tgoop.com/Redaalgeneedy/7270
Last Update:
#بذور_الإنجازات
في إطار الحوار عن بذور الإنجازات، حدثتني إحدى الأخوات عن كونها لم تعد تملك الشغف لفعل أي شيء. وأنها تعاني من التشتت والشعور بالفشل، وأنها دائما تبدأ في شيء ولا تكمله نتيجة التشتت وفقدان الشغف تماما.
وهذا ردي على رسالتها:
أختي الفاضلة، أسأل الله أن ييسر أمرك، ويفرج كربك، ويرفع عنك هذا الشتات النفسي.
أعلم أن ما تمرين به يؤلمكِ بشدة، وأشعر جدا بكِ، فدعيني أضيء لكِ الطريق ببعض الإضاءات التي فيها النفع والخير بإذن الله عز وجل.
🌿 من الطبيعي أن نمر بفترات نفقد فيها الدافعية، خاصة في ظل ما نمر به في عصرنا الحالي من ضغوط نفسية ، ولكن ليس من الطبيعي أبدًا أن نستسلم لهذه الفترات التي إن استسلمنا لها أصابتنا في مقتل.
وليس من الطبيعي كذلك أن نقيس مدى تقدمنا في الحياة بناءً على الإنجازات المتعلقة بالشغف، وذلك لأن الشغف متغير، ولا يمكن الاعتماد عليه وحده للانطلاق في دروب الحياة، ولا يمكن أن نجعله معيارًا حقيقيًا للتحرك نحو الإنجاز، بل المعيار الحقيقي الذي ينطلق منه المسلم هو الرسالة العظيمة التي يحملها، والعقيدة الراسخة التي يعتنقها.
هذه الرسالة بمثابة الوقود الذي يحركه، وهذه العقيدة الراسخة هي التي تجعله يواجه تحديات الحياة بمرونة وقوة نفسية، وتجعله ينهض كلما تعثر، ويقاوم كلما استسلم، ويكمل المسير كلما توقف، وتجعله يعيش وهو يضع نُصب عينيه أهدافًا أخروية يسعى إلى تحقيقها بكل ما أوتي من قوة.
يا عزيزتي، النبي ﷺ لم يتحدث أبدًا عن الشغف، ولم يتحرك هو ولا الصحابة من منطلق الشغف، بل من منطلق عقيدتهم الراسخة.
لذلك، بدلًا من الاستسلام لليأس بسبب وهم الشغف، ابحثي عن القيمة التي يمكنكِ إضافتها إلى حياتك وحياة من حولك، مهما بدت من وجهة نظرك بسيطة، وانطلقي لتفعيلها، وتذكري أن الأعمال لا تُقاس عند الله بحجمها، بل بصدق صاحبها وإخلاصه.
وإليكِ هذه الإضاءات التي قد توضح لكِ بعض معالم الطريق:
🌟 أنتِ الآن تحتاجين إلى تصحيح تصوراتكِ عن نفسكِ، والتعرف على قيمتكِ الحقيقية كمسلمة، فأنتِ محاطة بأفكار سلبية تُعيقكِ وتسجنكِ في إطار تعجيزي، فكلما أقنعتِ نفسكِ بأنكِ غير قادرة، ستتصرفين بناءً على ذلك الاعتقاد.
🌟 اختاري مجالًا واحدًا أو هدفًا واحدًا والتزمي به، وضعي لنفسك قاعدة وهي: ما بدأته، أنا ملتزمة بإنهائه مهما كانت العقبات والتحديات والمغريات.
🌟 لا تنتظري أن تشعري بالرغبة في البدء والشغف للعمل، بل ابدئي، وستجدين أن الحماس يأتي لاحقًا مع الإنجاز، وليس قبله.
🌟 تذكري أن لحظات الإخفاق ليست دليل فشل، بل هي جزء من التجربة الإنسانية التي نمر بها جميعًا فلا يوجد أحد يبدأ ناجحًا من البداية، فحتى أعظم الناجحين مروا بتجارب صعبة كادت أن تُضعفهم، ولكنهم تماسكوا وواصلوا.
🌟 لا تنسي أبدًا نصيب روحكِ من غذائها اليومي حتى تستطيعي المواصلة في الحياة بقوة وثبات، واحرصي على وردكِ من كتاب الله، وادعي الله عز وجل بخضوع ورجاء، وتابعي محتوى دينيًّا يخاطب القلب ويعيده إلى بوصلته الحقيقية.
🌟أكثري من هذه الأدعية النبوية:
" يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغيثُ أَصْلِحْ لِي شَأْنِيَ كُلَّهُ وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ."
"اللهم إني أعوذُ بكَ منَ الهمِّ والحزَنِ، وأعوذُ بكَ منَ العجزِ والكسلِ، وأعوذُ بكَ منَ الجُبنِ والبخلِ ؛ وأعوذُ بكَ مِن غلبةِ الدَّينِ وقهرِ الرجالِ."
🌿أخيرا، لا تجعلي وهم الشغف هو ما يقودك بل كوني قائدة نفسك واصنعي لنفسك حياة تسعدك في الدنيا وترفع قدرك في الآخرة، وجاهدي نفسك وتذكري قول الله عز وجل:
"وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ " العنكبوت -69
رضا الجنيدي
✍️كلنا راحلون ويبقى الأثر فلنترك أثرا قبل الرحيل.
قناة الكاتبة والأخصائية النفسية رضا الجنيدي على التلجرام
https://www.tgoop.com/redaalgeneedy
صفحة الفيس بوك
https://m.facebook.com/Reda.Geneedy
BY رضا الجنيدي


Share with your friend now:
tgoop.com/Redaalgeneedy/7270