tgoop.com/Redaalgeneedy/7064
Last Update:
#علمتني_امي_عائشة(١٤)
"قُولِي: السَّلَامُ علَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ المُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وإنَّا -إنْ شَاءَ اللَّهُ- بكُمْ لَلَاحِقُونَ."
🌷هكذا كان رد النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما غيرت أمنا عائشة - رضي الله عنها- مجرى الحديث عندما غضب النبي منها، وهذا الرد يعلمنا كيف يتصف المسلم باللين والمرونة والحكمة في التعامل.
🔺للأسف كثير من الناس حولنا يتصفون بالصدامية والهجومية والانفعالية والعناد فيصرون على ألا يغلقوا الأبواب أمام الشياطين فإن كانوا في مشكلة مع أحد أحبابهم أصروا على عدم غلق هذه المشكلة إلا حينما يستوفون حقوقهم كاملة، وحين يُخرجون ما في نفوسهم من كلمات حارقة ومدمرة، و لا يهدأ لهم بال إلا عندما يُشعرون الطرف الآخر بأنه مخطئ، بل وربما أنه قد أجرم في حقهم جرما عظيما!
🔺المؤسف حقا أن الكثير من هذه المواقف لا يستدعي كل هذا ومن الحكمة أن نتغافل عنها ونمر عليها مرور الكرام، ونُعرض عنها كما أعرض يوسف عليه السلام عن سوء ما قاله إخوته في حقه رغم ظلمهم له وقبح ما قالوه عنه، يقول الله عز وجل:
"قَالُوٓاْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُۥ مِن قَبْلُ ۚ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِى نَفْسِهِۦ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ ۚ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا ۖ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ" (يوسف ٧٧)
وكما أعرض النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض ما حدث من بعض زوجاته كما قال الله عز وجل:
"وَإِذْ أَسَرَّ ٱلنَّبِىُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَٰجِهِۦ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِۦ وَأَظْهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُۥ وَأَعْرَضَ عَنۢ بَعْضٍۢ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِۦ قَالَتْ مَنْ أَنۢبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِىَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْخَبِيرُ"
(التحريم - 3)
🔺 التغافل ليس ضعفا، ولا سذاجة ولا نقص عقل وقلة حكمة، بل هو دليل حكمة ونور بصيرة وكرم أخلاق؛ فتغافلوا عن بعض الأمور تسعدوا، ولا تقفوا بالمرصاد لكل كبيرة وصغيرة؛ فقد قيل: " تسعة أعشار السعادة في التغافل."
وكان الحسن البصري يقول: "ما استقصى كريم قط"
ويقول سفيان الثوري: " ما زال التغافل من فعل الكرام"
🔺المسلم هين لين قريب من الناس، والتغافل يدربنا على اللين ويقربنا من الآخرين؛ فتغافلوا.
💡لا أقول لكم تنازلوا عن الأمور الكبيرة والعظيمة التي من شأنها أن تحطمكم بسبب الظلم المستمر من الطرف الآخر وجبروته في التعامل معكم، بل أقول:
أجعلوا لكل مقال مقال فإن كانت المشكلة شديدة بالفعل وتستحق الوقوف عندها وقفة لا تعود الطرف الآخر على الظلم والجبروت فمن الذكاء و الحكمة والفطنة أخذ هذه الوقفة الحاسمة، وإن كانت المشكلة عابرة أو عادية، أو موقف من مواقف الحياة التي عادة ما تحدث بين الناس فلماذا الوقوف عند هذا الموقف طويلا، ولماذا نحول حياتنا مع الآخرين إلى صدامات مستمرة؟!
رضا الجنيدي
✍️كلنا راحلون ويبقى الأثر. فلنترك أثرا قبل الرحيل
قناة الكاتبة رضا الجنيدي على التلجرام
https://www.tgoop.com/redaalgeneedy
صفحة الفيس بوك
https://m.facebook.com/Reda.Geneedy
BY رضا الجنيدي

Share with your friend now:
tgoop.com/Redaalgeneedy/7064