة بحاجة لشخص يعيد هيبة الدولة قبل أن يطارد الخارجين على القانون والعابثين، يعيد الاعتبار لهذه المدينة وللناس الذين هم صمام الأمام يعيد لهم الثقة بالدولة وبالقانون وأن هذه الدماء التي سكبت في هذه الأرض لم تباد وتذهب للفراغ وأن القيادات السابقة قد نالت العقاب وأٌقله إبعادها عن المشهد تماما.
فهد سلطان
https://www.facebook.com/106529907350978/posts/375419920461974/
BY المسراخ بوست
Share with your friend now:
tgoop.com/almisrakhpost/2318