tgoop.com/Ruling6and6preaching/4637
Last Update:
●▬▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬▬●.
(٢)
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
سِلْسِلَةُ
(مَا لَا يَسَعُ المُسْلِمَ جَهْلُهُ عَنِ التَّوحِيدِ)
==========================
لَقَدْ عَاشَ آدَمُ ألفَ عَامٍ، وَكَانَ النَّاسُ فِي عَهْدِهِ عَلَى التَّوْحِيدِ، ثُمَّ وَقَعَ الشِّرْكُ فِي قَوْمِ نُوحٍ فَعَبَدُوا مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرَى، فَأَرْسَلَ اللهُ إِلَيهِمْ نُوحًا -عَلَيهِ السَّلامُ- يَدْعُوهُمْ إِلَى تَوْحِيدِ اللهِ ويُنْذِرُهُمْ نِقْمَةَ اللهِ وَعِقَابَهُ، فَاسْتَمَرُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ وَكُفْرِهِمْ وَضَلالِهِمْ، وَلَمْ يُؤْمِنْ إلَّا الْقَلِيلُ، فَأهْلَكَهُمُ اللهُ بِالطُّوفَانِ.
ثُمَّ جَاءَتْ عَادٌ بَعْدَ ذَلِكَ وَأَرْسَلَ اللهُ إِلَيْهِمْ هُودًا بَعْدَ نُوحٍ، فَسَلَكُوا مَسْلَكَ مَنْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ فِي الْعِنَادِ وَالْكُفْرِ بِاللهِ وَالضَّلالِ، فَأَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ فَأُهْلِكُوا عَنْ آخِرِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ مِنْهُمْ إلَّا مَنْ آمَنَ بِهُودٍ وَهُمُ الْقَلِيلُ.
ثُمَّ جَاءَ بَعْدَهُمْ ثَمُودُ قَوْمُ صَالِحٍ، فَسَلَكُوا مَسْلَكَ مَنْ قَبْلَهُمْ مِنَ الأُمَّتَيْنِ -أُمَّةِ نُوحٍ وَأُمَّةِ هُودٍ- فَعَصَوُا الرُّسُلَ وَاسْتَكْبَرُوا عَنِ الْحَقِّ، فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِعِقَابِ الصَّيْحَةِ وَالرَّجْفَةِ حَتَّى هَلَكُوا عَنْ آخِرِهِمْ، وَلَمْ يَنْجُ إلَّا مَنْ آمَنَ بِنَبِيِّ اللهِ صَالِحٍ.
ثُمَّ جَاءَ بَعْدَهُمْ أُمَمٌ أُخْرَى مِنهَا أُمَّةُ إِبْرَاهِيمَ ولُوطٍ وَشُعَيْبٍ وَمُوسى وَهارُونَ وَداوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَغَيْرِهُمْ مِنَ الأنْبِيَاءِ-عَلَيهِم جَمِيعًا السَّلامُ- .
فَكُلَّمَا انْحَرَفَتِ البَشَرِيَّةُ وَانْجَرَفَتْ نَحْوَ الشِّرْكِ أَرْسَلَ اللهُ إِلَيْهِمْ مِنَ الرُّسُلِ مَنْ يَدْعُوهُمْ إِلَى التَّوْحِيدِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الشِّرْكِ.
حَتَّى جَاءَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ ﷺ لِيَسِيرَ عَلَى دَرْبِ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ، دَاعِيًا قَوْمِهِ إِلَى(لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ)
ومَكَثَ فِي قَوْمِهِ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً وَهُوَ يَقُولُ لَهُمْ:
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ! قُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ. تُفْلِحُوا)؛
وَالْمُشْرِكُونَ يَأْبَوْنَ ذَلِكَ، سَالِكُونَ مَسْلَكَ مَنْ قَبْلَهُمْ فِي الْعِنَادِ وَالْكُفرِ وَالضَّلالِ وَالتَّكْذيبِ.
فَلَمْ يُؤْمِنْ بِهِ إلَّا الْقَلِيلُ، ثُمَّ هَاجَرَ الرَّسُولُ ﷺ إِلَى المَدِينَةِ، وَأَسَّسَ فِيهَا المُجْتَمَعَ المُسْلِمَ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ جَاهَدَ رَسُولُ اللهِ ﷺ الكُفَّارَ وَالمُشْرِكِينَ حَتَّى نَصَرَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ، وَفَتَحَ عَلَيهِ مَكَّةَ، وَدَخَلَ النَّاسُ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا.
فَهَذَا هُوَ دِينُ الإِسْلامِ الَّذِي بَعَثَ اللهُ بِهِ رُسُلَهُ وَأَنْزَلَ بِهِ كُتُبَهُ، وَأَصْلُهُ وَأَسَاسُهُ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ.
فَكُلُّ الرُّسُلِ دَعَوُا النَّاسَ إِلَى تَوْحِيدِ اللهِ كَمَا أَمَرَهُمْ رَبُّهُمْ.
قَالَ تَعَالَى:{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25].
وَلاَ تَنْفَعُ هَذِهِ الكَلِمَةُ مَنْ قَالَهَا إِلَّا إِذَا عَلِمَ مَعْنَاهَا، وَحَقَّقَ شُرُوطَهَا، وَعَمِلَ بِمُقْتَضَاهَا؛ لِكَيْ تَنْفَعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ كَلِمَةٍ تُقَالُ فَحَسْبُ؛ بَلْ لَهَا أَقْوَالٌ وَأَفْعَالٌ تَتَعَلَّقُ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالجَوَارِحِ.
وَكُلُّ الرُّسُلِ-عَلَيْهِمُ السَّلامُ- أَدَّوْا مَا عَلَيْهِمْ مِنَ الْبَلاغِ وَالْبَيَانِ، فَبَلَّغُوا الرِّسَالَةَ وَأَدَّوُا الأمَانَةَ وَنَصَحُوا الأُمَّةَ، وَبَيَّنُوا لَهُمْ مَعْنَى "لا إلَهَ إلَّا اللهُ"، وأنَّ مِن دَلالَتِهَا إِخْلاَصَ الْعِبَادَةِ لِلهِ وَحْدَهُ، وَأَنَّ الله َهُوَ الْمُسْتَحِقُّ للْعِبَادَةِ دونَ مَا سِوَاهُ،
وَأَنَّ الْأَشْجَارَ وَالْأَحْجارَ وَالْأَصْنَامَ وَالْكَوَاكِبَ وَالْجِنَّ وَالإِنْسَ وَغَيْرَهُمْ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ إنَّما هِيَ خَلْقٌ مِن خَلْقِ اللهِ، وَأَنَّهَا لَا تَمْلِكُ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا.
كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْهُمْ: {وَٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِهِۦۤ ءَالِهَةࣰ لَّا یَخۡلُقُونَ شَیۡـࣰٔا وَهُمۡ یُخۡلَقُونَ وَلَا یَمۡلِكُونَ لِأَنفُسِهِمۡ ضَرࣰّا وَلَا نَفۡعࣰا وَلَا یَمۡلِكُونَ مَوۡتࣰا وَلَا حَیَوٰةࣰ وَلَا نُشُورࣰا} [الفرقان:3].
📑من كتاب : أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ
●▬▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬▬●
BY 👌الصراط المستقيم في تصحيح المفاهيم☝️
Share with your friend now:
tgoop.com/Ruling6and6preaching/4637