tgoop.com/ZADCOM/62659
Last Update:
💠 #العقيدة_الإسلامية
⏰ #دقائق_مع_القرآن
💠 22. آخر رسالة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
💫 قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾¹.
- إنّ هذه الآية - وللدلائل التي ستأتي - مرتبطة بخلافة علي (عليه السَّلام) وتنصيبه للولاية في غدير خم عندما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحج في العام العاشر من الهجرة، والجدير بالذكر هو أنّ هذه الآية قد جُعلت بين آيتين مرتبطتين بإقامة الكتاب السماوي، وربما كان ذلك إشارة إلى العلاقة المستحكمة بين القائد المعصوم وإقامة الكتاب السماوي.
بالطبع فإنّ الإمام هو القادر على إقامة ذلك الكتاب، وكتاب الله تعالى هو الذي يستطيع أن يعرّف ويبيّن للناس الإمام الواقعي لهم.
- يعتقد جميع مفسري الشيعة واستنادًا إلى الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام)، وكذلك بعض مفسري أهل السنة أنّ الآية مرتبطة بتنصيب علي (عليه السَّلام) للإمامة والولاية في غدير خم².
ومن الجدير بالذكر أيضًا أنّ صاحب تفسير المنار ذكر حديثًا منقولًا بسند صحيح وموثّق عن مسند أحمد والترمذي والنسائي، وابن ماجة، وهو قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "من كنت مولاه فعلي مولاه"، ثم بعد ذلك شكّك فيه بجملتين من نسج خیاله:
🔶 الأولى هي: إنّ المراد من الولاية هي الصداقة، وقد غفل عن أنّ بيان الصداقة لا يحتاج إلى البيعة والتبريك وكلّ الأمور التي جرت في غدير خم.
🔶 والثانية هي: لو كان علي إمامًا وقائدًا بعد الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) فلِمَ لمْ يحتجّ وينادِ بتنصيبه وولايته يوم الغدير؟! وقد غفل - صاحب تفسير المنار - عن كل تلك الكلمات والخطب؛ إذ جاء بعضها في نهج البلاغة، وقد احتج بها الإمام علي (عليه السَّلام)، وكأن صاحب المنار لم يسمع ولم يقرأ تلك النداءات.
- لم يرد التهديد - وفي كلّ القرآن الكريم - للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) في كتمان الرسالة إلّا في هذه الآية، حيث جاء فيها إنّك إذا لم تبلّغ فإنّ جميع ما بلّغته على امتداد 23 سنة من الرسالة سيذهب أدراج الرياح؛ لذا يجب التدقيق في أهمّية مثل أمرٍ بُلّغ بهذا الشكل.
📝 قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السَّلام): "لو لم أبُلغ ما أُمرتُ به من ولايتك لحبط عملي³.
🛑 وتحتوي هذه الآية على مجموعة من النكات ببيانها يتضح المراد من معنى الآية:
1. نزلت سورة المائدة في أواخر عمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
2. جاء التعبير - في هذه الآية - بـ (يا أيها الرسول) بدل (يا أيها النبي)، دلالة على رسالة مهمّة.
3. جاء التعبير بالأمر (بلّغ) بدل الأمر (أبلغ) دلالة على الإبلاغ القطعي والرسمي المهمّ.
4. لقد هُدد الرسول أنّه إن لم يبلّغ هذه الرسالة المهمّة، فإنّ جميع الرسالة ستذهب هدرًا.
5. لقد كان الرسول الأعظم يتخوّف من عواقب ذلك التبليغ فجاءته التسلية من الله تعالى أنّا نعصمك من الناس ونحفظك منهم.
6. لم يكن خوف الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على نفسه؛ إذ إنّه كان يبارز الأصنام وحيدًا ولأيام طويلة، وكانت له حروب وغزوات مع جيوش المشركين، ولم يخف في كل تلك الأحداث، وكان يُرمى بالحجارة ويُعذّب أصحابه أشد العذاب، فكيف لرجل هذا شأنه وفي أواخر عمره الشريف ومع كل هؤلاء الأصحاب أن يخاف على نفسه!
7. في الآية خطاب ورسالة يعادلان - بلحاظ الأهمّية - جميع الخطابات التي كانت تنزل في كل مدّة النبوة، ولو لم يصل هذا الخطاب إلى الناس لكانت جميع تلك الخطابات تذهب أدراج الرياح.
8. يجب أن يكون محتوى ذلك الخطاب مسألة أساسية وأصلية؛ وإلّا فليس من اللازم كل ذلك التهديد والوعيد إذا كانت تلك المسألة مسألة جزئية فردية.
9. لم يكن خطاب الآية مرتبطًا بالتوحيد أو النبوة أو المعاد؛ ذلك لأنّ كلّ هذه الأصول قد بيّنت في أول البعثة في مكّة ولم يكن هناك من حاجة لذلك الإصرار على تبليغ تلك الأصول في أواخر عمر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).
10. وكذلك لم يكن خطاب الآية مرتبطًا بالصلاة أو الصوم أو الحج والزكاة والخمس والجهاد؛ ذلك لأنّها قد بُيّنت على امتداد ثلاث وعشرين سنة من دعوة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان المسلمون يعملون بها ولم يكن هناك من خوف أو قلق على ذلك.
↪️ #يتبع ①
BY 🌾 زادُ المُبَـلّـغـيـن 🌾
Share with your friend now:
tgoop.com/ZADCOM/62659