tgoop.com/Towards1/4895
Last Update:
الكلام وأقسامه
ص: «الكلام هو اللفط المركب المفيد بالوضع.
وأقسامه ثلاثة: اسم، وفعل، وحرف جاء لمعنى.
فالاسم يعرف باخفض، والتنوين، ودخول الألف واللام، وحررف الخفص، وهي: من، وإلى، وعن، وعلى، وفي، ورب، والباء، والكاف، واللام، وحروف القسم
وهي: الواو، والباء، والتاء».
تمهيد
ش: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة
والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجعين. أما بعد..
فإن علم النحو علم شريف، علم وسيلة؛ يتوسل بها إلى شيئين مهمين :
الشيء الأول: فهم كتاب الله وسنة رسوله ﷺ ، فإن فهمهما
يتوقف على معرفة النحو.
والثاني: إقامة اللسان على اللسان العربي، الذي نزل به كلام الله عز وجل ؛ لذلك كان فهم النحو أمرا مهما جدا؛ ولكن النحر في أوله
صعب وفي آخره سهل، وقد مثل: ببيت من قصب وبابه من حديد،يعني: أنه صعب الدخول لكن إذا دخلت؛ سهل عليك كل شيء؛ ولهذا ينبغي للإنسان أن يحرص على تعلم مبادئه حتى يسهل عليه الباقي. ولا عبرة بقول من قال: إن النحو صعب، حتى يتخيل الطالب أنه لن يتمكن منه، فإن هذا ليس بصحيح، ولكن ركز على أوله يسهل عليك آخره.
قال بعضهم:
النحو صعب وطويل سلمه
إذا ارتقى فيه الذي لا يفهمه
أراد أن يــــعــــربه فــيعجه
وهذا ليس بصحيح، نحن لا نوافق على هذا؛ بل نقول - إن شاء الله -: النحو سهل وسلمه قصير، ودرجه سهلة، تفهمه من أوله.
تعريف الكلام
بدأ المؤلف - رحمه الله - بالكلام؛ لأن النحو لإقامة الكلام، فلا بد أن تفهم ما هو الكلام؟ قال :
ص: «الكلام هو اللفظ المركب المفية بالوضع»
ش: ويريد بالكلام هنا الكلام في اصطلاح النحويين.
«واللفظ» معناه: هو النطق باللسان
«المركب»: يعني: تركيبا إستاديًا تحصل به الفائدة بخلاف المركب تركيبا إضافيا هذا ليس بكلام، لا بد أن يكون تركيبًا إسنادیا.
المفيد فائدة يحسن السكوت عليها، ولو اشترط أن تكون الفائدة جديدة، حتى لو كان بفائدة معلومة فلا بأس، يسمى كلاما.
فخرج بقولنا «اللفظ، الكتابة؛ فالكتابة عند النحويين ليست كلاما، وخرج به الإشارة، فالإشارة ليست كلاما ولو فهمت؛ ولهذا لو أشرت لإنسان واقف بالجلوس ماتي کلالها، ولو قلت: «اجلس» صار كلاما، ولو رأیت شخصا واقفا فكتبت في ورقة:« اجلس»، فإنه لا يسمي كلاما عند النحويين، لماذا؟ لأنه ليس بلفظ، هو يسمى كلاما في الشرع، ويسمى کلاماعند الفقهاء، لكن لا يسمى كلاما في اصطلاح النحويين، وإلا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل الوصية المكتوبة کالوصية المنطوقة قال: «ما حق امرئ مسلم له شيء يريد يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده.)(١)
«المركب»: يعني الذي يتركب من كلمتين فأكثر ولو تقديرا، فإذا قلت: «هل» هذا لفظ لكنه ليس مركبا، فلا يسمى كلاما عند النحويين، لابد أن يتركب من كلمتين فأكثر تحقيقا أو تقديرا، فمثلا
تحقيقا إذا قلت: «قام زيد» هذا مركب من «قام» و«ازيد» تحقيقًا وتقديرا إذا قلت: «قم»، هذا لم يتركب من كلمتين تحقيقا ولكن تقديرا؛ لأن ما فيها ضمير مستتر في قوة البارز فهي مركبة من كلمتين.
«المفيد»: المراد بالمفيد: ما أفاد السامع بحيث لا يتشوف بعده إلى غيره، فإذا قلت: «نجح الطالب». أفاد السامع لا يتشوف إلى غير هذا، لكن إذا قلت: «إن نجح الطالب» هذا مركب لا شك، فيه: «إن»، «نجح»، «الطالب»، ثلاث كلمات لكنه لم يفد؛ فالسامع إذا قلت له: «إن نجح الطالب»، فهو يتشوف. إذن لا تسمي هذا كلاما . لماذا ؟ لأنه لم يفذ فائدة لا يتشوف السامع بعدها إلى غيرها.
ولو قلت: «إن نجح غلامُ غلامِ عبدالله الطبيب الطاهر..» كلمات كثيرة، يكون كلاما أم لا؟! لا يكون، لماذا؟ ؛ لأن السامع لم يفـدِ شيئا يقول: اعطني الفائدة، إذن لا بد من فائدة لا يتشوف السامع بعدها إلى شيء.
ولا فرق بين أن تكون الفائدة جديدة أو معلومة، فلو قلت: «السماء فوقنا». كان كلاما مع أنه معلوم. والأرض تحتنا كلام مفيد.
كاننا والماء من حولنا
*قوم جلوس حـولهم ماء
كلام مفيد، مع أن هذا تحصيل حاصل. إذا كان الماء حولكم فأنتم جلوس حول الماء.
قوله: «بالوضع» مراده بالوضع أمران:
الأول: أن يكون الواضع له قاصدا وضعه، فخرج بذلك كلام السكران والمجنون والنائم والهاذي.. هذا لا يسمى کلاما؛ لأن واضعه ليس قاصدا له.
الثاني: أن يكون بالوضع العربي، فلو جاءنا كلام يفيد فائدة لا يتشوف السامع بعدها إلى شيء لكن العرب لا يفهمونه؛ فإنه لا يسمى كلاما، لا بد أن يكون بالوضع العربي بمعنى: أنه مطابق للغة العربية، وإلا لم يكن كلاما عند النحويين
إذن القيود أربعة؟: اللفظ، المركب، المفيد، بالوضع، لا يكون الكلام كلاما إلا بهذه القيود الأربعة.
إذا قال قائل: «بسم الله الرحمن الرحيم» هل هذا كلام أم غير كلام؟ كلام، هل هو مركب من كلمتين فأكثر حقيقة أو تقديرا؟ تقديرا؛ لأن التقدير: «بسم الله أقرأ» لو لم تقدر «أقرأ» ما صار كلاما.
ولهذا لو تقول: «الرجل القدير البارع الفاهم» تأتي بأوصاف عديدة لا يسمى
BY النحو الواضح
Share with your friend now:
tgoop.com/Towards1/4895