بَـصيرةً قَـلبْ

يا سيدي يا بقية الله،
في درب المشاية إلى كربلاء، نرى الزائرين يظلّلون رؤوسهم بقبعات أو يبلّلون قماشًا يقيهم وهج الشمس،
لكن ما بال جدّك الحسين وقد سُلب عمامته، وتركوه مكشوف الرأس، تصدع جبهته بحرّ الشمس ثلاثة أيّام؟

نحن إذا حان وقت الصلاة، نخطو خطوات فنجد موضعًا رحبًا للصلاة،
لكن الحسين، حين أراد الصلاة، أحاطت به السهام تمطر عليه وعلى أصحابه من كل صوب،
وكأن القوم أبوا أن يتركوا له حتى لحظة بين يدي الله!

نحن نمشي وبين أيدينا الماء البارد، لا يخلو الطريق من السقاة والعيون،
لكن الحسين وأهل بيته، قد جفّت شفاههم من العطش، وتشققت أفواههم حتى ذابت القلوب ألمًا.

نحن نمشي ومعنا الأهل والأصحاب، نأنس بحديثهم ونقوى برفقتهم،
لكن الحسين نظر إلى أهله وأصحابه يتساقطون واحدًا بعد آخر،
مرة يقول: عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي، ومرة يقول: الآن انكسر ظهري.

أما نحن، فإن اشتد الحر لجأنا إلى المضائف، أو سرنا تحت مسقفات ومبردات ترش الماء البارد،
لكن الحسين قاتل في قلب الصحراء، تحت لهيب الظهيرة، لا ظل ولا خيمة تقيه.

فوا حسرتاه! كيف لك يا مولاي أن تتحمّل هذا المصاب العظيم؟
فساعد الله قلبك بمصاب جدّك الذي ما أعظم مثله مصاب،
ولا نستكثر عليك أن تبكي عليه دمًا بدل الدموع، فقد قلت:
فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور… فلأبكينّ عليك بدل الدموع دمًا، صباحًا ومساءً، حتى أموت بلوعة المصاب وغصّة الاكتئاب.

تمت مشاركته بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot

www.tgoop.com/NHHkm/78828

50 viewsAug 16 at 12:15

يا سيدي يا بقية الله،
في درب المشاية إلى كربلاء، نرى الزائرين يظلّلون رؤوسهم بقبعات أو يبلّلون قماشًا يقيهم وهج الشمس،
لكن ما بال جدّك الحسين وقد سُلب عمامته، وتركوه مكشوف الرأس، تصدع جبهته بحرّ الشمس ثلاثة أيّام؟

نحن إذا حان وقت الصلاة، نخطو خطوات فنجد موضعًا رحبًا للصلاة،
لكن الحسين، حين أراد الصلاة، أحاطت به السهام تمطر عليه وعلى أصحابه من كل صوب،
وكأن القوم أبوا أن يتركوا له حتى لحظة بين يدي الله!

نحن نمشي وبين أيدينا الماء البارد، لا يخلو الطريق من السقاة والعيون،
لكن الحسين وأهل بيته، قد جفّت شفاههم من العطش، وتشققت أفواههم حتى ذابت القلوب ألمًا.

نحن نمشي ومعنا الأهل والأصحاب، نأنس بحديثهم ونقوى برفقتهم،
لكن الحسين نظر إلى أهله وأصحابه يتساقطون واحدًا بعد آخر،
مرة يقول: عند الله أحتسب نفسي وحماة أصحابي، ومرة يقول: الآن انكسر ظهري.

أما نحن، فإن اشتد الحر لجأنا إلى المضائف، أو سرنا تحت مسقفات ومبردات ترش الماء البارد،
لكن الحسين قاتل في قلب الصحراء، تحت لهيب الظهيرة، لا ظل ولا خيمة تقيه.

فوا حسرتاه! كيف لك يا مولاي أن تتحمّل هذا المصاب العظيم؟
فساعد الله قلبك بمصاب جدّك الذي ما أعظم مثله مصاب،
ولا نستكثر عليك أن تبكي عليه دمًا بدل الدموع، فقد قلت:
فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور… فلأبكينّ عليك بدل الدموع دمًا، صباحًا ومساءً، حتى أموت بلوعة المصاب وغصّة الاكتئاب.

تمت مشاركته بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot

BY بَـصيرةً قَـلبْ