tgoop.com/NHHkm/78747
Last Update:
سعيد بن عبد الله الحنفي، أسوة للمنتظرين.
سعيد بن عبد الله من شهداء كربلاء ومن خلص شيعة الإمام الحسين وأنصاره، وله مواقف عديدة قبل كربلاء أبرزها أنه نقل رسائل أهل الكوفة للإمام الحسين عليه السلام، وحينما عرض الإمام الحسين على أصحابه ليلة العاشر الانصراف عنه، أجابه سعيد:
(لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيك، والله! لو علمت أني أقتل، ثم أحيا، ثم أحرق، ثم أذرى، يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة، ثم الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا).
وكل هذا لا يهمنا، لأن موقفه العظيم في كربلاء مما تعجز الأذهان عن إدراكه وفهمه.
فعندما حان وقت الصلاة وقف سعيد بن عبد الله الحنفي كدرعاً دون الإمام الحسين عليه السلام، وكان يلاحق السهام المتجهة نحو أبي عبد الله عليه السلام ليتلقاه بصدره، الى أن انتهت الصلاة، وسعيد مصاب ب ١٣ سهماً في صدره، فكان يصاب بالسهم ورغم حرارة وألم السهم الا أنه يضغط على جرحه ليتلقى السهم الآخر، وهكذا حتى أستقبل ثلاثة عشر سهماً، وكل هذه السهام لم تهمه، بل إن ما يهمه هو "أوفيت يا ابن اسول الله"؟؟!
نعم! هذا كل ما أهمه، بعد إنتهاء الإمام الحسين من الصلاة، وسعيد مصاباً ب 13 سهماً وهو على وشك الموت، ليسأل الإمام قائلاً:
أوفيت يا ابن رسول الله !!؟؟
نعم وفيت يا سعيد، وما أعظمه من وفاء، حيث كنت تحتضن السهام بصدرك دون ابن رسول الله، وكنت بارعاً في إحتضان السهام، حيث نجحت في أن تحتضن ثلاثة عشر سهماً بصدرك، من دون أن يعبرك سهم واحد!
لم يكن سؤال سعيد للإمام الحسين تكلفياً أو لأنه أراد إظهار فضله وتضحيته، فالإنسان في آخر لحظات حياته يسأل أو يتكلم بأكثر شيء يشغله ويقلقه، وقد كان أكثر ما يشغل بال سعيد هو أن يطمئن هل وفى للإمام الحسين أو لا؟!
فسلام عليك من سعيد في الدنيا والآخرة، يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حياً.
إن سعيداً بحق لهو خير أسوة لجميع المنتظرين وجميع المتوقين لنصرة الإمام الحجة، مهما عملنا ومهما قدمنا يجب أن لا نستكثر شيئاً لأنفسنا ويبقى هاجسنا وهمّنا الوحيد هو " أوفيت يا صاحب الزمان؟".
نعم، فسعيد ضحى بحياته محتضناً ثلاثة عشر سهماً دون الإمام الحسين، وهو يتسائل "أوفيت يا ابن رسول الله"، وهكذا يجب أن نكون مع إمام زماننا ولا نستكثر شيئاً من عملنا، بل يبقى همّنا دائماً أن نكون قد وفينا فعلاً لصاحب الزمان!
من المؤسف إن بعضنا إذا قدم أموراً بسيطة، ترانا نمن ونستكثر ذلك على الإمام، وكأننا قد قدمنا ما لم يقدمه الأولين والآخرين!
اذاً، فلنضع سعيد نصب أعيننا، ونكن باحثين حقاً عن الوفاء لصاحب زماننا، ولا نستكثر شيئاً من أعمالنا وإن إستكثرها الناس وأشادوا بها !
تمت مشاركته بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
BY بَـصيرةً قَـلبْ
Share with your friend now:
tgoop.com/NHHkm/78747