tgoop.com/SamarraH/2154
Last Update:
#مآثر_الكبراء_في_تاريخ_سامراء
قصة الشيخ ذبيح الله المحلاتي: رحلة الصمود والإيمان
من بين ثنايا هذا السِفر العظيم، "مآثر الكبراء في تاريخ سامراء"، الذي يجمع تاريخ مدينة سامراء وأئمتها (عليهم السلام)، مع حكايات أعلامها، تبرز قصةٌ ليست من حكايات الماضي البعيد، بل هي قصةٌ من صُلب حياة المؤلّف نفسه، الشيخ ذبيح الله المحلاتي، الذي يسردها بلسانه في ترجمته الذاتية. إنها حكايةٌ مؤثرةٌ ومليئةٌ بالدروس عن الإيمان، والمحنة، والمعجزة، تجعل القارئ لا يرى في المؤلّف مجرد كاتب، بل يرى فيه إنساناً عاش التجربة بكل قسوتها وجمالها.
في بلدةٍ صغيرةٍ تُدعى "مُحلات"، وُلد صبيٌّ اسمه ذبيح الله، عاش في كنف أبٍ كان يعتني بتربيته تربيةً صالحة، رغم أنه كان أميّاً لا يقرأ ولا يكتب. لم تكن الحياة سهلةً في ذلك الزمن، بل كانت مليئةً بالمشقة، خاصةً بعد أن توفي والده وهو لم يبلغ العاشرة من عمره. وجد الفتى نفسه وحيداً في مواجهة الجوع والفاقة، وعاش يعمل في أشغالٍ مختلفة، صيفاً وشتاءً، ليُعيل نفسه وأمه التي كانت لا تملك ولداً غيره، وكانت تُؤثره على نفسها في لقمة العيش.
لم تُثنِهِ هذه الظروف القاسية عن حلمه، فقد كان قلبه معلقاً بالعلم، يرى فيه النور الذي سيُخرجه من ظلمات الجهل والفقر. وفي سن السادسة عشرة، قرر أن يشدّ الرحال إلى العراق، ماشياً على قدميه، باحثاً عن فرصةٍ لتحصيل العلوم الدينية.
بعد رحلة شاقة، رجع إلى بلدته "مُحلات" أيضاً، حيث بدأ في تلقي بعض الدروس. ولكن بعد عامين، عاد الشوق يدفعه مرةً أخرى إلى العراق، عاقداً العزم على مواصلة رحلته المقدّسة.
في تلك السنة، انطلق ذبيح الله مع قافلةٍ كبيرةٍ من الزوّار، يزيد عددهم على المئتين، في رحلةٍ طويلةٍ نحو أرض الإيمان والعلم. كان يسير على حافة الطريق، مُفعماً بالأمل والرجاء، وإذ فجأةً، ودون سابق إنذار، يمرُّ به "برذون" عظيم الجثة، فيصطدم به ويسقط أرضاً، وتطأ ركبتاه على خاصرته بقوةٍ ووحشية.
في تلك اللحظة، غاب الفتى عن الوعي، ولم يعد يرى أو يسمع شيئاً. وعندما أفاق، وجد نفسه مسجىً على فراشٍ، وحوله جمعٌ من الزوّار يذرفون الدموع. علم أنه قد نُقل على دابةٍ لمسافةٍ طويلة وهو لا يشعر، وحاول أن يُحرّك ساقه اليمنى، لكنه لم يستطع. لقد تحطمت عظامه، ومُزقت لحومه، وعلم أنه قد بات معاقاً، لا يقوى على السير.
سمع بعض الزوّار يقولون: "لا بد من إرجاعه إلى مُحلات"، فخالجته موجةٌ من اليأس، وعلا صراخه بالبكاء. لم يكن بكاؤه بسبب الألم الجسدي وحده، بل بسبب خوفه من أن يُحرم من تحقيق حلمه في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام). حينها، تقدّم رجلٌ كريمٌ يُدعى ميرزا هادي، وكان يرى ما في قلب الصبي من شوق، فقال للزوّار: "أنا أعرف سبب بكائه وزفيره... أنا متكفّل له، فأجعل له مَحفَّة، وأوصله إلى كربلاء كيف كان". عند سماع هذا الوعد، سكن بكاء الفتى وهدأت صرخته، فقد عاد الأمل يتسلل إلى قلبه من جديد...
وللقصة تكملة:
اضغط هنا
BY مركز تراث سامراء
Share with your friend now:
tgoop.com/SamarraH/2154