tgoop.com/MAISON88/61935
Last Update:
وهذا تعليقي على الاستبيان نفسيًا واجتماعيًا وسلوكيًا:
أولاً: قراءة نفسية واجتماعية للاستبيان:
الاستبيان يعرض صورة صادقة ومؤلمة عن واقع الصحة النفسية في المجتمع (في الغالب المشاركون متدينون بنسبة كبيرة). 1592 مشاركًا:
• فقط 13% يشعرون بالسلام الداخلي والتوازن النفسي.
• بينما 87% يتراوحون بين:
ضغوط يمكن التحكم فيها،
وتعب نفسي مزمن،
واضطرابات تؤثر على العلاقات والقرارات،
وصولًا إلى شعور بالانهيار وطلب عاجل للدعم.
هذه النتائج تدق ناقوس خطر نفسي واجتماعي:
1- الاضطراب النفسي أصبح شائعًا جدًا، ولم يعد مجرد استثناء بل ظاهرة عامة.
2- غياب الدعم الأسري والاجتماعي يزيد تفاقم الأعراض، خصوصًا في المجتمعات التي لا تطبّع الحديث عن المشاعر أو لا تتيح مساحة آمنة للبوح.
3- ضغط الحياة المعاصرة (أعباء اقتصادية، تكنولوجيا، فقد المعنى، عزلة اجتماعية، ضعف الوازع الديني أو ضعف العلاقة بالله عند البعض…) كلها عوامل تضغط على الفرد وتستنزف طاقته.
ثانيًا: التوقعات السلوكية لهذه الفئات:
بناء على النتائج، يمكن توقع ما يلي:
الفئة التي تعاني من تعب نفسي مزمن (28%)
في الغالب سنجد لهم سمات أكثر وضوحاً كالآتي:
⬅️انسحابًا اجتماعيًا.
⬅️تذبذبًا في علاقاتهم.
⬅️ترددًا في اتخاذ قرارات مهمة.
الفئة التي تواجه صعوبات تؤثر على النوم أو العلاقات أو القرارات (18%)
معرّضة لـ:
⬅️اضطرابات نوم أو قلق أو نوبات هلع.
⬅️صعوبات مهنية أو تعليمية.
⬅️خلافات أسرية مزمنة.
الفئة التي تشعر بانهيار داخلي وتحتاج دعمًا عاجلًا (17%)
هذه الفئة تحديدًا قد تلجأ إلى:
⬅️العزلة الشديدة.
⬅️أفكار سوداوية.
⬅️أو حتى إيذاء النفس إذا لم تجد يدًا تمتد لها.
ثالثًا: التوصيات والنصائح:
1. نصيحة لكل من لديه مشكلة من هذا النوع: لا تخجل من طلب المساعدة النفسية.
فالذهاب لمعالج نفسي لا يعني أنك “ضعيف”، بل أنك إنسان تواجه تحديات وتبحث عن توازن.
2. أعِد ترتيب أولوياتك.
الضغط ناتج غالبًا عن تحميل النفس فوق طاقتها. قلّل من المثالية، وتخلَّ عن بعض الالتزامات غير الضرورية.
3. تواصل مع أشخاص آمنين.
البوح والحديث مع صديق رحيم أو أخ/أخت واعٍ (وأهم صفة الأمانة والكتمان) يُخفّف كثيرًا من التراكمات النفسية.
4. لا تكتفِ بالاستماع السلبي لنفسك.
غالبًا ما تبالغ عقولنا في تضخيم الألم. واجه أفكارك بالمراجعة المنطقية والواقعية، أو ما يُعرف في العلاج المعرفي السلوكي بـ”إعادة الهيكلة المعرفية”.
5. القرب من الله شفاء.
الصلاة والقرآن والدعاء والشكوى لله – بصدق – تعيد للروح شيئًا من قوتها وثباتها، بشرط أن يكون الاتصال بالله حيًا وليس روتينًا.
6. إن كنتَ قريبًا من أحد هؤلاء، كن رفيقًا.
لا تسأل: “لماذا أنت هكذا؟” بل قل: “أنا هنا لك، مهما كنت تشعر”. هذه الجملة وحدها تُحيي قلبًا منهكًا.
وفي النهاية:
وراء كل رقم في هذا الاستبيان إنسانٌ يئنّ في صمت.
فلنتعامل مع من حولنا برحمة، ولنُدرك أن كلمة دعم واحدة قد تُحدث فرقًا في حياة شخص ينهار بداخله.
وليت المجتمع يعترف أن الصحة النفسية ليست ترفًا، بل ضرورة للعيش بقوة وسلام.
محمد سعد الأزهري
#الأسرة_أمن_وأمان
BY كن جميلا ترى الوجود جميلا
Share with your friend now:
tgoop.com/MAISON88/61935