tgoop.com/abualiashari/8000
Last Update:
[مسألة خلقِ أفعالِ العبادِ بين الجبرِ والقدَر]
قال التَّاج السُّبكيُّ رحمه الله في "رفع الحاجب" : "ولي هنا فِيهِ طَريقَة أَرَاهَا الصَّوَاب فأقتَصِرُ على ذِكرِهَا قَائِلًا: ثَبتَ لنَا قاعدَتَانِ:
▪️إِحْدَاهُمَا: أَنَّ العَبْد غير خَالِقٍ لأفعالِ نَفسِه.
▪️وَالثَّانيَِة: أَن الله لَا يُعَاقب إِلَّا على مَا فعله العَبْد، وَالثَّوَاب وَالْعِقَاب واقعان على الْجَوَارِح،
فَلَزِمَتْ الْوَاسِطَة بَينَ الْقدرِ والجبْرِ، وسَاعَدَنَا عَلَيْهَا شَاهدٌ فِي الْخَارِج، وَهُوَ التَّفْرِقَةُ الضَّروريَّةُ بَينَ حَرَكَةِ المُرتَعِشِ والمُريدِ، فأثبتنَا هَذِه الْوَاسِطَةَ، وسمَّيْنَاهَا بِالْكَسْبِ لقَوْله تَعَالَى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [سُورَة الْبَقَرَة: الْآيَة ٢٨٦] وَغيرِ ذَلِك مِن الْآي وَالْأَخْبَار، فَإِن سُئِلْنَا عَن التَّعْبِيرِ عَن هَذَا الْكسْبِ بتعريفٍ جَامعٍ مَانعٍ قُلْنَا: لَا سَبِيلَ لنَا إِلَى ذَلِك وَالسَّلَامُ، فَرُبَّ ثَابتٍ لَا تُحِيطُ بِهِ الْعِبارَاتُ، ومحسوسٍ لَا تكتَنِفُه الإشَارَاتُ.
وَمِن أَصْحَابنَا مَن أَخذَ يُحَقِّقُ الْكَسْبَ فَوَقع فِي مُعضِلٍ أَرِبٍ لَا قِبَلَ لَهُ بِهِ.
وَالصَّوَابُ عندنَا: أَنَّه أَمرٌ لَزِمَ عَن حقٍّ فَكَانَ حَقًّا، وعَضَدَهُ مَا ذَكرْنَاهُ، فعرفْنَاه على الْجُمْلَةِ دونَ التَّفْصِيلِ.
وَمَا أحسنَ قَولَ عَليِّ بنِ مُوسَى الرِّضَا وَقد سُئِلَ: أَيُكَلِّفُ اللهُ الْعبادَ بِمَا لَا يُطِيقُونَ؟ قَالَ: هُوَ أَعْدَلُ مِن ذَلِكَ.
قيلَ: أَفَيَسْتَطِيعُونَ أَن يَفْعَلُوا مَا يُرِيدُونَ؟ قَالَ: هم أَعْجَزُ مِن ذَلِك.
وَعليُّ الرِّضَا هُوَ ابْنُ مُوسَى الكاظِمِ بنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ بنِ مُحَمَّدٍ الباقِرِ بنِ زينِ العابدِينَ [1] عَليِّ بنِ الْحُسَيْن بن عَليِّ بنِ أبي طَالِبٍ - رَضِي الله عَنْهُم - وَهَذَا الَّذِي قَالَه عينُ مَذْهَبِنَا فافْهَمْهُ.
.................................
[1] في المطبوع: "زين العابدين [بن] علي بن الحسين ..." والصَّحيحُ ما ذُكِرَ.
https://www.tgoop.com/al_hanabila
BY Abu Ali al-Ashari
Share with your friend now:
tgoop.com/abualiashari/8000
