tgoop.com/Raheemasady/4188
Last Update:
ماء الغدير المعين ٥
التحليل الاستقرائي لحديث الغدير :
"من كنت مولاه، فهذا علي مولاه"
وقد تمّ تفكيكه إلى نقاط محورية حسب الكلمات والضمائر والإشارات، ، بأسلوب متسلسل:
أولًا: تحليل الكلمات والمفاهيم المحورية
"من":
تبدأ العبارة بأداة شرط تُعبّر عن شمولية الخطاب.
النبي لا يخاطب شخصًا أو زمنًا بعينه، بل يخاطب كل من يحمل صفة "المخاطب بالإيمان"، وبهذا تصبح الولاية مسألة أبدية، لا لحظة عابرة.
"كنت":
فعل ماضٍ يربط العلاقة بين النبي والمؤمنين قبل لحظة الغدير.
يوحي بأن النبي لم يكن مجرد حامل رسالة، بل هو بالفعل كان مولى المؤمنين في حياتهم ومواقفهم.
"مولاه":
لفظ جامع لا يقتصر على "الحب"، بل يشمل الطاعة، القيادة، النصرة، القرب، وأولوية التصرف.
الولاية هنا لا تعني مجرد الشعور، بل نوعًا من السيادة الشرعية والروحية على الإنسان.
"فهذا":
أداة إشارة حاسمة، تُلفت النظر إلى شخص معين، دون تعميم أو غموض.
يقول النبي: إن انتقال الولاية ليس فكرة رمزية، بل هو أمر عيانيّ، مرئيّ، معلَن.
"علي":
ذكر الاسم هنا ضروري لإزالة كل تأويل.
في هذا الاسم تجتمع المعاني: الرفعة، الشجاعة، العلم، الصبر، النور.
هو ليس فقط شخصًا، بل مرآة النبوة في مظهر الإمامة.
"مولاه" (الثانية):
تكرار الكلمة يُرسّخ المفهوم في الوجدان، ويُشير إلى استمرار الخط التشريعي للولاية.
نفس العلاقة التي كانت للمؤمن مع النبي، أصبحت الآن مع الإمام علي، بلا نقصان.
ثانيًا: تحليل الضمائر ودلالاتها
الضمير "كنت" يعود على النبي، ما يجعل النبي هو المتكلم الفعلي، والمؤسس للبلاغ.
الولاية إذًا ليست قرارًا اجتماعيًا، بل وصية نبوية محضة.
الضمير "مولاه" (الأولى) يعود على كل مؤمن.
النبي يقول: إذا كنتُ أنا وليّك أيها الإنسان، فأنت داخل هذا البلاغ، والمُطالب بامتداده.
الضمير "فهذا" يُشير صراحة إلى الإمام علي، لا إلى صفة أو فكرة.
علي هو المحور، لا غيره. وهذه الإشارة تلغي أي تأويل لاحق أو تحوير سياسي.
الضمير "مولاه" (الثانية) يُعيد العلاقة بين الإنسان الموالي، والإمام المعهود إليه.
يُبيّن أن هذا البلاغ ليس نظريًا، بل هو عهد شخصي بينك وبين علي عليه السلام.
ثالثًا: تحليل الإشارات الزمنية والمقامية والبيانية
الإشارة الزمنية في "كنت" توحي أن ما يبلّغه النبي ليس تأسيسًا جديدًا، بل امتدادٌ لما هو قائم.
كأن الولاية التي للنبي كانت تمهيدًا لولاية الإمام.
الإشارة المقامية في "فهذا علي" تُظهر الإعلان في مقام التجمع العظيم يوم الغدير، حيث تقف الحُجّة على كل الأمة.
الإعلان هنا مقاميٌّ وحكميٌّ في آنٍ واحد.
الإشارة البيانية في التكرار: "مولاه... مولاه"، تؤكد أن المفهوم الولائي متكرر لا يتغير بتغير الأشخاص.
ما كان للنبي، يُورَث بعينه لعلي، دون تبديل أو نقصان.
الخلاصة التركيبية الاستقرائية:
هذا النص القصير يُؤسس لقاعدة عظيمة:
الولاية ليست عاطفة، بل ميثاق وجودي بين الإنسان والحق.
النبي لم يترك الناس للظنون، بل عيّن الاسم والمقام بلا غموض.
الضمائر في النص تصنع تواصلاً داخليًا بين النبي والمؤمن، وبين المؤمن والإمام.
كل كلمة في النص تمثل رُكنًا في بناء عقيدة الولاء: شمول، استمرارية، شخصية، بيان، تأكيد.
#المربي_الحاج_رحيم_الاسدي
BY المربي الحاج رحيم الأسدي
Share with your friend now:
tgoop.com/Raheemasady/4188