This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*حسبنا الله ونعم الوكيل*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الأولى:*
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
معاشر المسلمين: إِذَا نَطَقَتْ بِهَا الأَفْوَاهُ، هَزَّتْ فِي النُّفُوسِ وِجْدَانَهَا، وَتَعَلَّقَتِ الأَرْوَاحُ خَارِجَ عَالَمِهَا؛ هِيَ مَفْزَعُنَا إِذَا ضَاقَتِ الكُرُوبُ، وَهِيَ مَلَاذُنَا إِذَا عَظُمَتِ الخُطُوبُ، وهِيَ الكَلِمَةُ الَّتِي تَقِفُ عَلَى طَرَفِ اللِّسَانِ حِينَ يَأْخُذُ الخَوْفُ وَالحُزْنُ مَكَانَهُ فِي القَلْبِ، ووَهِيَ العِبَارَةُ الَّتِي تَلُوحُ أَمَامَنَا حِينَ تَنْقَطِعُ وَتَتَخَلَّى عَنَّا الأَسْبَابُ الأَرْضِيَّةُ؛ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، مَا أَكْبَرَ مَعْنَاهَا! وَمَا أَعْظَمَ دَلَالَتَهَا! وَمَا أَشَدَّ أَثَرَهَا!
حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ: هِيَ مَنْهَجُ حَيَاةٍ، نَلُوذُ بِهَا، وَنَعْتَصِمُ بِهُدَاهَا فِي أَحْوَالِنَا كُلِّهَا.
هِيَ سِلَاحُنَا قَبْلَ القُوَّةِ المَادِّيَّةِ، وَالأَسْبَابِ الأَرْضِيَّةِ، وهِيَ هُتَافُنَا حِينَ نَرَى تَسَلُّطَ أَهْلِ الطُّغْيَانِ عَلَى رِقَابِ المُسْتَضْعَفِينَ.
نُرَدِّدُهَا حِينَ نَسْمَعُ تَسَافُلَ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ عَلَى شَرَائِعِ الدِّينِ، وَمَقَامِ وَقَامَاتِ المُرْسَلِينَ.
حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ: هِيَ سَلْوَانَا إِنْ قَلَّتْ أَمْوَالُنَا وَجَفَّتْ مَوَادُّنَا وَشَحَّتْ مَصَادِرُنَا، هِيَ مَفْزَعُنَا إِذَا عَمَّتِ الشَّهَوَاتُ وَتَعَلَّقَتِ القُلُوبُ بِالفِتَنِ وَالمُغْرِيَاتِ؛ فَلَا شَيْءَ إِلَّا اللهَ، لَا حَوْلَ إِلَّا حَوْلَهُ، لَا قُوَّةَ إِلَّا قُوَّتَهُ، لَا إِرَادَةَ إِلَّا إِرَادَتَهُ.
حَسْبُنَا اللهُ: كَلِمَةُ الْتِجَاءٍ يَسْتَشْعِرُ فِيهِ العَبْدُ اسْمَ اللهِ الحَسِيبِ، وَالحَسِيبُ هُوَ: الكَافِي؛ فَهُوَ سُبْحَانَهُ كَافٍ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ، وَفَوَّضَ أَمْرَهُ إِلَيْهِ.
وَإِذَا العِنَايَةُ لَاحَظَتْكَ عُيُونُهَا *** نَمْ فَالمَخَاوِفُ كُلُّهُنَّ أَمَانُ
هُوَ سُبْحَانَهُ يَكْفِي عَبْدَهُ مَا أَهَمَّهُ مِنْ ضُرٍّ، وَيَجْلِبُ مَا رَجَاهُ مِنْ خَيْرٍ
وَنِعْمَ الوِكْيلُ؛ أَيْ كَفِيلٌ عَلَى أُمُورِنَا، قَيِّمٌ عَلَى مَصَالِحِنَا، قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رحمه الله-: أَيِ اللهُ وَحْدَهُ كَافِينَا كُلَّنَا.
حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ: عَقِيدَةٌ رَاسِخَةٌ، تَعْنِي: تَوَكُّلَ العَبْدِ عَلَى رَبِّهِ، وَالْتِجَاءَهُ إِلَيْهِ، وَافْتِقَارَهُ لِعَوْنِهِ وَتَسْدِيدِهِ، وَمَدَدِهُ وَتَوْفِيقِهِ.
إِنْ مَسَّنَا الضُّرُّ أَوْ ضَاقَتْ بِنَا الحِيَلُ *** فَلَنْ يَخِيبَ لَنَا فِي رَبِّنَا أَمَلُ
اللهُ فِي كُلِّ خَطْبٍ حَسْبُنَا وَكَفَى *** إِلَيْهِ نَرْفَعُ شَكْوَانَا وَنَبْتَهِلُ
وَمَنْ نَلُوذُ بِهِ فِي كَشْفِ كُرْبَتِنَا *** وَمَنْ عَلَيْهِ سِوَى الرَّحْمَنِ نَتَّكِلُ
فَافْزَعْ إِلَيْهِ وَأقْرِعْ بِابَ رَحْمَتِهِ *** فَهْوَ الرَّجَاءُ لِمَنْ أَعْيَتْ بِهِ السُّبُلُ
عِبَادَ اللهِ: مَنْ أَعْظَمُ مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ وَالْتَجَأَ إِلَيْهِ؟ مَنْ أَشَدُّ مَنْ فَوَّضَ أَمْرَهُ لِخَالِقِهِ وَاعْتَصَمَ بِهِ؟
إِنَّهُمْ رُسُلُ اللهِ، صَفُوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، وَخِيرَتُهُ مِنْ عِبَادِهِ؛ فاسْتَعْرِضُوا حَيَاتَهُمْ؛ كَمَا قَصَّهَا القُرْآنُ، لِتَرَوْا أَنَّ التَّعَلُّقَ بِاللهِ وَحْدَهُ هُوَ رَفِيقُهُمْ، وَبَثَّ الشَّكْوَى إِلَيْهِ هُوَ حُدَاؤُهُمْ.
*خطبة جمعة بعنوان:*
*حسبنا الله ونعم الوكيل*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*الخطبة الأولى:*
إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
معاشر المسلمين: إِذَا نَطَقَتْ بِهَا الأَفْوَاهُ، هَزَّتْ فِي النُّفُوسِ وِجْدَانَهَا، وَتَعَلَّقَتِ الأَرْوَاحُ خَارِجَ عَالَمِهَا؛ هِيَ مَفْزَعُنَا إِذَا ضَاقَتِ الكُرُوبُ، وَهِيَ مَلَاذُنَا إِذَا عَظُمَتِ الخُطُوبُ، وهِيَ الكَلِمَةُ الَّتِي تَقِفُ عَلَى طَرَفِ اللِّسَانِ حِينَ يَأْخُذُ الخَوْفُ وَالحُزْنُ مَكَانَهُ فِي القَلْبِ، ووَهِيَ العِبَارَةُ الَّتِي تَلُوحُ أَمَامَنَا حِينَ تَنْقَطِعُ وَتَتَخَلَّى عَنَّا الأَسْبَابُ الأَرْضِيَّةُ؛ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، مَا أَكْبَرَ مَعْنَاهَا! وَمَا أَعْظَمَ دَلَالَتَهَا! وَمَا أَشَدَّ أَثَرَهَا!
حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ: هِيَ مَنْهَجُ حَيَاةٍ، نَلُوذُ بِهَا، وَنَعْتَصِمُ بِهُدَاهَا فِي أَحْوَالِنَا كُلِّهَا.
هِيَ سِلَاحُنَا قَبْلَ القُوَّةِ المَادِّيَّةِ، وَالأَسْبَابِ الأَرْضِيَّةِ، وهِيَ هُتَافُنَا حِينَ نَرَى تَسَلُّطَ أَهْلِ الطُّغْيَانِ عَلَى رِقَابِ المُسْتَضْعَفِينَ.
نُرَدِّدُهَا حِينَ نَسْمَعُ تَسَافُلَ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ عَلَى شَرَائِعِ الدِّينِ، وَمَقَامِ وَقَامَاتِ المُرْسَلِينَ.
حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ: هِيَ سَلْوَانَا إِنْ قَلَّتْ أَمْوَالُنَا وَجَفَّتْ مَوَادُّنَا وَشَحَّتْ مَصَادِرُنَا، هِيَ مَفْزَعُنَا إِذَا عَمَّتِ الشَّهَوَاتُ وَتَعَلَّقَتِ القُلُوبُ بِالفِتَنِ وَالمُغْرِيَاتِ؛ فَلَا شَيْءَ إِلَّا اللهَ، لَا حَوْلَ إِلَّا حَوْلَهُ، لَا قُوَّةَ إِلَّا قُوَّتَهُ، لَا إِرَادَةَ إِلَّا إِرَادَتَهُ.
حَسْبُنَا اللهُ: كَلِمَةُ الْتِجَاءٍ يَسْتَشْعِرُ فِيهِ العَبْدُ اسْمَ اللهِ الحَسِيبِ، وَالحَسِيبُ هُوَ: الكَافِي؛ فَهُوَ سُبْحَانَهُ كَافٍ مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ، وَفَوَّضَ أَمْرَهُ إِلَيْهِ.
وَإِذَا العِنَايَةُ لَاحَظَتْكَ عُيُونُهَا *** نَمْ فَالمَخَاوِفُ كُلُّهُنَّ أَمَانُ
هُوَ سُبْحَانَهُ يَكْفِي عَبْدَهُ مَا أَهَمَّهُ مِنْ ضُرٍّ، وَيَجْلِبُ مَا رَجَاهُ مِنْ خَيْرٍ
وَنِعْمَ الوِكْيلُ؛ أَيْ كَفِيلٌ عَلَى أُمُورِنَا، قَيِّمٌ عَلَى مَصَالِحِنَا، قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رحمه الله-: أَيِ اللهُ وَحْدَهُ كَافِينَا كُلَّنَا.
حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ: عَقِيدَةٌ رَاسِخَةٌ، تَعْنِي: تَوَكُّلَ العَبْدِ عَلَى رَبِّهِ، وَالْتِجَاءَهُ إِلَيْهِ، وَافْتِقَارَهُ لِعَوْنِهِ وَتَسْدِيدِهِ، وَمَدَدِهُ وَتَوْفِيقِهِ.
إِنْ مَسَّنَا الضُّرُّ أَوْ ضَاقَتْ بِنَا الحِيَلُ *** فَلَنْ يَخِيبَ لَنَا فِي رَبِّنَا أَمَلُ
اللهُ فِي كُلِّ خَطْبٍ حَسْبُنَا وَكَفَى *** إِلَيْهِ نَرْفَعُ شَكْوَانَا وَنَبْتَهِلُ
وَمَنْ نَلُوذُ بِهِ فِي كَشْفِ كُرْبَتِنَا *** وَمَنْ عَلَيْهِ سِوَى الرَّحْمَنِ نَتَّكِلُ
فَافْزَعْ إِلَيْهِ وَأقْرِعْ بِابَ رَحْمَتِهِ *** فَهْوَ الرَّجَاءُ لِمَنْ أَعْيَتْ بِهِ السُّبُلُ
عِبَادَ اللهِ: مَنْ أَعْظَمُ مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ وَالْتَجَأَ إِلَيْهِ؟ مَنْ أَشَدُّ مَنْ فَوَّضَ أَمْرَهُ لِخَالِقِهِ وَاعْتَصَمَ بِهِ؟
إِنَّهُمْ رُسُلُ اللهِ، صَفُوَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، وَخِيرَتُهُ مِنْ عِبَادِهِ؛ فاسْتَعْرِضُوا حَيَاتَهُمْ؛ كَمَا قَصَّهَا القُرْآنُ، لِتَرَوْا أَنَّ التَّعَلُّقَ بِاللهِ وَحْدَهُ هُوَ رَفِيقُهُمْ، وَبَثَّ الشَّكْوَى إِلَيْهِ هُوَ حُدَاؤُهُمْ.
Telegram
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
كَمْ تَعَرَّضُوا فِي حَيَاتِهِمْ لِمِحَنٍ وَإِحَنٍ؛ فَلَمْ يَلْتَفِتُوا يَمِينًا وَشِمَالًا، وَإِنَّمَا شَمَخَتْ جِبَاهُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ، يَسْتَمْطِرُونَ الفَرَجَ وَالمَخْرَجَ وَرَفْعَ العَنَاءِ.
حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، اسْتَشْعَرَهَا إِبْرَاهِيمُ الخَلِيلُ حِينَ حَمَلَهُ أَهْلُ الإِشْرَاكِ لِيُلْقُوهُ فِي النَّارِ؛ فَلَمَّا بَصَرُتْ عَيْنُهُ النَّارَ، رَدَّدَ بِلِسَانِهِ، وَقَدْ مُلِئَ قَلْبُهُ تَوْحِيدًا: حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ؛ فَقَالَ اللهُ: (يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)[الأنبياء: 69].
حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، اسْتَشْعَرَهَا مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ غَزْوَةِ أُحُدٍ، فَقِيلَ لَهُ وَقَدْ تَجَمَّعَتْ عَلَيْهِ الكُلُومُ وَالهُمُومُ؛ (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ)؛ فقال هو وأصحابه: (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)[آل عمران: 173-174].
وسُفِّهَ نُوحٌ فِي عَقْلِهِ، وَزُجِرَ وَعُنِّفَ، حَتَّى أَيِسَ مِنْ قَوْمِهِ، وَضَاقَ عَلَيْهِ كَرْبُهُ؛ فَالْتَجَأَ إِلَى رَبِّهِ بِالدُّعَاءِ؛ قَالَ اللهُ عَنْهُ: (فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ)[القمر:9-10]، (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ)[الصافات: 75-76].
وصَرَخَ قَوْمُ مُوسَى؛ (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)[الشعراء: 61]؛ فَقَالَ كَلِيمُ اللهِ -وَقَدِ امْتَلَأَ قَلْبُهُ تَعَلُّقًا وَيَقِينًا-: (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)[الشعراء: 62]، وقَالَ -تَعَالَى-: (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ)[الصافات: 114-115].
وركِبَ يُونُسُ بْنُ مَتَّى مَعَ الرَّاكِبِينَ، فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ المُدْحَضِينَ، فَأُلْقِيَ فِي لُجَجِ البِحَارِ، وَانْقَطَعَ عَنْهُ الضُّوءُ وَالنَّهَارُ؛ فَالْتَجَأَ إِلَى رَبِّهِ بِالتَّسْبِيحِ وَالاعْتِرَافِ؛ (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)[الأنبياء: 87-88].
ومَرِضَ أَيُّوبُ، وَطَالَ عَلَيْهِ الدَّاءُ؛ فَفَزِعَ إِلَى رَبِّ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ؛ (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)[الأنبياء: 83]؛ فقال الله: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ)[الأنبياء: 84].
وتَأَلَّمَ يَعْقُوبُ لِفَقْدِ يُوسُفَ، وَلَازَمَتْهُ أَحْزَانُهُ، حَتَّى ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ، مِنْ كَثْرَةِ تَضَرُّعِهِ لِرَبِّهِ وَشَكْوَاهُ، فَبَرَّدَ اللهُ عَلَيْهِ حَرَّ فِرَاقِ الوَلَدِ، وَأَذْهَبَ عَنْهُ أَلَمَ الكَآبَةِ وَالكَمَدِ.
وتَعَرَّضَتْ لِيُوسُفَ فِتْنَةُ الشَّهَواتِ، وَتَهَيَّأَتْ لَهُ كُلُّ صُوَرِ المُغْرِيَاتِ؛ فَمَا عَصَمَهُ مِنْ هَذَا البَلَاءِ إِلَّا التَّعَلُّقُ بِاللهِ وَالدُّعَاءُ؛ (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ)[يوسف: 33].
عِبَادَ اللهِ: إن الالْتِجَاءُ إِلَى اللهِ وَالتَّعَلُّقُ بِهِ، لَيْسَ خَاصًّا فِي حَالِ الضَّرَّاءِ، بَلْ يُسْتَصْحَبُ حَتَّى فِي حَالِ طَلَبِ الخَيْرَاتِ، وَاسْتِجْلَابِ المَنَافِعِ؛ قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ)[التوبة: 59].
وَهَذَانِ الحَالَانِ -أَعْنِي: اسْتِشْعَارَ جُمْلَةِ: (حَسْبُنَا اللهُ) حَالَ طَلَبِ خَيْرٍ أَوْ دَفْعِ شَرٍّ- ذَكَرَهُمَا المَوْلَى -تَعَالَى- فِي قَوْلِهِ: (قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ)[الزمر: 38].
إِنَّهَا قُلُوبٌ تَعَلَّقَتْ بِاللهِ رَغَبًا وَرَهَبًا، كَانُوا مَعَ اللهِ؛ فَكَانَ اللهُ مَعَهُمْ.
فَلَيْتَكَ تَحْـلُو وَالحَيَاةُ مَـرِيرَةٌ *** وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ
إِذَا صَحَّ مِنْكَ الوُدُّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ *** وكُلُّ الَّذِي فَوْقَ التُّرَابِ تُرَابُ
حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، اسْتَشْعَرَهَا إِبْرَاهِيمُ الخَلِيلُ حِينَ حَمَلَهُ أَهْلُ الإِشْرَاكِ لِيُلْقُوهُ فِي النَّارِ؛ فَلَمَّا بَصَرُتْ عَيْنُهُ النَّارَ، رَدَّدَ بِلِسَانِهِ، وَقَدْ مُلِئَ قَلْبُهُ تَوْحِيدًا: حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ؛ فَقَالَ اللهُ: (يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)[الأنبياء: 69].
حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، اسْتَشْعَرَهَا مُحَمَّدٌ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدَ غَزْوَةِ أُحُدٍ، فَقِيلَ لَهُ وَقَدْ تَجَمَّعَتْ عَلَيْهِ الكُلُومُ وَالهُمُومُ؛ (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ)؛ فقال هو وأصحابه: (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)[آل عمران: 173-174].
وسُفِّهَ نُوحٌ فِي عَقْلِهِ، وَزُجِرَ وَعُنِّفَ، حَتَّى أَيِسَ مِنْ قَوْمِهِ، وَضَاقَ عَلَيْهِ كَرْبُهُ؛ فَالْتَجَأَ إِلَى رَبِّهِ بِالدُّعَاءِ؛ قَالَ اللهُ عَنْهُ: (فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ * فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ)[القمر:9-10]، (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ)[الصافات: 75-76].
وصَرَخَ قَوْمُ مُوسَى؛ (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)[الشعراء: 61]؛ فَقَالَ كَلِيمُ اللهِ -وَقَدِ امْتَلَأَ قَلْبُهُ تَعَلُّقًا وَيَقِينًا-: (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)[الشعراء: 62]، وقَالَ -تَعَالَى-: (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ)[الصافات: 114-115].
وركِبَ يُونُسُ بْنُ مَتَّى مَعَ الرَّاكِبِينَ، فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ المُدْحَضِينَ، فَأُلْقِيَ فِي لُجَجِ البِحَارِ، وَانْقَطَعَ عَنْهُ الضُّوءُ وَالنَّهَارُ؛ فَالْتَجَأَ إِلَى رَبِّهِ بِالتَّسْبِيحِ وَالاعْتِرَافِ؛ (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)[الأنبياء: 87-88].
ومَرِضَ أَيُّوبُ، وَطَالَ عَلَيْهِ الدَّاءُ؛ فَفَزِعَ إِلَى رَبِّ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ؛ (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)[الأنبياء: 83]؛ فقال الله: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ)[الأنبياء: 84].
وتَأَلَّمَ يَعْقُوبُ لِفَقْدِ يُوسُفَ، وَلَازَمَتْهُ أَحْزَانُهُ، حَتَّى ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ، مِنْ كَثْرَةِ تَضَرُّعِهِ لِرَبِّهِ وَشَكْوَاهُ، فَبَرَّدَ اللهُ عَلَيْهِ حَرَّ فِرَاقِ الوَلَدِ، وَأَذْهَبَ عَنْهُ أَلَمَ الكَآبَةِ وَالكَمَدِ.
وتَعَرَّضَتْ لِيُوسُفَ فِتْنَةُ الشَّهَواتِ، وَتَهَيَّأَتْ لَهُ كُلُّ صُوَرِ المُغْرِيَاتِ؛ فَمَا عَصَمَهُ مِنْ هَذَا البَلَاءِ إِلَّا التَّعَلُّقُ بِاللهِ وَالدُّعَاءُ؛ (وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ)[يوسف: 33].
عِبَادَ اللهِ: إن الالْتِجَاءُ إِلَى اللهِ وَالتَّعَلُّقُ بِهِ، لَيْسَ خَاصًّا فِي حَالِ الضَّرَّاءِ، بَلْ يُسْتَصْحَبُ حَتَّى فِي حَالِ طَلَبِ الخَيْرَاتِ، وَاسْتِجْلَابِ المَنَافِعِ؛ قَالَ اللهُ -تَعَالَى-: (وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ)[التوبة: 59].
وَهَذَانِ الحَالَانِ -أَعْنِي: اسْتِشْعَارَ جُمْلَةِ: (حَسْبُنَا اللهُ) حَالَ طَلَبِ خَيْرٍ أَوْ دَفْعِ شَرٍّ- ذَكَرَهُمَا المَوْلَى -تَعَالَى- فِي قَوْلِهِ: (قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ)[الزمر: 38].
إِنَّهَا قُلُوبٌ تَعَلَّقَتْ بِاللهِ رَغَبًا وَرَهَبًا، كَانُوا مَعَ اللهِ؛ فَكَانَ اللهُ مَعَهُمْ.
فَلَيْتَكَ تَحْـلُو وَالحَيَاةُ مَـرِيرَةٌ *** وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ
إِذَا صَحَّ مِنْكَ الوُدُّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ *** وكُلُّ الَّذِي فَوْقَ التُّرَابِ تُرَابُ
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
*الخطبة الثانية:*
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:
عباد الله: إن التَّعَلُّقُ بِاللهِ مَبْدَأٌ رَبَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَحَابَتَهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- وَزَكَّى أَرْوَاحَهُمْ بِهَذِهِ العَقِيدَةِ الصَّافِيَةِ، ثَقُلَ عَلَى الصَّحَابَةِ قَوْلُ نَبِيِّهِمْ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدْ الْتَقَمَ القَرْنَ، وَاسْتَمَعَ الإِذْنَ حَتَّى يُؤْمَرَ بِالنَّفْخِ؛ فَيَنْفُخَ"؛ فَتَأَثَّرَ الصَّحَابَةُ مِمَّا سَمِعُوا، حَتَّى رُؤِيَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِهِمْ؛ فَقَالُوا: كَيْفَ نَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: قُولُوا: (حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ).
هَذِهِ التَّرْبِيَةُ المُحَمَّدِيَّةُ فِي التَّعَلُّقِ بِاللهِ شَمِلَتْ جَمِيعَ الصَّحَابَةِ عَلَى اخْتِلَافِ أَعْمَارِهِمْ، قَالَ لِصَاحِبِهِ وَرَفِيقِهِ الصِّدِّيقِ، وَقَدْ عَلَتْهُ الأَحْزَانُ فِي الغَارِ؛ (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)[التوبة: 40].
وَقَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ الشَّابُّ: "اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ".
وَأَوْصَى ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ غُلَامٌ: "تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ".
التَّعَلُّقُ بِاللهِ هُوَ وَرَبِّي بُرْهَانُ التَّوْحِيدِ، وَدَلِيلُ الإِيمَانِ، يُحْيِي الهِمَمَ الفَاتِرَةَ، وَيُوقِظُ النُّفُوسَ الغَافِلَةَ، وَيَقْذِفُ فِي القُلُوبِ شُحْنَاتٍ مِنَ التَّذَلُّلِ وَالافْتِقَارِ، وَتِلْكَ وَاللهِ مَقَامَاتٌ يُحِبُّهَا اللهُ وَيَرْضَاهَا، وَيَجْزِي أَهْلَهَا الجَزَاءَ الأَوْفَى.
إِذَا تَعَلَّقَتِ القُلُوبُ، بِحَوْلِ وَقُوَّةِ عَلَّامِ الغُيُوبِ، تَنَاهَتْ فِي ذُلِّهَا وَعُبُودِيَّتِهَا؛ فَصَغُرَ وَضَعُفَ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا حَوْلَهُ وَقُوَّتَهُ.
إِذَا الْتَجَأَتِ الأَفْئِدَةُ، بِرَبِّهَا اسْتَشْعَرَتْ هَيْمَنَةَ اللهِ عَلَى الحَيَاةِ؛ فَلَا يَجْرِي فِي الكَوْنِ شَيْءٌ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَإِرَادَتِهِ، وَقَدَرِهِ وَمَشِيئَتِهِ؛ فَحُقَّ لِلْقُلُوبِ بَعْدَهَا أَنْ تَعِيشَ مَسَاحَاتٍ مِنَ التَّوَكُّلِ وَتَفْوِيضِ الأُمُورِ للهِ، وَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ حَالَهُ؛ فَهُوَ أَهْلٌ لِمَحَبَّةِ اللهِ؛ (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)[آل عمران: 159].
مَنْ كَانَ هَذَا مَخْبَرَهُ؛ فَقَمِنٌ أَنْ يَحْفَظَهُ رَبُّهُ وَيَكْفِيهِ؛ (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)[الطلاق: 3]
يَا أَهْلَ التَّوْحِيدِ، التَّعَلُّقُ بِاللهِ عِزٌّ وَاسْتِعْلَاءُ كَرَامَةٍ، وَالتَّعَلُّقُ بِمَا دُونِ اللهِ ضَعْفٌ وَهَوَانٌ وَمَهَانَةٌ.
عبادَ اللهِ: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله، كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين، أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
*الخطبة الثانية:*
الحمد لله على فضله وإحسانه وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيرًا، أما بعد:
عباد الله: إن التَّعَلُّقُ بِاللهِ مَبْدَأٌ رَبَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَحَابَتَهُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ- وَزَكَّى أَرْوَاحَهُمْ بِهَذِهِ العَقِيدَةِ الصَّافِيَةِ، ثَقُلَ عَلَى الصَّحَابَةِ قَوْلُ نَبِيِّهِمْ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ القَرْنِ قَدْ الْتَقَمَ القَرْنَ، وَاسْتَمَعَ الإِذْنَ حَتَّى يُؤْمَرَ بِالنَّفْخِ؛ فَيَنْفُخَ"؛ فَتَأَثَّرَ الصَّحَابَةُ مِمَّا سَمِعُوا، حَتَّى رُؤِيَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِهِمْ؛ فَقَالُوا: كَيْفَ نَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: قُولُوا: (حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ).
هَذِهِ التَّرْبِيَةُ المُحَمَّدِيَّةُ فِي التَّعَلُّقِ بِاللهِ شَمِلَتْ جَمِيعَ الصَّحَابَةِ عَلَى اخْتِلَافِ أَعْمَارِهِمْ، قَالَ لِصَاحِبِهِ وَرَفِيقِهِ الصِّدِّيقِ، وَقَدْ عَلَتْهُ الأَحْزَانُ فِي الغَارِ؛ (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)[التوبة: 40].
وَقَالَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ الشَّابُّ: "اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ".
وَأَوْصَى ابْنَ عَبَّاسٍ وَهُوَ غُلَامٌ: "تَعَرَّفْ إِلَى اللهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ".
التَّعَلُّقُ بِاللهِ هُوَ وَرَبِّي بُرْهَانُ التَّوْحِيدِ، وَدَلِيلُ الإِيمَانِ، يُحْيِي الهِمَمَ الفَاتِرَةَ، وَيُوقِظُ النُّفُوسَ الغَافِلَةَ، وَيَقْذِفُ فِي القُلُوبِ شُحْنَاتٍ مِنَ التَّذَلُّلِ وَالافْتِقَارِ، وَتِلْكَ وَاللهِ مَقَامَاتٌ يُحِبُّهَا اللهُ وَيَرْضَاهَا، وَيَجْزِي أَهْلَهَا الجَزَاءَ الأَوْفَى.
إِذَا تَعَلَّقَتِ القُلُوبُ، بِحَوْلِ وَقُوَّةِ عَلَّامِ الغُيُوبِ، تَنَاهَتْ فِي ذُلِّهَا وَعُبُودِيَّتِهَا؛ فَصَغُرَ وَضَعُفَ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا حَوْلَهُ وَقُوَّتَهُ.
إِذَا الْتَجَأَتِ الأَفْئِدَةُ، بِرَبِّهَا اسْتَشْعَرَتْ هَيْمَنَةَ اللهِ عَلَى الحَيَاةِ؛ فَلَا يَجْرِي فِي الكَوْنِ شَيْءٌ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَإِرَادَتِهِ، وَقَدَرِهِ وَمَشِيئَتِهِ؛ فَحُقَّ لِلْقُلُوبِ بَعْدَهَا أَنْ تَعِيشَ مَسَاحَاتٍ مِنَ التَّوَكُّلِ وَتَفْوِيضِ الأُمُورِ للهِ، وَمَنْ كَانَتْ هَذِهِ حَالَهُ؛ فَهُوَ أَهْلٌ لِمَحَبَّةِ اللهِ؛ (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)[آل عمران: 159].
مَنْ كَانَ هَذَا مَخْبَرَهُ؛ فَقَمِنٌ أَنْ يَحْفَظَهُ رَبُّهُ وَيَكْفِيهِ؛ (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)[الطلاق: 3]
يَا أَهْلَ التَّوْحِيدِ، التَّعَلُّقُ بِاللهِ عِزٌّ وَاسْتِعْلَاءُ كَرَامَةٍ، وَالتَّعَلُّقُ بِمَا دُونِ اللهِ ضَعْفٌ وَهَوَانٌ وَمَهَانَةٌ.
عبادَ اللهِ: وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله، كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين، أبى بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمي حوزة الدين يا رب العالمين.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم اشف مرضانا، وعاف مبتلانا، وارحم موتانا يا رب العالمين
اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.
اللّهم آت نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 www.tgoop.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
اللّهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عِبَادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ، فَاذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوْهُ على نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 www.tgoop.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
Telegram
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🎤
*خطبة جمعة بعنوان:*
*﴿وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا﴾*
*للشـيخ / أيمــــن الـحــــداد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*عناصر الخطبة*
أولاً: أهمية الزواج وبناء الأسرة
ثانياً: الإلتزام بالحقوق والواجبات
ثالثاً: التواصل الأسرى .
*الخطبة الأولى:*
الحمد لله رب العالمين الذى خلق الزوجين الذكر والأنثى، من نطفة إذا تمنى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن سيدنا محمداً عبدالله الله ورسوله،
اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه حق قدره ومقداره العظيم، وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن أتبع هداهم إلى يوم الدين؛ أما بعد: فيا أيها المسلمون: إن بناء الأسرة أعظم بناء فى هذه الحياة، لأن به يتم التكاثر وعمارة الكون، لذلك كان عقد الزواج من أوثق العقود التى يجب أن تصان وتحترم، قال تعالى: ﴿وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا﴾ (النساء:٢١)، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: «النِّكَاحُ من سُنَّتِي فمَنْ لمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَليسَ مِنِّي، وتَزَوَّجُوا؛ فإني مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ، ومَنْ كان ذَا طَوْلٍ فَلْيَنْكِحْ،
ومَنْ لمْ يَجِدْ فَعليهِ بِالصِّيامِ، فإنَّ الصَّوْمَ لهُ وِجَاءٌ» رواه ابن ماجه.
لكن بات من المؤسف ما نسمع به من كثرة حالات الطلاق والتفكك الأسرى؛ والذى يذهب إلى دور محمكة الأسرة يعتصر قلبه ألماً، لما يرى من كثرة الطلاق بين المتزوجين حديثاً، وعندها يشعر بالحزن والآسى، لما وصلت إليه أحوالنا، لقد أصبحنا فى حيرة من أمرنا كيف صرنا إلى هذا الوضع المخجل؟! وكيف أصبح الطلاق من أسهل ما يكون مع علمنا يقيناً بآثاره السلبية على كل أفراد الأسرة، إننا نتسأل ما الذى حدث لمجتمعنا؟! وما هي الدوافع وراء تصدع البيوت وتفكك الأسر؟! إن السبب يكمن في جهل البعض بالقيم الإسلامية والحضارية التى من أجلها شُرع الزواج وفي مقدمتها ما يلي:
♦أولاً: أهمية الزواج وبناء الأسرة؛ ترجع أهمية الزواج وبناء الأسرة فى الإسلام إلى معانٍ راقية وإنسانية من ذلك:
– الزواج من أجل النعم التي أنعم الله بها على خلقه، وإذا كانت نِعَمَ الله عز وجل علي الناس كثيرةٌ ومتتابعة بتتابُع الليل والنهار؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ (إبراهيم: ٣٤)، فإن الزواج من أهم هذه النِّعَم العظيمة الجليلة.
– والزواج آيةٌ من آيات ربنا جل وعلا؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الروم: ٢١)،
– والزواج من سنن الأنبياء والمرسلين؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً﴾ (الرعد: ٣٨)، وَعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاثةُ رهطٍ إلى بيوتِ أزواجِ النَّبيِّ ﷺ يسأَلون عن عبادةِ النَّبيِّ ﷺ فلمَّا أُخبِروا كأنَّهم تقالُّوها فقالوا: وأينَ نحنُ مِن النَّبيِّ ﷺ قد غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبِه وما تأخَّر؟! قال أحدُهم: أمَّا أنا فإنِّي أُصلِّي اللَّيلَ أبدًا وقال الآخَرُ: أنا أصومُ الدَّهرَ ولا أُفطِرُ وقال الآخَرُ: أنا أعتزِلُ النِّساءَ ولا أتزوَّجُ أبدًا فجاء رسولُ اللهِ ﷺ فقال: «أنتم الَّذي قُلْتُم كذا وكذا ؟ أمَا واللهِ إنِّي لأخشاكم للهِ وأتقاكم له لكنِّي أصومُ وأُفطِرُ وأُصلِّي وأرقُدُ وأتزوَّجُ النِّساءَ فمَن رغِب عن سنَّتي فليس منِّي» رواه بن حبان.
– الزواج ستر للزوجين، ووقاية، وحصن لكل منهما من الوقوع فيما حرَّم الله عز وجل، قَالَ تَعَالَى:
﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ (البقرة: ١٨٧)، وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ (الإسراء: ٣٢)، وعن ابنِ مَسعُودٍ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ» رواه البخاري ومسلم.
– الزواج سكن ومودة؛ فكما أن الإنسان يتَّخذ المسكن، ليستتر به، ويتَّقي به من الحرَّ والبرد وغير ذلك، فإن المرأة تكون سكناً لزوجها، يطمئن إليها، ويجد في قُرْبها الأُنْسَ والراحة، وكذلك فإن الرجل يكون سكناً للمرأة، قَالَ تَعَالَى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ (الأعراف: ١٨٩)،
*خطبة جمعة بعنوان:*
*﴿وأخذن منكم ميثاقًا غليظًا﴾*
*للشـيخ / أيمــــن الـحــــداد*
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
*عناصر الخطبة*
أولاً: أهمية الزواج وبناء الأسرة
ثانياً: الإلتزام بالحقوق والواجبات
ثالثاً: التواصل الأسرى .
*الخطبة الأولى:*
الحمد لله رب العالمين الذى خلق الزوجين الذكر والأنثى، من نطفة إذا تمنى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن سيدنا محمداً عبدالله الله ورسوله،
اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه حق قدره ومقداره العظيم، وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن أتبع هداهم إلى يوم الدين؛ أما بعد: فيا أيها المسلمون: إن بناء الأسرة أعظم بناء فى هذه الحياة، لأن به يتم التكاثر وعمارة الكون، لذلك كان عقد الزواج من أوثق العقود التى يجب أن تصان وتحترم، قال تعالى: ﴿وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا﴾ (النساء:٢١)، وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: «النِّكَاحُ من سُنَّتِي فمَنْ لمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَليسَ مِنِّي، وتَزَوَّجُوا؛ فإني مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ، ومَنْ كان ذَا طَوْلٍ فَلْيَنْكِحْ،
ومَنْ لمْ يَجِدْ فَعليهِ بِالصِّيامِ، فإنَّ الصَّوْمَ لهُ وِجَاءٌ» رواه ابن ماجه.
لكن بات من المؤسف ما نسمع به من كثرة حالات الطلاق والتفكك الأسرى؛ والذى يذهب إلى دور محمكة الأسرة يعتصر قلبه ألماً، لما يرى من كثرة الطلاق بين المتزوجين حديثاً، وعندها يشعر بالحزن والآسى، لما وصلت إليه أحوالنا، لقد أصبحنا فى حيرة من أمرنا كيف صرنا إلى هذا الوضع المخجل؟! وكيف أصبح الطلاق من أسهل ما يكون مع علمنا يقيناً بآثاره السلبية على كل أفراد الأسرة، إننا نتسأل ما الذى حدث لمجتمعنا؟! وما هي الدوافع وراء تصدع البيوت وتفكك الأسر؟! إن السبب يكمن في جهل البعض بالقيم الإسلامية والحضارية التى من أجلها شُرع الزواج وفي مقدمتها ما يلي:
♦أولاً: أهمية الزواج وبناء الأسرة؛ ترجع أهمية الزواج وبناء الأسرة فى الإسلام إلى معانٍ راقية وإنسانية من ذلك:
– الزواج من أجل النعم التي أنعم الله بها على خلقه، وإذا كانت نِعَمَ الله عز وجل علي الناس كثيرةٌ ومتتابعة بتتابُع الليل والنهار؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ﴾ (إبراهيم: ٣٤)، فإن الزواج من أهم هذه النِّعَم العظيمة الجليلة.
– والزواج آيةٌ من آيات ربنا جل وعلا؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الروم: ٢١)،
– والزواج من سنن الأنبياء والمرسلين؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً﴾ (الرعد: ٣٨)، وَعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاء ثلاثةُ رهطٍ إلى بيوتِ أزواجِ النَّبيِّ ﷺ يسأَلون عن عبادةِ النَّبيِّ ﷺ فلمَّا أُخبِروا كأنَّهم تقالُّوها فقالوا: وأينَ نحنُ مِن النَّبيِّ ﷺ قد غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبِه وما تأخَّر؟! قال أحدُهم: أمَّا أنا فإنِّي أُصلِّي اللَّيلَ أبدًا وقال الآخَرُ: أنا أصومُ الدَّهرَ ولا أُفطِرُ وقال الآخَرُ: أنا أعتزِلُ النِّساءَ ولا أتزوَّجُ أبدًا فجاء رسولُ اللهِ ﷺ فقال: «أنتم الَّذي قُلْتُم كذا وكذا ؟ أمَا واللهِ إنِّي لأخشاكم للهِ وأتقاكم له لكنِّي أصومُ وأُفطِرُ وأُصلِّي وأرقُدُ وأتزوَّجُ النِّساءَ فمَن رغِب عن سنَّتي فليس منِّي» رواه بن حبان.
– الزواج ستر للزوجين، ووقاية، وحصن لكل منهما من الوقوع فيما حرَّم الله عز وجل، قَالَ تَعَالَى:
﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ (البقرة: ١٨٧)، وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ (الإسراء: ٣٢)، وعن ابنِ مَسعُودٍ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ» رواه البخاري ومسلم.
– الزواج سكن ومودة؛ فكما أن الإنسان يتَّخذ المسكن، ليستتر به، ويتَّقي به من الحرَّ والبرد وغير ذلك، فإن المرأة تكون سكناً لزوجها، يطمئن إليها، ويجد في قُرْبها الأُنْسَ والراحة، وكذلك فإن الرجل يكون سكناً للمرأة، قَالَ تَعَالَى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ (الأعراف: ١٨٩)،
Telegram
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
– الزواج سبب للسعادة والإعانة على الطاعة؛ فعن سَعْدٍ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «أَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الْهَنِيءُ» رواه بن حبان.
وعن عَبدِاللهِ بنِ عَمرو بنِ العَاصِ رضي اللهُ عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ» رواه مسلم.
– الزواج سببٌ للغِنى وكثرة الرزق؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ (النور: ٣٢)،
قَالَ أَبُو بَكرٍ رضي اللهُ عنه: أَطِيعُوا اللهَ فِيمَا أَمَرَكُم بِهِ مِنَ النِّكَاحِ، يُنْجِزْ لَكُم مَا وَعَدَكُم مِنَ الغِنَى.
وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما: رَغَّبَهُمُ اللهُ تَعَالَى فِي التَّزوِيجِ، وَأَمَرَ بِهِ الأَحرَارَ وَالعَبِيدَ، وَوَعَدَهُم عَلَيهِ الغِنَى؛ فَقَالَ: ﴿إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ (النور: ٣٢)، والذي يريد العفاف مُعَانٌ في نكاحه؛ فعن أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:«ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللهِ عَوْنُهُمْ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ» رواه الترمذي.
– الزواج من أعظم ثماره إنجاب الذرية الصالحة؛ قال تعالى عن زكريا عليه السلام: ﴿قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ (آل عمران: ٣٨)،
وعن أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺُ قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ، إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» رواه مسلم.
– والزواج من ثمراته تكثير سواد أُمَّة سيدنا رسول الله ﷺ فالأمة كلما كثرت، حصل لها من العِزَّة والهيبة ما لا يحصل لها في حال القلة؛ ولهذا امتنَّ الله على بني إسرائيل بالكثرة قال تعالى:﴿وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾ (الإسراء: ٦)، وذكَّر شعيب قومه بذلك، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ﴾ (الأعراف: ٨٦)، وعن مَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ رضي اللهُ عنه قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ، وَإِنَّهَا لَا تَلِدُ أَفَأَتَزَوَّجُهَا؟ قَالَ: «لَا»، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ» رواه أبوداود.
♦ثانياً: الإلتزام بالحقوق والواجبات؛ فيجب أن يعلم كل طرف ما له من حقوق وما عليه من واجبات من ذلك؛
– تلبية الاحتياجات الأساسيّة؛ لقد عُنى الإسلام بهذا الجانب، وجعله من أهم الحقوق الواجبة على الرجل تجاه أهله وولده، فالنفقة، والكسوة، والسكن بالمعروف، من الحقوق التى أمر الله بها؛ قال تعالى: ﴿وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (البقرة: ٢٣٣)، وقال تعالى:﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ (الطلاق:٧)، وعن ثوبان قال رسول الله ﷺ: «أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله» رواه مسلم.
وعن جابر رضي الله عنه قال ﷺ: «اتقوا الله في النساء؛ فإنهن عوان عندكم، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف» رواه الترمذى.
وفي المقابل يبنغى للمرأة مراعاة ظروف زوجها حال التعسر المادى أو ضيق ذات اليد فتتحلى بنوع من الصبر والجلد ولتكن عوناً لزوجها فى تخطى ما تمر به الأسرة من أزمات، ولقد كانت أمهات المؤمنين يصبرن على شظف العيش مع رسول الله ﷺ، ولقد خيَّرهن الله؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (الأحزاب: ٢٨-٢٩)، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة، فينبغي للمرأة أن تصبر على حال زوجها، وأن تصبر على شظف العيش كما صبرت أمهات المؤمنين، وهذه رسالة للجميع إذا أردتم تحقيق السعادة الأسرية فعلى كل طرف أن يلتزم بواجباته تجاه الطرف الآخر فكما أن له حقوق فعليه
وعن عَبدِاللهِ بنِ عَمرو بنِ العَاصِ رضي اللهُ عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ» رواه مسلم.
– الزواج سببٌ للغِنى وكثرة الرزق؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ (النور: ٣٢)،
قَالَ أَبُو بَكرٍ رضي اللهُ عنه: أَطِيعُوا اللهَ فِيمَا أَمَرَكُم بِهِ مِنَ النِّكَاحِ، يُنْجِزْ لَكُم مَا وَعَدَكُم مِنَ الغِنَى.
وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما: رَغَّبَهُمُ اللهُ تَعَالَى فِي التَّزوِيجِ، وَأَمَرَ بِهِ الأَحرَارَ وَالعَبِيدَ، وَوَعَدَهُم عَلَيهِ الغِنَى؛ فَقَالَ: ﴿إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ (النور: ٣٢)، والذي يريد العفاف مُعَانٌ في نكاحه؛ فعن أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:«ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللهِ عَوْنُهُمْ: الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ» رواه الترمذي.
– الزواج من أعظم ثماره إنجاب الذرية الصالحة؛ قال تعالى عن زكريا عليه السلام: ﴿قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ (آل عمران: ٣٨)،
وعن أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺُ قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ، إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» رواه مسلم.
– والزواج من ثمراته تكثير سواد أُمَّة سيدنا رسول الله ﷺ فالأمة كلما كثرت، حصل لها من العِزَّة والهيبة ما لا يحصل لها في حال القلة؛ ولهذا امتنَّ الله على بني إسرائيل بالكثرة قال تعالى:﴿وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾ (الإسراء: ٦)، وذكَّر شعيب قومه بذلك، قال تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ﴾ (الأعراف: ٨٦)، وعن مَعْقِلِ بنِ يَسَارٍ رضي اللهُ عنه قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَقَالَ: إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ، وَإِنَّهَا لَا تَلِدُ أَفَأَتَزَوَّجُهَا؟ قَالَ: «لَا»، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ» رواه أبوداود.
♦ثانياً: الإلتزام بالحقوق والواجبات؛ فيجب أن يعلم كل طرف ما له من حقوق وما عليه من واجبات من ذلك؛
– تلبية الاحتياجات الأساسيّة؛ لقد عُنى الإسلام بهذا الجانب، وجعله من أهم الحقوق الواجبة على الرجل تجاه أهله وولده، فالنفقة، والكسوة، والسكن بالمعروف، من الحقوق التى أمر الله بها؛ قال تعالى: ﴿وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ (البقرة: ٢٣٣)، وقال تعالى:﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ (الطلاق:٧)، وعن ثوبان قال رسول الله ﷺ: «أفضل دينار ينفقه الرجل دينار ينفقه على عياله ودينار ينفقه على دابته في سبيل الله ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله» رواه مسلم.
وعن جابر رضي الله عنه قال ﷺ: «اتقوا الله في النساء؛ فإنهن عوان عندكم، أخذتموهن بأمانة الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف» رواه الترمذى.
وفي المقابل يبنغى للمرأة مراعاة ظروف زوجها حال التعسر المادى أو ضيق ذات اليد فتتحلى بنوع من الصبر والجلد ولتكن عوناً لزوجها فى تخطى ما تمر به الأسرة من أزمات، ولقد كانت أمهات المؤمنين يصبرن على شظف العيش مع رسول الله ﷺ، ولقد خيَّرهن الله؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (الأحزاب: ٢٨-٢٩)، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة، فينبغي للمرأة أن تصبر على حال زوجها، وأن تصبر على شظف العيش كما صبرت أمهات المؤمنين، وهذه رسالة للجميع إذا أردتم تحقيق السعادة الأسرية فعلى كل طرف أن يلتزم بواجباته تجاه الطرف الآخر فكما أن له حقوق فعليه
واجبات.
وفى حين نجد أن بعض الأسر تعانى مشاكل مادية صعبه فلا تكاد تجد الكفاف نسمع أن من ولاه الله أمرها يشرب المخدرات أو يتلف المال بوسائل غير مشروعة؛ وهذا تضيع للأمانة فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه.
وعنه قال رسول الله ﷺ: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيع مَن يعول» رواه أبو دواد.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً: «مَنْ عَالَ جَارِيَتَين حتَّى تَبلُغَا جاء يَومَ القِيَامَة أَنَا وَهُو كَهَاتَين» وضَمَّ أَصَابِعَه، رواه مسلم.
والعول في الغالب يكون بالقيام بمؤونة البدن، من الكسوة والطعام والشراب والسكن ونحوه.
– تبادل الحب والمودة بين الزوجين؛ فهذا مساوي لأهمية توفير الحاجات الأساسية؛ ولقد اقتضتْ حكمة الله عزّ وجل أن يجعل لكل من الزوجين ميلاً فطرياً للآخر، فإليه يسكن، وبه يأنس؛ قال تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون﴾(الروم: ٢١)، ولقد كان سيدنا رسول الله ﷺ يراعى ميول وحاجة النفس إلى شيء من التسرية والسمر فيجلس مستمعاً إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما كانت تقص عليه حديث النسوة اللاتي جلسن وتعاقدن على ألا يكتمن من خبر أزواجهن شيئًا، وهو حديث أم زرع المعروف، فكان ﷺ حريصاً كُلّ الحرص على إدخال الفرح، والسرور على زوجاته، ويتعامل مع كُلّ واحدةٍ منهنّ بما يُناسب عُمرها، وميولها، وكان يمازح نساءه في السراء، ويواسيهن في الضراء، وكان يسمع شكواهن، ولا يجرح مشاعرهن، بل كان يتحمل منهن الأذى، وما ضرب بيده امرأة قط، فبمثل هذا الأدب النبوى الرفيع نستطيع أن نملأّ بيوتنا سعادة ووئام، وهذه رسالة لنا جميعاً فإذا أردنا أن نجد فى بيوتنا السكن والراحة فعلينا أن نتحقق بحال سيدنا رسول الله ﷺ مع أهله من رقة المشاعر والأحاسيس؛ فعن عائشة قالت: «كانَ الحَبَشُ يَلْعَبُونَ بحِرَابِهِمْ، فَسَتَرَنِي رَسولُ اللَّهِ ﷺ وأَنَا أنْظُرُ، فَما زِلْتُ أنْظُرُ حتَّى كُنْتُ أنَا أنْصَرِفُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الجَارِيَةِ الحَدِيثَةِ السِّنِّ، تَسْمَعُ اللَّهْوَ» رواه البخارى.
وعنها قالت: «كنتُ ألعبُ بالبَناتِ عندَ رسولُ اللَّهِ ﷺ في بيتِهِ - وَهُنَّ اللُّعَبُ - وَكانَ لي صواحبُ يلعبنَ معي وَكانَ رسولُ اللَّهِ ﷺ إذا دخلَ يتعمعن - يَستخفينَ هيبَةً منهُ – فيسرِّبُهُنَّ إليَّ فيلعَبنَ معي» رواه البخارى.
– بناء الشراكة الزوجية؛ فمن أهم ما يحافظ على استقرار الأسرة هو تبادل الأفكار والبحث عن مساحة مشتركة فيما يتعلق بالقيم والأهداف والأفكار ووجهات النظر، وفهم احتياجات الطرف الآخر العاطفية والنفسية والعمل على إشباعها، ويكون ذلك من خلال المعاشرة بالمعروف؛ لقد كان سيدنا رسول الله ﷺ أعظم من يحتذى به فى المعاشرة بالمعروف مع أهله كيف لاوهو القائل: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» رواه الترمذى.
لقد امتثل سيدنا رسول الله ﷺ قول الله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَیَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِیهِ خَیۡرࣰا كَثِیرࣰا﴾ (النساء: ١٩)، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة» رواه البخارى.
ولقد وصفت حسن عشرته لأهله فقالت: «كان رسول الله ﷺ ألينَ الناس وأكرم الناس، كان رجلًا من رجالكم إلا أنه كان ضحَّاكًا بسَّامًا، كان بشرًا من البشر يَفْلِي ثوبه، ويحلب شاتَهُ، ويخدم نفسه، كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، وكان يعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم» رواه أحمد.
وإن المتأمل فى أحوال الناس يجد أن المجتمع يأن ويشتكى من كثرة عدد حالات الطلاق فى عصر قل فيه الوفاء بين الأزواج فمع أقل وأتفه الأسباب يقع الشقاق وتنهى الحياة الأسرية وتطوى صفحاتها بمأساة كارثية.
وإذا سألت عن السبب فمعلوم أنه يكمن فى مخالفة الناس لهدى النبى ﷺ وعدم الإلتزام بأخلاقه، ولا سبيل للخروج من تلك الأزمات إلا بالعودة إلى التحلى بحسن العشرة، والتمسك بأحوال سيدنا رسول الله ﷺ فى تعامله مع أهله فى شتى جوانب الحياة، فكان يتحلى ﷺ برقة المشاعر والعواطف، لأن من أخطر أسباب هدم البيوت، وتدمر العلاقات الجفاء، والغلظة، وإهمال العواطف، وعدم مراعاة الحالة النفسية عند التعامل، ولقد أهتم رسولنا الكريم ﷺ بهذا الجانب عند تعامله مع أهله فرغم همومه الكبيرة، و مشاغله الكثيرة، في نشر الدعوة، وإقامة الدين، فضلاً عن تعلقه بربه، وحرصه
وفى حين نجد أن بعض الأسر تعانى مشاكل مادية صعبه فلا تكاد تجد الكفاف نسمع أن من ولاه الله أمرها يشرب المخدرات أو يتلف المال بوسائل غير مشروعة؛ وهذا تضيع للأمانة فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ قال: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» متفق عليه.
وعنه قال رسول الله ﷺ: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيع مَن يعول» رواه أبو دواد.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعاً: «مَنْ عَالَ جَارِيَتَين حتَّى تَبلُغَا جاء يَومَ القِيَامَة أَنَا وَهُو كَهَاتَين» وضَمَّ أَصَابِعَه، رواه مسلم.
والعول في الغالب يكون بالقيام بمؤونة البدن، من الكسوة والطعام والشراب والسكن ونحوه.
– تبادل الحب والمودة بين الزوجين؛ فهذا مساوي لأهمية توفير الحاجات الأساسية؛ ولقد اقتضتْ حكمة الله عزّ وجل أن يجعل لكل من الزوجين ميلاً فطرياً للآخر، فإليه يسكن، وبه يأنس؛ قال تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون﴾(الروم: ٢١)، ولقد كان سيدنا رسول الله ﷺ يراعى ميول وحاجة النفس إلى شيء من التسرية والسمر فيجلس مستمعاً إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما كانت تقص عليه حديث النسوة اللاتي جلسن وتعاقدن على ألا يكتمن من خبر أزواجهن شيئًا، وهو حديث أم زرع المعروف، فكان ﷺ حريصاً كُلّ الحرص على إدخال الفرح، والسرور على زوجاته، ويتعامل مع كُلّ واحدةٍ منهنّ بما يُناسب عُمرها، وميولها، وكان يمازح نساءه في السراء، ويواسيهن في الضراء، وكان يسمع شكواهن، ولا يجرح مشاعرهن، بل كان يتحمل منهن الأذى، وما ضرب بيده امرأة قط، فبمثل هذا الأدب النبوى الرفيع نستطيع أن نملأّ بيوتنا سعادة ووئام، وهذه رسالة لنا جميعاً فإذا أردنا أن نجد فى بيوتنا السكن والراحة فعلينا أن نتحقق بحال سيدنا رسول الله ﷺ مع أهله من رقة المشاعر والأحاسيس؛ فعن عائشة قالت: «كانَ الحَبَشُ يَلْعَبُونَ بحِرَابِهِمْ، فَسَتَرَنِي رَسولُ اللَّهِ ﷺ وأَنَا أنْظُرُ، فَما زِلْتُ أنْظُرُ حتَّى كُنْتُ أنَا أنْصَرِفُ، فَاقْدُرُوا قَدْرَ الجَارِيَةِ الحَدِيثَةِ السِّنِّ، تَسْمَعُ اللَّهْوَ» رواه البخارى.
وعنها قالت: «كنتُ ألعبُ بالبَناتِ عندَ رسولُ اللَّهِ ﷺ في بيتِهِ - وَهُنَّ اللُّعَبُ - وَكانَ لي صواحبُ يلعبنَ معي وَكانَ رسولُ اللَّهِ ﷺ إذا دخلَ يتعمعن - يَستخفينَ هيبَةً منهُ – فيسرِّبُهُنَّ إليَّ فيلعَبنَ معي» رواه البخارى.
– بناء الشراكة الزوجية؛ فمن أهم ما يحافظ على استقرار الأسرة هو تبادل الأفكار والبحث عن مساحة مشتركة فيما يتعلق بالقيم والأهداف والأفكار ووجهات النظر، وفهم احتياجات الطرف الآخر العاطفية والنفسية والعمل على إشباعها، ويكون ذلك من خلال المعاشرة بالمعروف؛ لقد كان سيدنا رسول الله ﷺ أعظم من يحتذى به فى المعاشرة بالمعروف مع أهله كيف لاوهو القائل: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» رواه الترمذى.
لقد امتثل سيدنا رسول الله ﷺ قول الله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰۤ أَن تَكۡرَهُوا۟ شَیۡـࣰٔا وَیَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِیهِ خَیۡرࣰا كَثِیرࣰا﴾ (النساء: ١٩)، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان يكون في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة» رواه البخارى.
ولقد وصفت حسن عشرته لأهله فقالت: «كان رسول الله ﷺ ألينَ الناس وأكرم الناس، كان رجلًا من رجالكم إلا أنه كان ضحَّاكًا بسَّامًا، كان بشرًا من البشر يَفْلِي ثوبه، ويحلب شاتَهُ، ويخدم نفسه، كان يخيط ثوبه، ويخصف نعله، وكان يعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم» رواه أحمد.
وإن المتأمل فى أحوال الناس يجد أن المجتمع يأن ويشتكى من كثرة عدد حالات الطلاق فى عصر قل فيه الوفاء بين الأزواج فمع أقل وأتفه الأسباب يقع الشقاق وتنهى الحياة الأسرية وتطوى صفحاتها بمأساة كارثية.
وإذا سألت عن السبب فمعلوم أنه يكمن فى مخالفة الناس لهدى النبى ﷺ وعدم الإلتزام بأخلاقه، ولا سبيل للخروج من تلك الأزمات إلا بالعودة إلى التحلى بحسن العشرة، والتمسك بأحوال سيدنا رسول الله ﷺ فى تعامله مع أهله فى شتى جوانب الحياة، فكان يتحلى ﷺ برقة المشاعر والعواطف، لأن من أخطر أسباب هدم البيوت، وتدمر العلاقات الجفاء، والغلظة، وإهمال العواطف، وعدم مراعاة الحالة النفسية عند التعامل، ولقد أهتم رسولنا الكريم ﷺ بهذا الجانب عند تعامله مع أهله فرغم همومه الكبيرة، و مشاغله الكثيرة، في نشر الدعوة، وإقامة الدين، فضلاً عن تعلقه بربه، وحرصه
على دوام عبادته بالصيام، وتلاوة القرآن، وذكر الله عزّ وجل، وكان يقوم الليل حتى تتورم قدماه من طول القيام، رغماً من هذا كله، لم يغفل حق أهله عليه، من رقة المشاعر والعواطف التي لا يغني عنها الطعام، ولا الكساء، فكان يقول لعائشة رضى الله عنها: «إني لأعرف غضبك من رضاك ! قالت: وكيف تعرفه؟ قال: إذا رضيت قلت: لا، وإله محمد، وإذا غضبت قلت: لا وإله إبراهيم. قالت: صدقت، إنما أهجر اسمك» رواه البخارى.
– ترسيخ الأخلاق والقيم النبيلة وعلى رأسها العدل؛ والمتأمل يجد أن العدل هو الأساس الذى كان سائداً في بيت النبيّ ﷺ، حيث كان يعدل بين زوجاته بالمبيت، والنفقة، وحُسن العشرة؛ سواءً كان في الحضر، أو السفر، وقد جعل لكلّ واحدةٍ مِنهنّ حُجرة خاصّة بها، إضافة إلى أنّه كان يبيت عند كلّ واحدة منهنّ ليلة، ويُوزّع ما يكون معه بينهنّ بالتساوي، وفي حال سفره يُقرع بينهنّ قُرعة، فتسافر معه التي يخرج اسمها فيها، وأمّا في حجّة الوداع، فقد أخذهنّ كلهنّ، فلمّا اشتدّ عليه المرض، أستأذن أزواجه في أن يُمرّضَ في حُجرة عائشة فأَذِنّ له، وعلى الرغم من ذلك، إلّا أنّ النبيّ ﷺ كان يعتذر إلى الله فيما لا يستطيع العدل فيه، وهو المَيل القلبيّ، لأنهّ لا يملكه، فإن هذا غير مستطاع قال تعالى: ﴿وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾(النساء: ١٢٩)، لكن يجب العدل؛ في المَبِيت، والنفقة، وغير ذلك من الأمور المستطاعة، وفي هذا أبلغ رسالة لكل من يبحث عن السعادة الأسرية فليكن العدل هو رائد تلك الحياة، ونلتزم سنة سيدنا رسول الله ﷺ فى العدل مع أهله.
– التشاور بين الأزواج؛ لقد كان من مراعاة سيدنا رسول الله ﷺ لمشاعر أزواجه أنه كان يشاورهنّ، ويهتم بآرائهنّ من ذلك مُشاورته أُم سلمة رضي الله عنها في صُلح الحُديبية عندما أمر الصحابةَ بالتحلُّل من إحرامهم، فلم يقم أحدٌ منهم، فاستشار أُم سلمة في ذلك، فقالت له: «اخْرُجْ ثُمَّ لا تُكَلِّمْ أحَدًا منهمْ كَلِمَةً، حتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أحَدًا منهمْ حتَّى فَعَلَ ذلكَ نَحَرَ بُدْنَهُ، ودَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذلكَ قَامُوا، فَنَحَرُوا وجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا» رواه البخارى.
وأيضاً فإن من المحافظة على المشاعر واستقرار الحياة الأسرية عدم نشر أسرار الحياة الزوجية، فلا شك أن ما يحدث بين الزوجين من أمور الاستمتاع، هو من الأمانة التي يجب حفظها ويحرم إفشاؤها، فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ أن رسول الله ﷺ قال: «إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِى إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِى إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُسِرَّهَا» رواه مسلم.
لذلك يجب علينا جميعاً العمل على تطوير العلاقات الأسرية وتعزيزها وذلك ببناء الثقة والاحترام المتبادل، وتقدير الرأي الآخر والاستماع لمشاكل الآخرين والتحدث بشكل مفتوح وصريح.
فاتقوا الله عباد الله: واجعلوا علاقاتكم الأسرية قائمة على المودة والرحمة؛ أقول قولي هذا واستغفر الله لى ولكم.
*الخطبة الثانية:*
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد؛ فيا عباد الله: إن الأسرة هي حَجرُ الأساسُ في تكوين أى مجتمع ونشأته، فالأسرة بالنسبة للمجتمع كالخلية داخل الجسم، فينبغى أن يحرص الزوجان على التواصل المستمر بينهما من أجل تعزيز الترابط والتماسك الأسرى، ولحل ما قد تتعرض له الأسرة من مشكلات أو أزمات.
♦ثالثاً: التواصل الأسرى؛ إن التواصل المستمر بين الزوجين يتخذ عدة أشكال تواصلية، كالحوار والتشاور والتفاهم والإقناع والتوافق والاتفاق والتعاون والتوجيه والمساعدة، لذلك فإن الحوار بين الزوجين عامل أساسى لعلاقات حميمة بعيدة عن التفرق والتقاطع، وكذلك فإنه يُساعد على نشأة الأبناء نشأة سوية صالحة، وله قيمة حضارية للمجتمع بأكمله، لأنه يجعل من الأسرة كالشجرة الصالحة التي لا تثمر إلا ثماراً صالحة طيبة.
• ومعلوم أن التواصل القلبي ينشط أي تواصل آخر أو قد يعرقله ويجعله يتدنى إلى أسفل، لهذا فقد أعطى الإسلام ما هو قلبي فكري واعتقادي الأولوية على غيره من الجوانب الأخرى؛ قال تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ (الروم: ٢١)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبى ﷺ قال: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» رواه مسلم.
فعندما يكون الارتباط القلبي قوياً ومؤسساً على وشيجة الإيمان والأخلاق، فإنه يفتح القلوب ويعين على تقبل أى نقص يوجد في الجوانب الأخرى.
– ترسيخ الأخلاق والقيم النبيلة وعلى رأسها العدل؛ والمتأمل يجد أن العدل هو الأساس الذى كان سائداً في بيت النبيّ ﷺ، حيث كان يعدل بين زوجاته بالمبيت، والنفقة، وحُسن العشرة؛ سواءً كان في الحضر، أو السفر، وقد جعل لكلّ واحدةٍ مِنهنّ حُجرة خاصّة بها، إضافة إلى أنّه كان يبيت عند كلّ واحدة منهنّ ليلة، ويُوزّع ما يكون معه بينهنّ بالتساوي، وفي حال سفره يُقرع بينهنّ قُرعة، فتسافر معه التي يخرج اسمها فيها، وأمّا في حجّة الوداع، فقد أخذهنّ كلهنّ، فلمّا اشتدّ عليه المرض، أستأذن أزواجه في أن يُمرّضَ في حُجرة عائشة فأَذِنّ له، وعلى الرغم من ذلك، إلّا أنّ النبيّ ﷺ كان يعتذر إلى الله فيما لا يستطيع العدل فيه، وهو المَيل القلبيّ، لأنهّ لا يملكه، فإن هذا غير مستطاع قال تعالى: ﴿وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾(النساء: ١٢٩)، لكن يجب العدل؛ في المَبِيت، والنفقة، وغير ذلك من الأمور المستطاعة، وفي هذا أبلغ رسالة لكل من يبحث عن السعادة الأسرية فليكن العدل هو رائد تلك الحياة، ونلتزم سنة سيدنا رسول الله ﷺ فى العدل مع أهله.
– التشاور بين الأزواج؛ لقد كان من مراعاة سيدنا رسول الله ﷺ لمشاعر أزواجه أنه كان يشاورهنّ، ويهتم بآرائهنّ من ذلك مُشاورته أُم سلمة رضي الله عنها في صُلح الحُديبية عندما أمر الصحابةَ بالتحلُّل من إحرامهم، فلم يقم أحدٌ منهم، فاستشار أُم سلمة في ذلك، فقالت له: «اخْرُجْ ثُمَّ لا تُكَلِّمْ أحَدًا منهمْ كَلِمَةً، حتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وتَدْعُوَ حَالِقَكَ فَيَحْلِقَكَ، فَخَرَجَ فَلَمْ يُكَلِّمْ أحَدًا منهمْ حتَّى فَعَلَ ذلكَ نَحَرَ بُدْنَهُ، ودَعَا حَالِقَهُ فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَوْا ذلكَ قَامُوا، فَنَحَرُوا وجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا» رواه البخارى.
وأيضاً فإن من المحافظة على المشاعر واستقرار الحياة الأسرية عدم نشر أسرار الحياة الزوجية، فلا شك أن ما يحدث بين الزوجين من أمور الاستمتاع، هو من الأمانة التي يجب حفظها ويحرم إفشاؤها، فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ أن رسول الله ﷺ قال: «إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِى إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِى إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُسِرَّهَا» رواه مسلم.
لذلك يجب علينا جميعاً العمل على تطوير العلاقات الأسرية وتعزيزها وذلك ببناء الثقة والاحترام المتبادل، وتقدير الرأي الآخر والاستماع لمشاكل الآخرين والتحدث بشكل مفتوح وصريح.
فاتقوا الله عباد الله: واجعلوا علاقاتكم الأسرية قائمة على المودة والرحمة؛ أقول قولي هذا واستغفر الله لى ولكم.
*الخطبة الثانية:*
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد؛ فيا عباد الله: إن الأسرة هي حَجرُ الأساسُ في تكوين أى مجتمع ونشأته، فالأسرة بالنسبة للمجتمع كالخلية داخل الجسم، فينبغى أن يحرص الزوجان على التواصل المستمر بينهما من أجل تعزيز الترابط والتماسك الأسرى، ولحل ما قد تتعرض له الأسرة من مشكلات أو أزمات.
♦ثالثاً: التواصل الأسرى؛ إن التواصل المستمر بين الزوجين يتخذ عدة أشكال تواصلية، كالحوار والتشاور والتفاهم والإقناع والتوافق والاتفاق والتعاون والتوجيه والمساعدة، لذلك فإن الحوار بين الزوجين عامل أساسى لعلاقات حميمة بعيدة عن التفرق والتقاطع، وكذلك فإنه يُساعد على نشأة الأبناء نشأة سوية صالحة، وله قيمة حضارية للمجتمع بأكمله، لأنه يجعل من الأسرة كالشجرة الصالحة التي لا تثمر إلا ثماراً صالحة طيبة.
• ومعلوم أن التواصل القلبي ينشط أي تواصل آخر أو قد يعرقله ويجعله يتدنى إلى أسفل، لهذا فقد أعطى الإسلام ما هو قلبي فكري واعتقادي الأولوية على غيره من الجوانب الأخرى؛ قال تعالى: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ (الروم: ٢١)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبى ﷺ قال: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» رواه مسلم.
فعندما يكون الارتباط القلبي قوياً ومؤسساً على وشيجة الإيمان والأخلاق، فإنه يفتح القلوب ويعين على تقبل أى نقص يوجد في الجوانب الأخرى.
وفي حالة الشقاق وهي المرحلة الأخطر من الخلاف بين الزوجين، مع التأكيد على ضرورة عدم نشر النزاعات خارج حدود البيت قدر الإمكان، فإذا وصل الأمر إلى حد لا يمكن معه كتمان الخلافات وجب على الزوجين اللجوء إلى تحكيم حكمين من كلا الطرفين لوضع نهاية للخلافات يخرج معها الجميع بالصلح والصفاء عملاً بما أرشدنا إليه القرآن الكريم من أهمية التواصل والحوار؛ قال تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا﴾ (النساء:٣٥)
هذا وينبغي أن يلتزم كل طرف بمعانى الإخلاص والصدق فى طرح المشكلة، وليكن هدفه هو الوصول إلى حل لا إلى توسيع دائرة الخلافات، والإنتصار لرأيه ونفسه حتى لو كان ذلك من خلال تصدير صورة مشوة عن الطرف الآخر
فليتق كل طرف ربه جل وعلا فيما يقول، وليغلب الإيجابيات لدى الطرف الآخر عملاً بقوله تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ (البقرة: ١٨٧)،
وقال تعالى: ﴿وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا﴾ (النساء: ٢١)، وهنا يتعجب المرء من البعض عندما يمعن فى كشف ما ستره الله عز وجل من أسرار البيوت، فى محاولة للإنتقام للذات ضارباً بالعشرة عرض الحائط.
ويُعد عدم التعامل بنضج بين الأزواج من أخطر أسباب تضخيم المشاكل، وقد يجعلها تصل إلى طريق مسدود، فقد يتسرع البعض فى إتخاذ قرار الطلاق بيد أنه لو تروى قليلاً ربما حُلت المشكلة. لذلك شدد ديننا الحنيف على أهمية استقرار الأسرة والبعد بها عن كل ما من شأنه أن يؤدى تفككها وإنهيارها بل وحذر من طلب الطلاق بغير وجه حق؛ فعن ثوبان مولى سيدنا رسول الله ﷺ، قال رسولُ اللهِ ﷺ: «أيُّما امرأةٍ سألَتْ زوجَها طلاقَها في غيرِ ما بَأْسٍ؛ حرام عليها رائِحَةُ الجنةِ» رواه أبو دواد.
فيجب التعامل مع المشاكل بنضج، لضمان سير العلاقة الزوجية بطريقة صحيّة وسليمة.
فاتقوا الله عباد الله: واجعلوا من التواصل والحوار البناء أساساً لقوة وتماسك العلاقات الأسرية لتحافظوا الميثاق الغليظ الذى أخذه الله عز وجل عليكم.
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 www.tgoop.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
هذا وينبغي أن يلتزم كل طرف بمعانى الإخلاص والصدق فى طرح المشكلة، وليكن هدفه هو الوصول إلى حل لا إلى توسيع دائرة الخلافات، والإنتصار لرأيه ونفسه حتى لو كان ذلك من خلال تصدير صورة مشوة عن الطرف الآخر
فليتق كل طرف ربه جل وعلا فيما يقول، وليغلب الإيجابيات لدى الطرف الآخر عملاً بقوله تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾ (البقرة: ١٨٧)،
وقال تعالى: ﴿وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا﴾ (النساء: ٢١)، وهنا يتعجب المرء من البعض عندما يمعن فى كشف ما ستره الله عز وجل من أسرار البيوت، فى محاولة للإنتقام للذات ضارباً بالعشرة عرض الحائط.
ويُعد عدم التعامل بنضج بين الأزواج من أخطر أسباب تضخيم المشاكل، وقد يجعلها تصل إلى طريق مسدود، فقد يتسرع البعض فى إتخاذ قرار الطلاق بيد أنه لو تروى قليلاً ربما حُلت المشكلة. لذلك شدد ديننا الحنيف على أهمية استقرار الأسرة والبعد بها عن كل ما من شأنه أن يؤدى تفككها وإنهيارها بل وحذر من طلب الطلاق بغير وجه حق؛ فعن ثوبان مولى سيدنا رسول الله ﷺ، قال رسولُ اللهِ ﷺ: «أيُّما امرأةٍ سألَتْ زوجَها طلاقَها في غيرِ ما بَأْسٍ؛ حرام عليها رائِحَةُ الجنةِ» رواه أبو دواد.
فيجب التعامل مع المشاكل بنضج، لضمان سير العلاقة الزوجية بطريقة صحيّة وسليمة.
فاتقوا الله عباد الله: واجعلوا من التواصل والحوار البناء أساساً لقوة وتماسك العلاقات الأسرية لتحافظوا الميثاق الغليظ الذى أخذه الله عز وجل عليكم.
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 www.tgoop.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
Telegram
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🎤
خطبةجمعةبعنوان👇
(الأدب مع رسول الله)
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا،.. جعل أنبياءه ورسله على صراطه منارات وسُرُجَا،...وجعل الأدب معهم ..وطاعتهم.. إلى رضوانه سبيلا ودرجا.
-وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،.. الواحد الصمد.. الذي إليه الملتجأ،... والهادي إلى صراطه المستقيم.... الجاعل لعباده فرجا،... ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا))...
إنا رضينا بما في اللوح من قدر
ماكان أظهره المولى وأخفاه
لأن حكمته في الناس جارية
حاشاه يسأل عما كان أجراه
فإن جرى فضله فيما نؤمله
فالحمد لله عرفانا بنعماه
وإن تأخر مانرجوا لخيرته
فغايةاللطف فيما اختاره الله
-وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمدًا عبد الله ورسوله، طاعته حق،.. والتأدب معه فرض،.. وما آمن به من وجد في حكمه حرجا...
كل الحياة تبسمت لحديثه
وبهديه غيث السماحةأمطرا
صلى عليك الله يامن ذكره
عطر تضوع كالنسيم إذا سرى
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واقتفى أثره.. إلى يوم الدين...
أمااااا بعد:
عبادالله:فأوصيكم ونفسي المخطئةالمذنبة أولا بتقوى الله:
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون))..
-أيها الأحبةالكرام:
أطيعوا ربكم، واتأسوا بنبيكم -صلى الله عليه وسلم-، فهو الأسوة الذي ارتضاه الله لكم: ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)) [الأحزاب:21].
عباد الله: زينة المرء وكماله.. في خلقه وأدبه، ..والأدب مع الله -تعالى- هو الأدب الأتم، والخُلُق الأجلّ.
والأدب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ..هو أعلى مراتب الأدب،.. وأولاها حقا على المسلم.. بعد الأدب مع الله -تعالى....
فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعظم الخَلق حقًّا على الخَلق....والأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو أدب مع الله -تعالى- أولًا؛ ...لأنه أدب مع مرسله -تعالى-.. كما أن طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من طاعة الله -تعالى-....قال الله -تعالى: ((مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً)) [النساء:80].
وليس الأدب مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ..مجرد.. كلمات.. ومدائح خالية من الاتباع والعمل، ....بل الأدبُ مع النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يكون إلا بمحبةٍ صادقةٍ ...تستوجبُ اتباعَهُ في كل ما أمر،... واجتنابَ كلِّ ما عنه نهى وزجر....واتخاذَه -صلى الله عليه وسلم- قدوة في الظاهر والباطن.... في السمت والعمل... في الخلق والمعاملة.
ولما كان الأدب سلوكًا ..يتعلق بأعمال الإنسان، والأعمال إما.. [قلبية .. أو فعلية.. أو قولية]... كان الأدب مع النبي -صلى الله عليه وسلم- لا بد وأن يكون أنواعًا ثلاثة:
[أدب قلبي، وفعلي، وقولي].
-أدب قلبي: وهو يتعلق بتصديقه، والإيمان به -صلى الله عليه وسلم-، وحبه، وتعظيمه، وتوقيره.
-وأدب فعلي: وهو يتعلق بحسن اتباعه -صلى الله عليه وسلم- فيما أمر ونهى، مع اتخاذه قدوة وأسوة.
-وأدب قولي: وهو يتعلق بالصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-، والذب عن سنته، ورعاية الأدب معه بالقول.
أما الأدب القلبي.... فهو رأس الأدب معه -صلى الله عليه وسلم-... وأصله الإيمان به وتصديقه -صلى الله عليه وسلم- في كل ما جاء به عن الله -تعالى-.. ومطابقة ذلك..باللسان.. بأن يشهد بأن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
-قال ابن تيمية -رحمه الله-: فلا يكون الرجل مؤمنًا..حتى يقر بما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم..وهو تحقيق.. شهادة أن لا إله إلا الله.. وأن محمدا رسول الله، ...فمن شهد أنه رسول الله.. شهد أنه صادق فيما يخبر به عن الله -تعالى...فإن هذا حقيقة الشهادة بالرسالة. اهـ.
-ومن الأدب القلبي معه -صلى الله عليه وسلم- اعتقاد تفضيله -صلى الله عليه وسلم- على كل أحد من الخلق..
فهو كما وصف نفسه -صلى الله عليه وسلم- متحدثًا بنعمة ربه، قال: ((أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ،وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ)).
ومما ينتج عن اعتقاد تفضيله.. استشعارُ هيبته -صلى الله عليه وسلم.. وجلالةِ قدره.. وعظيم شأنه...واستحضارُ محاسنه.. ومكانته ومنزلته،... والمعاني الجالبة لحبه وإجلاله، ...وكلِّ ما من شأنه أن يجعل القلب ذاكرًا لحقه... من التوقير.. والتعزيز،.. ومعترفًا به، ...ومذعنًا له.
فالقلب ملِك الأعضاء.. وهي جند له وتبع،... فمتى ما كان تعظيم النبي-صلى الله عليه وسلم- مستقرًا في القلب.. مسطورًا فيه على تعاقب الأحوال،... فإن آثار ذلك... ستظهر على الجوارح حتمًا لا محالة،... وحينئذ.. سترى اللسان يجري بمدحه والثناء عليه ..وذكر محاسنه -صلى الله عليه وسلم..
خطبةجمعةبعنوان👇
(الأدب مع رسول الله)
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجًا،.. جعل أنبياءه ورسله على صراطه منارات وسُرُجَا،...وجعل الأدب معهم ..وطاعتهم.. إلى رضوانه سبيلا ودرجا.
-وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،.. الواحد الصمد.. الذي إليه الملتجأ،... والهادي إلى صراطه المستقيم.... الجاعل لعباده فرجا،... ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا))...
إنا رضينا بما في اللوح من قدر
ماكان أظهره المولى وأخفاه
لأن حكمته في الناس جارية
حاشاه يسأل عما كان أجراه
فإن جرى فضله فيما نؤمله
فالحمد لله عرفانا بنعماه
وإن تأخر مانرجوا لخيرته
فغايةاللطف فيما اختاره الله
-وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وقدوتنا وقرة أعيننا محمدًا عبد الله ورسوله، طاعته حق،.. والتأدب معه فرض،.. وما آمن به من وجد في حكمه حرجا...
كل الحياة تبسمت لحديثه
وبهديه غيث السماحةأمطرا
صلى عليك الله يامن ذكره
عطر تضوع كالنسيم إذا سرى
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واقتفى أثره.. إلى يوم الدين...
أمااااا بعد:
عبادالله:فأوصيكم ونفسي المخطئةالمذنبة أولا بتقوى الله:
((يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون))..
-أيها الأحبةالكرام:
أطيعوا ربكم، واتأسوا بنبيكم -صلى الله عليه وسلم-، فهو الأسوة الذي ارتضاه الله لكم: ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)) [الأحزاب:21].
عباد الله: زينة المرء وكماله.. في خلقه وأدبه، ..والأدب مع الله -تعالى- هو الأدب الأتم، والخُلُق الأجلّ.
والأدب مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ..هو أعلى مراتب الأدب،.. وأولاها حقا على المسلم.. بعد الأدب مع الله -تعالى....
فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعظم الخَلق حقًّا على الخَلق....والأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو أدب مع الله -تعالى- أولًا؛ ...لأنه أدب مع مرسله -تعالى-.. كما أن طاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من طاعة الله -تعالى-....قال الله -تعالى: ((مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً)) [النساء:80].
وليس الأدب مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ..مجرد.. كلمات.. ومدائح خالية من الاتباع والعمل، ....بل الأدبُ مع النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يكون إلا بمحبةٍ صادقةٍ ...تستوجبُ اتباعَهُ في كل ما أمر،... واجتنابَ كلِّ ما عنه نهى وزجر....واتخاذَه -صلى الله عليه وسلم- قدوة في الظاهر والباطن.... في السمت والعمل... في الخلق والمعاملة.
ولما كان الأدب سلوكًا ..يتعلق بأعمال الإنسان، والأعمال إما.. [قلبية .. أو فعلية.. أو قولية]... كان الأدب مع النبي -صلى الله عليه وسلم- لا بد وأن يكون أنواعًا ثلاثة:
[أدب قلبي، وفعلي، وقولي].
-أدب قلبي: وهو يتعلق بتصديقه، والإيمان به -صلى الله عليه وسلم-، وحبه، وتعظيمه، وتوقيره.
-وأدب فعلي: وهو يتعلق بحسن اتباعه -صلى الله عليه وسلم- فيما أمر ونهى، مع اتخاذه قدوة وأسوة.
-وأدب قولي: وهو يتعلق بالصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-، والذب عن سنته، ورعاية الأدب معه بالقول.
أما الأدب القلبي.... فهو رأس الأدب معه -صلى الله عليه وسلم-... وأصله الإيمان به وتصديقه -صلى الله عليه وسلم- في كل ما جاء به عن الله -تعالى-.. ومطابقة ذلك..باللسان.. بأن يشهد بأن محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
-قال ابن تيمية -رحمه الله-: فلا يكون الرجل مؤمنًا..حتى يقر بما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم..وهو تحقيق.. شهادة أن لا إله إلا الله.. وأن محمدا رسول الله، ...فمن شهد أنه رسول الله.. شهد أنه صادق فيما يخبر به عن الله -تعالى...فإن هذا حقيقة الشهادة بالرسالة. اهـ.
-ومن الأدب القلبي معه -صلى الله عليه وسلم- اعتقاد تفضيله -صلى الله عليه وسلم- على كل أحد من الخلق..
فهو كما وصف نفسه -صلى الله عليه وسلم- متحدثًا بنعمة ربه، قال: ((أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ، وَأَوَّلُ شَافِعٍ،وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ)).
ومما ينتج عن اعتقاد تفضيله.. استشعارُ هيبته -صلى الله عليه وسلم.. وجلالةِ قدره.. وعظيم شأنه...واستحضارُ محاسنه.. ومكانته ومنزلته،... والمعاني الجالبة لحبه وإجلاله، ...وكلِّ ما من شأنه أن يجعل القلب ذاكرًا لحقه... من التوقير.. والتعزيز،.. ومعترفًا به، ...ومذعنًا له.
فالقلب ملِك الأعضاء.. وهي جند له وتبع،... فمتى ما كان تعظيم النبي-صلى الله عليه وسلم- مستقرًا في القلب.. مسطورًا فيه على تعاقب الأحوال،... فإن آثار ذلك... ستظهر على الجوارح حتمًا لا محالة،... وحينئذ.. سترى اللسان يجري بمدحه والثناء عليه ..وذكر محاسنه -صلى الله عليه وسلم..
Telegram
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
وترى الجوارح... ممتثلة لما جاء به.. ومتبعة لشرعه.. وأوامره... ومؤدية لما له من الحق والتكريم.
ومن الأدب القلبي مع النبي صلى الله عليه وسلم..
(محبته التامة)... وإنما تظهر آثارها.. بالطاعة والاتباع،... فهذه هي العلامات.. التي تدل على ما في قلب العبد من محبة.
ومحبة النبي -صلى الله عليه وسلم.. من الإيمان... بل لا يتم الإيمان حقيقة...إلا إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم.. أحب إلى المرء من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين.
-روى البخاري عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه-، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، إِلا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -عليه الصلاة والسلام-: "لا وَالَّذِي نَفْسـِي بِيَدِهِ! حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ"؛ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -?-: "الآنَ يَا عُمَرُ".
-وفي الصحيحين عَنْ أَنَسِ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ:((لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ))".
قال ابن بطال: معنى الحديث أن من استكمل الإيمان..علم أن حقه صلى الله عليه وسلم عليه.. آكد من حق أبيه.. وابنه..والناس أجمعين.
لأنه صلى الله عليه وسلم.. استنقذنا من النار،.. وهدانا من الضلال.
-وقال ابن حجر -:
فإذا تأمل النفع الحاصل له.. من جهة الرسول -صلى الله عليه وسلم...الذي أخرجه من ظلمات الكفر.. إلى نور الإيمان ...-إما بالمباش رة... -وإما بالسبب... علم أنه سبب بقاء نفسه.... البقاء الأبدي.. في النعيم السـرمدي،... وعلم.. أن نفعه بذلك.. أعظم من جميع وجوه الانتفاعات،.. فاستحق لذلك... أن يكون حظه من محبته.. أوفر من غيره؛..لأن النفع.. الذي يثير المحبة.. حاصل منه أكثر من غيره.
-وقال ابن رجب -: فلا يكون المؤمن مؤمنًا ..حتى يقدم محبة الرسول على محبة جميع الخلق،
...ومحبة الرسول... تابعة لمحبة مرسله،.. والمحبة الصحيحة.. تقتضي: المتابعة والموافقة.. في حب المحبوبات وبغض المكروهات،.. قال -تعالى:
((قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)) [التوبة:24]، ..
-وقال -تعالى-: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [آل عمران:31].
-وفي الصحيحين عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- "قَالَ: ((ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ))".
فمن أحب الله ورسوله محبة صادقة من قلبه...أوجب له ذلك.. أن يحب بقلبه ما يحبه الله ورسوله، ...ويكره ما يكرهه الله ورسوله... ويرضى ما يرضي الله ورسوله،.. ويَسخطُ لما يسخط الله ورسوله..
وأن يعمل بجوارحه ..بمقتضى هذا الحب والبغض، ويقدم حبه على هوى نفسه.
هذا محك الاختبار،... وبرهان الإسلام والإيمان.
هذه جملة من الأدب(القلبي) مع النبي صلى الله عليه وسلم.
@-وأما الأدب (العملي) مع النبي -صلى الله عليه وسلم....فأن تنطلق الجوارح ..تبعًا لما جاء به.
فلا يتصور.. ممن يدعي حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم... إلا ..أن تنبعث جوارحه بطاعته.. واتباعِه.. واتخاذِه قدوة وأسوة،.. وإلا... فما الدليل على هذه المحبة؟!.
إن من هداية الله لخلقه... أن جعل طاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- واجبة،... فقال -سبحانه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)) [النساء:59].
فبطاعته.. تحصل الهداية..وتحُل الرحمة،.. قال ربنا -جل جلاله-: ((قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)) [النور:54]،
ومن الأدب القلبي مع النبي صلى الله عليه وسلم..
(محبته التامة)... وإنما تظهر آثارها.. بالطاعة والاتباع،... فهذه هي العلامات.. التي تدل على ما في قلب العبد من محبة.
ومحبة النبي -صلى الله عليه وسلم.. من الإيمان... بل لا يتم الإيمان حقيقة...إلا إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم.. أحب إلى المرء من نفسه وولده ووالده والناس أجمعين.
-روى البخاري عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ هِشَامٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه-، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، إِلا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -عليه الصلاة والسلام-: "لا وَالَّذِي نَفْسـِي بِيَدِهِ! حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ"؛ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -?-: "الآنَ يَا عُمَرُ".
-وفي الصحيحين عَنْ أَنَسِ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ:((لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ))".
قال ابن بطال: معنى الحديث أن من استكمل الإيمان..علم أن حقه صلى الله عليه وسلم عليه.. آكد من حق أبيه.. وابنه..والناس أجمعين.
لأنه صلى الله عليه وسلم.. استنقذنا من النار،.. وهدانا من الضلال.
-وقال ابن حجر -:
فإذا تأمل النفع الحاصل له.. من جهة الرسول -صلى الله عليه وسلم...الذي أخرجه من ظلمات الكفر.. إلى نور الإيمان ...-إما بالمباش رة... -وإما بالسبب... علم أنه سبب بقاء نفسه.... البقاء الأبدي.. في النعيم السـرمدي،... وعلم.. أن نفعه بذلك.. أعظم من جميع وجوه الانتفاعات،.. فاستحق لذلك... أن يكون حظه من محبته.. أوفر من غيره؛..لأن النفع.. الذي يثير المحبة.. حاصل منه أكثر من غيره.
-وقال ابن رجب -: فلا يكون المؤمن مؤمنًا ..حتى يقدم محبة الرسول على محبة جميع الخلق،
...ومحبة الرسول... تابعة لمحبة مرسله،.. والمحبة الصحيحة.. تقتضي: المتابعة والموافقة.. في حب المحبوبات وبغض المكروهات،.. قال -تعالى:
((قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)) [التوبة:24]، ..
-وقال -تعالى-: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [آل عمران:31].
-وفي الصحيحين عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- "قَالَ: ((ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ))".
فمن أحب الله ورسوله محبة صادقة من قلبه...أوجب له ذلك.. أن يحب بقلبه ما يحبه الله ورسوله، ...ويكره ما يكرهه الله ورسوله... ويرضى ما يرضي الله ورسوله،.. ويَسخطُ لما يسخط الله ورسوله..
وأن يعمل بجوارحه ..بمقتضى هذا الحب والبغض، ويقدم حبه على هوى نفسه.
هذا محك الاختبار،... وبرهان الإسلام والإيمان.
هذه جملة من الأدب(القلبي) مع النبي صلى الله عليه وسلم.
@-وأما الأدب (العملي) مع النبي -صلى الله عليه وسلم....فأن تنطلق الجوارح ..تبعًا لما جاء به.
فلا يتصور.. ممن يدعي حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم... إلا ..أن تنبعث جوارحه بطاعته.. واتباعِه.. واتخاذِه قدوة وأسوة،.. وإلا... فما الدليل على هذه المحبة؟!.
إن من هداية الله لخلقه... أن جعل طاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم- واجبة،... فقال -سبحانه: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)) [النساء:59].
فبطاعته.. تحصل الهداية..وتحُل الرحمة،.. قال ربنا -جل جلاله-: ((قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)) [النور:54]،
-وقال: ((وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)) [النور:56].
فهل في طاعة النبي...خيار بعد ذلك؟
إن مخالفة ذلك.. لمن أوضح وأشد الضلال...قال الله -تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا)) [الأحزاب:36].
جعلني الله وإياكم ممن وفق لطاعته، واتباع رسوله، والتمسك بسنته، والحشر في زمرته.
-وبارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم....
الخطبة الثانية👇
الحمد لله وحده...والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..
أما بعد:
فاتقوا الله -تعالى- أيها المؤمنون.
وأما الأدب القولي مع النبي صلى الله عليه وسلم..... فأن يتأدب المؤمن ..في أقواله معه.. فلا يتقدم بين يديه بأمر... ولا نهي ..ولا إذن ..ولا تصرف..حتى يأمر هو.. وينهى.. ويأذن..
كما قال -تعالى:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)) [الحجرات:1]، ..
وهذا.. باق..إلى يوم القيامة..ولم ينسخ،..
فالتقدم بين يدي سنته... بعد وفاته.. كالتقدم بين يديه.. في حياته..ولا فرق بينهما.. عند ذي إيمان صحيح.. وعقل سليم.
-ومن الأدب معه -صلى الله عليه وسلم...أن لا ترفع الأصوات فوق صوته،... فإنه سبب لحبوط الأعمال... فما الظن.. برفع الآراء والأفكار على سنته وما جاء به؟
أيكون ذلك ..موجبًا لقبول الأعمال، ...ورفع الصوت فوق صوته.. موجًبا لحبوطها؟!.
ومن الأدب معه -صلى الله عليه وسلم...أن لا يجعل نداءه ..كنداء غيره، ...قال ربنا -تعالى:
((لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا))[النور:63]،
فلا يدعى باسمه.. كما يدعى غيره، بل يقال: رسول الله، نبي الله.
ومن الأدب معه -صلى الله عليه وسلم.. أن لا يستشكل قوله لرأي... بل.. تستشكل الآراء لقوله...ولا يعارض نصه بعقل.
بل..تهدر العقول..والأفكار..وتلقى لنصوصه...
ولا يوقف.. قبول ما جاء به على موافقة أحد...فكل هذا..من سوء الأدب معه،.. وهو من الجرأة المذمومة.
وقد روى أحمد وأهل السنن -إلا النسائي- عن أَبِي رَافِعٍ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:
((لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ الأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ: لا نَدْرِي! مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ)).
وروى أحمد والترمذي وابن ماجة عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:((أَلا هَلْ عَسـَى رَجُلٌ يَبْلُغُهُ الْحَدِيثُ عَنِّي وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ، فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَلالا اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَرَامًا حَرَّمْنَاهُ؛ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ)).
ألا.. فليدّكر ..من يزعم أنه على الإسلام، ..وليحسن الأدب مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام،.. وليكن طوَّاعًا لأمره،.. مجتنبًا لنهيه، ...مقتديًّا به..ليدلل على صحة إيمانه، وصدق مُدَّعَاه.
هذا..ومن الأدب القولي مع النبي صلى الله عليه وسلم... الصلاة والسلام عليه،..والإكثار منها،... لا سيما ..يوم الجمعة وليلتها.
قال الله -تعالى:((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب:56].
قال ابن القيم:
والمعنى.. أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله،.. فصلوا أنتم عليه، فأنتم أحق بأن تصلوا عليه وتسلموا تسليمًا، لما نالكم ببركة رسالته ويمن سفارته من شرف الدنيا والآخرة.
-وختاما أقول:
اِجعَلْ لك سهماً في الخير !
روى ابن الجوزي في صفة الصفوة:
سبى الرَّومُ نساءً مسلماتٍ، وبلغَ الخبرُ الرَّقة، وبها الخليفة الرشيد، ومنصور بن عمَّار وزيره.
فإذا خرقة مصرورة مختومة قد اُلقيتْ إلى منصور، وإذا كتابٌ مضموم إلى الصُّرة، فحملها منصور إلى الرشيد، فإذا فيها:
إني امرأة من أشراف العرب، وقد بلغني ما فعلَ الروم بالمسلمات، وبلغني أن أمير المؤمنين يُحدِّثَ نفسه بالغزو، وتعمدَّتُ إلى أكرم شيءٍ في بدني، وهما ذؤابتاي، فقصصتهما، وصررتهما، وأسألُكَ بالله أن تجعلهما قيد فرسٍ غازٍ في سبيل الله، فلعلَّ الله تعالى أن ينظرَّ إليَّ فيرحمني!
فبكى الرَّشيدُ حتى بلَّ لحيته، ثم قام فنادى: يا خيل الله اركبي، فقد عزمتُ على غزو الروم!
وجعلَ الضفيرتين قيداً لفرسه!
فهذه المرأة.. أرادت نصرة المستضعفين...وهي لا تملك شيئا.. فلم تستسلم...نظرت إلى أثمن ماتملك...وأكرم شيء في بدنها..(ظفائرشعرها)...
فهل في طاعة النبي...خيار بعد ذلك؟
إن مخالفة ذلك.. لمن أوضح وأشد الضلال...قال الله -تعالى: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا)) [الأحزاب:36].
جعلني الله وإياكم ممن وفق لطاعته، واتباع رسوله، والتمسك بسنته، والحشر في زمرته.
-وبارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم....
الخطبة الثانية👇
الحمد لله وحده...والصلاة والسلام على من لا نبي بعده..
أما بعد:
فاتقوا الله -تعالى- أيها المؤمنون.
وأما الأدب القولي مع النبي صلى الله عليه وسلم..... فأن يتأدب المؤمن ..في أقواله معه.. فلا يتقدم بين يديه بأمر... ولا نهي ..ولا إذن ..ولا تصرف..حتى يأمر هو.. وينهى.. ويأذن..
كما قال -تعالى:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)) [الحجرات:1]، ..
وهذا.. باق..إلى يوم القيامة..ولم ينسخ،..
فالتقدم بين يدي سنته... بعد وفاته.. كالتقدم بين يديه.. في حياته..ولا فرق بينهما.. عند ذي إيمان صحيح.. وعقل سليم.
-ومن الأدب معه -صلى الله عليه وسلم...أن لا ترفع الأصوات فوق صوته،... فإنه سبب لحبوط الأعمال... فما الظن.. برفع الآراء والأفكار على سنته وما جاء به؟
أيكون ذلك ..موجبًا لقبول الأعمال، ...ورفع الصوت فوق صوته.. موجًبا لحبوطها؟!.
ومن الأدب معه -صلى الله عليه وسلم...أن لا يجعل نداءه ..كنداء غيره، ...قال ربنا -تعالى:
((لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا))[النور:63]،
فلا يدعى باسمه.. كما يدعى غيره، بل يقال: رسول الله، نبي الله.
ومن الأدب معه -صلى الله عليه وسلم.. أن لا يستشكل قوله لرأي... بل.. تستشكل الآراء لقوله...ولا يعارض نصه بعقل.
بل..تهدر العقول..والأفكار..وتلقى لنصوصه...
ولا يوقف.. قبول ما جاء به على موافقة أحد...فكل هذا..من سوء الأدب معه،.. وهو من الجرأة المذمومة.
وقد روى أحمد وأهل السنن -إلا النسائي- عن أَبِي رَافِعٍ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:
((لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَأْتِيهِ الأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ فَيَقُولُ: لا نَدْرِي! مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ)).
وروى أحمد والترمذي وابن ماجة عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:((أَلا هَلْ عَسـَى رَجُلٌ يَبْلُغُهُ الْحَدِيثُ عَنِّي وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ، فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَلالا اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَرَامًا حَرَّمْنَاهُ؛ وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ)).
ألا.. فليدّكر ..من يزعم أنه على الإسلام، ..وليحسن الأدب مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام،.. وليكن طوَّاعًا لأمره،.. مجتنبًا لنهيه، ...مقتديًّا به..ليدلل على صحة إيمانه، وصدق مُدَّعَاه.
هذا..ومن الأدب القولي مع النبي صلى الله عليه وسلم... الصلاة والسلام عليه،..والإكثار منها،... لا سيما ..يوم الجمعة وليلتها.
قال الله -تعالى:((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب:56].
قال ابن القيم:
والمعنى.. أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله،.. فصلوا أنتم عليه، فأنتم أحق بأن تصلوا عليه وتسلموا تسليمًا، لما نالكم ببركة رسالته ويمن سفارته من شرف الدنيا والآخرة.
-وختاما أقول:
اِجعَلْ لك سهماً في الخير !
روى ابن الجوزي في صفة الصفوة:
سبى الرَّومُ نساءً مسلماتٍ، وبلغَ الخبرُ الرَّقة، وبها الخليفة الرشيد، ومنصور بن عمَّار وزيره.
فإذا خرقة مصرورة مختومة قد اُلقيتْ إلى منصور، وإذا كتابٌ مضموم إلى الصُّرة، فحملها منصور إلى الرشيد، فإذا فيها:
إني امرأة من أشراف العرب، وقد بلغني ما فعلَ الروم بالمسلمات، وبلغني أن أمير المؤمنين يُحدِّثَ نفسه بالغزو، وتعمدَّتُ إلى أكرم شيءٍ في بدني، وهما ذؤابتاي، فقصصتهما، وصررتهما، وأسألُكَ بالله أن تجعلهما قيد فرسٍ غازٍ في سبيل الله، فلعلَّ الله تعالى أن ينظرَّ إليَّ فيرحمني!
فبكى الرَّشيدُ حتى بلَّ لحيته، ثم قام فنادى: يا خيل الله اركبي، فقد عزمتُ على غزو الروم!
وجعلَ الضفيرتين قيداً لفرسه!
فهذه المرأة.. أرادت نصرة المستضعفين...وهي لا تملك شيئا.. فلم تستسلم...نظرت إلى أثمن ماتملك...وأكرم شيء في بدنها..(ظفائرشعرها)...
اِجعَلْ لكَ سهماً في الخير.. مهما كان ضئيلاً، ...فإن لم تستطِعْ فدُلَّ الناس عليه على الأقل!... وإن عجزتَ عن هذا وذاك ...فبالدعاء،..... والدعاء ليس حيلة العاجز ...ولكنه حيلة المؤمن!..... على أن المؤمن العامل.. أحبَّ إلى الله من المؤمن القاعد،.. وإن كان الإيمان على كل حالٍ خير!
أيهاالأحبة:
لن يحملَ كل الناس البنادق دفاعاً عن هذا الدين، ..ولكن دعم المجاهدين.. بالمال إن أمكن.. والدعاء ميسور! ..ولن يرفع كل الناس الأنقاض عن ضحايا الكارثة، ..ولكن المال معونة،.. والدعاء يد ! ..ولن يستطيع أحد أن يُعلِّمَ كل الطلاب الفقراء، ولا أن يكفل كل الأيتام،... ولا أن يُعالج جميع المرضى، ..ولكن يمكنه وببساطة أن يُغيِّر حياة إنسان واحد،..ولو بكلمة حانية تواسيه فيها.. وهذا عمل عظيم جداً!
فعلى كل واحد منا.. أن يدلو بدلوه...وأن ينفق ذو سعة من سعته...بما يحسن وبما يملك وبما يقدر عليه..في نصرةالمستضعفين في غزة وفلسطين أولا...وفي السودان ثانيا..ثم في أي مكان وجد..ونحن قادرين على النصرة....
وكذلك ..مواساة المحتاجين..ولو بالدلالة عليهم إن لم نستطع نحن..
والله الموفق..
@- هذا ما تيسر ذكره ...وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..
اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..
اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين
اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،
اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...
اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..
ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...
عباد الله:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛
فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 www.tgoop.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
أيهاالأحبة:
لن يحملَ كل الناس البنادق دفاعاً عن هذا الدين، ..ولكن دعم المجاهدين.. بالمال إن أمكن.. والدعاء ميسور! ..ولن يرفع كل الناس الأنقاض عن ضحايا الكارثة، ..ولكن المال معونة،.. والدعاء يد ! ..ولن يستطيع أحد أن يُعلِّمَ كل الطلاب الفقراء، ولا أن يكفل كل الأيتام،... ولا أن يُعالج جميع المرضى، ..ولكن يمكنه وببساطة أن يُغيِّر حياة إنسان واحد،..ولو بكلمة حانية تواسيه فيها.. وهذا عمل عظيم جداً!
فعلى كل واحد منا.. أن يدلو بدلوه...وأن ينفق ذو سعة من سعته...بما يحسن وبما يملك وبما يقدر عليه..في نصرةالمستضعفين في غزة وفلسطين أولا...وفي السودان ثانيا..ثم في أي مكان وجد..ونحن قادرين على النصرة....
وكذلك ..مواساة المحتاجين..ولو بالدلالة عليهم إن لم نستطع نحن..
والله الموفق..
@- هذا ما تيسر ذكره ...وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله،ﷺ
فقد أمرنا الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)) [الأحزاب: 56]،
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ، أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ. ..
اللهم اجعل لإخواننا في غزة وفلسطين من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجا ومن كل عسر يسرا ومن كل بلاء عافية ..
اللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة ،والتمكين
اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك،
اللهم أنزل عليهم من الصبر والنصر والثبات واليقين أضعاف ما نزل بهم من البلاء ،
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،
اللهم عليك باليهود الغاصبين،
اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية ، ، ،
اللهم دمر أمريكا واساطيلها يارب العالمين...
اللهم إنصر من نصر غزةَ وفلسطين ،واهلك من خذل غزة وفلسطين يارب العالمين..
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً...
اللهم احفظ بلادنا اليمن وسائر بلدان المسلمين يارب العالمين
اللهم إحفظ أمنه واستقراره وعقيدته
إجعله بلاد سخاء رخاء وسائر بلدان المسلمين
اللهم مكن لدينك وكتابك وعبادك الصالحين ،
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ...
اللهم أصلح أولادنا واجعلهم قرة أعين لنا في الدنيا والآخرة ..
ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربونا صغاراً ...
اللهم إغفر للمسلمين والمسلمات ،المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات وقاضي الحاجات يارب العالمين...
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ...
عباد الله:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛
فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون....
*نشر العلم صدقة جارية فأعد نشرها*
*ولا تبخل على نفسك بالأجـر العظيم*
=======================
ـــــــ🕋 زاد.الـخـطــيــب.tt 🕋ــــــــ
منــبرالحكـمــةوالمـوعـظـةالحســنـة.tt
رابط التليجرام👈 www.tgoop.com/ZADI2
للإشتراك بشبكة زاد الخطيب الدعوي
ارسل.اسمك.للرقم.730155153.tt
Telegram
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🎤
خطبةجمعةبعنوان👇
( لا يكن أحدكم إمَّعة )
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الحمد لله الملك المعبود.. ذي العطاء والمن والجود.. واهب الحياة وخالق الوجود...الذي اتصف بالصمدية... وتفرد بالوحدانية والملائكة وأولو العلم على ذلك شهود... لا نُحصي ثناءً عليه... هو كما أثنى على نفسه ..حيث كان ولم يكن هناك وجود.
-نحمده تبارك وتعالى ونستعينه فهو الرحيم الودود...ونسأله الهداية والرعاية والعناية... وأن يجعلنا بفضله من الركَّع السجود.
-وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له.. الحي الحميد... ذو العرش المجيد، الفعال لما يريد...
قدم للعاصين بالوعيد... وبشر الطائعين بالجنة وبالمزيد...لا يَشغَله شأن عن شأن.. كل يوم هو في شأن جديد.
مَا خَابَ مَنْ مُدَّت يَدَاهُ لِخَالِق
أَعْطَىٰ فَأَدْهَشَ خَلْقَهُ بِعَطَائِه
فِي مُلْكِه لَا شَيءَ إِلَّا مَا قَضَى
فَثِقُوا بِهِ وَاسْتَبْشِرُوا بِقَضَائِهِ
وَاسْتَغْفِرُوهُ بِقَلْبٍ بَاكٍ خَاشِعٍ
تُفْتَحُ خَزَائِنُ أَرْضِه وَسَمَائِهِ
-وأشهد أن سيدنا ونبينا حبيبنا وقائدنا وقدوتنا وقرة أعيننا.. محمدًا عبده ورسوله.. ذو الخلق الحميد...
والرأي الرشيد.. والقول السديد...
أرشدنا إلى طريق الهداية والتسديد...وحذرنا من التردي في الغَواية والضلال البعيد...
فاختصه ربه بالوسيلة والفضيلة.. وبشَّره بالمقام المحمود...
مَلَأْتَ الأَرْضَ إِيْمَـاناً وَعَـدْلاً
وَجَمَّـلْتَ الحَيَـاةَ لِكُلِّ رَاءِ
صَلَاةُ اللهِ مِلْءَ الكَوْنِ تَتْرَىٰ
عَلَيْكَ وَتَرْتَقِي مِلْءَ السَّمَاءِ
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين..
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
-أمااااابعد:
عبادالله: فأوصيكم ونفسي المخطئة المذنبة أولا بتقوى الله:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون))[آل عمران: 102]...
-أيها الأحبةالكرام:
من عظمة هذا الدين العظيم الذي ندين به.. أنه يجعل أتباعه مميزين في شخصياتهم.. في أفكارهم ..في تصوراتهم.. في منطلقاتهم .. في حكمهم على الأشياء...لأنهم يتميزون.. بأن معهم ميزان الحق والعدل الذي لا يخطيء .. فيزنون الأمور بالكتاب والسنة ،..فلا يتبعون هوى... ولا يصغون السمع مفتونين بباطل.. ولا يرضون لأنفسهم أن يكونوا ذيولا تابعين لغيرهم ...لكننا الآن.. في عصر... أكبر ما يميزه أنه(عصر اللخبطة)
فنحن نعاني من فوضى.. في التوجيه والإعلام والفكر،... وفي عصرنا.. حدثت طفرة كبيرة في الإعلام.. من صحافة.. وإذاعات.. وفضائيات..ومواقع الإنترنت.. تعمل 24 ساعة.. وتحاول أن تنقل كل جديد..وغريب وعجيب.. وأغلب ما يقوم عليه الإعلام اليوم.. استراتيجيّة (الإلهاء) : المتمثلة في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة.. عبر وابل متواصل من.. الإلهاءات.. والمعلومات التافهة،.. وتشويه الحقائق .
ويقوم الإعلام أيضا.. على ابتكار أو افتعال الإشاعات.. وتفريخ الشبهات... لأكبر عدد من القراء أو المشاهدين..عبر المثلث الثلاثي الجاذب:
[ الدين.. والسياسة.. والجنس]
ويستضيف مجموعة مأجورين.. تحت مسمى (مفكر إسلامي)، أو باحث في الشأن الاجتماعي... أو ناشط سياسي.. وتقديم مفردات رنانة مثل : رغبات ، مخاوف ، أطماع ، تآمر ، المتاجرة بالدين ، الظلاميون ، الرجعيون ، الإسلام السياسي …….ففي هذا الإسهال الإعلامي.. وبرامج اللت والعجن المسماة (التوك شوز ).. تجد التشكيك في الثوابت.. والطعن في الرموز.. وإلباس الباطل ثوب الحق.. والحق ثوب الزور.. فيظل الحليم حيرانا.
فكان هذا الموضوع، للتحذير من أن يكون المسلم ( إمَّعة )..متأثرا بهذه الفوضى الكلامية ؛ أو مقلدا لغيره تقليدا أعمى .
وما أحوجنا إلى برهان من الله.. نبصر ونرى به هؤلاء وكلامهم على حقيقتهم... ويكون عندنا فرقان من الله.. نستبصر به الأمور على حقائقها .
-معنى الإمَّعة :
الإمَّعةُ – بكسر الهمزة وتشديد الميم..
-والإمَّعة:[هو الرجل الذى الذي لا رأْي له ولا عَزْم،.. فهو يتابع كلَّ أَحدٍ على رأْيِه، يترك رأيه.. و شخصيته.. و طباعه.. و كلامه.. و أخلاقه.. فيذوب في الأخرين.. فيكون كلامهم كلامه و أخلاقهم أخلاقه.. يغير من مبادئه لتصبح كمبادئهم... إن أطاع الناس ربهم أطاع الله معهم.. و إن تخلى الناس عن بعض أخلاقهم تخلى مثلهم عن أخلاقه ليسايرهم .. فهو مع الناس دائماً.. يؤثرون عليه و لا يؤثر فيهم .. غير ثابت على مبادئه و أخلاقة و منهجه]
-أين الهوية الإسلامية؟ :
ومن العجب العجاب.. أن تجد مسلما.. يهيم على وجهه في الدنيا.. كالريشة في مهب الريح..
لا وزن له.. ولا ثبات.. ولا قيم.. ولا هوية.. ولا مباديء .
فالمسلم الضائع أو المائع.. الذي ينقاد لغيره ، ألغى شخصيته.. فذابت مع غيره ،..واعتقد جهلا.. أن الكمال في تقليد الغربيين في الهوس والمجون....لا في عملهم.. وإتقانهم.. وإبداعهم.. وتقدمهم.. وأخذهم بالأسباب..وفي التفاعل مع الكون .
خطبةجمعةبعنوان👇
( لا يكن أحدكم إمَّعة )
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
الحمد لله الملك المعبود.. ذي العطاء والمن والجود.. واهب الحياة وخالق الوجود...الذي اتصف بالصمدية... وتفرد بالوحدانية والملائكة وأولو العلم على ذلك شهود... لا نُحصي ثناءً عليه... هو كما أثنى على نفسه ..حيث كان ولم يكن هناك وجود.
-نحمده تبارك وتعالى ونستعينه فهو الرحيم الودود...ونسأله الهداية والرعاية والعناية... وأن يجعلنا بفضله من الركَّع السجود.
-وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له.. الحي الحميد... ذو العرش المجيد، الفعال لما يريد...
قدم للعاصين بالوعيد... وبشر الطائعين بالجنة وبالمزيد...لا يَشغَله شأن عن شأن.. كل يوم هو في شأن جديد.
مَا خَابَ مَنْ مُدَّت يَدَاهُ لِخَالِق
أَعْطَىٰ فَأَدْهَشَ خَلْقَهُ بِعَطَائِه
فِي مُلْكِه لَا شَيءَ إِلَّا مَا قَضَى
فَثِقُوا بِهِ وَاسْتَبْشِرُوا بِقَضَائِهِ
وَاسْتَغْفِرُوهُ بِقَلْبٍ بَاكٍ خَاشِعٍ
تُفْتَحُ خَزَائِنُ أَرْضِه وَسَمَائِهِ
-وأشهد أن سيدنا ونبينا حبيبنا وقائدنا وقدوتنا وقرة أعيننا.. محمدًا عبده ورسوله.. ذو الخلق الحميد...
والرأي الرشيد.. والقول السديد...
أرشدنا إلى طريق الهداية والتسديد...وحذرنا من التردي في الغَواية والضلال البعيد...
فاختصه ربه بالوسيلة والفضيلة.. وبشَّره بالمقام المحمود...
مَلَأْتَ الأَرْضَ إِيْمَـاناً وَعَـدْلاً
وَجَمَّـلْتَ الحَيَـاةَ لِكُلِّ رَاءِ
صَلَاةُ اللهِ مِلْءَ الكَوْنِ تَتْرَىٰ
عَلَيْكَ وَتَرْتَقِي مِلْءَ السَّمَاءِ
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين..
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
-أمااااابعد:
عبادالله: فأوصيكم ونفسي المخطئة المذنبة أولا بتقوى الله:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون))[آل عمران: 102]...
-أيها الأحبةالكرام:
من عظمة هذا الدين العظيم الذي ندين به.. أنه يجعل أتباعه مميزين في شخصياتهم.. في أفكارهم ..في تصوراتهم.. في منطلقاتهم .. في حكمهم على الأشياء...لأنهم يتميزون.. بأن معهم ميزان الحق والعدل الذي لا يخطيء .. فيزنون الأمور بالكتاب والسنة ،..فلا يتبعون هوى... ولا يصغون السمع مفتونين بباطل.. ولا يرضون لأنفسهم أن يكونوا ذيولا تابعين لغيرهم ...لكننا الآن.. في عصر... أكبر ما يميزه أنه(عصر اللخبطة)
فنحن نعاني من فوضى.. في التوجيه والإعلام والفكر،... وفي عصرنا.. حدثت طفرة كبيرة في الإعلام.. من صحافة.. وإذاعات.. وفضائيات..ومواقع الإنترنت.. تعمل 24 ساعة.. وتحاول أن تنقل كل جديد..وغريب وعجيب.. وأغلب ما يقوم عليه الإعلام اليوم.. استراتيجيّة (الإلهاء) : المتمثلة في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة.. عبر وابل متواصل من.. الإلهاءات.. والمعلومات التافهة،.. وتشويه الحقائق .
ويقوم الإعلام أيضا.. على ابتكار أو افتعال الإشاعات.. وتفريخ الشبهات... لأكبر عدد من القراء أو المشاهدين..عبر المثلث الثلاثي الجاذب:
[ الدين.. والسياسة.. والجنس]
ويستضيف مجموعة مأجورين.. تحت مسمى (مفكر إسلامي)، أو باحث في الشأن الاجتماعي... أو ناشط سياسي.. وتقديم مفردات رنانة مثل : رغبات ، مخاوف ، أطماع ، تآمر ، المتاجرة بالدين ، الظلاميون ، الرجعيون ، الإسلام السياسي …….ففي هذا الإسهال الإعلامي.. وبرامج اللت والعجن المسماة (التوك شوز ).. تجد التشكيك في الثوابت.. والطعن في الرموز.. وإلباس الباطل ثوب الحق.. والحق ثوب الزور.. فيظل الحليم حيرانا.
فكان هذا الموضوع، للتحذير من أن يكون المسلم ( إمَّعة )..متأثرا بهذه الفوضى الكلامية ؛ أو مقلدا لغيره تقليدا أعمى .
وما أحوجنا إلى برهان من الله.. نبصر ونرى به هؤلاء وكلامهم على حقيقتهم... ويكون عندنا فرقان من الله.. نستبصر به الأمور على حقائقها .
-معنى الإمَّعة :
الإمَّعةُ – بكسر الهمزة وتشديد الميم..
-والإمَّعة:[هو الرجل الذى الذي لا رأْي له ولا عَزْم،.. فهو يتابع كلَّ أَحدٍ على رأْيِه، يترك رأيه.. و شخصيته.. و طباعه.. و كلامه.. و أخلاقه.. فيذوب في الأخرين.. فيكون كلامهم كلامه و أخلاقهم أخلاقه.. يغير من مبادئه لتصبح كمبادئهم... إن أطاع الناس ربهم أطاع الله معهم.. و إن تخلى الناس عن بعض أخلاقهم تخلى مثلهم عن أخلاقه ليسايرهم .. فهو مع الناس دائماً.. يؤثرون عليه و لا يؤثر فيهم .. غير ثابت على مبادئه و أخلاقة و منهجه]
-أين الهوية الإسلامية؟ :
ومن العجب العجاب.. أن تجد مسلما.. يهيم على وجهه في الدنيا.. كالريشة في مهب الريح..
لا وزن له.. ولا ثبات.. ولا قيم.. ولا هوية.. ولا مباديء .
فالمسلم الضائع أو المائع.. الذي ينقاد لغيره ، ألغى شخصيته.. فذابت مع غيره ،..واعتقد جهلا.. أن الكمال في تقليد الغربيين في الهوس والمجون....لا في عملهم.. وإتقانهم.. وإبداعهم.. وتقدمهم.. وأخذهم بالأسباب..وفي التفاعل مع الكون .
Telegram
زاد الخـطــيــب الـــدعـــــوي📚
الـشـبـكـة الـدعـــويــة الـرائـــدة
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
المتخصصة بالخطـب والمحاضرات
🌧 سـاهـم بالنشـر تؤجـر بـإذن اللـّـه
•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•
للتواصل مع إدارة القناة
إضغط على الرابط التالي
@majd321
إن المسلم.. لابد وأن يوطن نفسه.. ويستقل بذاته عن غيره.. وقد ذكر القرآن.. أن من ندامة أهل سقر في النار ..والعياذ بالله ((وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ)).. المدثر45..
-قَالَ قَتَادَةُ: في معنى الآية..أي:
[ كُلَّمَا غَوِيَ غَاوٍ غَوَيْنَا مَعَهُ] .
كما علمناابن مسعود -رضي الله عنه –: “ لا تكونوا إمَّعة، تقولون: إن أحسن النَّاس أحسنَّا، وإن ظَلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم، إن أحسن النَّاس أن تُحسِنوا، وإن أساءوا فلا تَظْلِموا] ” رواه الترمذي ..
وهذا الحديث.. يذمُّ ويحذِّر مِن الإمَّعة... الذي يقلِّد النَّاس بدون وعيٍ.. في إحسانهم وإساءتهم.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه أيضاً :”لا يكونن أحدكم إمَّعة ، قالوا: وما الإمَّعة ؟ قال: يجري مع كل ريح “..
فالإمَّعة..دائماً هش مرن لا يثبت على ما عليه من الحق... حتى الريح.. على رقتها.. تؤثر فيه.. و تجعله يتشكك فيما هو عليه .
وعن الفضيل بن عياض -رحمه الله- قال: (اتَّبع طريق الهدى، ولا يضرُّك قلَّة السَّالكين...وإيَّاك وطرق الضَّلالة، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين)..
-وعن كَمِيل بن زياد.. أنَّ عليًّا- رضي الله عنه- قال:
[يا كَمِيل: إنَّ هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها للخير... والنَّاس ثلاثة: فعالم ربَّانيٌّ.. ومتعلِّم على سبيل نجاة... وهمج رعاع أتباع كلِّ ناعق... لم يستضيئوا بنور العلم.. ولم يلجأوا إلى ركن وثيق ]..
و هنا أيضاً.. يؤكد علي بن أبى طالب على نفس المعنى فيوضح أن الناس ثلاثة أصناف..ثم يبين أن أسوأ هذه الأصناف..هو النوع الثالث.. و هو(الإمَّعة) الذى يظهر أنه يحمل الحق..و لكنه على غير بصيرة.. و على غير ثقة و يقين.. بما عليه من منهج و إيمان ..و أخلاق..
إذا واجهته شبهة أمامه..أوانتقاد من الناس...أو ذم..أنقدح.. وظهر الشك في قلبه.. مما هوعليه من الحق..فيترك ما معه من الحق و يتبع الناس ..
ثم يوضح..أن الخير كله.. في أن نعرف دين الله حقاً و نكون على بصيرة و ثبات مما نحن عليه.. و لا يداخلنا الشك في مبادئنا.. و أخلاقنا...فنثبت.. ولا نغير أنفسنا من أجل الناس .
ويذكر أن أحد المشايخ سأل في درس له سؤالا قال :لماذا يجري اثنان وعشرون لاعبا في مباراة كرة القدم.. وراء الكرة.. هذا يضربها.. والآخر يركلها ؟
فذهب الناس مذاهب.. فمنهم من قال لإحراز الهدف .. لا للفوز بالمباراة …..لا لإثبات المهارة في اللعب !!
فقال: كلا ؛ إن السبب.. أن هذه الكرة منفوخة على الفاضي ) منفوخة هواء (وأي واحد منفوخ هواء سهل أن يُشاط(يُركل).. كالكرة..
فالشخصية.. التافهة المائعة... لا وزن لها .
فتحديد الهدف.. وتكوين الشخصية المتزنة القويمة.. أمر هام جدا.. لأن الذي يعرف هدفه ينطلق إليه.. وبسرعة كالسهم .
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
-الإمَّعة: شخص يُشترَى ويباع..
نعم.. الإمَّعة.. يشترَى بأبخس الأثمان ، لكن صاحب المبدأ.. لا يشترى و لا يباع .. لا تؤثر فيه سبائك الذهب اللامعة... و لا سياط الجلادين اللاذعة ،
وقد قالها النبيﷺ.لعمه واضحة جلية :((و الله يا عم ، لو وضعوا الشمس في يميني ، و القمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته ))..
لذلك من الصعب جداً أن تشتري إنساناً صاحب مبدأ... لا يلين.. و لا يقبل بأنصاف الحلول .. و لا يباع.. و لا يشترى..فرجل المبدأ.. إنسان عظيم ..و رجل المصلحة.. إنسان تافه.. يعبد مصلحته من دون الله.. مع هؤلاء.. و مع هؤلاء، مذبذب لا إلى هؤلاء.. و لا إلى هؤلاء .. هو مع مصلحته الحقيقية .. لذلك.. من أشد هذه الأخلاق انحطاطاً.. أن يكون الإنسان إمَّعة .
هل تصدقون.. أن شاعراً يدخل السجن.. ببيت قاله في إنسان ، وعدّه العرب في الجاهلية.. أهجا بيت قالته العرب .. ولا أبالغ.. إذا قلت لكم : إن هذا البيت هو اليوم شعار كل إنسان إمَّعة.!! البيت :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
هذا البيت.. من قصيدة للحطيئة العبسي ، وهو بيت مشهور ، وهو يهجو (يذم) فيه الزبرقان بن بدر أحد وجهاء بني تميم..
وعند ما علم الزبرقان بن بدر.. بهجاء الحطيئة له ، اشتكاه لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
فقال عمر : ما أسمع هجاء ، أما ترضى أن تكون طاعما كاسيا؟
فقال الزبرقان : يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده ما هجى أحد بمثل ما هجيت به..فخذ لي ممن هجاني؟
فقال عمر : علي بحسان ، فجيء به فسأله ، فقال : لم يهجه يا أمير المؤمنين ، ولكنه سلح عليه سلحا ( السلح هو الغائط ) كناية عن شدة الهجاء!!،
لأنه بهذا الهجاء..شبهه بالنساء..
يقعدن بالبيوت..والأهل يأتون لهن..بالطعام والكساء...
فأمر به عمر..فحبس.. حتى أعلن توبته عن هجاء المسلمين.
-وفي مثل هؤلاء.. يقول الشاعر أيضاً:
نهـــــارك هـــائمٌ وليلك نائــــــم كذلك على الأرض تعيش البهائم
-قَالَ قَتَادَةُ: في معنى الآية..أي:
[ كُلَّمَا غَوِيَ غَاوٍ غَوَيْنَا مَعَهُ] .
كما علمناابن مسعود -رضي الله عنه –: “ لا تكونوا إمَّعة، تقولون: إن أحسن النَّاس أحسنَّا، وإن ظَلموا ظلمنا، ولكن وطِّنوا أنفسكم، إن أحسن النَّاس أن تُحسِنوا، وإن أساءوا فلا تَظْلِموا] ” رواه الترمذي ..
وهذا الحديث.. يذمُّ ويحذِّر مِن الإمَّعة... الذي يقلِّد النَّاس بدون وعيٍ.. في إحسانهم وإساءتهم.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه أيضاً :”لا يكونن أحدكم إمَّعة ، قالوا: وما الإمَّعة ؟ قال: يجري مع كل ريح “..
فالإمَّعة..دائماً هش مرن لا يثبت على ما عليه من الحق... حتى الريح.. على رقتها.. تؤثر فيه.. و تجعله يتشكك فيما هو عليه .
وعن الفضيل بن عياض -رحمه الله- قال: (اتَّبع طريق الهدى، ولا يضرُّك قلَّة السَّالكين...وإيَّاك وطرق الضَّلالة، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين)..
-وعن كَمِيل بن زياد.. أنَّ عليًّا- رضي الله عنه- قال:
[يا كَمِيل: إنَّ هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها للخير... والنَّاس ثلاثة: فعالم ربَّانيٌّ.. ومتعلِّم على سبيل نجاة... وهمج رعاع أتباع كلِّ ناعق... لم يستضيئوا بنور العلم.. ولم يلجأوا إلى ركن وثيق ]..
و هنا أيضاً.. يؤكد علي بن أبى طالب على نفس المعنى فيوضح أن الناس ثلاثة أصناف..ثم يبين أن أسوأ هذه الأصناف..هو النوع الثالث.. و هو(الإمَّعة) الذى يظهر أنه يحمل الحق..و لكنه على غير بصيرة.. و على غير ثقة و يقين.. بما عليه من منهج و إيمان ..و أخلاق..
إذا واجهته شبهة أمامه..أوانتقاد من الناس...أو ذم..أنقدح.. وظهر الشك في قلبه.. مما هوعليه من الحق..فيترك ما معه من الحق و يتبع الناس ..
ثم يوضح..أن الخير كله.. في أن نعرف دين الله حقاً و نكون على بصيرة و ثبات مما نحن عليه.. و لا يداخلنا الشك في مبادئنا.. و أخلاقنا...فنثبت.. ولا نغير أنفسنا من أجل الناس .
ويذكر أن أحد المشايخ سأل في درس له سؤالا قال :لماذا يجري اثنان وعشرون لاعبا في مباراة كرة القدم.. وراء الكرة.. هذا يضربها.. والآخر يركلها ؟
فذهب الناس مذاهب.. فمنهم من قال لإحراز الهدف .. لا للفوز بالمباراة …..لا لإثبات المهارة في اللعب !!
فقال: كلا ؛ إن السبب.. أن هذه الكرة منفوخة على الفاضي ) منفوخة هواء (وأي واحد منفوخ هواء سهل أن يُشاط(يُركل).. كالكرة..
فالشخصية.. التافهة المائعة... لا وزن لها .
فتحديد الهدف.. وتكوين الشخصية المتزنة القويمة.. أمر هام جدا.. لأن الذي يعرف هدفه ينطلق إليه.. وبسرعة كالسهم .
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم
-الإمَّعة: شخص يُشترَى ويباع..
نعم.. الإمَّعة.. يشترَى بأبخس الأثمان ، لكن صاحب المبدأ.. لا يشترى و لا يباع .. لا تؤثر فيه سبائك الذهب اللامعة... و لا سياط الجلادين اللاذعة ،
وقد قالها النبيﷺ.لعمه واضحة جلية :((و الله يا عم ، لو وضعوا الشمس في يميني ، و القمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته ))..
لذلك من الصعب جداً أن تشتري إنساناً صاحب مبدأ... لا يلين.. و لا يقبل بأنصاف الحلول .. و لا يباع.. و لا يشترى..فرجل المبدأ.. إنسان عظيم ..و رجل المصلحة.. إنسان تافه.. يعبد مصلحته من دون الله.. مع هؤلاء.. و مع هؤلاء، مذبذب لا إلى هؤلاء.. و لا إلى هؤلاء .. هو مع مصلحته الحقيقية .. لذلك.. من أشد هذه الأخلاق انحطاطاً.. أن يكون الإنسان إمَّعة .
هل تصدقون.. أن شاعراً يدخل السجن.. ببيت قاله في إنسان ، وعدّه العرب في الجاهلية.. أهجا بيت قالته العرب .. ولا أبالغ.. إذا قلت لكم : إن هذا البيت هو اليوم شعار كل إنسان إمَّعة.!! البيت :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
هذا البيت.. من قصيدة للحطيئة العبسي ، وهو بيت مشهور ، وهو يهجو (يذم) فيه الزبرقان بن بدر أحد وجهاء بني تميم..
وعند ما علم الزبرقان بن بدر.. بهجاء الحطيئة له ، اشتكاه لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
فقال عمر : ما أسمع هجاء ، أما ترضى أن تكون طاعما كاسيا؟
فقال الزبرقان : يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده ما هجى أحد بمثل ما هجيت به..فخذ لي ممن هجاني؟
فقال عمر : علي بحسان ، فجيء به فسأله ، فقال : لم يهجه يا أمير المؤمنين ، ولكنه سلح عليه سلحا ( السلح هو الغائط ) كناية عن شدة الهجاء!!،
لأنه بهذا الهجاء..شبهه بالنساء..
يقعدن بالبيوت..والأهل يأتون لهن..بالطعام والكساء...
فأمر به عمر..فحبس.. حتى أعلن توبته عن هجاء المسلمين.
-وفي مثل هؤلاء.. يقول الشاعر أيضاً:
نهـــــارك هـــائمٌ وليلك نائــــــم كذلك على الأرض تعيش البهائم
-وتروى طرفة : أن إنساناً صار قاضياً ، فجاءه متخاصمان ، تكلم الأول كلاماً مقنعاً ، قال له : و الله معك حق ، فلما تكلم الثاني أيضاً اقتنع بكلامه ، وقال له : أنت أيضاً معك حق ، وكانت زوجته وراء الستار ، فقالت له : ما هذا الحكم ؟ قال لها : والله أنت أيضاً معك حق!!!
هذا هو الإمعة.. لا رأي له .
-الثبات على الحق:
لا بد للمسلم.. وخاصة في هذا الزمان.. أن يوطن نفسه على الثبات على الحق.. وتمييزه من الباطل.. لأن هذا العصر كثر فيه موت العلماء،.. واتخذ الناس رؤوسًا جُهّالاً،.. و فشا فيه الجهل،..أي: في الدين..من مسائل الحلال والحرام..وغيرها.. وقلّ فيه العلم،..لمسائل الدين الصحيح..والعقيدةالسليمة الصحيحة.. ونَطَق الرُّوَيْبِضَة،..
وصار هناك فوضى في الكلام والتوجيه... فأصبح الصَّحفي.. فقيهًا.. والإعلاميّ ..مُشَرِّعًا.. وقَلَّت فيه الثقة بالعلماء …. بل أصبح فيه الحديث والنطق.. من دَيْدن الرُّوَيْبِضَة،.. من التافهين والداعرين.. والأفاكين.. الذين يقلِبُون الحق باطلاً... والباطل حقًّا ، والذين يُزَوِّرُون الحقائق... الذين يقولون ما لا يعْلمون..
ويهرفون بما لا يعرفون
..ويمارون فيما يَعلَمون .
وصدق الله القائل:((وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا))...الكهف.
-بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم،..ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات البينات والذكر الحكيم..
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين، من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...
الخطبةالثانية👇
الحمدلله وحده..والصلاةوالسلام على من لانبي بعده...
أماااابعد:
أيها الأحبةالكرام:
لقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه النوعية من البشر فقال :
«سيأتي على الناس سنواتٌ خدَّاعات، يُصدَّق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتَمن فيها الخائن، ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرُّوَيْبِضَةُ»، قيل: وما الرّويبِضَة؟ قال: «الرَّجُل التّافِهُ في أَمرِ العامّة».
رواه أحمد برقم: (7912)، وابن ماجه برقم: (4036)، والحاكم برقم: (8439)، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
مختصر شرح الحديث:
وقال ابن الأثير -رحمه الله-:
«سُنونٌ خَدَّاعة» أي: تكثر فيها الأمطار، ويقل الرَّيع، فذلك خداعها؛ لأنها تُطمعهم في الخصب بالمطر، ثم تُخلِف. -وقيل: الخداعة: القليلة المطر .
وقدجاءفي الحديث أيضا:
«ليست السَّنَةُ ألا تُمطَروا، ولكن السَّنَة أن تُمطَروا، ثم لا تُنبتُ الأرضُ شيئًا»...والسنة: يرادبها الجدب..أوالقحط والشدة...
-«الرُّوَيْبِضَةُ»:
تصغير الرَّابِضَة، وهو العاجز الذي رَبَضَ عن معالي الأمور، وقعد عن طلبها، وزيادة التاء للمبالغة..
-الرُّوَيْبِضَةُ: الوضيع من الناس..
-والتَّافه: الخسيس الحقير،
-وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن شيوع ذلك في آخر الزمان.. ففي الحديث عن مرداس الأسلمي رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يذهب الصالحون الأول فالأول ، و يبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر ، لا يباليهم الله بالة)).. رواه البخاري.
-الإمعة والتقليد الأعمى:
مما لاشك فيه أن الإنسان يتأثر بمن حوله.. وبما حوله.. من أشخاص وأحداث وأشياء .. والإنسان المتوازن.. يتأثر ويؤثر، وهذا يعني.. أن التقليد: يمكن أن يكون طبيعياً .. حيث يتأثر الإنسان بالأشخاص من حوله.. بأفكارهم.. وسلوكهم.. وتصرفاتهم.. وثيابهم.. وغير ذلك
والتقليد: في الخير خير... أما التقليد في التفاهة والشر... فهو شر ...
وعادة.. يقلد الأضعف الأقوى ويتأثر به... كما يقلد الصغير الكبير...لأنه يشعر بالنقص والضعف.
ويتمنى أن يتخلص من ضعفه ونقصه.. من خلال التشبه بغيره.
وللأسف ثقافة المجتمعات الآن... هي اتباع الموضة... والتفنن في المظهرالغير مألوف... لجذب الأنظار بتقليد التافهين…بحلق الشعر... بطريقةغريبة..مقرفة....
ومقززة...وبعضهم وخاصةالنساء يفعلن..(الوشم)..
وينمصن الحواجب..ويوصلن الشعرللخديعة..ويفلجن الأسنان..
وهذا كله.. مما توعد الرسول ﷺفاعله باللعن والطرد والإبعاد.
بقوله:
((لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة، والنامصة والمتنمصة، والمتفلجاتِ للحُسن؛ المغيرات خَلْقَ الله )) متفق عليه"
-مفردات الحديث:
-النامصة: التي تنتف الحواجب.
-المتنمصة: التي تطلب من غيرها أن تنتف حواجبها لها.
-الواشمة: التي ترسم الوشم في جسدها، وهو غرز جلد البشرة بالكحل.
هذا هو الإمعة.. لا رأي له .
-الثبات على الحق:
لا بد للمسلم.. وخاصة في هذا الزمان.. أن يوطن نفسه على الثبات على الحق.. وتمييزه من الباطل.. لأن هذا العصر كثر فيه موت العلماء،.. واتخذ الناس رؤوسًا جُهّالاً،.. و فشا فيه الجهل،..أي: في الدين..من مسائل الحلال والحرام..وغيرها.. وقلّ فيه العلم،..لمسائل الدين الصحيح..والعقيدةالسليمة الصحيحة.. ونَطَق الرُّوَيْبِضَة،..
وصار هناك فوضى في الكلام والتوجيه... فأصبح الصَّحفي.. فقيهًا.. والإعلاميّ ..مُشَرِّعًا.. وقَلَّت فيه الثقة بالعلماء …. بل أصبح فيه الحديث والنطق.. من دَيْدن الرُّوَيْبِضَة،.. من التافهين والداعرين.. والأفاكين.. الذين يقلِبُون الحق باطلاً... والباطل حقًّا ، والذين يُزَوِّرُون الحقائق... الذين يقولون ما لا يعْلمون..
ويهرفون بما لا يعرفون
..ويمارون فيما يَعلَمون .
وصدق الله القائل:((وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا))...الكهف.
-بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم،..ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات البينات والذكر الحكيم..
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين، من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...
الخطبةالثانية👇
الحمدلله وحده..والصلاةوالسلام على من لانبي بعده...
أماااابعد:
أيها الأحبةالكرام:
لقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه النوعية من البشر فقال :
«سيأتي على الناس سنواتٌ خدَّاعات، يُصدَّق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتَمن فيها الخائن، ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرُّوَيْبِضَةُ»، قيل: وما الرّويبِضَة؟ قال: «الرَّجُل التّافِهُ في أَمرِ العامّة».
رواه أحمد برقم: (7912)، وابن ماجه برقم: (4036)، والحاكم برقم: (8439)، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
مختصر شرح الحديث:
وقال ابن الأثير -رحمه الله-:
«سُنونٌ خَدَّاعة» أي: تكثر فيها الأمطار، ويقل الرَّيع، فذلك خداعها؛ لأنها تُطمعهم في الخصب بالمطر، ثم تُخلِف. -وقيل: الخداعة: القليلة المطر .
وقدجاءفي الحديث أيضا:
«ليست السَّنَةُ ألا تُمطَروا، ولكن السَّنَة أن تُمطَروا، ثم لا تُنبتُ الأرضُ شيئًا»...والسنة: يرادبها الجدب..أوالقحط والشدة...
-«الرُّوَيْبِضَةُ»:
تصغير الرَّابِضَة، وهو العاجز الذي رَبَضَ عن معالي الأمور، وقعد عن طلبها، وزيادة التاء للمبالغة..
-الرُّوَيْبِضَةُ: الوضيع من الناس..
-والتَّافه: الخسيس الحقير،
-وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن شيوع ذلك في آخر الزمان.. ففي الحديث عن مرداس الأسلمي رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يذهب الصالحون الأول فالأول ، و يبقى حثالة كحثالة الشعير أو التمر ، لا يباليهم الله بالة)).. رواه البخاري.
-الإمعة والتقليد الأعمى:
مما لاشك فيه أن الإنسان يتأثر بمن حوله.. وبما حوله.. من أشخاص وأحداث وأشياء .. والإنسان المتوازن.. يتأثر ويؤثر، وهذا يعني.. أن التقليد: يمكن أن يكون طبيعياً .. حيث يتأثر الإنسان بالأشخاص من حوله.. بأفكارهم.. وسلوكهم.. وتصرفاتهم.. وثيابهم.. وغير ذلك
والتقليد: في الخير خير... أما التقليد في التفاهة والشر... فهو شر ...
وعادة.. يقلد الأضعف الأقوى ويتأثر به... كما يقلد الصغير الكبير...لأنه يشعر بالنقص والضعف.
ويتمنى أن يتخلص من ضعفه ونقصه.. من خلال التشبه بغيره.
وللأسف ثقافة المجتمعات الآن... هي اتباع الموضة... والتفنن في المظهرالغير مألوف... لجذب الأنظار بتقليد التافهين…بحلق الشعر... بطريقةغريبة..مقرفة....
ومقززة...وبعضهم وخاصةالنساء يفعلن..(الوشم)..
وينمصن الحواجب..ويوصلن الشعرللخديعة..ويفلجن الأسنان..
وهذا كله.. مما توعد الرسول ﷺفاعله باللعن والطرد والإبعاد.
بقوله:
((لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة، والنامصة والمتنمصة، والمتفلجاتِ للحُسن؛ المغيرات خَلْقَ الله )) متفق عليه"
-مفردات الحديث:
-النامصة: التي تنتف الحواجب.
-المتنمصة: التي تطلب من غيرها أن تنتف حواجبها لها.
-الواشمة: التي ترسم الوشم في جسدها، وهو غرز جلد البشرة بالكحل.