tgoop.com/alamukth/315
Last Update:
كنت أتأمل في الآيات القرآنية الواردة فيمن ذكرهم القرآن ممن يقوم الليل؛ فلحظت وجود صفة ملازمة لهم، وهي: «الخوف من الله وعذابه»، فهم مع طاعتهم العظيمة التي يفعلونها إلا أنهم وجلون خائفون.
تأملوا معي:
١- {أَمَّنۡ هُوَ قَٰنِتٌ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ سَاجِدٗا وَقَآئِمٗا} ثم وصف هذا القائم بأنه { يَحۡذَرُ ٱلۡأٓخِرَةَ وَيَرۡجُواْ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ}.، أي: يخاف عذاب الآخرة.
٢- {وَٱلَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمۡ سُجَّدٗا وَقِيَٰمٗا ٦٤}، ومع حالهم هذه أنهم يبيتون في طاعة ربهم فهم كذلك:{ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ٦٥ إِنَّهَا سَآءَتۡ مُسۡتَقَرّٗا وَمُقَامٗا ٦٦}
٣- {إِنَّمَا يُؤۡمِنُ بِـَٔايَٰتِنَا ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْۤ سُجَّدٗاۤ وَسَبَّحُواْ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ۩ ١٥ تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمۡ عَنِ ٱلۡمَضَاجِعِ}، ثم قال: {يَدۡعُونَ رَبَّهُمۡ خَوۡفٗا وَطَمَعٗا}، خوفا من عذابه، وطمعا في رحمته.
٤- {كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١٧}، ثم قال: {وَبِٱلۡأَسۡحَارِ هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ ١٨}، أي: يطلبون المغفرة، «و«معناها وقاية شر الذنب بحيث لا يعاقب على الذنب» كما يقول أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله -.
وهذا يدل على أنهم لا يمنون على ربهم بعبادتهم، وإنما مع قيامهم في الليل كانوا وجلين حذرين، ولطاعتهم غير مستكثرين، وهذا يذكّرنا بقول الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِینَ یُؤۡتُونَ مَاۤ ءَاتَوا۟ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَ ٰجِعُونَ﴾ [المؤمنون ٦٠].
وهذا المعنى من عدم المن على الله في الطاعة جاء الأمر به في قول الله تعالى: ﴿وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} فمعناه: «ولا تمنن على ربك من أن تستكثر عملك الصالح» كما يقول أبو جعفر الطبري - رحمه الله -.
وهكذا كان حال نبينا ﷺ فقد كان يقول في سجوده في قيام الليل: «اللهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ».
فراجع نفسك وقلبك بعد طاعتك فإنك لن تخلو من حالين:
أحدهما: أنك ممن يمن على ربه. فتذكّر أن الله غني عنك وعن عبادتك، وأنك الفقير إليه.
والآخر: أن تكون منكسر القلب ترجو من الله أن يتقبل طاعتك، وتشكره أن وفقك الله إليها، فإن ما من نعمة بك إلا منه - سبحانه وبحمده -.
BY على مُكث
Share with your friend now:
tgoop.com/alamukth/315