tgoop.com/Raheemasady/4203
Last Update:
أنت الدليل… وأنت الحجاب ٥
الفصل الثاني: موافقة الحق = مخالفة النفس
تمهيد وجداني
ما إن يخطو السالك خطوة إلى "معرفة النفس"، حتى يُصدم بحقيقة:
أن النفس ليست دائمًا حليفته في السير…
بل في أكثر الأحيان، هي المعطّل الأول لموافقة الحق.
وهنا يبرز السؤال:
هل أوافق نفسي أم أوافق ربي؟
وإن خالفته، فهل أستطيع أن أخالفها؟
المحور الأول: مفارقة عميقة
القاعدة:
الحق لا يُوافق النفس… إلا إذا خضعت النفس للحق.
• النفس تُريد الراحة، والحق يريد القيام.
• النفس تميل إلى الأنا، والحق يطلب التجرد.
• النفس تُبرر، والحق يُحاسب.
• النفس تبحث عن الظاهر، والحق يُبصر الباطن.
إذًا: الطريق إلى موافقة الحق، يبدأ بمخالفة النفس لا بمسايرتها.
المحور الثاني: مفاتيح المفهوم
• الموافقة في اللغة: الانسجام في الإرادة والفعل.
• المخالفة في السير والسلوك: الفطام عن رغبات النفس، لا قمعها، بل تهذيبها.
• الفرق بين النفس الأمّارة والحق:
• النفس تطلب ما يعجّل،
• الحق يهيّئ لما يُبقي.
المحور الثالث: إشارات من القرآن والروايات
• ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾
من وافق نفسه، خالف ربه… بل جعل نفسه إلهًا.
• الإمام علي عليه السلام:
"أفضل الجهاد جهاد النفس، ومخالفته هواها."
• الإمام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة:
"إلهي، من كانت محاسنه مساوي، فكيف لا تكون مساويه مساوي؟!"
المحور الرابع: تطبيقات سلوكية
خطوات يومية لممارسة "مخالفة النفس":
• اختر أمرًا تميل إليه نفسك جدًا (نوم، طعام، انتقام، استعراض)، ثم خالفه لوجه الله.
• في كل رغبة مفاجئة، اسأل: من الذي يُريد الآن؟ أنا… أم هو؟
• لا تبرر سلوكك سريعًا، بل راقبه بهدوء: هل هو توافق مع الحق؟ أم هروب من مواجهته؟
• درّب نفسك على فِعلٍ لا تحبه، لكنه حقّ، كصلة رحم، أو صمتٍ عند الغضب.
المحور الخامس: تمرين وجداني
اكتب ثلاثة مواقف في حياتك:
• وافقت فيها نفسك وخالفت فيها الحق.
• ثم اكتب ثلاثة مواقف خالفت فيها نفسك وأرضيت فيها الله.
ثم أجب:
• ما الشعور الذي رافقك بعد موافقة النفس؟
• ما الثمرة التي خرجت بها بعد مخالفتها؟
• ما أصعب شعور داخلي يمنعك من مخالفة نفسك؟
قاعدة المرحلة الثانية:
"الحق لا يُعانق من يُعانق نفسه، ولا يُصافي من يُصافي هواه، بل يُحب من يخذل نفسه لينصر وجهه."
مناجاة ختامية:
"يا حق، إن نفسي أقرب إليّ مني، لكنها أبعد عنك مني،
فأنا بيني وبينك… نفسي.
إن وافقتها، خذلتك…
وإن خذلتها، وجدتك.
فخذ بيدي إليها لأخالفها، وخذني منك إليك لأوافقك."
#المربي_الحاج_رحيم_الاسدي
BY المربي الحاج رحيم الأسدي
Share with your friend now:
tgoop.com/Raheemasady/4203