tgoop.com/adwaa_ala_alwakea/491
Last Update:
#إضاءة
💡لا دين لمن لا أمانة له
🔹عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (آية المنافق ثلاث؛ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، وفي رواية (وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم)
🔹وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، قال: (حدَّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر: حدَّثنا أنَّ الأمَانَة نزلت في جذر قلوب الرِّجال، ثمَّ علموا مِن القرآن ثمَّ علموا مِن السُّنَّة، وحدَّثنا عن رفعها، قال: ينام الرَّجل النَّومة فتقبض الأمَانَة مِن قلبه فيظلُّ أثرها مثل أثر الوَكْت، ثمَّ ينام النَّومة فتُقْبض فيبقى فيها أثرها مثل أثر المجْل، كجمر دحرجته على رجلك فنَفِط فتراه منتبرًا وليس فيه شيء، ويصبح النَّاس يتبايعون، فلا يكاد أحد يؤدِّي الأمَانَة، فيقال: إنَّ في بني فلان رجلًا أمينًا، ويقال للرَّجل: ما أعقله! وما أظرفه! وما أجلده! وما في قلبه مثقال حبَّة خردل مِن إيمان).
✍ يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله : {الحديث يصوِّر انتزاع الأمَانَة مِن القلوب الخائنة تصويرًا محرجًا، فهي كذكريات الخير في النُّفوس الشِّرِّيرة، تمرُّ بها وليست منها، وقد تترك مِن مرِّها أثرًا لاذعًا، بيد أنَّها لا تحيي ضميرًا مات، وأصبح صاحبه يزن النَّاس على أساس أثرته وشهوته، غير مكترث بكفر أو إيمان!! إنَّ الأمَانَة فضيلة ضخمة، لا يستطيع حملها الرَّجال المهازيل، وقد ضرب الله المثل لضخامتها، فأبان أنَّها تثقل كاهل الوجود، فلا ينبغي للإنسان أن يستهين بها أو يفرِّط في حقِّها، قال الله تعالى: ((إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا)) والظُّلم والجهل آفتان عرضتا للفطرة الأولى، وعُني الإنسان بجهادهما فلن يخلص له إيمان إلَّا إذا أنقاه مِن الظُّلم: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ)) ولن تخلص له تقوى إلَّا إذا نَقَّاها مِن الجهالة: ((إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)) ولذلك بعد أن تقرأ الآية التي حملت الإنسان الأمَانَة تجد أنَّ الذين غلبهم الظُّلم والجهل خانوا ونافقوا وأشركوا، فحقَّ عليهم العقاب، ولم تـكـتب السَّــــلامة إلَّا لأهل الإيمــــــان والأمَــــانَة: ((لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا))}.
BY د.أبوعبد الله الفجر
Share with your friend now:
tgoop.com/adwaa_ala_alwakea/491