tgoop.com/aapp2233/18323
Last Update:
٣-الاسْتعارةُ المُطلَقةُ:
وهي الَّتي خلَتْ عمَّا يُلائمُ أحدَ طرفَيِ الاسْتعارةِ؛ لا المُستعارَ منه ولا المُستعارَ له، أو ما ذُكِر معَها ما يُلائمُ المُشبَّهَ به والمُشبَّهَ معًا.
فمِن الأوَّلِ قولُ الشَّاعِرِ: البسيط
فأمْطَرتْ لُؤلؤًا مِن نَرجِسٍ وسقَتْ
ورْدًا وعضَّتْ على العُنَّابِ بالبَرَدِ
حيثُ أتى بكلِّ تلك الاسْتعاراتِ؛ فشبَّه الدَّمعَ باللُّؤلؤِ، والعَينَ بالنَّرجِسِ، والخدَّ بالوَرْدِ، والأنامِلَ بالعُنَّابِ، والأسْنانَ بالبَرَدِ، ولم تأتِ قَرينةٌ تُلائمُ المُستعارَ منه أوِ المُستعارَ له في كلِّ تلك الاسْتعاراتِ.
ومنه قولُ الشَّاعِرِ: البسيط
قَومٌ إذا الشَّرُّ أبْدى ناجِذيْهِ لهُمْ
طارُوا إليهِ زَرافاتٍ ووُحْدانَا
حيثُ صوَّر الشَّرَّ بأنَّه حَيوانٌ مُفترِسٌ له نواجِذُ يُكشِّرُ عنها ويُبديها تَخويفًا وإرْهابًا، وهذه اسْتعارةٌ مَكنيَّةٌ مُرشَّحةٌ، ثمَّ شبَّه مشْيَ القوْمِ بالطَّيرانِ، والجامِعُ بينَهما السُّرعةُ، ثمَّ لم يأتِ بما يُلائمُ المُشبَّهَ أو المُشبَّهَ به، وهذه اسْتعارةٌ تَصريحيَّةٌ مُطلَقةٌ.
ومِن الثَّاني -ما ذُكِر معَها ما يُلائمُ المُشبَّهَ به والمُشبَّهَ معًا- قولُ الشَّاعِرِ:
لدى أسَدٍ شاكي السِّلاحِ مُقذَّفٍ
لهُ لِبَدٌ أظْفارُه لم تُقلَّمِ
فاسْتَعار الأسدَ للرَّجلِ الشُّجاعِ، وذكَر ما يُناسِبُ المُستعارَ له، وهُو قولُه: «شاكي السِّلاحِ مُقذَّفٍ»، وهذا هو التَّجريدُ، ثمَّ ذكَر ما يُناسبُ المُستعارَ منه (الأسد)، وهُو قولُه: «له لِبَدٌ أظْفارُه لم تُقلَّمِ»، وهذا هو التَّرشيحُ، واجْتِماعُ التَّجريدِ والتَّرشيحِ يؤدِّي إلى تَعارُضِهما وسُقوطِهما، فكأنَّ الاسْتعارةَ لم تَقترِنْ بشيءٍ، وتكونُ في رُتبةِ (المُطلَقةِ)
BY لغة الضاد والأضداد للرخصة المهنية .
Share with your friend now:
tgoop.com/aapp2233/18323