tgoop.com/ZaidOu/2471
Last Update:
[تغيير الأخلاق ومطلوب الرياضة]
” لو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير لبطلت الوصايا والمواعظ والتأديبات، ولَمَا قال رسول الله ﷺ: «حسِّنوا أخلاقكم»، وكيف يُنكَر هذا في حقّ الآدميّ وتغيير خلُق البهيمة ممكن؛ إذ يُنقل الصّيد من التوحُّش إلى الأُنس، والكلبُ من الأكل إلى التأدُّب، والفرَسُ من الجِماح إلى السّلاسة.
وكل ذلك تغيير للأخلاق، وليس المطلوب أيضا من الرياضة والمُجاهدة قمع الغضب والشهوة اللذين عنهُما تتفرّع الأخلاق المذمومة، ولا تحجيمهما بالكُليّة حتى لا يبقى لهما أثر، فإن ذلك لا يُقدر عليه أصلا، وإنما المطلوب إسلاسُهما وقهرُهُما بالرياضة والمُجاهدة، وهذا جرّبناه بهذا، وصار ذلك سبب نجاتنا.
نعم الجبِلّات مُختلفة في القَبول إما بأصل الجِبِلّة، وإمّا بالرُسوخ بالعادة، وكيف يكون القصد بالمجاهدة قمع الشهوة والغضب بالكُلّيّة، وفي قمع الشهوة بالكُليّة تلَف الأجساد، وانقطاع النّسل، وفي قمع الغضب ترك الدفاع عن النّفس ما يُهلِكها، ولذلك قال سبحانه: ﴿والكاظمين الغيظ﴾، ولم يقُل: والفاقدين الغيظ. والمطلوب من المجاهدة الرجوع إلى الوسط، والوقوف عند الاعتدال، وملك هاتين الصّفتين حتى لا تتصرفان إلا بإذن العقل والشرع، وهذا كله ممكن “
➖ العلّامة الأديب محمد بن عبد الرحيم، ابن أبي العيش الأنصاري التلمساني (تـ بعد 654هـ)
BY زيد اولاد زيان
Share with your friend now:
tgoop.com/ZaidOu/2471