tgoop.com/Raheemasady/4196
Last Update:
أنت الدليل… وأنت الحجاب ٢
استقراءات موسعة منهجية وتحليلية للرواية النبوية التي تحاور فيها رسول الله صلى الله عليه وآله مع مجاشع،
النفس والحق: رحلة التخلية والتحلية من ذاتك إلى وجه الله
التمهيد التأملي:
في هذا الحوار النبوي النادر، لا يقدّم النبي صلى الله عليه وآله أجوبة جاهزة، بل يبني سلّمًا من المعاني، تبدأ بمعرفة النفس وتنتهي بالاستعانة بالحق على النفس.
إنه حوار بين السائل السالك (مجاشع) وبين المرشد الكامل التام ، يتنقل من السؤال عن "الحق" إلى اكتشاف "أن العدو الأول في هذا الطريق هو النفس"، وأن "الحق لا يُنال إلا بفقدان التعلّق بالنفس نفسها".
المرحلة الأولى: معرفة الحق = معرفة النفس
المفهوم:
• لا يمكن للإنسان أن يعرف الحق – الذي هو فعل الله، والوجه، والمطلق – ما لم يعرف نفسه التي وُضعت فيها دلائل التوحيد.
الطالب الذي لايمكنه ان يعرف الكتاب. مالم يعرف السجل فالنفس سجل والروح كتاب فكيف نملئها بماهو في الكتاب
• النفس ليست منفصلة عن الحق، بل هي مرآته الأولى في الخلية. وقد ملئها بالحقيقة
النقاط المحورية:
• النفس هي الخريطة المختصرة للكون والكتاب.
• من لم يعرف نفسه كجهاز استقبال، لم يعرف من يرسل إليه الإشارة.
• معرفة النفس هي "أول العلم"، كما أن معرفة الله هي "غاية العلم".
• فاطمة الزهراء (عليها السلام) عُرّفت في الروايات بأنها "دارت القرون على معرفتها"، لأنها مجلى النفس الكاملة التي عرفت الحق وأطاعته ووالته.
المرحلة الثانية: موافقة الحق = مخالفة النفس
المفهوم:
• حين يريد الإنسان أن يكون في صف الحق، عليه أن يتأمل: هل النفس موافقة للحق أو مخالفة له؟
• الواقع: النفس بطبيعتها تريد راحتها وهواها، والحق غالبًا ما يُكلّف.
النقاط المحورية:
• الطريق إلى الله يبدأ بالمفارقة لا بالاتفاق مع النفس.
• "موافقة الحق" تعني الاستجابة لما يطلبه الله ولو خالف رغباتك.
• "مخالفة النفس" ليست إيذاءً للنفس بل تحرير لها من أوهامها.
• تُسمّى النفس المتمردة في النصوص: "المخالفة"، كما يُسمى أهل الباطل "المخالفين".
المرحلة الثالثة: رضا الحق = سخط النفس
المفهوم:
• لا يجتمع في قلب واحد رضا النفس ورضا الله، لأن النفس تريد الدنيا والله يريدك لوجهه.
النقاط المحورية:
• علامة رضا الحق أن تُسخط على ما تحبه نفسك مما يغضبه.
• لا يتحقق الرضا الإلهي إلا بالتضحية الداخلية.
• هذا هو مقام "المخلِصين" الذين لا يريدون من الحق إلا وجهه.
• هنا تُختبر النيّة: هل تريد الله حقًا أم الراحة باسم الله؟
المرحلة الرابعة: وصل الحق = هجر النفس
المفهوم:
• الوصال بالله لا يكون إلا بعد "الانفصال عن النفس".
• النفس حجاب شفاف، إذا لم تهجره لن تدخل الحضرة.
النقاط المحورية:
• الهجر هنا ليس كره الذات ، بل كره الجهة النازلة منها.
• الوصال بالله لا يتم ويدك مشغولة بإمساك نفسك.
• هجر النفس هو بداية الاتحاد بالمقصد.
• في هذه المرحلة، تظهر جمالية الزهد الحقيقي: ترك النفس لا ترك الدنيا فقط.
المرحلة الخامسة: طاعة الحق = عصيان النفس
المفهوم:
• لا يجتمع فيك أمران: أن تطيع الله وتطيع نفسك في الوقت نفسه.
• العصيان الحقيقي هو أن ترفض نداء الهوى وتختار أمر الله.
النقاط المحورية:
• الطاعة الحقة تبدأ حين تُخالف نفسك، لا حين توافقها.
• النفس تأمرك بالكسل، والحق يأمرك بالقيام.
• النفس تطلب الانتقام، والحق يطلب العفو.
• من هنا تبدأ العبودية، لا كذلّ، بل كتحرر من أن تكون عبدًا لهواك.
المرحلة السادسة: ذكر الحق = نسيان النفس
المفهوم:
• لا يمكن أن تجمع بين "الانشغال بنفسك" و"الذكر الحقيقي للحق".
• الذكر يتطلب غياب الأنا.
النقاط المحورية:
• الذكر هنا ليس باللسان بل بالحضور.
• نسيان النفس لا يعني الإهمال، بل الانغماس الكامل في حضرة الحق.
• الذكر الذي يُثمر هو ما يصحبه "نسيان كل ما سواه".
• النفس تحب أن تُذكر، فذكر الله يحتاج أن تُسكت نفسك.
المرحلة السابعة: قرب الحق = التباعد من النفس
المفهوم:
• كلما اقتربت من نفسك، ابتعدت عن الله.
• القرب الإلهي مشروط بالخروج من ذاتك إلى مطلقه.
النقاط المحورية:
• التباعد من النفس هو خلعها كما يخلع الجلد، كما فعل موسى (فاخلع نعليك).
• القرب الحقيقي هو نتيجة إفراغ القلب من غيره.
• النفس تضع بينك وبين الحق بعدًا وهميًا… احرقه.
• لا تقترب من الله وفي قلبك تمثال "أنا".
المرحلة الثامنة: أنس الحق = الوحشة من النفس
المفهوم:
• الأنِس بنفسه لن يأنس بالله، لأن النفس هي عدو الخلوة مع الحق.
النقاط المحورية:
• الوحشة من النفس هي علامة أن قلبك بدأ يتذوق لذة الآخر المطلق.
BY المربي الحاج رحيم الأسدي
Share with your friend now:
tgoop.com/Raheemasady/4196