tgoop.com/alkhataba2016/12611
Last Update:
مصداق ذلك ما ثبت عن أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ، قَالَ: مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ، قَالَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ". رواه الترمذي وأحمد رحمهما الله تعالى.
فيا أيها الإنسان إنه لن تتحرك قدمك يوم القيامة إلى الجنة ولا إلى النار والعياذ بالله إلا بعد أن تسأل عن أربعة أسئلة وهي: عمرك وشبابك ومالك وعملك.
فقد روى الترمذي عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ الله عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَا فَعَلَ بِهِ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَفِيمَا أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ، فِيمَا أَبْلَاهُ»وفي رواية:" وعن شبابه فيما أبلاه"
والشباب داخل في العمر وهو من باب عطف الخاص على العام, وهذا يدل على أهمية الشباب ولأنه جوهرة العمر ولهذا فإن الشاب الصالح العابد من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال::" سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِى ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِى الْمَسَاجِدِ وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِى اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ. وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاَ تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ».
الشاهد "وشاب نشأ في عبادة الله"فاغتنم شبابك في طاعة الله أيها المسلم قبل الهرم وقبل أن تضعف عن العمل فإن الله سبحانه وتعالى يقول: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُون}[يس:68]
أي نضعف حواسه وقدرته فلا يستطيع التزود من الأعمال الصالحة التي لا يقوم بها إلا الشباب كالصيام والقيام والجهاد والحج ونحو ذلك.
واغتنم وقتك قبل الندم والحسرات فإن المغبون هو الذي يضيع وقته وفراغه فيما يسخط الله و في غير مرضات الله و في اللهو واللعب .
ففي صحيح البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ "
والغبن هو الندم والحسرة كرجل غبن في سلعة باعها بثمن بخس فأصيب بالغبن, أو اشترى سلعة بأضعاف ثمنها فلما تبين له قيمتها الحقيقة غُبن وأصيب بالحسرة والندامة, فهذا في سلعة دنيوية, فكيف بأغلى سلعة على الإطلاق وهي جنة عرضها السماوات والأرض؟!
قال تعالى:" يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التغابن : 9]
" أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ، أَلاَ إِنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجَنَّةُ". ثبت هذاعن النبي صلى الله عليه وسلم عند الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فاغتنم فراغك في طاعة الله واعلم أن الفراغ أقسام ثلاثة: فراغ القلب وفراغ اللسان وفراغ الجوارح , فلا تَدع لسانك فارغا من ذكر الله تعالى ,ولا تدع قلبك فارغا من حب الله تعالى وخشيته والإنابة إليه ,ولا تَدع جوارحك فارغة من طاعة الله تعالى والتقرب إليه بالأعمال الصالحة، فاجعل حياتك كلها لله فإن الله تعالى يقول: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِين }[الأنعام:162-163] .
قال الحسن البصري رحمه الله: من استعمل فراغه بطاعة الله فهو المغبوط ومن استعمله في معصية الله فهو المغبون. اهـ بمعناه.
والمغبوط: هو الرجل الذي أنعم الله عليه بنعمة فغبطه الناس, أي: يتمنون أن يكون لهم مثل هذه النعمة دون تمني زوالها كحديث: " لاَ حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ الله القُرْآنَ فَهُوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ الله مَالًا فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ " متفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما.
BY منبر الخطباء والدعاة
Share with your friend now:
tgoop.com/alkhataba2016/12611