tgoop.com/Mohb_Anaaash_Alamen/4463
Last Update:
*ولقد نصحتك إن قبلت نصيحتي*
لشيخنا الفاضل يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه
ليلة الخميس 19 ربيع أول 1442هـ
قال الله في كتابه الكريم: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ }
لهذا نحن في أزمنة كثرت فيها الفتن، والمستفزون، والمؤذون، وأسباب الكلام الجارح الشديد المؤذي بغير حق، ولا نفع للإسلام ولا للمسلمين، والوقيعة وما إلى ذلك، ربما في كثير من البلدان بغير ما تجد منصف في ذلك، لا من متكلم ولا ممن ينصف فيه إذا كان مبطلاً، فتقابل هذه الأمور كلها بالتوكل على الله، وتقابل هذه الأمور بالصمت، وتقابل هذه الأمور بالاستعانة بالله - سبحانه وتعالى - وتقابل هذه الأمور بشديد الصبر، وكظم الغيظ، ومن كتم غيظه، قال النبي صلى الله عليه وسلم، يعني ذكر له ذلك الفضل العظيم أنه خُير يوم القيامة من الحور العين، وهو قادر على أن ينفذه، والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين.
نتواصى مع هذه النصيحة بتقوى الله، فإنها من عظيم ما يستفيده الإنسان في كظم غيظه وفي ضبط نفسه.
وبهذه المناسبة فإنني أوصي إخواني السامعين - حفظهم الله - من طلابنا وأحبتنا الذين نرى منهم بعض المرادَّة فيما بينهم، وهذا يستفز هذا، وهذا يستفز هذا، وهذا يغضب، وهذا ينفعل،كل ذلك والله من الشيطان يا إخوان، والله إني لكم لناصح، ومحب، وإن النصح فيما أرى والله أعلم أنه كما يقال :
ولقد نصحتك إن قبلت نصيحتي ،،،
والنصح أغلى ما يُباع ويوهبُ،،،
وهو من الدين، فلست باذلا له بهذه الكلمة مجاملة لأحد، ولكن أرى أنه واجب، أقبلوا على العلم -وفقكم الله - وأقبلوا على الخير الذي به حباكم الله، واعلموا أنكم محسدون، ما أقول مغبوطون، بل محسدون ومشموتون، وأن هذا لا يزيد الشيطان منكم إلا فرحاً، ولا يزيد محبيكم إلا ضيقاً، فلا ترضوا أعدائكم وتسيئوا إلى محبيكم، أقبلوا على العلم، أقبلوا على الخير والسنة، وعلى مرضات الله - عزوجل - وقيام الليل، وصيام النهار، والدعاء لبعضكم البعض بالخير والتوفيق والسداد، نحن مأمورون أن ندعوا لليهود بالهداية بما جاء سواء كان أمراً أو حثاً، أعني { واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات } .
ولا يحصل تضخيم في المسائل، وتحامل فيها، فمثلاً حصلت كلمة من أخيك أو كذا، أنت تزيد وتحمل وتحلل وتبالغ في القضية، هذا كله من الشيطان، ومما تضمنه حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوجيهه العظيم، واستعيذوا من الشيطان كما دل عليه هذا الحديث " أما إنه لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه ما يجد، وبعضهم قد ربما لقلة علمه وسوء فهمه إذا قلت له استعذ بالله من الشيطان يقول يعني نحن ما هزمنا الشيطان؛ بلا، قال تعالى:{ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ } .
هذا الشيطان، واعلموا أن الدعوة السلفية في اليمن لها أعداء غير قليل، ولها حساد غير قليل، وفيها خير كثير، الشيطان يدفع بها وبأعدائها وحسادها إلى الشماته بها وإلى إضعافها وإلى التحامل وإلى المبالغات والمجازفات وإلى أشياء لا ترضي الله ولا تعود عليهم بعاقبة حميدة، وما كان من شيء يحتاج إلى علاج بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - يعالج، ومن قبل النصيحة بالحق نفع نفسه، ومن خالفها يعني سيكون مخالفاً للحق سيضر نفسه، يضر نفسه، قال الله {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ}.
قال الله: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}.
إخواني في الله - حفظكم الله- القوة القوة، أنا أحث نفسي وإياكم على القوة التي حث عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهي القوة الإيمانية، والقوة النفسية، أن يكون الإنسان عنده نفس لها همة عالية، لا يكون متجارياً مع هواه، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن أن ذلك قد يكون من الهوى، وأن التجاري مع الهوى مضر.
هذا الذي أوصي به إخواني السامعين - حفظهم الله- وجانبوا ما يتعلق بهذه المرادّة والمهاترة التي هي عديمة النفع، ما أقول قليلة النفع، فكثير من تلك الوريقات التي تنشر؛ يمكن أن يحصل منها سد ذلك الخلل بكلمة، بدون ذلك النشر وإرسال كذا والمبالغات في الشبكات والردود، يا أخي أنت لو ترد بعشرين رد، والله مالم يكن حقاً ماله كبير نفع عليك ولا على المجتمع ولا ضرر، قال الله تعالى: { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} .
لقد ضللنا إن لم نتحلى بالحق، وقد ضللنا إن لم ننصف أنفسنا والمؤمنين، لهذا أحث إخواني وأكرر على الهدوء والسكينة، والإقبال على الخير دون مبالغات وردود، اتركوا اتركوا اقبلوا على العلم، وبدون مبالغات وبدون ردود، كل باطل مزهوق، قال الله {وَقُلْ جَاء
BY سلسلة الدفاع عن العلامة يحيى بن علي الحجوري حفظه الله
Share with your friend now:
tgoop.com/Mohb_Anaaash_Alamen/4463