tgoop.com/Raheemasady/4201
Last Update:
أنت الدليل… وأنت الحجاب ٤
الفصل الأول: معرفة النفس = معرفة الحق
تمهيد وجداني
قبل أن ترفع بصرك إلى السماوات طلبًا للحق، أَعد النظر إلى باطنك.
هل عرفت من يسكنك؟
هل تأملت تلك المسافة الغائرة بين "أنا أريد" و"الله يريد"؟
الحق لا يُرى في السماء إلا بعينٍ طُهّرت من هوى النفس.
المحور الأول: لماذا كانت معرفة النفس هي طريق معرفة الحق؟
• لأن النفس ليست عدوك، بل دليلك إن عرفت موضعها.
• النفس ليست مجرد شهوات، بل هي ساحة الأسرار، وبئر المرايا، ومختبر الأسماء.
• هي التي قال الله عنها: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾.
إذًا، من عرف نفسه، عرف:
• ما يُحب وما يكره.
• ما يهرب منه وما يشتاق إليه.
• ما فيه من نور وما فيه من ظلمة.
• وكل هذا مرآةٌ لما يُظهره الله من ذاته لعباده.
المحور الثاني: كيف نعرف النفس لنصل إلى الحق؟
مستويات المعرفة:
• المعرفة العقلية: أن تعلم صفاتها، قواها، طبائعها.
• المعرفة التجريبية: أن تلاحظ ردود أفعالك ومشاعرك وميلك عند كل موقف.
• المعرفة الشهودية: أن تراها كما هي في لحظة خلوة، بعين مجردة من الانحياز.
• المعرفة العرفانية: أن تدرك أنها صورة من صور الأسماء الإلهية… وأنك عبدٌ في ثياب النفس.
المحور الثالث: إشارات من القرآن والروايات
• قال تعالى:
﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ﴾
أي أن النفس موضع الآية، والعالم الداخلي دليل إلى المعنى الكوني.
• قال الإمام علي عليه السلام:
"أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر"
• قال النبي صلى الله عليه وآله:
"من عرف نفسه فقد عرف ربَّه"
أي عرف ربه لا بمعرفته للنفس كذاتٍ مستقلة، بل بكشف ضعفها، فقرها، حاجتها، وهواها… فعلم أن الحق وحده هو الكمال المطلق.
المحور الرابع: تطبيقات سلوكية
خطوات يومية لممارسة "معرفة النفس":
• اكتب كل يوم ما فرحت به وما غضبت له، واسأل: أهذا لله أم للنفس؟
• قبل اتخاذ أي قرار، سل نفسك: "هل هذا يُقربني من الحق أم من ذاتي واناتي ؟"
• راقب صوتك الداخلي في الصلاة: أين يتجه؟ لله أم إلى انشغال الذات؟
• عند النوم، اسأل نفسك: من أنا؟ من أريد أن أكون؟ ومن أتهرب أن أكونه؟
المحور الخامس: برنامج وجداني
اجلس في خلوة، وأجب عن هذه الأسئلة بهدوء:
• ما أكثر صفة في نفسي تُزعجني؟
• ما أكثر لحظة شعرت فيها أنني "غريب عن نفسي"؟
• هل أخاف من مواجهة ذاتي؟ لماذا؟
• ما أوجه الشبه بين نفسي وما أعتقده عن الله؟
• ما الذي يمنعني من الصدق مع نفسي… وهل سأصدق مع الله إن لم أصدق معها؟
قاعدة المرحلة الأولى:
"النفس مرآة، فإذا نظّفتها رأيت وجه الله فيها، وإذا أهملتها رأيت وجهك الذي يغرّك."
مناجاة ختامية:
"يا من جعلت في النفس سرّ الوصول إليك،
وخلقتني ضعيفًا لأتشبث بك،
إني أقرّ أني لا أعرفني، فكيف أعرفك؟
فدلّني على نفسك في نفسي،
وعرّفني أنك أقرب إليّ مني،
حتى إذا رأيتني، لم أعد أراك إلا في كل شيء."
#المربي_الحاج_رحيم_الاسدي
BY المربي الحاج رحيم الأسدي
Share with your friend now:
tgoop.com/Raheemasady/4201