YEMEN77070 Telegram 2153
دروس من هدي القرآن الكريم
🔹سورة آل عمران - الدرس الثالث🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الخامس
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 11/1/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
الملائكة هم خلق من خلق الله على مستوى عالٍ من الوعـي يفهمـون كـل شـيء، يفهمـون المنهـج الـذي تدرسه، يفهمون الخطبة التي تقدمها للناس في المسجد، يفهمون البحث الذي تكتبه، يفهمون الحركة التي تتحركها، والكلام الذي تنطق به باسم الدين أنه إما أن يسير بالأمة إلى هذا الطريق فستفرش أجنحتها لك وإلا فستبتعد عنك وستأتي الشياطين لتفرش رقابها وليس أجنحتها لك وتضع أعناقها تحت قدميك رضاً بما تصنع.
لأن في الحديث ((أن الملائكة تفرش أجنحتها لطالـب العلم رضاً بما يصنع)) راضية بما يصنع، لأنه يمشي على طريق الفلاح، يمشي على طريق الله التي تبني ولا تهدم، وتوحد وتجمع ولا تفرق. والشياطين ماذا تريد؟ أليست تريد أن نفرق؟ فمن يقدم كلمة تفرق الناس داخـل المسجـد فـوق المنبر أو في حلقة درس أو داخل مركز أو داخل مدرسة فلا ينتظر الملائكة لتفـرش لـه أجنحتهـا بـل ستفـرش لـه الشياطيـن أجنحتها، وإن كان يقدم مـن داخل القرآن وهو يحرف معاني القرآن، وهو داخل مسجد وفي يده المصحف، وهو يتحدث عن القرآن بما يصرف الأمـة عـن واقـع القرآن فلا ينتظر ملائكة ستدخل الشياطين إلى داخل المسجد وتضع أعناقها تحت طلبته وتحت أقدامه هو رضاً بما يصنع، لأنه سيصنع جريمة، سيفرق الأمة باسم الدين، ويجعل كل شخص يطلع بمفرده بعيداً عن الآخر باسم الدين [لا يجوز لي أن أقلدك، لا يجوز لي أن أتبعك، لا يجوز لي أن أمشي على ما ترى، لا يجوز لي. لا يجوز. لا يجوز. لا يجوز لي إلا أن أطلع وحـدي أنـا وأعتمـد على رأيي أنا وعلى ما يؤدي إليه نظري أنا]. مـاذا يعنـي هذا؟ أليس هذا يعني تعميق وترسيخ للفرقة؟ وصبغاً لها بصبغة دينية؟ تطلع في الأخير كل هذه الآيات لا قيمة لها أمام هذا الترسيخ الـذي يمـر علـى أذهاننـا سنة بعد سنة ونحن طلاب علم.
ومـا تـزال حلقـات العلـم قائمـة علـى هذا النحو، ما تزال إلى الآن. ومِن مَن يتفرغ ويترك أعماله وشؤونه الخاصة، ويتفرغ للآخرين يدرسهم لكن على هذا النحو من الأفضل له أن ينطلق إلى أعماله الخاصة، ويترك مـا يـرى أنـه فيه مجاهد في سبيل الله، ليس جهاداً في سبيل الله.
{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُـمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران: 105) الآيات من أولها، سواء مـا كـان منها يتحدث عن خطورة القضية التي تواجهنا - والتي عادةً ما يتبادر إلى أذهان الناس وحدة الكلمة ليكونوا بمستوى المواجهة، أليس هذا طبيعي يحصل - ثم من بداية التوجيه للناس نحو الطريق -التـي فيهـا مـا يجعلهـم بمستوى مواجهة هذا الخطر بل القضاء عليه وضربه - كلها تتجه نحو وحدة الكلمة تحت الاعتصام بحبل الله جميعاً، كلها في هذا. {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: من الآية 103) {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} (آل عمران: من الآية 104) الآية الأولى فيها ثلاث عبارات تؤكد على وحدة الكلمة، على وحدة الأنفس، وحدة الصف {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} (آل عمران: من الآية 104) كذلك تؤكد الوحدة.
ثم يأتي نهي مؤكد بوعيد شديد {وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} تنهـى عـن التفـرق، تنهـى عـن الأختلاف، وتحذر أن نكون مثل أولئـك الذين تفرقوا واختلفوا، وهم تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءتهم بينات من قِبَل الله توجههم إلى ما يحول بينهم وبين التفرق والاختلاف، توجههم إلى ما سيجعل منهم أمة واحدة لا تتفرق ولا تختلـف، لكنهـم تفرقـوا واختلفوا، تبعاً للأهواء أو جهلاً بدين الله، أو بغياً من بعضهم على بعض، أو حسداً من بعضهم لبعض، تفرقوا واختلفوا.
ولم يكن هناك تقصير من جانب الله سبحانه وتعالى أنه لم يوجههم إلى مـا يجعل منهم أمة واحدة، أنه لم يأتِ من جانب الله ما يحذرهم من خطورة التفرق والاختلاف، ما ينهاهم عن التفرق والاختلاف، كل شيء قد أتى من قِبَل الله على أوضح ما يمكن وأعلى مـا يكـون. فهـو يقـول لنـا: بأنكـم لا تتفرقـوا ولا تختلفـوا، ينهانـا عـن التفـرق والاختـلاف، وعندمـا ينهانـا عـن التفـرق والاختـلاف، لأنـه يعلـم أن في التفرق والاختلاف الضربة الموجعة لنا، الضياع لديننـا، الإهانـة لأنفسنـا، الشقـاء فـي الدنيـا وفي الآخرة، في الدنيـا شقـاء في الحيـاة وذلـة وخزي في الحياة وفي الآخرة نار جهنم.
عندمـا ينهانـا عـن التفـرق لا بـد وأنه قد رسم لنا الطريق التي إذا سرنا عليها سنكون متوحدين على أرقى ما يمكن أن نتصور، من توحد الصف، توحد الكلمة، تآلف القلوب، تآلف النفوس، لقد أرشد الله إلى ما يجعلنا بهذا المستوى في كتابه الكريم.



tgoop.com/Yemen77070/2153
Create:
Last Update:

دروس من هدي القرآن الكريم
🔹سورة آل عمران - الدرس الثالث🔹
ملزمة الأسبوع | اليوم الخامس
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 11/1/2002م | اليمن - صعدة
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️
الملائكة هم خلق من خلق الله على مستوى عالٍ من الوعـي يفهمـون كـل شـيء، يفهمـون المنهـج الـذي تدرسه، يفهمون الخطبة التي تقدمها للناس في المسجد، يفهمون البحث الذي تكتبه، يفهمون الحركة التي تتحركها، والكلام الذي تنطق به باسم الدين أنه إما أن يسير بالأمة إلى هذا الطريق فستفرش أجنحتها لك وإلا فستبتعد عنك وستأتي الشياطين لتفرش رقابها وليس أجنحتها لك وتضع أعناقها تحت قدميك رضاً بما تصنع.
لأن في الحديث ((أن الملائكة تفرش أجنحتها لطالـب العلم رضاً بما يصنع)) راضية بما يصنع، لأنه يمشي على طريق الفلاح، يمشي على طريق الله التي تبني ولا تهدم، وتوحد وتجمع ولا تفرق. والشياطين ماذا تريد؟ أليست تريد أن نفرق؟ فمن يقدم كلمة تفرق الناس داخـل المسجـد فـوق المنبر أو في حلقة درس أو داخل مركز أو داخل مدرسة فلا ينتظر الملائكة لتفـرش لـه أجنحتهـا بـل ستفـرش لـه الشياطيـن أجنحتها، وإن كان يقدم مـن داخل القرآن وهو يحرف معاني القرآن، وهو داخل مسجد وفي يده المصحف، وهو يتحدث عن القرآن بما يصرف الأمـة عـن واقـع القرآن فلا ينتظر ملائكة ستدخل الشياطين إلى داخل المسجد وتضع أعناقها تحت طلبته وتحت أقدامه هو رضاً بما يصنع، لأنه سيصنع جريمة، سيفرق الأمة باسم الدين، ويجعل كل شخص يطلع بمفرده بعيداً عن الآخر باسم الدين [لا يجوز لي أن أقلدك، لا يجوز لي أن أتبعك، لا يجوز لي أن أمشي على ما ترى، لا يجوز لي. لا يجوز. لا يجوز. لا يجوز لي إلا أن أطلع وحـدي أنـا وأعتمـد على رأيي أنا وعلى ما يؤدي إليه نظري أنا]. مـاذا يعنـي هذا؟ أليس هذا يعني تعميق وترسيخ للفرقة؟ وصبغاً لها بصبغة دينية؟ تطلع في الأخير كل هذه الآيات لا قيمة لها أمام هذا الترسيخ الـذي يمـر علـى أذهاننـا سنة بعد سنة ونحن طلاب علم.
ومـا تـزال حلقـات العلـم قائمـة علـى هذا النحو، ما تزال إلى الآن. ومِن مَن يتفرغ ويترك أعماله وشؤونه الخاصة، ويتفرغ للآخرين يدرسهم لكن على هذا النحو من الأفضل له أن ينطلق إلى أعماله الخاصة، ويترك مـا يـرى أنـه فيه مجاهد في سبيل الله، ليس جهاداً في سبيل الله.
{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُـمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران: 105) الآيات من أولها، سواء مـا كـان منها يتحدث عن خطورة القضية التي تواجهنا - والتي عادةً ما يتبادر إلى أذهان الناس وحدة الكلمة ليكونوا بمستوى المواجهة، أليس هذا طبيعي يحصل - ثم من بداية التوجيه للناس نحو الطريق -التـي فيهـا مـا يجعلهـم بمستوى مواجهة هذا الخطر بل القضاء عليه وضربه - كلها تتجه نحو وحدة الكلمة تحت الاعتصام بحبل الله جميعاً، كلها في هذا. {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: من الآية 103) {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} (آل عمران: من الآية 104) الآية الأولى فيها ثلاث عبارات تؤكد على وحدة الكلمة، على وحدة الأنفس، وحدة الصف {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ} (آل عمران: من الآية 104) كذلك تؤكد الوحدة.
ثم يأتي نهي مؤكد بوعيد شديد {وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} تنهـى عـن التفـرق، تنهـى عـن الأختلاف، وتحذر أن نكون مثل أولئـك الذين تفرقوا واختلفوا، وهم تفرقوا واختلفوا من بعدما جاءتهم بينات من قِبَل الله توجههم إلى ما يحول بينهم وبين التفرق والاختلاف، توجههم إلى ما سيجعل منهم أمة واحدة لا تتفرق ولا تختلـف، لكنهـم تفرقـوا واختلفوا، تبعاً للأهواء أو جهلاً بدين الله، أو بغياً من بعضهم على بعض، أو حسداً من بعضهم لبعض، تفرقوا واختلفوا.
ولم يكن هناك تقصير من جانب الله سبحانه وتعالى أنه لم يوجههم إلى مـا يجعل منهم أمة واحدة، أنه لم يأتِ من جانب الله ما يحذرهم من خطورة التفرق والاختلاف، ما ينهاهم عن التفرق والاختلاف، كل شيء قد أتى من قِبَل الله على أوضح ما يمكن وأعلى مـا يكـون. فهـو يقـول لنـا: بأنكـم لا تتفرقـوا ولا تختلفـوا، ينهانـا عـن التفـرق والاختـلاف، وعندمـا ينهانـا عـن التفـرق والاختـلاف، لأنـه يعلـم أن في التفرق والاختلاف الضربة الموجعة لنا، الضياع لديننـا، الإهانـة لأنفسنـا، الشقـاء فـي الدنيـا وفي الآخرة، في الدنيـا شقـاء في الحيـاة وذلـة وخزي في الحياة وفي الآخرة نار جهنم.
عندمـا ينهانـا عـن التفـرق لا بـد وأنه قد رسم لنا الطريق التي إذا سرنا عليها سنكون متوحدين على أرقى ما يمكن أن نتصور، من توحد الصف، توحد الكلمة، تآلف القلوب، تآلف النفوس، لقد أرشد الله إلى ما يجعلنا بهذا المستوى في كتابه الكريم.

BY ✊حَيــاتي جهادية👉‚أنصار اللّه ,حماة الوطن , الجيش واللجان , اتحاد ابطال اليمن , خواطر جهاديه , اشعار , زوامل , صور , فديوهات 🇾


Share with your friend now:
tgoop.com/Yemen77070/2153

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

“Hey degen, are you stressed? Just let it all out,” he wrote, along with a link to join the group. Telegram desktop app: In the upper left corner, click the Menu icon (the one with three lines). Select “New Channel” from the drop-down menu. Select: Settings – Manage Channel – Administrators – Add administrator. From your list of subscribers, select the correct user. A new window will appear on the screen. Check the rights you’re willing to give to your administrator. The channel also called on people to turn out for illegal assemblies and listed the things that participants should bring along with them, showing prior planning was in the works for riots. The messages also incited people to hurl toxic gas bombs at police and MTR stations, he added. Some Telegram Channels content management tips
from us


Telegram ✊حَيــاتي جهادية👉‚أنصار اللّه ,حماة الوطن , الجيش واللجان , اتحاد ابطال اليمن , خواطر جهاديه , اشعار , زوامل , صور , فديوهات 🇾
FROM American