tgoop.com/alfraid1/16089
Last Update:
أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم ، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأن بحسب احتمال المشاق تكون الفرحة والملذة؛ فلا فرحة لمن لا هم له، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له، بل إذا تعب العبد قليلا استراح طويلا، وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد، وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو ثمرة صبر ساعة . وكلما كانت النفوس أشرف، والهمة أعلى، كان تعب البدن أوفر، وحظه من الراحة أقل، كما قال المتنبي :
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام
وقال يحيى بن أبي كثير: لا ينال العلم براحة الجسم .
ولا ريب عند كل عاقل أن كمال الراحة بحسب التعب، وكمال النعيم بحسب تحمل المشاق في طريقه، وإنما تخلص الراحة واللذة والنعيم في دار السلام، فأما في هذه الدار فكلا ولما.
باختصار من مفتاح دار السعادة للعلامة ابن القيم رحمه الله
BY فرائد الفوائد
Share with your friend now:
tgoop.com/alfraid1/16089