tgoop.com/Q_u_r_an/10162
Last Update:
.
بمناسبةِ الدعاءِ، لا يزالُ يُبهرني الإعجازُ القرآنيُّ في قصةِ زكريا ومريمَ -عليهما السلام-.
مريم -عليها السلام- قالت: ﴿يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا﴾، تمنَّتْ أن تُمحى من ذاكرةِ الزمانِ، لكنَّ اللهَ سبحانه أرادَ لها الذِّكرَ الخالدَ، فقال لنبيِّه: ﴿واذكرْ في الكتابِ مريمَ﴾..
وابنُها الذي كانتْ تخشى مجيئَه، قال اللهُ فيهما: ﴿وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَآ ءَايَةً لِّلْعَـٰلَمِينَ﴾، فصارتْ قصّتُها تُتلى إلى يومِ الدينِ؛ وذلك دَرسٌ لنا أنَّ الأمرَ كلَّه بيدِ اللهِ، يُنسي من يشاءُ ويُخلِّدُ من يشاءُ، وأنَّ ما يُدبِّرُه اللهُ لنا أعظمُ مما نراه ونتمناه.
وزكريا -عليه السلام-، الذي كان يستبشرُ بالرِّزقِ عند مريمَ، فلما علِمَ أنَّ رزقَها من عندِ اللهِ، اتخذَ ذلك بابًا للدعاءِ، فتوجه إلى ربِّه مُتجرِّدًا من كلِّ الأسبابِ، مُستكينًا بضعفِه، مُعترِفًا بعجزِه، وقال: ﴿إِنِّي وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّي وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْبًا﴾..
ومع ذلك، لم يسألِ الله إلا من فضلِه، قال: ﴿فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا﴾، فلمَّا أرادَ اللهُ أن يمنحه الولدَ، لم يُكلِّفْه حتى اختيارَ اسمِه، بل قال: ﴿يَـٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَـٰمٍ ٱسْمُهُۥ يَحْيَىٰ﴾، وكأنما أرادَ اللهُ أن يهبَ له الحياةَ من مواتٍ، وأنْ يُعلِّمَه أنَّ رحمتَه تَسبقُ كلَّ سببٍ، وعطاءَه يأتي من حيثُ لا يُحتسَبُ.
وبالرغمِ من أنَّ العاقرَ لا تلِدُ، والعذراءَ لا تَنجِبُ، أرادَ اللهُ أن يُخرجَ الجنينَ من رحمِ عذراءَ، وأن يهَبَ لامرأةٍ عاقرٍ (زوجةِ زكريا) غلامًا، ليُعلِّمَنا أنَّه سبحانه إذا أرادَ شيئًا فإنما يقولُ له: «كن فيكون».
فتجَرَّدوا من الأسبابِ، وادعوا الله بضعفِكم لا بقوتِكم، وبفقدِكم لا بما في أيديكم، أَرَأَيْتُم كيف كانتِ الأسبابُ واهيةً، ومع ذلك أتى العطاءُ عظيمًا؟ فَثِقوا بمَن يقولُ للشيءِ «كُن فيَكونُ»💚
.
BY حلقة المئة حافظة للقرآن الكريم-حلقة أديان
Share with your friend now:
tgoop.com/Q_u_r_an/10162