tgoop.com/M_ak_12/50576
Last Update:
بوجهٍ شاحب،
ولحيةٍ يخضّبها الشيب
بقلبٍ لم ينبض
منذ عامين وثلاثة ايام
كنت أهرع من بين الاصدقاء
في محاولةٍ مستميتة،
لاخفائها عنهم..
ولم اكن اعلم ما هي بالتحديد
إلا أنها ثقيلةٌ ... وحزينةٌ جداً
ويجبُ أن لا يراها أحدٌ معي
إنها ساكنةٌ لا حَراكَ فيها
وتستمر بالنظر إليّ..
بعمقٍ باذِخٍ
وبرودٍ حارق
لطالما تجعلني اتسائل قائلا..
كيف لمن لا تقوى على الحركة
أن تحرّك كل هذا الشعور بداخلي
ولماذا هي معي أنا
ولمَ تبدو بهذا الأسى أصلاً
ما عساها تكون
وهي لا تنفكّ تنظر إلي
اشعر انها تعرفني جيداً،
ذلك الشقاء
ليس غريباً على الإطلاق
وبعد كدَرٍ دام اكثر من
ألفِ عامٍ بـ "من تكونين"
هَمَسَت في عينيَّ ايماءاتٍ تقول
انا جثتك!!
فرميتها من يدي فزِعاً
و آهٍ كم كانت مُثقلة
صرختُ مذعوراً:
- لا !!
لستِ أنا
انتِ تكذبين..
كيف يموت من لم يكن حياً في البداية
فاقد الشيء، يجب أن يملكه اولاً!
لست حياً ولكنني على (قيد) شيءٍ ما
لا يهم.. لكنني لست ميتاً بالتأكيد!
قالت:
- ومن عساني اكون برأيك
ولمَ لا تنفكّ تراني؟
يؤسفني أن اخبرك بأنك الآن..
(على قيد الوفاة)
ولا يوجد شيء في الكون
تستطيع فعله حيال هذا الأمر.
وانتهى الحوار بتصديقي إياها
بعد ما أرتني ندوبي التي فيها..
فأخذتها بيديَّ
وأحرقت ما استطيع منها
لتأخذه الرياح بعيداً
ودفنتُ ما تبقى في ذاكرتي
كي لا تنال منه قصيدة عابرة
وبشاهدٍ عتيقٍ كتبتُ على القبر
"هنا.. ترقد الجثة التي لم تحيا"
ورحَلْت.
BY محمد رعد .
Share with your friend now:
tgoop.com/M_ak_12/50576