tgoop.com/algod1992/15150
Last Update:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل من القلم مدادًا للحق، ومن الحروف جسرًا يصل القلوب بروح الإبداع، والصلاة والسلام على سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، الذي أروى بدمه شجرة الإيمان لتبقى خضراء نابضة على مرّ العصور.
منذ أن خطوتُ أولى خطواتي في عالم الخط العربي، كان الإمام الحسين (عليه السلام) وقضيته الملهمة نورًا يهديني إلى أعظم أشكال التعبير، إذ كيف يمكن للحرف أن يكون أجمل من حينما يكتب عن مدرسة التضحية والإباء؟ من هذا الشعور العميق ولدت فكرة "مداد عاشوراء"، لتكون مشروعًا فنيًا شامخًا يوثّق عبر 400 مخطوطة عاشورائية، كل منها تحكي قصة عشق للإمام الحسين (عليه السلام)، وتوثّق إرثه الخالد بلغة الخطوط التي تجتمع فيها الجماليات الروحية والفنية.
لقد كان هذا الإصدار بمثابة رحلة طويلة من العطاء، امتدت بين التأمل والبحث والدراسة والتنفيذ، لأجمع فيها بين مختلف أنماط الخط العربي، ، وأمزج بينها بروح عاشورائية خالصة، وكأن كل لوحة منها تصرخ بلسان الحسين (عليه السلام) : "هيهات منا الذلة".
مداد عاشوراء ليس مجرد كتاب فني يضم لوحات خطية، بل هو شهادة حب ووفاء، ورسالة جمالية تعكس ارتباط الحرف بالمبدأ، حيث كل مخطوطة فيه تحمل نَفَسًا من عاشوراء، ورائحة التراب الممزوج بدماء الشهداء، لتكون جسرًا يربط الأجيال القادمة بروح هذه النهضة.
إن هذا العمل لم يكن ليرى النور لولا الدعم الكبير الذي حظيت به من العتبة الحسينية المقدسة و دار القرآن الكريم، التي آمنت بفكرة المشروع واحتضنت خطواته منذ البداية. وأخصّ بالشكر كل الخطاطين والفنانين الذين ساهموا بنصائحهم وأفكارهم، أو أهدوني كلمة محفّزة خلال مسيرتي، فكان لكل ذلك أثر بالغ في أن يكون هذا الإصدار بالشكل الذي ترونه اليوم.
أردت من خلال مداد عاشوراء أن أؤكّد على أن الفنّ الإسلامي، ولا سيما فنّ الخط العربي، ليس مجرد زينة أو ترف جمالي، بل هو رسالة إنسانية عميقة الجذور، تسعى لتثبيت قيم النهضة الحسينية في النفوس والعقول. بالحروف التي كتبت بها أحاديث الإمام الحسين (عليه السلام) وكل ما يرتبط به .
إنني أهدي هذا العمل إلى كل محب للإمام الحسين (عليه السلام) ، إلى كل عين بكت، وإلى كل يد رفعت راية الولاء، ضارعًا إلى الله تعالى أن يجد القارئ والمتأمل في صفحات هذا الإصدار ما يُوقظ فيه مشاعر العزة والانتماء لهذه المدرسة العظيمة.
(مداد عاشوراء) هو عربون وفاء صغير في حضرة سيد الشهداء (عليه السلام)، وصرخة إبداعية تقول لكل العالم: إن عاشوراء ليست حدثًا تاريخيًا فحسب، بل هي روحٌ تتجدد، وعشقٌ لا ينتهي، ورسالة حقٍّ تضيء الدروب للأحرار في كل زمان ومكان ...
نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه، وفي ميزان حبنا وولائنا للإمام الحسين (عليه السلام) وأن يُكتب له القبول بين أيدي العاشقين .. والحمد لله رب العالمين.
وفي الختام أقدم شكري وتقديري لشركاء الأجر والإنجاز والنجاح الأحبة الموالين
سماحة المفضال الأخ الكبير الشيخ الجليل خير الدين الهادي رئيس قسم دار القرآن الكريم المشرف العام على الإصدار
جناب سيدنا الأستاذ صادق الحسيني القصير دام مداده المبارك في تقديم الإصدار وكلمته الموسومة
الأخ الحبيب أحمد العيساوي في الإعداد
الأخ الحبيب رضا عادل في التصميم والإخراج الفني
الأخ الحبيب محمد البختري في الترجمة إلى اللغة الإنجليزية
الأستاذة الفاضلة الحاجة الآء عجّام في التدقيق اللغوي
الأحبة دار الوارث للطباعة والنشر في العتبة الحسينية المقدسة
الأحبة النجباء جميعًا في مركز والقلم للخط العربي
شكرًا لكل مساهم في هذا الإصدار الموسوم بمداد سيد الشهداء (عليه السلام)، ونسأل الله أن يكون شفيعًا لنا جميعًا يوم لا ينفع مال ولا بنون، وأن يكون صدقة جارية لمن عمل به ونظر إليه وساهم في إخراجه إنه سميع مجيب الدعاء.
#اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد
#الخطاط_محمد_الحسني_المشرفاوي
#محرم_الحرام١٤٤٧هـ
BY مركز الجود للخط العربي

Share with your friend now:
tgoop.com/algod1992/15150