tgoop.com/Raheemasady/4214
Last Update:
أنت الدليل… وأنت الحجاب ١١
الفصل الثامن: أنس الحق = الوحشة من النفس
تمهيد وجداني
في المراحل السابقة كنت تقترب شيئًا فشيئًا…
تهجر، تعصي، تنسى، تبتعد… حتى وصلت إلى مرحلةٍ عجيبة:
> أن تحب الله، وتأنس به… كما لم تألف أحدًا من قبل.
لكن هذا الأنس لا يولد من الطمأنينة النفسية،
بل من الوحشة من النفس!
> "حين تجد نفسك غريبًا عن ذاتك اناتك… تبدأ تشعر بأنك وجدت حضن الحق."
المحور الأول: ما معنى أنس الحق؟ وما معنى الوحشة من النفس؟
الأنس بالحق: هو الطمأنينة، والسكون، والانجذاب العاطفي والعرفاني إلى الله… دون حاجة لدليل أو عطاء.
الوحشة من النفس: هي شعور بالغربة عن السطحية، والانغلاق، والميل الدنيوي للنفس، لأن القلب بدأ يتذوّق نورًا من نوع آخر.
لا يجتمع الأنس الحقيقي بالله مع الأنس التام بالنفس.
فالحق لا يأنس بمن يأنس بأهوائه.
المحور الثاني: مفاتيح المفهوم
1. الأنس لا يُطلب، بل يُذاق.
2. كلما شعرت بأنك غريبٌ عن نفسك… كنت أقرب إلى وجه الحق.
3. النفس تأنس بالعالم… والروح تأنس بالمطلق.
المحور الثالث: إشارات من القرآن والروايات
قال تعالى:
> ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾
لا بذكر النفس، ولا بمدح الذات.
الإمام علي عليه السلام:
> "ما خاب من أنس بك، وما فَقَدَ من وجدك."
الإمام الصادق عليه السلام:
> "إن لله عبادًا ملئت قلوبهم من محبته، ففارقت قلوبهم هموم الدنيا، وما أنسهم بغيره أحد."
المحور الرابع: تطبيقات سلوكية
خطوات في درب "الوحشة من النفس وأنس الحق":
1. اجلس في خلوة، بلا هاتف، بلا مرآة، بلا كلام… فقط لنفسك، لتكتشف هل تؤنسك أم توحشك؟
2. جرب أن تبتعد عن كل ما يذكّرك بذاتك: اسمك، صورتك، تواصلك، حتى حديثك الداخلي… واطلب من الله أن يأنسك به.
3. اجعل دعاءك هذه الليلة: "اللهم لا تجعل أنسي إلا بك، ولا راحتي إلا في حضرتك."
٤. المحور الخامس: تمرين وجداني
أجب بتأمل داخلي:
1. متى شعرتَ أنك مستوحش من نفسك؟ هل أخافك ذلك… أم قرّبك إلى الله؟
2. هل تُحب نفسك؟ أم تُحب فيها شيئًا آخر تتوهمه؟
3. من تُريد أن يؤنسك: نفسك، الناس، أم ربك؟
4. ما هو أوّل سلوك أو عادة إن هجرتها، شعرت بأنّك بدأت تأنس بالله حقًا؟قاعدة المرحلة الثامنة:
> "من وجد الأنس بالله، هجر النفس كما يهجر العاشق كل من لا يُشبه محبوبه، ومن بقي مستأنسًا بنفسه، بقي بعيدًا عن قلب الحضرة."
مناجاة ختامية:
> "يا مؤنسَ من لا مؤنس له،
قد كثرت حولي الأصوات… ولكنني ما زلتُ غريبًا عنها جميعًا،
نفسي تصخب، والعالم يُزاحم…
وأنا أفتش عن سكونٍ في حضرتك.
إنك المؤنس لمن استوحش من نفسه،
والقريب لمن أعرض عن ذاته…
فألحقني بالمؤنسين بك، ولو كنتُ آخر من يصل."
#المربي_الحاج_رحيم_الاسدي
BY المربي الحاج رحيم الأسدي
Share with your friend now:
tgoop.com/Raheemasady/4214