tgoop.com/ZADCOM/62616
Last Update:
🔰 وأمّا إكمال الدين؛ فإنّه حتى لو اكتمل وضع القوانين والمقرّرات كلها ولكن من دون تعيين قائد معصوم كامل يقود الأمّة والمجتمع فإنّ تلك القوانين والمقرّرات تبقى ناقصة.
🔰 وأمّا إتمام النعمة؛ فإنّ القرآن قد بيّن أكبر نعمة، ألا وهي نعمة القيادة والهداية؛ فلو توفّي الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وترك الناس من دون مدير ومدبّر لشؤونهم، فسيكون حينئذٍ قد جاء بفعل لا يأتي بمثله حتى راعي الغنم! وحاشا الرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يفعل ذلك؛ فكيف تكتمل النعمة الإلهيّة من دون تعيين القائد الإلهيّ؟!.
🔰 وأمّا رضا الله تعالى؛ فلأنّه متى ما عُقد القانون الكامل والمنفّذ الحاكم العادل مع بعض فسيتحقّق رضا الله لا محالة.
فلو تحقّق كل واحد فقط من المقدمات السابقة - إكمال الدين، وإتمام النعمة، والرضا الإلهيّ، ويأس الكفار - في يوم واحد فهذا كافٍ لأن يكون ذلك اليوم من أيام الله، فكيف والحال أنّ يومًا مثل يوم الغدير قد تحقّقت فيه كل تلك الأمور؟!
ولهذا عَدّت روايات أهل البيت (عليهم السلام) عيد الغدير من أكبر الأعياد، بل أعظمها.
🔹 ثم إنّ آثار الشيء تارة تكون مترتبة على أجزائه كلّها، مثل الصوم فإذا أفطرنا قبل الأذان ولو بلحظة واحدة فسيُعدّ باطلًا؛ لهذا قال تعالى: ﴿أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيلِ﴾، وتارة يكون لكل جزء من أجزاء الشيء أثره الخاص، مثل تلاوة آيات القرآن، إذ إنّ كمالها بتلاوتها كلها، كذلك إنّ لكل قدر وجزء من التلاوة ثوابه، وتارة تكون الأجزاء بحيث لو لم يكن جزء منها موجودًا فسيكون المجموع ناقصًا، إلى جانبِ بقية الأجزاء، مثل ملاح الطائرة وسائق السيارة؛ فإنّ الطائرة والسيارة لا فائدة لهما حينئذٍ من دونهما.
🔹 فكذلك القيادة والولاية الحقّة؛ لأنّهما تقودان الإنسان للوصول إلى الله سبحانه وتعالى، ومن دونهما فإنّ جميع المخلوقات والنعم الإلهيّة ستنقلب نِقمًا، وعند ذاك لن يصل الإنسان إلى ربّه².
🔹 وقد طُرح في الآية (109) من سورة البقرة رغبة الكفّار في انحراف المسلمين عن طريقهم، فأمر الله تعالى المسلمين بالعفو والصفح حتى يأتي حكمه وأمره سبحانه حيث قال: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، فكان المسلمون ينتظرون ذلك الأمر من الله لييأس الكفّار حتى نزل قوله تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ .....﴾.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]. سورة المائدة - الآية 3.
[2]. لأنّ جميع ما خلقه الله تعالى إنّما خلقه ليوصل الإنسان إلى الكمال إن كان بطريق الحق، وإلّا قاد الإنسان نحو الهلاك. (الناشر).
📚 #دقائق_مع_القرآن - ص50-53
✍ #الشيخ_محسن_قراءتي
⏹ #تم ②
#اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد 🌹
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
@ZADCOM
BY 🌾 زادُ المُبَـلّـغـيـن 🌾
Share with your friend now:
tgoop.com/ZADCOM/62616