- وَقِيلَ: لَمَّا احْتُضِرَ الْحَسَنُ، جَزِعَ جَزَعًا شَدِيدًا.
فَقَالَ لَهُ وَلَدُهُ، لَقَدْ أَفْزَعْتَنَا بِجَزَعِكَ هَذا يَا أَبَتِ.
فَقَالَ: يَا بُنَيَّ! قَدْ جَاءَ الْحَقُّ، وَزَهَقَ الْبَاطِلُ، وَهَا أَنَا أُصَابَ بِنَفْسِي الَّتِي لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا.
وَقاَل مَالِكُ بْنُ دِينَارٍٍ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ (رحمه الله ) فِي مَنَامِي -بَعْدَ أَنْ مَاتَ مَسْرُورًا، شَدِيدَ الْبَيَاضِ، تَبْرُقُ مَجَارِي دُمُوعِه.
فَقُلْتُ: أَلَسْتَ مِنَ الْمَوْتَى؟
فَقَالَ: بَلَى.
قُلْتُ: فَمَاذَا صِرْتَ إِلَيْهِ بَعْدَ الْمَوْتِ فَلَعَمْرِي لَقَدْ طَالَ حُزْنُكَ فِي الدُّنْيَا؟
فَقَالَ: رَفَعَ -واللهِ- لَنَا ذَلِكَ الْحزنُ عَلَم الْهِدَايَةِ إِلَى مَنازِلِ الْأَبْرَارِ، فَحَلَلْنَا بِثَوَابِهِ مَسَاكِنَ الْمُتَّقِينَ.
وَايْمُ اللهِ، إِنْ ذَلِكَ إِلَّا مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا..
قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنَا بِهِ يَا أَبَا سَعِيدٍ؟
قَالَ: وَمَا عَسَى؟ إِنَّ أَطْوَلَ النَّاسِ حُزْنًا فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُهُمْ فَرَحًا فِي الْآخِرَةِ.
- وَقَالَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ يَوْمًا، فَسَمِعْتُهُ يُنْشِدُ:
لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ = إِنَّمَا الْمَيْتُ مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ
إِنَّمَا الْمَيْتُ مَنْ تَرَاهَ كَئِيبًا = كَاسِفاً بَالُهُ قَلِيلُ الرَّجَاءِ
- وَكَانَ إِذَا أَصْبَحَ وَفَرَغَ مِنْ تَسْبِيحِهِ، أَنْشَدَ:
وَمَا الدُّنْيَا بِبَاقِيَةٍ لِحَيٍّ = وَلَا حَيٌّ عَلَى الدُّنْيَا بِبَاقِ
وَإِذَا أَمْسَى، بَكَى وَتَمَثَّلَ:
يَسُرُّ الْفَتَى مَا كَانَ قَدَّمَ مِنْ تُقًى = إِذَا عَرَفَ الدَّاءَ الذَّيِ هُوَ قَاتِلُهُ
- قَالَ حُمَيدٌْ: دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ يَوْمًا، فَوَجَدْنَاهُ يَبْكِي وَيُنْشِدُ:
دَعُوهُ لَا تَلُومُوهَ دَعُوهُ = فَقَدْ عَلِمَ الَّذِي لَمْ تَعْلَمُوهُ
رَأَى عَلَمَ الْهُدَى فَسَمَا إِلَيْهِ = وَطَالَبَ مَطْلَبًا لَمْ تَطْلُبُوهُ
أجَابَ دُعَاءَهُ لَمَّا دَعَاهُ = وَقَامَ بِأَمْرِهِ وَأَضَعْتُمُوهُ
بِنَفْسِي ذَاكَ مِنْ فَطِنٍ لَبِيبٍٍ = تَذَوَّقَ مَطْعَمًا لَمْ تَطْعَمُوهُ
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَوْمًا آخَرَ يَبْكِي وَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، مَتَى أُؤَدِّي شُكْرَ نِعْمَتِكَ الَّتِي لَا تُؤَدَّى إِلَّا بِنِعْمَةٍ مُحْدَثَةٍ، وَمَعُونَةٍ مُجَدَّدَةٍ؟!
مَا أَخْسَرَ صَفْقَةَ مَنْ صُرِفَ عَنْ بَابِكَ، وَضُرِبَ دُونَهُ حِجَابُكَ!
ثُمَّ أَنْشَدَ:
إِذَا أَنَا لَمْ أَشْكُرْكَ جُهْدِي وَطَاقَتِي = وَلَمْ أَصْفُ مِن ْقَلْبِي لَكَ الْوُدَّ أَجْمَعَا
فَلَا سَلِمَتْ نَفْسِي مِنَ السُّقْمِ سَاعَةً = وَلَا أَبْصَرَتْ عَيْنِي مِنَ الشَّمْسِ مَطْلَعَا
ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَبَكَى، وَقَالَ: الْقَلْبُ الَّذِي يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ التَّعَبَ، وَيُؤْثِرُ النَّصَبَ.
هَيْهَاتَ، لَا يَنَالُ الْجَنَّةَ مَنْ يُؤْثِرُ الرَّاحَةَ. مَنْ أَحَبَّ سَخَا بِنَفْسِهِ إِنْ صَدَقَ، وَتَرَكَ الْأَمَانِي؛ فَإِنَّهَا –أَيِ الْأَمَانِي- سِلَاحُ النَّوْكَى. يَعْنِي الْحَمْقَى.
- وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَوْمًا: يَاَ أبَا سَعِيدٍ، مَا بَالُ الْمُتْهَجِدِينَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وُجُوهًا؟!
قَالَ: لِأَنَّهُمْ خَلَوْا بِالرَّحْمَنِ، فَأَلْبَسَهُمْ مِنْ نُورِهِ، فَهُوَ يَبْدُو عَلَى وُجُوهِهِمْ.
https://www.tgoop.com/ahmed19871111/5899
فَقَالَ لَهُ وَلَدُهُ، لَقَدْ أَفْزَعْتَنَا بِجَزَعِكَ هَذا يَا أَبَتِ.
فَقَالَ: يَا بُنَيَّ! قَدْ جَاءَ الْحَقُّ، وَزَهَقَ الْبَاطِلُ، وَهَا أَنَا أُصَابَ بِنَفْسِي الَّتِي لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا.
وَقاَل مَالِكُ بْنُ دِينَارٍٍ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ (رحمه الله ) فِي مَنَامِي -بَعْدَ أَنْ مَاتَ مَسْرُورًا، شَدِيدَ الْبَيَاضِ، تَبْرُقُ مَجَارِي دُمُوعِه.
فَقُلْتُ: أَلَسْتَ مِنَ الْمَوْتَى؟
فَقَالَ: بَلَى.
قُلْتُ: فَمَاذَا صِرْتَ إِلَيْهِ بَعْدَ الْمَوْتِ فَلَعَمْرِي لَقَدْ طَالَ حُزْنُكَ فِي الدُّنْيَا؟
فَقَالَ: رَفَعَ -واللهِ- لَنَا ذَلِكَ الْحزنُ عَلَم الْهِدَايَةِ إِلَى مَنازِلِ الْأَبْرَارِ، فَحَلَلْنَا بِثَوَابِهِ مَسَاكِنَ الْمُتَّقِينَ.
وَايْمُ اللهِ، إِنْ ذَلِكَ إِلَّا مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا..
قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنَا بِهِ يَا أَبَا سَعِيدٍ؟
قَالَ: وَمَا عَسَى؟ إِنَّ أَطْوَلَ النَّاسِ حُزْنًا فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُهُمْ فَرَحًا فِي الْآخِرَةِ.
- وَقَالَ صَالِحٌ الْمُرِّيُّ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ يَوْمًا، فَسَمِعْتُهُ يُنْشِدُ:
لَيْسَ مَنْ مَاتَ فَاسْتَرَاحَ بِمَيْتٍ = إِنَّمَا الْمَيْتُ مَيِّتُ الْأَحْيَاءِ
إِنَّمَا الْمَيْتُ مَنْ تَرَاهَ كَئِيبًا = كَاسِفاً بَالُهُ قَلِيلُ الرَّجَاءِ
- وَكَانَ إِذَا أَصْبَحَ وَفَرَغَ مِنْ تَسْبِيحِهِ، أَنْشَدَ:
وَمَا الدُّنْيَا بِبَاقِيَةٍ لِحَيٍّ = وَلَا حَيٌّ عَلَى الدُّنْيَا بِبَاقِ
وَإِذَا أَمْسَى، بَكَى وَتَمَثَّلَ:
يَسُرُّ الْفَتَى مَا كَانَ قَدَّمَ مِنْ تُقًى = إِذَا عَرَفَ الدَّاءَ الذَّيِ هُوَ قَاتِلُهُ
- قَالَ حُمَيدٌْ: دَخَلْنَا عَلَى الْحَسَنِ يَوْمًا، فَوَجَدْنَاهُ يَبْكِي وَيُنْشِدُ:
دَعُوهُ لَا تَلُومُوهَ دَعُوهُ = فَقَدْ عَلِمَ الَّذِي لَمْ تَعْلَمُوهُ
رَأَى عَلَمَ الْهُدَى فَسَمَا إِلَيْهِ = وَطَالَبَ مَطْلَبًا لَمْ تَطْلُبُوهُ
أجَابَ دُعَاءَهُ لَمَّا دَعَاهُ = وَقَامَ بِأَمْرِهِ وَأَضَعْتُمُوهُ
بِنَفْسِي ذَاكَ مِنْ فَطِنٍ لَبِيبٍٍ = تَذَوَّقَ مَطْعَمًا لَمْ تَطْعَمُوهُ
قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَوْمًا آخَرَ يَبْكِي وَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، مَتَى أُؤَدِّي شُكْرَ نِعْمَتِكَ الَّتِي لَا تُؤَدَّى إِلَّا بِنِعْمَةٍ مُحْدَثَةٍ، وَمَعُونَةٍ مُجَدَّدَةٍ؟!
مَا أَخْسَرَ صَفْقَةَ مَنْ صُرِفَ عَنْ بَابِكَ، وَضُرِبَ دُونَهُ حِجَابُكَ!
ثُمَّ أَنْشَدَ:
إِذَا أَنَا لَمْ أَشْكُرْكَ جُهْدِي وَطَاقَتِي = وَلَمْ أَصْفُ مِن ْقَلْبِي لَكَ الْوُدَّ أَجْمَعَا
فَلَا سَلِمَتْ نَفْسِي مِنَ السُّقْمِ سَاعَةً = وَلَا أَبْصَرَتْ عَيْنِي مِنَ الشَّمْسِ مَطْلَعَا
ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَبَكَى، وَقَالَ: الْقَلْبُ الَّذِي يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ التَّعَبَ، وَيُؤْثِرُ النَّصَبَ.
هَيْهَاتَ، لَا يَنَالُ الْجَنَّةَ مَنْ يُؤْثِرُ الرَّاحَةَ. مَنْ أَحَبَّ سَخَا بِنَفْسِهِ إِنْ صَدَقَ، وَتَرَكَ الْأَمَانِي؛ فَإِنَّهَا –أَيِ الْأَمَانِي- سِلَاحُ النَّوْكَى. يَعْنِي الْحَمْقَى.
- وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَوْمًا: يَاَ أبَا سَعِيدٍ، مَا بَالُ الْمُتْهَجِدِينَ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وُجُوهًا؟!
قَالَ: لِأَنَّهُمْ خَلَوْا بِالرَّحْمَنِ، فَأَلْبَسَهُمْ مِنْ نُورِهِ، فَهُوَ يَبْدُو عَلَى وُجُوهِهِمْ.
https://www.tgoop.com/ahmed19871111/5899
Telegram
أحمد عبد المنعم
❤3
سَتَمُوتُ وَحدَك
وَتُبعَثُ وَحدَك
وَتُسأَلُ بَينَ يَدَيْ اللهِ وَحدَك...
وَسَوفُ تُحَاسَبُ عَلَى مَا أَظهَرتَ وَمَا أَضمَرت، وَسَوفُ تُحَاسَبُ عَلَى مَا قَدَّمتَ وَمَا أَخَّرت.
وَمَعلُومٌ أَنَّ الإِنسَانَ سَيَقِفُ بَينَ يَدَيْ رَبِّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- كَمَا وَلَدَتهُ أُمُّهُ، لَا يَخفَى عَلَى اللهِ مِنهُ شَيء، وَكُلُّ مَا قَدَّمَ فِي هَذِهِ الحَياة –فِي الفُرصَةِ التِي أَعطَاهُ اللهُ إِيَّاهَا- مَسطُورٌ مَكتُوبٌ {أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} لِأَنَّهُ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ لَا يُحصَى عَلَيهِ شَيء!!
بَل إِنَّ اللهَ فَسَيَستَنطِقُ الأَعضَاء؛ لِكَي تَنطِقَ بِمَا عَمِلَ الإِنسَانُ فِي هَذِهِ الحَيَاة، وَمَا اقتَرفَهُ وَمَا اجتَنَاهُ، لِأَنَّ الإِنسَانَ سَيُدَافِعُ عَن نَفسِهِ أَمَامَ الله، وَاللهُ لَا تَخفَى عَلَيهِ خَافِيَة، وَلَكِنَّ الإِنسَانَ سَيَقِفُ يُدَافِعُ عَن نَفسِهِ أَمَامَ اللهِ عَمَّا اقتَرَفَت يَدَاهُ!!
فَيَقُولُ اللهُ رَبُّ العَالمِينَ: سَأَجعَلُ عَلَيكَ اليَومَ شَاهِدًا مِن نَفسِك، فَمَا ظَلَمَهُ وَإِنَّمَا عَدَلَ فِيهِ غَايَةَ العَدلِ, وَهُوَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
يَختِمُ عَلَى فَمِهِ وَيَأمُرُ أَعضَاءَهُ بِأَنْ تَنطِقَ بِمَا عَمِلَت فِي هَذِهِ الحَيَاة، وَمَا اقتَرَفَت مِن السَّيِّئاتِ وَالخَطَايَا وَالذُّنُوبِ،
ثُمَّ بَعدَ ذَلِكَ يُنطِقُهُ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، فَيُقبِلُ عَلَى أَعضَائِهِ لَائِمًا يَقُولُ: وَيحَكُنَّ! عَنكُنَّ كُنتُ أُنَاظِر!!
فَتَقُولُ أعَضَاؤهُ وَجَوارِحُهُ: {أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ}
يَنبَغِي أَنْ تُغَيِّرَ مِن حَيَاتِك، لَا تَستَسلِم، طعَامُك وَشَرَابُك...
لمَاذَا أَنتَ سَمِينٌ بَدِينٌ مِن غَيرِ مَا مُبَرِّر؟!
لمَاذَا؟ سَوفَ تُوزَنُ عِندَ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لَحمًا وَشَحمًا؟!
((إنَّ اللهَ يُبغِضُ الحَبرَ السَّمِين))
لمَاذَا تُسرِفُ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَفِي الكَلامِ وَالمَنَام؟!
لمَاذَا لَا تُغَيِّرُ حَيَاتَك؟!
لمَاذَا لَا تَتَوَقَّف مِن أَجلِ أَن تُرَاجِعَ مَا كَان؟ وَمِن أَجلِ أَنْ تَنظُرَ فِيمَا هُوَ آت؟!
مِن أَجلِ أَنْ تُبَدِّلَ مَسَارًا خَاطِئًا سِرتَ فِيهِ وَأَنتَ مُمْعِنٌ فِي السَّيرِ فِيهِ، وَكُلُّ لَحظَةٍ تَمضِي فِي هَذِهِ الطَّرِيق فَإِنَّهَا تُوَصِّلُكَ إِلَى الخَرابِ وَالدَّمَارِ وَالبَوَارِ!!
تَوَقَّف وَتَأَمَّل فِي أَخلَاقِكَ وَطِبَاعِكَ, فَإِنَّكَ تَجِدُ الغَضُوبَ إِذَا مَا رَاجَعتَهُ وَقُلتَ لَهُ:
هَذَا لَا يَجمُلُ بِكَ, أَنتَ رَجُلٌ عَاقِلٌ مُتَّزِنٌ، وَإِذَا مَا غَضِبتَ؛ فَإِنَّكَ لَا تَدرِي مَا يَخرُجُ مِن فَمِك...
لَوْ أَنَّكَ نَظَرت فِي مِرآةٍ فِي حَالِ غَضَبِكَ؛ لَأَبغَضَّتَ نَفسَكَ، كَالشَّيطَانِ ثَائِرَ الرَّأسِ, مُنتَفِضَ البَدَنِ, لَا تَكَادُ تَستَقِرّ عَلَى حَالٍ, اتَّقِ اللهَ!!
سَيَقُولُ لَكَ: هَذَا طَبعِي فَقَد خُلِقتُ غَضُوبًا
نَعَم؛ وَقَد نَزَلَ الشَّرعُ مِنَ السَّمَاءِ لِيُغَيِّرَ الطِّبَاعَ، فَحُجَّتُكَ غَيرُ مَقبُولَة.
يَنبَغِي عَلَينَا؛ أَنْ نَجتَهِدَ فِي تَغيِيرِ مَا نَحنُ فِيهِ بَعدَ أَنْ نَنظُرَ فِيهِ بِرَوِيَّةٍ وَرِفقٍ، وَأَنْ نَعلَمَ أَنَّ المُستَقبَلَ الحَقِيقِيَّ هُوَ مَا يَأتِي لَا مَا مَضَى، وَلَا مَا نَتَخَيَّلُه وَنَتَوَهَّمُهُ.
https://www.tgoop.com/ahmed19871111/10014
وَتُبعَثُ وَحدَك
وَتُسأَلُ بَينَ يَدَيْ اللهِ وَحدَك...
وَسَوفُ تُحَاسَبُ عَلَى مَا أَظهَرتَ وَمَا أَضمَرت، وَسَوفُ تُحَاسَبُ عَلَى مَا قَدَّمتَ وَمَا أَخَّرت.
وَمَعلُومٌ أَنَّ الإِنسَانَ سَيَقِفُ بَينَ يَدَيْ رَبِّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- كَمَا وَلَدَتهُ أُمُّهُ، لَا يَخفَى عَلَى اللهِ مِنهُ شَيء، وَكُلُّ مَا قَدَّمَ فِي هَذِهِ الحَياة –فِي الفُرصَةِ التِي أَعطَاهُ اللهُ إِيَّاهَا- مَسطُورٌ مَكتُوبٌ {أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ} لِأَنَّهُ كَانَ يَظُنُّ أَنَّهُ لَا يُحصَى عَلَيهِ شَيء!!
بَل إِنَّ اللهَ فَسَيَستَنطِقُ الأَعضَاء؛ لِكَي تَنطِقَ بِمَا عَمِلَ الإِنسَانُ فِي هَذِهِ الحَيَاة، وَمَا اقتَرفَهُ وَمَا اجتَنَاهُ، لِأَنَّ الإِنسَانَ سَيُدَافِعُ عَن نَفسِهِ أَمَامَ الله، وَاللهُ لَا تَخفَى عَلَيهِ خَافِيَة، وَلَكِنَّ الإِنسَانَ سَيَقِفُ يُدَافِعُ عَن نَفسِهِ أَمَامَ اللهِ عَمَّا اقتَرَفَت يَدَاهُ!!
فَيَقُولُ اللهُ رَبُّ العَالمِينَ: سَأَجعَلُ عَلَيكَ اليَومَ شَاهِدًا مِن نَفسِك، فَمَا ظَلَمَهُ وَإِنَّمَا عَدَلَ فِيهِ غَايَةَ العَدلِ, وَهُوَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
يَختِمُ عَلَى فَمِهِ وَيَأمُرُ أَعضَاءَهُ بِأَنْ تَنطِقَ بِمَا عَمِلَت فِي هَذِهِ الحَيَاة، وَمَا اقتَرَفَت مِن السَّيِّئاتِ وَالخَطَايَا وَالذُّنُوبِ،
ثُمَّ بَعدَ ذَلِكَ يُنطِقُهُ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، فَيُقبِلُ عَلَى أَعضَائِهِ لَائِمًا يَقُولُ: وَيحَكُنَّ! عَنكُنَّ كُنتُ أُنَاظِر!!
فَتَقُولُ أعَضَاؤهُ وَجَوارِحُهُ: {أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ}
يَنبَغِي أَنْ تُغَيِّرَ مِن حَيَاتِك، لَا تَستَسلِم، طعَامُك وَشَرَابُك...
لمَاذَا أَنتَ سَمِينٌ بَدِينٌ مِن غَيرِ مَا مُبَرِّر؟!
لمَاذَا؟ سَوفَ تُوزَنُ عِندَ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لَحمًا وَشَحمًا؟!
((إنَّ اللهَ يُبغِضُ الحَبرَ السَّمِين))
لمَاذَا تُسرِفُ فِي الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَفِي الكَلامِ وَالمَنَام؟!
لمَاذَا لَا تُغَيِّرُ حَيَاتَك؟!
لمَاذَا لَا تَتَوَقَّف مِن أَجلِ أَن تُرَاجِعَ مَا كَان؟ وَمِن أَجلِ أَنْ تَنظُرَ فِيمَا هُوَ آت؟!
مِن أَجلِ أَنْ تُبَدِّلَ مَسَارًا خَاطِئًا سِرتَ فِيهِ وَأَنتَ مُمْعِنٌ فِي السَّيرِ فِيهِ، وَكُلُّ لَحظَةٍ تَمضِي فِي هَذِهِ الطَّرِيق فَإِنَّهَا تُوَصِّلُكَ إِلَى الخَرابِ وَالدَّمَارِ وَالبَوَارِ!!
تَوَقَّف وَتَأَمَّل فِي أَخلَاقِكَ وَطِبَاعِكَ, فَإِنَّكَ تَجِدُ الغَضُوبَ إِذَا مَا رَاجَعتَهُ وَقُلتَ لَهُ:
هَذَا لَا يَجمُلُ بِكَ, أَنتَ رَجُلٌ عَاقِلٌ مُتَّزِنٌ، وَإِذَا مَا غَضِبتَ؛ فَإِنَّكَ لَا تَدرِي مَا يَخرُجُ مِن فَمِك...
لَوْ أَنَّكَ نَظَرت فِي مِرآةٍ فِي حَالِ غَضَبِكَ؛ لَأَبغَضَّتَ نَفسَكَ، كَالشَّيطَانِ ثَائِرَ الرَّأسِ, مُنتَفِضَ البَدَنِ, لَا تَكَادُ تَستَقِرّ عَلَى حَالٍ, اتَّقِ اللهَ!!
سَيَقُولُ لَكَ: هَذَا طَبعِي فَقَد خُلِقتُ غَضُوبًا
نَعَم؛ وَقَد نَزَلَ الشَّرعُ مِنَ السَّمَاءِ لِيُغَيِّرَ الطِّبَاعَ، فَحُجَّتُكَ غَيرُ مَقبُولَة.
يَنبَغِي عَلَينَا؛ أَنْ نَجتَهِدَ فِي تَغيِيرِ مَا نَحنُ فِيهِ بَعدَ أَنْ نَنظُرَ فِيهِ بِرَوِيَّةٍ وَرِفقٍ، وَأَنْ نَعلَمَ أَنَّ المُستَقبَلَ الحَقِيقِيَّ هُوَ مَا يَأتِي لَا مَا مَضَى، وَلَا مَا نَتَخَيَّلُه وَنَتَوَهَّمُهُ.
https://www.tgoop.com/ahmed19871111/10014
❤3👍2
الْمُغْتَابُ أَقَلُّ النَّاسِ عَقْلًا، وَأَحْمَقُهُمْ حُمْقًا، لَا تَجِدُ أَحَدًا يَغْتَابُ إِلَّا وَهُوَ أَحْمَقُ، بَلْ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ حُمْقًا
فَالْحَسَنَةُ الَّتِي يَبْخَلُ بِهَا عَلَى أَبِيهِ وَأُمِّهِ وَعَلَى امْرَأَتِهِ وَعَلَى بَنِيهِ يُعْطِيهَا لِمَنْ يَكْرَهُهُمْ وَيَأْخُذُونَ حَسَنَاتِهِ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَسْتَوْفُونَ مِنْ حَسَنَاتِهِ حُقُوقَهُمْ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ، مَنْ يَفْعَلُ هَذَا؟
قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ (رحمه الله ): ((لَوْ كُنْتُ مُغْتَابًا أَحَدًا لَاغْتَبْتُ أَبَوَيَّ، هُمَا أَوْلَى بِحَسَنَاتِي)) هُوَ لَا يَغْتَابُ أَحَدًا
كَمَا قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ (رحمه الله ): ((مَا اغْتَبْتُ أَحَدًا مُنْذُ عَلِمْتُ أَنَّ الْغِيبَةَ حَرَامٌ)).
لِمَاذَا تَغْتَابُ؟
تُعْطِي حَسَنَاتِكَ لِمَنْ تَكْرَهُهُ، تُبَعْثِرُ حَسَنَاتِكَ عَلَى مَنْ تُبْغِضُهُ هَلْ هَذَا عَقْلٌ؟
https://www.tgoop.com/ahmed19871111/6371
فَالْحَسَنَةُ الَّتِي يَبْخَلُ بِهَا عَلَى أَبِيهِ وَأُمِّهِ وَعَلَى امْرَأَتِهِ وَعَلَى بَنِيهِ يُعْطِيهَا لِمَنْ يَكْرَهُهُمْ وَيَأْخُذُونَ حَسَنَاتِهِ فِي يَوْمِ الْقِيَامَةِ، يَسْتَوْفُونَ مِنْ حَسَنَاتِهِ حُقُوقَهُمْ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِهِمْ فَطُرِحَ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ، مَنْ يَفْعَلُ هَذَا؟
قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ (رحمه الله ): ((لَوْ كُنْتُ مُغْتَابًا أَحَدًا لَاغْتَبْتُ أَبَوَيَّ، هُمَا أَوْلَى بِحَسَنَاتِي)) هُوَ لَا يَغْتَابُ أَحَدًا
كَمَا قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ (رحمه الله ): ((مَا اغْتَبْتُ أَحَدًا مُنْذُ عَلِمْتُ أَنَّ الْغِيبَةَ حَرَامٌ)).
لِمَاذَا تَغْتَابُ؟
تُعْطِي حَسَنَاتِكَ لِمَنْ تَكْرَهُهُ، تُبَعْثِرُ حَسَنَاتِكَ عَلَى مَنْ تُبْغِضُهُ هَلْ هَذَا عَقْلٌ؟
https://www.tgoop.com/ahmed19871111/6371
Telegram
أحمد عبد المنعم
👍7❤2💯1
فإذا ضَاقتِ الصُّدُورُ
وسُدَّتِ الأبوابُ
وانقَطَعتِ السُّبُل
وعزَّ الرَّجاءُ
فلا رَجاءَ إلَّا في اللهِ ربِّ العالَمينَ، ربِّ الأرضِ والسَّماءِ
أخرَجَ الإمَامُ أحمدَ في المُسْنَدِ، بِسَنَدِهِ عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ –رضيَ اللهُ عنه- عنِ النَّبيِّ –صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أنَّهُ قالَ: (ما أَصَابَ عبدًا قَطُّ هَمٌ ولا غَمٌّ ولا حَزَنٌ, فقالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ, ابْنُ عَبْدِكَ, ابْنُ أَمَتِكَ, نَاصِيَتِي بِيَدِكَ, مَاضٍ فيّ حُكْمُكَ, عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ, أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُو لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ, أو أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أو عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ, أو اسْتَأَثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيبِ عِنْدَكَ، أنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ العَظِيمَ رَبِيعَ قَلْبِي, ونُورَ صَدْرِي, وَجَلَاءَ حُزْنِي, وذَهَابَ هَمِّي وغَمِّي, إلَّا أَذْهَبَ اللهُ هَمَّهُ وغَمَّهُ, وأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا".. قَالُوا: "يَا رَسُولَ اللهِ، أفَلَا نَتَعَلّمُهُنَّ؟" قال: "بَلَى, يَنْبَغِي لِمَن يسْمَعَهُنَّ أنْ يَتَعَلّمَهُنَّ") وهذا حَدِيثُ صَحِيحٌ.
https://www.tgoop.com/ahmed19871111/8530
وسُدَّتِ الأبوابُ
وانقَطَعتِ السُّبُل
وعزَّ الرَّجاءُ
فلا رَجاءَ إلَّا في اللهِ ربِّ العالَمينَ، ربِّ الأرضِ والسَّماءِ
أخرَجَ الإمَامُ أحمدَ في المُسْنَدِ، بِسَنَدِهِ عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ –رضيَ اللهُ عنه- عنِ النَّبيِّ –صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- أنَّهُ قالَ: (ما أَصَابَ عبدًا قَطُّ هَمٌ ولا غَمٌّ ولا حَزَنٌ, فقالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ, ابْنُ عَبْدِكَ, ابْنُ أَمَتِكَ, نَاصِيَتِي بِيَدِكَ, مَاضٍ فيّ حُكْمُكَ, عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ, أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُو لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ, أو أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أو عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ, أو اسْتَأَثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيبِ عِنْدَكَ، أنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ العَظِيمَ رَبِيعَ قَلْبِي, ونُورَ صَدْرِي, وَجَلَاءَ حُزْنِي, وذَهَابَ هَمِّي وغَمِّي, إلَّا أَذْهَبَ اللهُ هَمَّهُ وغَمَّهُ, وأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا".. قَالُوا: "يَا رَسُولَ اللهِ، أفَلَا نَتَعَلّمُهُنَّ؟" قال: "بَلَى, يَنْبَغِي لِمَن يسْمَعَهُنَّ أنْ يَتَعَلّمَهُنَّ") وهذا حَدِيثُ صَحِيحٌ.
https://www.tgoop.com/ahmed19871111/8530
Telegram
أحمد عبد المنعم
فإذا ضَاقتِ الصُّدُورُ
وسُدَّتِ الأبوابُ
وانقَطَعتِ السُّبُل
وعزَّ الرَّجاءُ
فلا رَجاءَ إلَّا في اللهِ ربِّ العالَمينَ، ربِّ الأرضِ والسَّماءِ
أخرَجَ الإمَامُ أحمدَ في المُسْنَدِ، بِسَنَدِهِ عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ –رضيَ اللهُ عنه- عنِ النَّبيِّ –صلَّى…
وسُدَّتِ الأبوابُ
وانقَطَعتِ السُّبُل
وعزَّ الرَّجاءُ
فلا رَجاءَ إلَّا في اللهِ ربِّ العالَمينَ، ربِّ الأرضِ والسَّماءِ
أخرَجَ الإمَامُ أحمدَ في المُسْنَدِ، بِسَنَدِهِ عن عبدِ اللهِ بنِ مَسْعُودٍ –رضيَ اللهُ عنه- عنِ النَّبيِّ –صلَّى…
❤4👍1
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لَوْ أَخَذْتَ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ تَغَيَّرَتْ حَيَاتُكَ
( افْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ، وَاجْتَنِبْ مَا نُهِيتَ عَنْهُ )
هَذَا هُوَ الدِّينُ، كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ، اتَّقِ اللهَ هَلْ فَهِمْتَهَا؟
وَهَلْ إِذَا فَهِمْتَهَا عَمِلْتَ بِهَا؟
https://www.tgoop.com/ahmed19871111/10024
( افْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ، وَاجْتَنِبْ مَا نُهِيتَ عَنْهُ )
هَذَا هُوَ الدِّينُ، كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ، اتَّقِ اللهَ هَلْ فَهِمْتَهَا؟
وَهَلْ إِذَا فَهِمْتَهَا عَمِلْتَ بِهَا؟
https://www.tgoop.com/ahmed19871111/10024
👍12❤8💯4