tgoop.com/NHHkm/78740
Last Update:
الأسدي المنتظر، أسوة للمنتظرين!
من سنتحدث عنه في هذا المقال هو شخص مجهول في الأرض، نعم، حتى اسمه مجهول، لكن لا شك في كونه عظيم في السماء.
كل ما نعرفه من معلومات شخصية عن هذا الرجل أنه من بني أسد، الا أن القليل الواصل إلينا من سيرته حقاً يستحق الوقوف كثيراً عليه.
فقد كان هذا الأسدي رضوان الله عليه لعدة أشهر ينتظر الإمام الحسين وحيداً في كربلاء، فقد روي عن عريان بن الهيثم: كان أبي يبتدى (يذهب للبادية) فينزل قريبا من الموضع الذي كان فيه معركة الحسين، فكنا لا نبدو الا وجدنا رجلا من بني أسد هناك، فقال له أبي: أراك ملازما هذا المكان!!! قال: بلغني أن حسينا يقتل ها هنا فأنا أخرج إلى هذا المكان لعلي أصادفه فأقتل معه!!!
ونفهم من هذا النص عدة أمور:
1- ان الأسدي بقي لفترة طويلة جالساً في الصحراء، حيث يقول الراوي " كنا لا نبدو الا وجدنا رجلاً من بني أسد".
وهذا يعني استمرار حضور الأسدي في الصحراء لفترات طويلة لدرجة أن حضوره أصبح ملفتاً للنظر مما جعل البدو الرحالة يذهبون له ويسألون عن سبب كثرة تواجده وحيداً في هذا المكان.
2- يبدو أن الأسدي ليس لديه أي تواصل مع الإمام الحسين ولا مع أصحابه، كل ما يعلمه أن الحسين سيقتل هنا، لذا، قرر أن يبقى جالساً منتظراً في الصحراء مهما طال الزمن، لعله يصادف الحسين فيقتل معه!
فماذا جرى له بعد ذلك؟
قال ابن الهيثم: فلما قتل الحسين قال أبي: انطلقوا بنا ننظر هل الأسدي فيمن قتل، مع الحسين؟ فأتينا المعركة وطوفنا فإذا الأسدي مقتول!
نعم!
لقد انتظر وصبر الى أن ظفر فنال مراده!
حقاً لا أبالغ إذا قلت أن هذه أغرب قصة إنتظار في تاريخ البشرية!
رجل لعدة أشهر وربما سنين يجلس في الصحراء وحيداً، لا يعرف الى متى هذا الإنتظار، كل ما يتمناه أن يصل من ينتظره فيقتل دونه!
لأشهر أو لسنين وهو جالس في الصحراء ينتظر القتل دون إمام زمانه!
فكان له ما أراد!
هكذا يستحق إمام زماننا أن ننتظره!
هكذا إنتظار هو الإنتظار اللائق بصاحب الزمان، وليس إنتظارنا ونحن منغمسين بدنيانا ونقول أننا ننتظر إمام زماننا!
فليكن الأسدي قدوة وأسوة لنا، لأنه أكثر رجل في التاريخ أدى حق الانتظار!
فجزاه الله عن الحسين وأهل بيته خيراً.
تمت مشاركته بواسطة: بوت تذكرة مهدوية
@Alnashirmahdawi2bot
BY بَـصيرةً قَـلبْ
Share with your friend now:
tgoop.com/NHHkm/78740