tgoop.com/TassneemRajehChannel/1537
Last Update:
مشكلة الغفلة هي أنك تكون في اختبارك وسؤالك وأنت غير مكترث، تتجاهل ألم أنك لا تقوم بالصواب وتخدره، تنظر ولا تبصر، حتى تعتاد عدم الفعل، تعتاد الضعف أو الصمت أو عدم الحراك، أو كثيراً ما الانشغال المزعوم..
ليست كل الغفلة متشابهة ولا تبدو جميعاً بذات الهيئة، ليست جميعاً بهيئة يافعٍ يلعب أو شابة تتابع مسلسلاً أو تفرأ رواية أو شخصٍ يقضي اليوم مستلقياً كسولاً بوضوح..
ربما تكون في رجلٍ يركض بين وظيفتين أو ساعات عملٍ إضافية ولا يعود لبيته إلا منهكاً يستلقي في سريره مباشرة..
أو ربما في أم تلمَع زوايا بينها من نظافتها وتؤلمهامفاصلها من كثرة العمل المجهد..
وربما في طالبة جامعية و تدرس في دوراتٍ إضافية ولا وقت لديها لوالديها أو صلة رحمها أو أنوثتها..
وفي كثرٍ ممن هم منشغلون كثيراً ويعملون بكل نشاط كما يبدو، لكنهم فعلياً في غفلةٍ وهروب من أسئلة النفس ومن تصويب أخطائها وتوجيهها، لا وقت لديهم للتفكير ولا عندهم توازن ولا وعيٍ ولا أولويات ولا قدرة على التوقف لمحاسبة النفس والنظر في مسيرها، تراهم في بحثٍ عن الإنجازات الكثيرة المتتابعة وقلقٍ من "ضياع الوقت" وانهماكٍ بالمهام اليومية، وفي كثيرٍ من التشتت وتوهم الشغل، وفي غرقٍ في الدنيا والتحول من استخدامها إلى العيش لها (سواء كانت طعاماً أو شراياً أو منزلاً أو راتباً أو لباساً..)..
لذلك لا تظن أنك "غير" لمجرد أنك مشغول، بل حاسب نفسك على هذا الشغل، راجع أولوياتك باستمرار، وتفقد وجدد نيّتك دوماً، انظر في جدولك اليوميّ وتوزيع وقتك بحسب أهدافك وخدمتها لغاية وجودك، أي لتحقيق عبوديتك لربك..
ركّز، دع عنك المشتتات الصغيرة المستمرة، واجه الأسئلة التي تحاول إسكاتها داخلك، قلل منافذ طاقتك وجهدك وما يدخل ذهنك وحواسك وينسيك ويساهم في تنويمك..
تلك هي اليقظة، وهي البداية، وبعدها انظر واسأل وتعلّم ما تحتاجه لتكون في الشغل وفي الراحة التي لا تورت الندامة بإذن الله..
BY قناة تسنيم راجح
Share with your friend now:
tgoop.com/TassneemRajehChannel/1537