Telegram Web
ولنعْلَم جميعًا أنَّ هذا الكونَ عامرٌ بالكائناتِ التي لا يُحصيهَا إلَّا الله، وكلُّهَا مرزوقٌ مِن رزقِ اللهِ –جلَّ وعلا-، وهو أمرٌ عندما يتأملُ المرءُ فيه يكادُ عقلُهُ يذهبُ منه، فعليك أنْ تتصورَ مَثَلًا وأنْ تعلمَ أنَّ الكائنات البحرية التي تحيا في البحارِ والمحيطات هي أكثرُ عددًا مِن الكائناتِ البريةِ بما لا يُقاس، وكُلُّهَا مرزوقةٌ، ولكلٍّ منها دورةُ حياة، تُولَدُ بالميلادِ الذي قَدَّرَهُ اللهُ، ثم تمضي في حياتِهَا برزقٍ مِن طعامٍ أو شرابٍ أو تغذيةٍ أو نَفَسٍ أو إخراجٍ، تتكاثرُ أو لا تتكاثرُ، ثم ينتهي أَجَلُهَا عند حدٍّ حَدَّدَهُ اللهُ –تبارك وتعالى-، ومَسَارِبُهَا في الحياةِ محسوبةٌ.
هذا النملُ الذي تراهُ مِن كبيرٍ وصغيرٍ كلُّهُ مخلوقٌ بخَلْقِ اللهِ –جلَّ وعلا- وبقدرتِهِ، بدأ ببدايةٍ مُعيِّنَةٍ، بدايةِ الخَلْقِ له، بكُلِّ نملةٍ نملة، مِمَّا لا يُحصيه إلَّا اللهُ –جلَّ وعلا-، ثم تمضي في حياتِهَا مرزوقةً برِزقِهَا، فتنمو شيئًا فشيئًا، تتكاثرُ أو لا تتكاثرُ، ثم إذا جاء أَجَلُهَا انتهى عُمُرُهَا.

في دورةِ الحياةِ هذه حركةُ حياةٍ وحركةٌ في الوجودِ، وهذه الحركةُ مرصودةٌ مكتوبةٌ في اللوحِ المحفوظِ، ما مِن شيء!

فإذا ما تنزَّلْتَ إلى الكائناتِ الدنيا، وأخذتَ الفيروسات مَثَلًا، ومِن الفيروساتِ ما لا يُرى بالعينِ المجردةِ تحت المِجهر إلَّا بتكبيرِهِ برُبعِ مليون مرة –ب 250 ألْف مرة- مِن أجلِ أنْ يُرَى هذا الفيروس الذي يفعلُ في الناسِ ما تعلمون، كـ «فيروس سي» مثَلًا في إصابةِ الكَبِدِ، فهذا لا يُرَى إلَّا مُكَبَّرًا برُبعِ مليون مرة، واللهُ ربُّ العالمين بدأَهُ وبدأَ خلْقَهُ في وقتٍ حدَّدَهُ، وجعلَ له دورةَ حياة، يُصيبُ الخليةَ الفُلانيةَ مِن الكَبِدِ في وقتٍ يُحَدِّدُهُ اللهُ، وبطريقةٍ يدخلُ بها إلى الجسدِ! وله تغذيتُهُ، وله إخراجُهُ، وله دورةُ حياتِهِ بتكاثرِهِ، وبإصابتِهِ لِمَا يُصيبُهُ مِن تلك الخلايا في الكَبِدِ الإنسانيِّ مُدَمِّرًا أو غيرَ مُدَمِّر، ثم يمضي في حياتِهِ إلى نهايتِهَا بأعدادٍ لا يعلمُ عددَهَا إلَّا الله!! وكلُّ ذلك بعينِ الرعايةِ مرصود، وكلُّ ذلك يصِلُ رزقُهُ، ويمضي عليه أَجَلُهُ، وكذلك الكائنُ الإنسانيُّ.


والخلاصةُ: أنَّ الإنسانَ ينبغي عليه أنْ يلزمَ حدَّهُ، وأنْ يعلمَ أنه عبدٌ مِن عبادِ الله، وأنه ليس له مِن الأمرِ شيءٌ، وأنَّ هذا الذي تراهُ في هذا الوجودِ مِن انتفاخِ بعضِ الناس، ومِن سَيْرِهِم في الحياةِ كأنهم أنصافُ آلهة! ومِن قولِ الواحدِ منهم: إنما وَرِثْتُهُ كابِرًا عن كابِرٍ! وانظُر إلى أصولي! وانظُر إلى النَّسَبِ والحَسَبِ وما أشبه! كلُّ هذا باطلٌ لا قيمة له، ومَن بطَّأَ به عملُهُ لم يُسرِع به نَسَبُهُ، وأين الحسيبُ النسيبُ أبو لهب وهو مِن أرومةِ قريش، ومِن صفوةِ العربِ، وهو عمُّ رسولِ اللهِ ﷺ، وهو في النارِ؟!

وأين هو مِن بلالٍ –رضي اللهُ تبارك وتعالى عنه-، وكان عبدًا حبشيًّا مملوكًا، فأعتقَهُ أبو بكرٍ –رضي اللهُ عنه-، فكان عُمرُ بعد ذلك يقولُ: «أبو بكرٍ سيِّدُنَا وأعتقَ سيِّدَنَا» يعني بلالًا –رضي الله عنه-، يقفُ على الكعبةِ مُؤذِّنًا، وقد خفضَ اللهُ ربُّ العالمين الشركَ وأهلَهُ، وتواضعت رقابُ الأرُومةِ التي كانت شريفةً في الجاهليةِ، فصارت بكُفرِهَا تحت مواطئ الأقدامِ كما بيَّنَ النبيُّ ﷺ.

وهؤلاء في الآخرةِ –يعني المُتكبرين- يُحشرُون أمثالَ الذَّرِّ، يطؤهم الناسُ بأقدامِهِم، ولهم في النارِ نارٌ محدودةٌ يُقالُ لها: بُولُسَ وهي نارُ الأنيارِ.

وهؤلاء الذين يفتخرونَ بآبائِهِم وأحسابِهِم وأجدادِهِم الذين ماتوا، الواحدُ منهم في دَعْوَاهُ كالجُعْلِ: وهو الجُعرانُ وهو الخُنفُسَةُ كما تعلمون، كالجُعْلِ يُدْهدهُ الخُرْءَ بفِيهِ، مَن يكونون؟

«تَوَاضَعْ فَأَنْتَ لَا تَمْلُكُ شَيْئًا بَدْءً وَمُنْتَهى!!»

الإنسانُ في النهايةِ لا يملكُ شيئًا بدءًا ومُنتهًى وما بين ذلك، فعلى المرءِ أنْ يتواضعَ لرَبِّهِ، وأنْ يتطامنَ لخالِقِهِ، وأنْ يعلمَ أنه ليس له مِن الأمرِ شيء، والعِزُّ في الذُّلِّ، العِزُّ في الحياةِ بالذُّلِّ للهِ –جلَّ وعلا-.

https://www.tgoop.com/ahmed19871111/9963
6👍6
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
من التمس رِضا اللهِ بسخَطِ الناسِ ؛ رضِيَ اللهُ عنه ، وأرْضى عنه الناسَ


ومن التَمس رضا الناسِ بسخَطِ اللهِ ، سخِط اللهُ عليه ، وأسخَط عليه الناسَ...


https://www.tgoop.com/ahmed19871111/9965
👍8👌4
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
من آثار الذنوب المعاصي أنها تورث الذل ولابد




#من_عقوبات_المعاصي 9


https://www.tgoop.com/ahmed19871111/9966
👍61
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
السابقون الأولون إلى الإسلام

#مختصر_السيرة_النبوية ( 29 )

رابط تحميل المقطع على التيليجرام 👇👇


https://www.tgoop.com/ahmed19871111/9968
👍3
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
أوَ ما أخبرَكُمْ أحدٌ أنَّ الغِيبةَ حرامٌ؟
فلماذا تغتابون.. !

أوَ ما أخبرَكُم أحدٌ أن الشموخَ والتطاوُلَ والكِبْرَ حرامٌ؟
فلماذا تتكبرون..!

https://www.tgoop.com/ahmed19871111/9976
👍71
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
من أراد أن يعرف دين الله فعليه أن يعيش دين الله ..


#التفريغ

#من_فقه_الدعوة 7

رابط تحميل المقطع على التيليجرام 👇👇

https://www.tgoop.com/ahmed19871111/9978
👍21
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
رسالة إلى أهل المغرب من خطبة اليوم ..


https://www.tgoop.com/ahmed19871111/9980
👍7💯3👌1
( يقولون!! ) أَنْتُمْ يا أَهْلَ السُّنَّةِ مُعَقَّدُونَ مُتَزَمِّتُونَ مُتَشَدِّدُونَ..!!

#التفريغ الْأَمْرُ جِدٌّ لَا هَزْلَ فِيهِ، الْوَاحِدُ مِنَّا إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحَسِّنَ دَخْلَهُ سَافَرَ إِلَى أَقْصَى الْبِلَادِ، وَتَغَرَّبَ وَتَرَكَ امْرَأَتَهُ وَأَوْلَادَهُ وَحَالَهُ وَمَالَهُ عَلَى خَطْبٍ مَا يُمْكِنُ أَنْ يُصَابَ هَؤُلَاءِ جَمِيعًا بِهِ فِي غِيَابِهِ، وَأَكْثَرُهُمْ عِنْدَمَا يَذْهَبُ وَيُفْنِي سَنَوَاتِ عُمُرِهِ وَشَبَابَهُ فِي تَحْصِيلِ الْمَالِ وَجَمْعِهِ، يَرْجِعُ فَلَا يَجِدُ إِلَّا مَا يَبْكِي عَلَيْهِ دَمًا، لَا تَرَبَّى ابْنٌ عَلَى حَقٍّ، وَلَا صِينَ بَيْتٌ، وَلَا اسْتَقَامَتْ أُمُورٌ، وَيَأْتِي بِالْمَالِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَجْعَلَهُ فِي يَدِ مَنْ يُبَدِّدُهُ فِي سَفَاهَةٍ، فَمَاذَا صَنَعَ؟
وَهَذَا مِنْ أَجْلِ شَيْءٍ مِنْ أَعْرَاضِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ، وَالْجَنَّةُ لَا تُرِيدُ أَنْ تَبْذُلَ لِدُخُولِهَا وَتَحْصِيلِهَا أَيَّ مَشَقَّةٍ، هَذَا عَقْلٌ؟!
سِلْعَةُ اللهِ غَالِيَةٌ.. سِلْعَةُ اللهِ الْجَنَّةُ، الْإِنْسَانُ يَنْبَغِي عَلَيْهِ أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ (عز وجل) فِيمَا يَطْلُبُ، وَأَنْ يَكُونَ مَوْضُوعِيًّا مَنْطِقِيًّا مُنْصِفًا، أَنْتَ فِي أُمُورِ الدُّنْيَا مِنْ أَجْلِ أَنْ تَرْتَقِيَ تُضَيِّعُ سَنَوَاتِ الْعُمُرِ، وَبِالْأَخَصِّ تُضَيِّعُ سَنَوَاتِ الشَّبَابِ حَتَّى إِذَا مَا حَصَّلْتَ الْمَالَ، لَمْ تَجِدْ صِحَّةً تَسْمَحُ بِطَعَامٍ وَلَا شَرَابٍ وَلَا شَهْوَةٍ، وَإِنَّما تُنْفِقُ مَا حَصَّلْتَ مِنْ أَجْلِ أَنْ تُدَاوِيَ جَسَدًا عَلِيلًا وَجِسْمًا مَرِيضًا، وَتَسُدَّ ثَغَرَاتٍ وَقَعَتْ فِي بَيْتٍ غَابَ عَنْهُ عَائِلُهُ، فَمَاذَا صَنَعْتَ؟
لَا شَيْءَ، أَمَّا الْجَنَّةُ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ.. فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، يَقُولُ لَكَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم ): ((لَا تَقُلْ: مَا شَاءَ اللهُ وَشَاءَ مُحَمَّدٌ))، وَأَنْتَ تَقُولُ: مَا فِي هَذَا؟
أَيُّ شَيْءٍ!! لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ!!
أَنْتُمْ يا أَهْلَ السُّنَّةِ مُعَقَّدُونَ مُتَزَمِّتُونَ مُتَشَدِّدُونَ، نَحْنُ الَّذِينَ قُلْنَا؟!
قَالَهُ رَسُولُ اللهِ، فَإِذَا قُلْنَا لَهُمْ ذَلِكَ قَالُوا: لَمْ يَقُلْهُ.
نَقُولُ: فِي الْبُخَارِيِّ.. فِي مُسْلِمٍ.
مَثَلًا يَقُولُونَ: وَمَا الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ؟
نَقُولُ: نَقَلَهُ الصَّحَابَةُ.
يَقُولُ: مَنِ الصَّحَابَةُ هَؤُلَاءِ؟
لَمْ يَبْقَ إِلَّا أَنْ يَطْعَنُوا فِي رَسُولِ اللهِ.
فَأَنْتَ تُرِيدُ الْجَنَّةَ الَّتِي عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ فِيهَا مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ.
تُرِيدُ أَنْ تَتَمَتَّعَ بِلَذَّةِ النَّظَرِ فِي وَجْهِ رَبِّكَ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا؟
اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.. نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَعْفُوَ عَنَّا أَجْمَعِينَ، وَلَكِنْ لَا بُدَّ مِنْ بَذْلِ الْمَجْهُودِ، وَأَنْ تَتَعَلَّمَ مِنْ أَجْلِ أَنْ تَعْمَلَ؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ.

https://www.tgoop.com/ahmed19871111/9981
👍1
2025/10/04 04:08:59
Back to Top
HTML Embed Code: