رضا الجنيدي

#كنوز_سورة_الشرح( 17 )

#أسرار_السعادة

"أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ" (الشرح-1)

من معاني الآية والتي جاءت في تفسير السعدي:" نوسعه لشرائع الدين والدعوة إلى الله"

أمتن الله عزو جل على نبيه بأن شرح صدره للدعوة إلى الله، وهذا التذكير بهذه النعمة يشير إلى أساس من أسس الصحة النفسية وهو أن يكون للمسلم نصيب من هذه الدعوة التي هي نعمة عظيمة تشرح الصدور وتُسعد القلوب وتُهوِّن على المسلم ما يمر به من أحزان وهموم.

جاء في تفسير روح المعاني للألوسي لمعنى شرح الصدر:" ألَمْ نُزِلْ هَمَّكَ وغَمَّكَ بِاطِّلاعِكَ عَلى حَقائِقِ الأُمُورِ وحَقارَةِ الدُّنْيا فَهانَ عَلَيْكَ احْتِمالُ المَكارِهِ في الدُّعاءِ إلى اللَّهِ تَعالى"

☘عندما يكون للمسلم نصيب من الدعوة إلى الله يصبح أكثر تركيزا مع الآخرة ومتطلبات الفلاح فيها، فيزداد سعيه للوصول إلى الدرجات العلا في الجنة، ويزداد حرصه ألا تتفلت منه نفسه أو نفوس مَن حوله إلى النار، وقتها ستزداد قوته النفسية فإذا بالقلب يرتقي في مدارج السكينة وإذا بهمومه الذاتية تصغر في عينيه فيتخطاها بهدوء وطمأنينة.

أما حينما لا يركز المسلم في الغاية العظمى التي ينبغي عليه أن يعيش من أجلها سينشغل بهمومه الدنيوية فقط ووقتها ستتسع دائرة هذه الهموم في نظره، فإذا بالمشكلات الدنيوية الصغيرة تصبح في عينيه كأنها كوارث عظيمة فيفتح لنفسه بابا للشقاء المستمر.

⚠️ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ وجمعَ لَه شملَهُ وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ، ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ وفرَّقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ" صحيح الترمذي


☘حين نسعى للوصول للفلاح والذي معناه الفوز بمرادنا في الدنيا والآخرة سندعو الله أن يشرح صدورنا للدعوة التي تعتبر طريقا من طرق الوصول لهذا الفلاح:

"وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" [آل عمران: 104].

وسنسعى لتحقيق أهداف يصلنا أثرها بعد موتنا من خلال هذه الدعوة، ووقتها لن يكون لدينا وقت للانشغال بصغائر الدنيا وصراعات الحياة، وستهون في أعيننا الشدائد والمصاعب بإذن الله.

سيكون كذلك بداية تحقيق هذا الهدف من داخل بيوتنا فالدعوة إلى الله ليس معناها أن ننشغل عن أهل بيتنا فتُخترق جبهتنا الداخلية وتضيع أمانتنا التي سيسألنا الله عنها يوم القيامة، بل الدعوة الحقيقية تبدأ من داخل بيوتنا ومن أقرب الأقربين لنا:

"وَأَنذِرۡ عَشِیرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِینَ" (٢٤- الشعراء)

⚠️دعونا نصحح مفاهيمنا عن الدعوة ونتذكر كذلك أنَّ الدعوة إلى الله لا تتطلب منا مقومات ومتطلبات خاصة؛ فلا يُشترط أن يكون المسلم خطيبا مفوها أو كاتبا متمكنا ولكنها تتطلب إخلاص قلب، وحسن خلق، ولين طبع، وحكمة في القول والفعل، وعلم ولو بآية واحدة من كتاب الله عز وجل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً" صحيح البخاري

رضا الجنيدي

#أسس_الصحة_النفسية_في_الإسلام
#علم_النفس_الإسلامي

✍️كلنا راحلون ويبقى الأثر.. فلنترك أثرا قبل الرحيل


قناة الكاتبة رضا الجنيدي على التلجرام

https://www.tgoop.com/redaalgeneedy
صفحة الفيس بوك

https://m.facebook.com/Reda.Geneedy

Telegram

رضا الجنيدي

قناة الكاتبة رضا الجنيدي



✍🏻كلُّنا راحلون ويَبقى الأثر، فلنترك أثرًا قبل الرحيل.

www.tgoop.com/Redaalgeneedy/6944

701 viewsJun 5, 2024 at 09:30

#كنوز_سورة_الشرح( 17 )

#أسرار_السعادة

"أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ" (الشرح-1)

من معاني الآية والتي جاءت في تفسير السعدي:" نوسعه لشرائع الدين والدعوة إلى الله"

أمتن الله عزو جل على نبيه بأن شرح صدره للدعوة إلى الله، وهذا التذكير بهذه النعمة يشير إلى أساس من أسس الصحة النفسية وهو أن يكون للمسلم نصيب من هذه الدعوة التي هي نعمة عظيمة تشرح الصدور وتُسعد القلوب وتُهوِّن على المسلم ما يمر به من أحزان وهموم.

جاء في تفسير روح المعاني للألوسي لمعنى شرح الصدر:" ألَمْ نُزِلْ هَمَّكَ وغَمَّكَ بِاطِّلاعِكَ عَلى حَقائِقِ الأُمُورِ وحَقارَةِ الدُّنْيا فَهانَ عَلَيْكَ احْتِمالُ المَكارِهِ في الدُّعاءِ إلى اللَّهِ تَعالى"

☘عندما يكون للمسلم نصيب من الدعوة إلى الله يصبح أكثر تركيزا مع الآخرة ومتطلبات الفلاح فيها، فيزداد سعيه للوصول إلى الدرجات العلا في الجنة، ويزداد حرصه ألا تتفلت منه نفسه أو نفوس مَن حوله إلى النار، وقتها ستزداد قوته النفسية فإذا بالقلب يرتقي في مدارج السكينة وإذا بهمومه الذاتية تصغر في عينيه فيتخطاها بهدوء وطمأنينة.

أما حينما لا يركز المسلم في الغاية العظمى التي ينبغي عليه أن يعيش من أجلها سينشغل بهمومه الدنيوية فقط ووقتها ستتسع دائرة هذه الهموم في نظره، فإذا بالمشكلات الدنيوية الصغيرة تصبح في عينيه كأنها كوارث عظيمة فيفتح لنفسه بابا للشقاء المستمر.

⚠️ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ وجمعَ لَه شملَهُ وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ، ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ وفرَّقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ" صحيح الترمذي


☘حين نسعى للوصول للفلاح والذي معناه الفوز بمرادنا في الدنيا والآخرة سندعو الله أن يشرح صدورنا للدعوة التي تعتبر طريقا من طرق الوصول لهذا الفلاح:

"وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" [آل عمران: 104].

وسنسعى لتحقيق أهداف يصلنا أثرها بعد موتنا من خلال هذه الدعوة، ووقتها لن يكون لدينا وقت للانشغال بصغائر الدنيا وصراعات الحياة، وستهون في أعيننا الشدائد والمصاعب بإذن الله.

سيكون كذلك بداية تحقيق هذا الهدف من داخل بيوتنا فالدعوة إلى الله ليس معناها أن ننشغل عن أهل بيتنا فتُخترق جبهتنا الداخلية وتضيع أمانتنا التي سيسألنا الله عنها يوم القيامة، بل الدعوة الحقيقية تبدأ من داخل بيوتنا ومن أقرب الأقربين لنا:

"وَأَنذِرۡ عَشِیرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِینَ" (٢٤- الشعراء)

⚠️دعونا نصحح مفاهيمنا عن الدعوة ونتذكر كذلك أنَّ الدعوة إلى الله لا تتطلب منا مقومات ومتطلبات خاصة؛ فلا يُشترط أن يكون المسلم خطيبا مفوها أو كاتبا متمكنا ولكنها تتطلب إخلاص قلب، وحسن خلق، ولين طبع، وحكمة في القول والفعل، وعلم ولو بآية واحدة من كتاب الله عز وجل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بَلِّغُوا عَنِّي ولو آيَةً" صحيح البخاري

رضا الجنيدي

#أسس_الصحة_النفسية_في_الإسلام
#علم_النفس_الإسلامي

✍️كلنا راحلون ويبقى الأثر.. فلنترك أثرا قبل الرحيل


قناة الكاتبة رضا الجنيدي على التلجرام

https://www.tgoop.com/redaalgeneedy
صفحة الفيس بوك

https://m.facebook.com/Reda.Geneedy

BY رضا الجنيدي