ADTTUC0 Telegram 27943
🔺أبو حمزة سرايا القدس🔻
‏اليمن النجم العربي الصاعد كيف حوّل عبد الملك الحوثي أفقر دولة عربية إلى مرشّح لقيادة الأمة؟
‏اليمن النجم العربي الصاعد
كيف حوّل عبد الملك الحوثي أفقر دولة عربية إلى مرشّح لقيادة الأمة؟

السلام عليكم،
لنُصارح أنفسنا: من كان يتوقع أن تتحول اليمن، الدولة التي لطالما قُدمت لنا في الإعلام كرمزٍ للفقر والضعف والتشرذم، إلى مركز إشعاع وقوة يفرض المعادلات في البحر الأحمر، ويهزّ واشنطن وتل أبيب، ويتقدم بخطى ثابتة ليكون القائد الجديد للعالم العربي؟

من عبد الملك الحوثي… إلى عبد الملك الأمة

لم يظهر عبد الملك الحوثي على شاشات الإعلام العربي الفاخر، ولم يعتلِ منابر المؤتمرات الدولية، بل خرج من عمق الجبال، بصوت هادئ وثابت، ليرسم ملامح مشروع جديد لا يُجيد لغة الهزيمة، ولا يُهادن في قضايا الكرامة والسيادة.

لم يأتِ نجم عبد الملك الحوثي من فخامة خطابه، بل من فخامة فعله. لم يحتج إلى تلميع إعلامي ولا إلى حملات دعائية، يكفي أنه، في زمنٍ تهاوت فيه العواصم وتماهت فيه الجيوش مع الاحتلال، وقف وحيدًا مع فلسطين، وواجه أقوى أساطيل العالم في البحر الأحمر، وهدّد مصالح أمريكا وإسرائيل بشكل مباشر، وصادق.

اليوم، لو نُظمت انتخابات حرة في العالَم العربي، لن تندهش إن حصد عبد الملك الحوثي الأصوات من المغرب إلى مسقط، ليس لأن الناس يعرفون تفاصيل مشروعه السياسي، بل لأنهم يعرفون شيئًا واحدًا: هذا الرجل لم يخنهم.

اما الحرب على غزة كانت ميزانًا جديدًا لفرز القادة الحقيقيين من المُطبعين، والمرتزقة، والمتكلمين. من لحظة القصف الأولى، كان موقف أنصار الله واضحًا: نحن مع فلسطين، بلا شروط، بلا حسابات.

أرسلوا الطائرات المسيّرة والصواريخ، وتحدوا البحرية الأمريكية، وضربوا أهدافًا إسرائيلية مباشرة، في وقت كان فيه ملوك العرب يخافون حتى من التبرع بالدم.

وهنا حدث التحول: العالم العربي رأى أن اليمن، التي كانت تُعامل كدولة “منسية”، أصبحت تقود المواجهة، وتملك قرار الحرب، وتغيّر قواعد الاشتباك. تحوّلت القضية الفلسطينية من ورقة دبلوماسية إلى ساحة معركة فعلية، كان فيها اليمن أول من وصل وآخر من انسحب.

هذه اللحظة، لحظة الانخراط العسكري في نصرة غزة، كانت لحظة منح اليمن الشرعية الشعبية الكبرى لتكون مركز ثقل الأمة.

هزيمة أمريكا في البحر الأحمر

بعد أن بدأ اليمنيون بقطع الملاحة الإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر، وقفت أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ومعهم نصف أوروبا، وقالوا سنجتث “الحوثيين” في أيام.

لكن بعد شهور من القصف، والمُسيّرات، وحاملات الطائرات، لم تخسر اليمن إلا بضع منشآت، فيما عجز التحالف الغربي عن تأمين ممر مائي عمره آلاف السنين.

هذه ليست مجرد مواجهة عسكرية. هذه لحظة تأسيس لعقيدة عسكرية جديدة في المنطقة: كيف تهزم أفقر دولة عربية، أغنى وأقوى حلف عسكري عرفه التاريخ الحديث؟ كيف تفعل ذلك دون غطاء جوي متطور؟ دون حلفاء دوليين؟ الجواب: بالإيمان، والانتماء، والعقيدة، والقدرة على التحمل الاستراتيجي.

وهنا، بدأنا نرى أن أنصار الله ليسوا مجرد فصيل، بل نواة مدرسة عسكرية – فكرية جديدة تعيد تعريف فن الحرب، وتعيد صياغة معادلة الشرق الأوسط.

الطريق إلى مكة والمدينة

نعم، من حقك أن تندهش: هل يستطيع اليمن حقًا دخول الحجاز؟ هل يمكن أن يسقط آل سعود؟
السؤال لم يعد “هل”، بل “متى”. لأن الحوثيين، ببساطة، صاروا على بُعد ضغطة زر من صواريخهم لضرب أرامكو، ومكة، والرياض، وهم يملكون الحاضنة الشعبية في الحجاز أكثر مما يظن كثيرون.

كلما ازداد قمع آل سعود، وتطبيعهم، وابتعادهم عن الإسلام، ازداد الحنين في الجزيرة العربية إلى قيادة روحانية صادقة، تمثل الإسلام المحمدي، وتعيد الوصل مع المشروع الإسلامي المقاوم، لا المشروع الأمريكي المتصهين.

من الشك إلى الانبهار

لنعترف، معظم الشعوب العربية، قبل عقد فقط، كانت تنظر إلى الحوثيين بريبة، بسبب إعلام الخليج، والتشويه الطائفي، وصراخ فتاوى التكفير.

لكن اليوم، لا أحد يسأل: هل هم زيدية؟ هل هم شيعة؟ هل هم صفويون؟ السؤال الوحيد أصبح: أين كنتم حين سكت الجميع؟

الناس، بطبعها، تميل إلى من يموت من أجلهم، لا من يبيعهم. وكل ما فعله عبد الملك الحوثي أنه قاتل من أجل العرب، بينما العرب يُقمعون في أوطانهم، ويُقتلون في غزة، ويُشرّدون من السودان وسوريا واليمن.

التحوّل هنا شبيه بما حصل مع فيدل كاسترو في كوبا، حين صار قائدًا للعالم الثالث لأنه ببساطة قال: لا لأمريكا. أو كما حصل مع هوشي منه في فيتنام، أو حتى تشافيز في فنزويلا.

هل نحن أمام ناصر جديد؟

ربما يكون السؤال غريبًا، لكن المقارنة تفرض نفسها. فكما برز جمال عبد الناصر من قلب الهزيمة في 1948 ليمسك بزمام الأمة ويقودها في الخمسينات والستينات، يظهر اليوم عبد الملك الحوثي من قلب الحصار، والجوع، والدمار، ليقدّم مشروعًا جديدًا، أكثر واقعية، وأقل خطابة، وأكثر التزامًا بالدم.

فالعالم العربي لا يبحث عن رئيس، بل عن رمز. عن قائد لم يخن.



tgoop.com/adttuc0/27943
Create:
Last Update:

‏اليمن النجم العربي الصاعد
كيف حوّل عبد الملك الحوثي أفقر دولة عربية إلى مرشّح لقيادة الأمة؟

السلام عليكم،
لنُصارح أنفسنا: من كان يتوقع أن تتحول اليمن، الدولة التي لطالما قُدمت لنا في الإعلام كرمزٍ للفقر والضعف والتشرذم، إلى مركز إشعاع وقوة يفرض المعادلات في البحر الأحمر، ويهزّ واشنطن وتل أبيب، ويتقدم بخطى ثابتة ليكون القائد الجديد للعالم العربي؟

من عبد الملك الحوثي… إلى عبد الملك الأمة

لم يظهر عبد الملك الحوثي على شاشات الإعلام العربي الفاخر، ولم يعتلِ منابر المؤتمرات الدولية، بل خرج من عمق الجبال، بصوت هادئ وثابت، ليرسم ملامح مشروع جديد لا يُجيد لغة الهزيمة، ولا يُهادن في قضايا الكرامة والسيادة.

لم يأتِ نجم عبد الملك الحوثي من فخامة خطابه، بل من فخامة فعله. لم يحتج إلى تلميع إعلامي ولا إلى حملات دعائية، يكفي أنه، في زمنٍ تهاوت فيه العواصم وتماهت فيه الجيوش مع الاحتلال، وقف وحيدًا مع فلسطين، وواجه أقوى أساطيل العالم في البحر الأحمر، وهدّد مصالح أمريكا وإسرائيل بشكل مباشر، وصادق.

اليوم، لو نُظمت انتخابات حرة في العالَم العربي، لن تندهش إن حصد عبد الملك الحوثي الأصوات من المغرب إلى مسقط، ليس لأن الناس يعرفون تفاصيل مشروعه السياسي، بل لأنهم يعرفون شيئًا واحدًا: هذا الرجل لم يخنهم.

اما الحرب على غزة كانت ميزانًا جديدًا لفرز القادة الحقيقيين من المُطبعين، والمرتزقة، والمتكلمين. من لحظة القصف الأولى، كان موقف أنصار الله واضحًا: نحن مع فلسطين، بلا شروط، بلا حسابات.

أرسلوا الطائرات المسيّرة والصواريخ، وتحدوا البحرية الأمريكية، وضربوا أهدافًا إسرائيلية مباشرة، في وقت كان فيه ملوك العرب يخافون حتى من التبرع بالدم.

وهنا حدث التحول: العالم العربي رأى أن اليمن، التي كانت تُعامل كدولة “منسية”، أصبحت تقود المواجهة، وتملك قرار الحرب، وتغيّر قواعد الاشتباك. تحوّلت القضية الفلسطينية من ورقة دبلوماسية إلى ساحة معركة فعلية، كان فيها اليمن أول من وصل وآخر من انسحب.

هذه اللحظة، لحظة الانخراط العسكري في نصرة غزة، كانت لحظة منح اليمن الشرعية الشعبية الكبرى لتكون مركز ثقل الأمة.

هزيمة أمريكا في البحر الأحمر

بعد أن بدأ اليمنيون بقطع الملاحة الإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر، وقفت أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ومعهم نصف أوروبا، وقالوا سنجتث “الحوثيين” في أيام.

لكن بعد شهور من القصف، والمُسيّرات، وحاملات الطائرات، لم تخسر اليمن إلا بضع منشآت، فيما عجز التحالف الغربي عن تأمين ممر مائي عمره آلاف السنين.

هذه ليست مجرد مواجهة عسكرية. هذه لحظة تأسيس لعقيدة عسكرية جديدة في المنطقة: كيف تهزم أفقر دولة عربية، أغنى وأقوى حلف عسكري عرفه التاريخ الحديث؟ كيف تفعل ذلك دون غطاء جوي متطور؟ دون حلفاء دوليين؟ الجواب: بالإيمان، والانتماء، والعقيدة، والقدرة على التحمل الاستراتيجي.

وهنا، بدأنا نرى أن أنصار الله ليسوا مجرد فصيل، بل نواة مدرسة عسكرية – فكرية جديدة تعيد تعريف فن الحرب، وتعيد صياغة معادلة الشرق الأوسط.

الطريق إلى مكة والمدينة

نعم، من حقك أن تندهش: هل يستطيع اليمن حقًا دخول الحجاز؟ هل يمكن أن يسقط آل سعود؟
السؤال لم يعد “هل”، بل “متى”. لأن الحوثيين، ببساطة، صاروا على بُعد ضغطة زر من صواريخهم لضرب أرامكو، ومكة، والرياض، وهم يملكون الحاضنة الشعبية في الحجاز أكثر مما يظن كثيرون.

كلما ازداد قمع آل سعود، وتطبيعهم، وابتعادهم عن الإسلام، ازداد الحنين في الجزيرة العربية إلى قيادة روحانية صادقة، تمثل الإسلام المحمدي، وتعيد الوصل مع المشروع الإسلامي المقاوم، لا المشروع الأمريكي المتصهين.

من الشك إلى الانبهار

لنعترف، معظم الشعوب العربية، قبل عقد فقط، كانت تنظر إلى الحوثيين بريبة، بسبب إعلام الخليج، والتشويه الطائفي، وصراخ فتاوى التكفير.

لكن اليوم، لا أحد يسأل: هل هم زيدية؟ هل هم شيعة؟ هل هم صفويون؟ السؤال الوحيد أصبح: أين كنتم حين سكت الجميع؟

الناس، بطبعها، تميل إلى من يموت من أجلهم، لا من يبيعهم. وكل ما فعله عبد الملك الحوثي أنه قاتل من أجل العرب، بينما العرب يُقمعون في أوطانهم، ويُقتلون في غزة، ويُشرّدون من السودان وسوريا واليمن.

التحوّل هنا شبيه بما حصل مع فيدل كاسترو في كوبا، حين صار قائدًا للعالم الثالث لأنه ببساطة قال: لا لأمريكا. أو كما حصل مع هوشي منه في فيتنام، أو حتى تشافيز في فنزويلا.

هل نحن أمام ناصر جديد؟

ربما يكون السؤال غريبًا، لكن المقارنة تفرض نفسها. فكما برز جمال عبد الناصر من قلب الهزيمة في 1948 ليمسك بزمام الأمة ويقودها في الخمسينات والستينات، يظهر اليوم عبد الملك الحوثي من قلب الحصار، والجوع، والدمار، ليقدّم مشروعًا جديدًا، أكثر واقعية، وأقل خطابة، وأكثر التزامًا بالدم.

فالعالم العربي لا يبحث عن رئيس، بل عن رمز. عن قائد لم يخن.

BY 🔺أبو حمزة سرايا القدس🔻




Share with your friend now:
tgoop.com/adttuc0/27943

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

On Tuesday, some local media outlets included Sing Tao Daily cited sources as saying the Hong Kong government was considering restricting access to Telegram. Privacy Commissioner for Personal Data Ada Chung told to the Legislative Council on Monday that government officials, police and lawmakers remain the targets of “doxxing” despite a privacy law amendment last year that criminalised the malicious disclosure of personal information. Matt Hussey, editorial director at NEAR Protocol also responded to this news with “#meIRL”. Just as you search “Bear Market Screaming” in Telegram, you will see a Pepe frog yelling as the group’s featured image. Each account can create up to 10 public channels The initiatives announced by Perekopsky include monitoring the content in groups. According to the executive, posts identified as lacking context or as containing false information will be flagged as a potential source of disinformation. The content is then forwarded to Telegram's fact-checking channels for analysis and subsequent publication of verified information. 4How to customize a Telegram channel?
from us


Telegram 🔺أبو حمزة سرايا القدس🔻
FROM American