tgoop.com/algwere/207906
Last Update:
.
أنفع النوم:
قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله:
للنوم فائدتان جليلتان:
إحداهما: سكون الجوارح وراحتها مِمَّا يعرض لها من التعَب، فيُريح الحواسَّ
من نصَب اليقظة، ويُزيل الإعياء والكَلَال.
والثَّانية: هضم الغذاء ونضج الأخلاط
لأن الحرارة الغريزيَّة في وقت النوم تغور إلى باطن البدن فتُعين على ذلك؛ ولهذا يَبرُد ظاهرُه ويحتاج النائمُ إلى فضلِ دِثارٍ.
وأنفَعُ النوم: أن ينام على الشِّقِّ الأيمن ليستقرَّ الطَّعامُ بهذه الهيئة في المعدة استقرارًا حسنًا؛ فإنَّ المعدة أميل
إلى الجانب الأيسر قليلًا
ثمَّ يتحوَّل إلى الشِّقِّ الأيسر قليلًا
ليُسرع الهضم بذلك؛ لاشتمال
المعدة على الكبد
ثمَّ يستقرُّ نومه على الجانب الأيمن
ليكون الغذاء أسرع انحدارًا عن المعدة.
فيكون النوم على الجانب الأيمن
بداءةَ نومِه ونهايتَه.
وكثرة النوم على الجانب الأيسر مُضِرٌّ بالقلب؛ بسبب ميل الأعضاء إليه
فتنصبُّ إليه الموادُّ.
وأردأ النوم: النوم على الظَّهْر، ولا يضرُّ الاستلقاء عليه للراحة من غير نومٍ.
وأردأ منه: أن ينام مُنبطِحًا على وجهه وفي المسند وسنن ابن ماجه
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال:
مَرَّ النبيُّ ﷺ على رجلٍ نائمٍ في المسجد منبطحٍ على وجهه، فضربه برجله وقال: «قم، أو: اقعد؛ فإنها نومةٌ جَهَنَّمِيَّةٌ»...
ونوم النهار رديٌّ يورِث الأمراض الرطوبيَّة والنوازل، ويفسد اللون ويورِث الطِّحال ويُرخي العصَب، ويُكْسِل ويُضعِف الشهوة، إلا في الصيف وقت الهاجرة
وأردؤه نوم أول النهار
وأردأ منه النومُ آخرَه بعد العصر.
ورأى عبدالله بن عباسٍ رضي الله عنه
ابنًا له نائمًا نومة الصُّبحة، فقال له:
"قم، أتنام في الساعة التي
تُقسَّم فيها الأرزاقُ؟!"...
ونوم الصُّبحة يمنع الرزق؛ لأن ذلك وقتٌ تَطلُب فيه الخليقة أرزاقَها، وهو وقت قسمة الأرزاق، فنومُه حرمانٌ
إلا لعارِضٍ أو ضرورةٍ
وهو مضرٌّ جدًّا بالبدن؛ لإرخائه البدنَ وإفسادِه الفضلات التي ينبغي تحليلُها بالرياضة.
زاد المعاد (٤ / ٣٤٥ - ٣٤٨).
BY ((صِبْغَةَ اللَّهِ ً ))
Share with your friend now:
tgoop.com/algwere/207906