قناة البلاغة والعروض

لمَاذا حُذِفَتِ الْـوَاوُ؟
-رسم قرآني


في غير القرآن يكون الحذف وصلا لالتقاء الساكنين ولا يحذف خطا
لكن في الرسم القرآني حذف خطا أيضا لحكمة
وهذه الحكمة هي السرعة

وقد سقطت من أربعة أفعال، تنبيها على سرعة وقوع الفعل وسهولته على الفاعل، وشدة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود:

أولها: {سندعُ الزبانية} [العلق: 18] فيه سرعة الفعل وإجابة الزبانية وقوة البطش، وهو وعيد عظيم ذكر مبدؤه وحذف آخره، ويدل عليه قوله تعالى: وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر [القمر: 50] .

وثانيها: {ويمحُ ﷲ الباطل} [الشورى:24] حذفت منه الواو علامة على سرعة الحق وقبول الباطل له بسرعة ، بدليل قوله: {إن الباطل كان زهوقا} [الإسراء : 81]، وليس يمح معطوفا على {يختم} الذي قبله ; لأنه ظهر مع {يمح} الفاعل وعطف على الفعل ما بعده وهو ويحق الحق [الشورى: 24]

:: فإن قيل : لم رسم الواو [ ص: 30 ] في : {يمحو الله ما يشاء ويثبت} [الرعد: 39]، وحذفت في: {ويمح الله الباطل} [الشورى: 24] .
يجاب: لأن الإثبات الأصل ; وإنما حذفت في الثانية لأن قبله مجزوم ، وإن لم يكن معطوفا عليه، لأنه قد عطف عليه: ويحق، وليس مقيدا بشرط، ولكن قد يجيء بصورة العطف على المجزوم وهذا أقرب من عطف الجوار في النحو، والله أعلم .

وثالثها: {ويدعُ الإنسان بالشر} [الإسراء: 11] حذف الواو يدل على أنه سهل عليه ويسارع فيه، كما يعمل في الخير، وإتيان الشر إليه من جهة ذاته أقرب إليه من الخير .

ورابعها: {يوم يدعُ الداع} [القمر : 6] حذف الواو لسرعة الدعاء وسرعة الإجابة.



- حذفت للاكتفاء بالضم وقد نص عليها الخراز في منظومته مورد الظمآن حيث قال:
وهاك واوا سقطت في الرسم
في أحرف للاكتفا بالضم
ويدع الإنسان ويوم يدع
في سورة القمر مع سندع

👍7❤2

www.tgoop.com/Tongue_L/4704

2.03K viewsJul 17, 2024 at 21:16

لمَاذا حُذِفَتِ الْـوَاوُ؟
-رسم قرآني


في غير القرآن يكون الحذف وصلا لالتقاء الساكنين ولا يحذف خطا
لكن في الرسم القرآني حذف خطا أيضا لحكمة
وهذه الحكمة هي السرعة

وقد سقطت من أربعة أفعال، تنبيها على سرعة وقوع الفعل وسهولته على الفاعل، وشدة قبول المنفعل المتأثر به في الوجود:

أولها: {سندعُ الزبانية} [العلق: 18] فيه سرعة الفعل وإجابة الزبانية وقوة البطش، وهو وعيد عظيم ذكر مبدؤه وحذف آخره، ويدل عليه قوله تعالى: وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر [القمر: 50] .

وثانيها: {ويمحُ ﷲ الباطل} [الشورى:24] حذفت منه الواو علامة على سرعة الحق وقبول الباطل له بسرعة ، بدليل قوله: {إن الباطل كان زهوقا} [الإسراء : 81]، وليس يمح معطوفا على {يختم} الذي قبله ; لأنه ظهر مع {يمح} الفاعل وعطف على الفعل ما بعده وهو ويحق الحق [الشورى: 24]

:: فإن قيل : لم رسم الواو [ ص: 30 ] في : {يمحو الله ما يشاء ويثبت} [الرعد: 39]، وحذفت في: {ويمح الله الباطل} [الشورى: 24] .
يجاب: لأن الإثبات الأصل ; وإنما حذفت في الثانية لأن قبله مجزوم ، وإن لم يكن معطوفا عليه، لأنه قد عطف عليه: ويحق، وليس مقيدا بشرط، ولكن قد يجيء بصورة العطف على المجزوم وهذا أقرب من عطف الجوار في النحو، والله أعلم .

وثالثها: {ويدعُ الإنسان بالشر} [الإسراء: 11] حذف الواو يدل على أنه سهل عليه ويسارع فيه، كما يعمل في الخير، وإتيان الشر إليه من جهة ذاته أقرب إليه من الخير .

ورابعها: {يوم يدعُ الداع} [القمر : 6] حذف الواو لسرعة الدعاء وسرعة الإجابة.



- حذفت للاكتفاء بالضم وقد نص عليها الخراز في منظومته مورد الظمآن حيث قال:
وهاك واوا سقطت في الرسم
في أحرف للاكتفا بالضم
ويدع الإنسان ويوم يدع
في سورة القمر مع سندع

BY قناة البلاغة والعروض