tgoop.com/NORSFS2/97621
Last Update:
#إضاءة
مبادئ في الظلام
لا يوجد إنسان بدون مبادئ، بل جميع الحيوانات الاجتماعية لديها مبادئ وقواعد سلوكية تنظم حياتها، وحتى الحشرات، فمن ليس لديه مبادئ فهو كائن فطري وجوده عبئ على المجتمع.
لقد ساهمت الرأسمالية في محو المبادئ، حيث تئن الأرواح تحت ثقل الجشع والتنافس المادي، إنه نظام يدعي الولادة من أحلام الحرية، لكنه وحش يقتات على المبادئ، وحش جعل المال إلهاً، والإنسان عبدا للمال، يقاس النجاح فيها بالمال والطيبة تفهم على أنها ضعف. لقد فشلت الرأسمالية أخلاقيا، لذلك حتما هي إلى زوال، كما زالت الاشتراكية التي ساهمت أيضا في فقدان المبادئ، فعند تملك الدولة لكل شيء، والقول للانسان أن ماتملكه الدولة ملك للشعب، يعني أنها تقول للإنسان مال الدولة لك فاسرق منه ماتشاء، وفيها تنتشر الوظائف الحكومية التي تحول الإنسان إلى عبد للنظام وتفقده مع الوقت مبادئ الاستقلال والكرامة
في عالم يئن تحت ثقل الظلم، هناك سر خالد حتى لا يتوه الإنسان في بحر الظلم ألا وهو أنه حتى في غمار السرقة، في أعماق القتل، يجب أن يكون هناك مبادئ! فبدونها، نفقد آخر وميض من النور، ونغرق في بحر من الظلام
فاللص الذي يمد يده نحو أملاك الآخرين يتراجع عن السرقة إن رأى أن من يسرقهم أيتام، أو من أبناء جلدته، ومن يقوم بمد بصره على النساء، على الأقل، هلا توقفت عن النظر للمستترات، حتى أسوأ البشر في التاريخ الذين يرفعون سيوفهم عالياً، يخفضونها أمام النساء والأطفال.
المبادئ حتى في أحضان الخطيئة هي الهمسة الأخيرة للنور قبل ظلمة القلوب، الجسر الذي يعيدنا إلى حضن الرحمة الإلهية.
يقولون أن روبن هود كان لصا، لكنه خلد على أنه اللص الذي يسرق من الأغنياء فقط ليعطي الفقراء، حتى القراصنة كان لهم مبدأ أيضا يمنع السرقة بينهم، ويعاقب من يتجاوز هذا المبدأ بالتخلي عنه في جزيرة مهجورة وفي روسيا القيصرية كان هناك مبدأ البونياتيا للصوص وحتى في الحروب، هناك جنود يرفضون قتل المدنيين، حتى لو سالت دماؤهم فللساموراي الياباني كود "البوشيدو"، بإظهار الكرم تجاه الأعداء المهزومين.
تمسك بالمبادئ حتى في أبشع الظروف، فهي ليست قيوداً بل أشرعة ستعيدك للدين إن شاء الله إن لم تستطع التخلي عن خطاياك الآن.
BY نورس للدراسات
Share with your friend now:
tgoop.com/NORSFS2/97621
