tgoop.com/abualiashari/8305
Last Update:
قال السيد الشريف في نفسه بعدما قرأ شرح المطالع ست عشر مرة :
لا بد لي من أن أقرأ على مصنفه .
فذهب إليه وهو بهراة والتمس منه أن يقرأ عليه شرح المطالع ، وكان الشارح عند ذلك شيخاً هرماً وقد بلغ من العمر مئة وعشرين سنة ، وقد سقط حاجباه على عينيه من الكبر ، فرفع حاجبيه بيده عن عينيه فنظر إلى السيد الشريف فإذا هو في سن الشباب فقال : أنت رجل شاب وأنا شيخ ضعيف لا أقدر الدرس لك ، فإن أردت أن تسمع شرح المطالع مني . . فاذهب إلى مباركشاه وهو يقرئك كما سمع مني .
وكان المولى مباركشاه وقتئذ مدرساً بمصر القاهرة ، وكان هو غلام الشارح رباه وهو صغير في حجره وعلمه جميع ما علمه .
فذهب السيد الشريف من هراة إلى مصر ومعه كتاب الشارح إلى مباركشاه ، فلما قرأ هو كتاب الشارح قبله وقال : نعم إلا أنه ليس لك درس مستقل وليس لك قراءة أصلاً ، ولا آذن لك في التكلم بل تقنع بمجرد السماع !
فرضي السيد الشريف جميع ما ذكره ، وقد ابتدأ الشرح المذكور رجل من أولاد الأكابر بمصر فحضر السيد الشريف الدرس معه ، وكان بيت مباركشاه متصلاً بالمدرسة وله باب إليها ، فخرج ليلة إلى صحن المدرسة يدور فيها إذ سمع في حجرة ذلك الرجل ، فاستمع فإذا السيد الشريف يقول : قال الشارح كذا وقال الأستاذ كذا وأنا أقول كذا . وقرر كلمات لطيفة أعجب بها مباركشاه حتى رقص من شدة طربه، فأذن للسيد الشريف أن يقرأ ويتكلم ويفعل ما يريد وسود الشريف حاشية المطالع هناك .
BY Abu Ali al-Ashari
Share with your friend now:
tgoop.com/abualiashari/8305