Telegram Web
ماعدتُ أعرفُ أيْنَ تهدأ رحلتي
‏وبأي أرضٍ تستريح ركابي
‏غابت وجوهٌ.. كيفَ أخفتْ سرَّها؟
‏هرَبَ السؤالُ.. وعز فيه جوابي.
‏يسحرني هذا النوع من الغزل:
‏«فيا حُسنها إذ يغسلُ الدمعُ كحلَها»
‏محاولة بارعة -ورقيقة- لاسترضاء المحبوبة، وسعي حثيث لنيل قبولها في لحظة عتاب بينهما، مُذكراً إياها أن حسنها باقٍ — بالرغم من بكائها، وأذكرُ شطراً ظريف لأحمد بخيت يقول:«لَيلَى كُحْلُها — غَزَلي!» رقّة!
‏"اليوم تحفظ آية من بعدها
‏وجهًا وبعد الوجه تنهي السورة
‏وتراك تصبح خاتمًا ومُثّبتًا
‏مِن ها هنا .. يحيا الفؤاد سرورَهْ."
‏أتدري، مالذي يُرضي الفؤادا
‏ ويَمنحك الهدايَة والرشادَا؟
‏ويُبعدُ عنك آلامًا وحزنًا
‏ ويجعلُ راحةَ القلبِ امتدادَا؟
‏هو القرآنُ ، فاجعلْ منه نبعاً
‏يُروّي القلبَ، واجعلْ منه زادَا..
‏"كم كُنتُ قبلَ رحابِهِ مُتوجِّسًا
‏في صَدْريَ الآلامُ والأوهانِ
‏حتى نهَلْتُ الآيَ مِنْهُ ترنُّمًا
‏إنّي وجدْتُ الأُنْسَ بِالقرآنِ"
‏تُؤانسني كلمة المنفلوطي في عبارته حين قال:

‏"ولكنّي أعلمُ أنّ لهذا الكوْن إلهًا رحيمًا، يعلمُ دخائلَ القلوب وسرائر النّفوس، ويرى لوعة الحُزن في أفئدة المحزونين، ولاعج الشّقاء بين جوانح الأشقياء، فأنا أكِلُ أمرَك إليه وأتركك بين يديه، فهو أرحم بك من جميع الرّحماء."
‏"زِد في الصلاة على النبيّ وآله
‏إنّ الصلاة بها ذنوبك تُغفَرُ" ﷺ
‏" يا أيُّها الّراجون مِنهُ شَفاعةً
‏صَلُّوا عليهِ وَسَلِّموا تَسليما "
‏اللهُ يَعلَمُ لم تَغِبْ عن خاطري
‏كيف الغيابُ وأنتَ بينَ الأضلُعِ؟!

‏أينَ الْتفَتُّ رأيتُ طَيْفَكَ مالئاً
‏عينَيَّ يا كُلَّ الجهاتِ الأَربَعِ

‏ومِنَ العجائبِ أن أُفتِّشَ عنكَ في
‏كُلِّ الجهاتِ وأنتَ يا كُلّي مَعي!
"كلما قلنا يئسنا
‏قالت الآمال كلا

‏فغدًا تشرقُ شمسٌ
‏والأماني تتجلى

‏لمَ لا نحلم دومًا
‏ نحن بالأحلام أحلى."
يوماً ما
سنلتقي
حينها
سأخبرُك
بأن الحنين كان يَسرقني
كُل ليلة
من حولي
ويسافر بي الى عينيك
‏"كأنِّي قارئٌ والليلُ
‏سِفرٌ؛
‏لهُ بدءٌ وليس له ختامُ

‏كذاك الهمُّ أعسر ما تراهُ
‏إذا سَكَن الدُجى وغفا الأنامُ"
‏وكنّا لا نغيب عن التلاقي
‏وإن ماجت بنا الأشواقُ جئنا
‏فلم أقصد؛ ولم يقصد فراقي
‏ولكنّا بلا تخطيط.. غبنـا
‏فما عدنا.. وما عاد التلاقي
‏وما نال الفوادُ لما تمنّى
‏تفرّقنا.. وصار الذكرُ باقِ
‏وبعد الوصلِ صار اليوم "كنّا"
قلنا نعودُ وحمّلنا الهوى أملًا
أكانَ كلُّ الذي قلناهُ محضَ سُدى ؟
‏وكنتِ شلال حبّ .. ما شكوت ظما
‏إلّا أطــلّ على دنيـــايَ وانسكبـــا..
‏لا أكتبُ الشِّعرَ إلّا حينَ يكتبني
‏إنْ كنتُ مُتّزِناً أو كنتُ منفعلا

‏يا قصةً بَعدُ لم تُكشَف نهايتُها
‏ما زالَ كاتبُها يستدرج البطلا

‏إنّي أريدكِ إيماناً يّهذبني
‏وعالماً بَعدُ غيري فيهِ ما اتصلا

‏إنّي أريدكِ حتّى ترتقي لغتي
‏فوقَ اللغاتِ شعوراً، فكرةً، جُمَلا
‏"لا تألف الروحُ إلا من يُلاطِفُها
‏ويهجر القلبُ من يقسو ويجفاهُ.."
‏"ما غَابَ عنِّي وَكلُّ الناسِ غائبةٌ
‏منْ يَسكُنِ القلبَ يبقى دائمًا فيهِ
‏واللهِ واللهِ رغمَ البعدِ أذكرُهُ
‏في كُلِّ شَيءٍ وفي نَفسي أفدِّيهِ
‏وأسألُ اللهَ أن بالوصلِ يجمَعُنا
‏لا بالبعَاد نُجَازى ثمَّ أشكيهِ
‏ولستُ أشكِي بهِ عيبًا ومنقَصَةً
‏بَل أشتكي الشَّوقَ في صَدري أخبِيهِ"
‏أُنادِمُ أطيافَ الذينَ تَرَحَّلُوا
‏وأشكو عنائي فيهمُ وغَرامي!

‏ويَلْمَحُني الرائي أُناجي خَيالَهُمْ
‏فيَحْسَبُ أنّ الراحلينَ أَمامي!

‏يُفَتِّشُ عنهمْ بُرهةً ثم يَنثني
‏يُطيلُ عتابي فيهمُ وخصامي

‏وما أشتكي سُقْماً بعقلي كما ادَّعَى
‏ولكنّ مِن طُولِ الحَنينِ سَقامي
2025/07/07 12:57:14
Back to Top
HTML Embed Code: