المربي الحاج رحيم الأسدي

احد المؤمنين تقدم بسؤال للمربي الحاج رحيم الاسدي

السلام عليكم مولاي الغالي

ما الفرق بين الإيمان و الايقان ؟
الجواب:
في بداية سورة البقرة ، عبر الله تعالى عن المؤمنين أنهم
*يؤمنون* بالغيب + يقيمون الصلاة + يؤمنون بما انزل على النبي وما انزل من قبله ... ثم قال وبالاخرة هم *يوقنون*
الجواب
السلام عليكم
هذا جوابا استقرائيًا للآية موضوع البحث من سورة البقرة وفقًا لـ المنهج الاستقرائي الذي نتبناه
الآية موضوع البحث (البقرة: 2–5):
"ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ۝ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ، وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ، وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ، وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ۝ أُو۟لَـٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدًۭى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ"
أولًا: التحليل الاستقرائي العام (تدرج الآيات كمفاهيم بنائية)
1. البداية: "ذلك الكتاب لا ريب فيه"
• الأساس : لا هدى بدون رفع الشك.
• المنهج الاستقرائي: كل حركة نحو الهدى لا بد أن تبدأ برفع الشك في مصدر المعرفة.
2. "هدى للمتقين"
• الفكرة: الهداية ليست لكل الناس، بل لمن تهيّأوا داخليًا بالاتقاء.
• الملاحظة الاستقرائية: الهداية فعل تفاعلي بين النص والنفس، لا من طرف واحد.
ثانيًا: التحليل الاستقرائي للصفات الخمس:
1. "الذين يؤمنون بالغيب"
• الركن الأول من الهداية: البنية الإيمانية التصديقية الهادئة.
• مفهوم الغيب هنا: كل ما وراء الحس والعقل الآني (الله، الملائكة، الوحي، القدر، اليوم الآخر).
• الاستقراء: الغيب هو أول اختبار للثقة، فمن قبل الغيب سلّم لله، ومن سلّم، بدأ الهدى يتدفق.
2. "ويقيمون الصلاة"
• الركن الثاني: البنية العملية الشعائرية المنتظمة.
• "إقامة" تعني التأسيس والدوام والتنظيم.
• استقرائيًا: الصلاة ليست فِعلًا عابرًا، بل بنية تؤسس صلة واستقامة بين النفس والحق.
3. "ومما رزقناهم ينفقون"
• الركن الثالث: البنية الاقتصادية–الوجدانية.
• الاستقراء: الإنفاق الحقيقي لا ينطلق من "الغنى" بل من الرؤية لله كرازق، ولذلك قال: "مما رزقناهم".
• الإيمان هنا ينتقل إلى التجرد والعطاء.
4. "والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك"
• الركن الرابع: البنية المعرفية التاريخية المتصلة بالوحي.
• الاستقراء: قبول سلسلة الوحي علامة على ربط الحاضر بالماضي دون انقطاع.
• المعنى الأعمق: الإيمان بالأنبياء ليس مجرد تصديق بل اندماج في المشروع الإلهي المتراكم.
5. "وبالآخرة هم يوقنون"
• الركن الخامس: البنية الإيمانية المصيرية.
• لم يقل "يؤمنون"، بل "يوقنون"، لأنه لا يكفي في الآخرة مجرد التصديق، بل لا بد من حضور دائم وتحقّق داخلي.
• استقرائيًا: الآخرة هي الميزان الذي يعطي لكل شيء في الحياة قيمته واتجاهه.
ثالثًا: نتائج الاستقراء من الآيات
• الهدى يتطلب بنية ذاتية ثلاثية:
إيمان قلبي بالغيب + عمل شعائري منتظم + سلوك مالي متجرد.
• ثم يتطلب بنية معرفية ثنائية:
قبول متكامل للوحي + يقين مصيري بالآخرة.
• الإيمان بالغيب مقدمة، لكن الإيقان بالآخرة ذروة.
• الإيقان هو جوهر الفلاح، ولهذا خُتمت الآية بـ: "وأولئك هم المفلحون".
خلاصة منهجية استقرائية:
• قاعدة استقرائية: كلما ارتقى الإيمان من مستوى التصديق إلى اليقين، أصبح الدين فاعلًا في الواقع.
• قاعدة فكرية: المؤمن المتقي لا يعيش بين الشك والتجربة، بل بين الإقامة واليقين.
• قاعدة عملية: الإيمان بالغيب يولّد قيام الصلاة، واليقين بالآخرة يولّد الفلاح.

#المربي_الحاج_رحيم_الاسدي

❤4

www.tgoop.com/Raheemasady/4237

318 viewsJun 28 at 15:10

احد المؤمنين تقدم بسؤال للمربي الحاج رحيم الاسدي

السلام عليكم مولاي الغالي

ما الفرق بين الإيمان و الايقان ؟
الجواب:
في بداية سورة البقرة ، عبر الله تعالى عن المؤمنين أنهم
*يؤمنون* بالغيب + يقيمون الصلاة + يؤمنون بما انزل على النبي وما انزل من قبله ... ثم قال وبالاخرة هم *يوقنون*
الجواب
السلام عليكم
هذا جوابا استقرائيًا للآية موضوع البحث من سورة البقرة وفقًا لـ المنهج الاستقرائي الذي نتبناه
الآية موضوع البحث (البقرة: 2–5):
"ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ۝ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ، وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ، وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ، وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ۝ أُو۟لَـٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدًۭى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُو۟لَـٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ"
أولًا: التحليل الاستقرائي العام (تدرج الآيات كمفاهيم بنائية)
1. البداية: "ذلك الكتاب لا ريب فيه"
• الأساس : لا هدى بدون رفع الشك.
• المنهج الاستقرائي: كل حركة نحو الهدى لا بد أن تبدأ برفع الشك في مصدر المعرفة.
2. "هدى للمتقين"
• الفكرة: الهداية ليست لكل الناس، بل لمن تهيّأوا داخليًا بالاتقاء.
• الملاحظة الاستقرائية: الهداية فعل تفاعلي بين النص والنفس، لا من طرف واحد.
ثانيًا: التحليل الاستقرائي للصفات الخمس:
1. "الذين يؤمنون بالغيب"
• الركن الأول من الهداية: البنية الإيمانية التصديقية الهادئة.
• مفهوم الغيب هنا: كل ما وراء الحس والعقل الآني (الله، الملائكة، الوحي، القدر، اليوم الآخر).
• الاستقراء: الغيب هو أول اختبار للثقة، فمن قبل الغيب سلّم لله، ومن سلّم، بدأ الهدى يتدفق.
2. "ويقيمون الصلاة"
• الركن الثاني: البنية العملية الشعائرية المنتظمة.
• "إقامة" تعني التأسيس والدوام والتنظيم.
• استقرائيًا: الصلاة ليست فِعلًا عابرًا، بل بنية تؤسس صلة واستقامة بين النفس والحق.
3. "ومما رزقناهم ينفقون"
• الركن الثالث: البنية الاقتصادية–الوجدانية.
• الاستقراء: الإنفاق الحقيقي لا ينطلق من "الغنى" بل من الرؤية لله كرازق، ولذلك قال: "مما رزقناهم".
• الإيمان هنا ينتقل إلى التجرد والعطاء.
4. "والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك"
• الركن الرابع: البنية المعرفية التاريخية المتصلة بالوحي.
• الاستقراء: قبول سلسلة الوحي علامة على ربط الحاضر بالماضي دون انقطاع.
• المعنى الأعمق: الإيمان بالأنبياء ليس مجرد تصديق بل اندماج في المشروع الإلهي المتراكم.
5. "وبالآخرة هم يوقنون"
• الركن الخامس: البنية الإيمانية المصيرية.
• لم يقل "يؤمنون"، بل "يوقنون"، لأنه لا يكفي في الآخرة مجرد التصديق، بل لا بد من حضور دائم وتحقّق داخلي.
• استقرائيًا: الآخرة هي الميزان الذي يعطي لكل شيء في الحياة قيمته واتجاهه.
ثالثًا: نتائج الاستقراء من الآيات
• الهدى يتطلب بنية ذاتية ثلاثية:
إيمان قلبي بالغيب + عمل شعائري منتظم + سلوك مالي متجرد.
• ثم يتطلب بنية معرفية ثنائية:
قبول متكامل للوحي + يقين مصيري بالآخرة.
• الإيمان بالغيب مقدمة، لكن الإيقان بالآخرة ذروة.
• الإيقان هو جوهر الفلاح، ولهذا خُتمت الآية بـ: "وأولئك هم المفلحون".
خلاصة منهجية استقرائية:
• قاعدة استقرائية: كلما ارتقى الإيمان من مستوى التصديق إلى اليقين، أصبح الدين فاعلًا في الواقع.
• قاعدة فكرية: المؤمن المتقي لا يعيش بين الشك والتجربة، بل بين الإقامة واليقين.
• قاعدة عملية: الإيمان بالغيب يولّد قيام الصلاة، واليقين بالآخرة يولّد الفلاح.

#المربي_الحاج_رحيم_الاسدي

BY المربي الحاج رحيم الأسدي