tgoop.com/alfraid1/17712
Last Update:
إشكال وجوابه في صوم عاشوراء
أشكل على بعض الناس أن النبي ﷺ حين قدم المدينة سأل اليهود عن سبب صومهم لعاشوراء،
وفي آخر سنة من حياته قال الصحابة له: «إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله ﷺ: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع»،
فقد علم سابقا أنه تعظمه اليهود وقد صامه من قبل!
وجوابه:
أن سؤال النبي ﷺ لليهود كان أول الهجرة؛ فلما أخبروه؛ قال: نحن أحق بموسى منكم، فصامه، وأمر بصيامه،
وكان في أول الأمر يحب موافقة أهل الكتاب ومخالفة مشركي العرب، لكون أهل الكتاب أقرب منهم له..
ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما، «أن رسول الله ﷺ، كان يسدل شعره، وكان المشركون يفرقون رءوسهم، فكان أهل الكتاب يسدلون رءوسهم، وكان رسول الله ﷺ يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء، ثم فرق رسول الله ﷺ رأسه».
ثم لما آمن به مشركو العرب، ودخل الناس في دين الله أفواجا، بعد فتح مكة، وأسلمت عامة قبائل العرب، فلم يبق إلا أهل الكتاب، شرع النبي ﷺ لأمته مخالفتهم في أمور كثيرة.
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: إن رسول الله ﷺ، قال: «إن اليهود، والنصارى لا يصبغون؛ فخالفوهم».
وروى شداد بن أوس عن النبي ﷺ قال: «خالفوا اليهود؛ فإنهم لا يصلون في نعالهم، ولا خفافهم».
رواه أبو داود وصححه ابن حبان والحاكم.
وروى عمرو بن العاص، أن رسول الله ﷺ قال: «فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر».
رواه مسلم وغيره.
وروى أنس أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها، ولم يجامعوهن في البيوت فسأل أصحاب النبي ﷺ النبي ﷺ فأنزل الله تعالى: {ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض} إلى آخر الآية، فقال رسول الله ﷺ: «اصنعوا كل شيء إلا النكاح»،
فبلغ ذلك اليهود، فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه..
رواه مسلم.
وغيرها من الأحاديث..
قال ابن تيمية: «فهذا الحديث يدل على كثرة ما شرعه الله لنبيه من مخالفة اليهود؛ بل على أنه خالفهم في عامة أمورهم، حتى قالوا: ما يريد أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه».
«اقتضاء الصراط المستقيم» ٢١٥/١.
وسؤال الصحابة واستشكالهم السابق في حديث عاشوراء في قولهم: «إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى»،
إنما قالوه آخرا، لما رأوه يحب مخالفتهم،
وأما قبل ذلك فلم يستشكلوا موافقته، ولم يسألوه، وإنما سألوه أخيرا، فقال لهم: «فإذا كان العام المقبل -إن شاء الله- صمنا اليوم التاسع».
قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله ﷺ».
رواه مسلم.
والله أعلم.
BY فرائد الفوائد
Share with your friend now:
tgoop.com/alfraid1/17712