tgoop.com/MAISON88/56053
Last Update:
•» عبودية الإستهلاك «•
أطعت مطامعي فاستعبدتني...
ولو أني قنعت لكنت حراً.....
تحشد الشركات منتجاتها المتنوعة فماتلبث حتى تبداء بضخها في الوسائل المختلفه لتغرق المجتمع بها، وتجلب نهم المستهلك_الذي غالباً ماعاد يُميز مايحتاجه كضرورة قصوى وما كان نوعاً من أنواع الترف والبذخ!_ حتى إنك لتجد صعوبة الإنفكاك عنها لسبب أو بلا سبب فغدت نوعاً من الإستعباد الذي انحنت له النفس في ميادين الشهوات!
وفي كل مره أرى هذا الزخم تحضرني قصة عمر مع جابر رضي الله عنهما أنه قال: رأى عمر بن الخطاب لحماً معلقا في يدي فقال: ماهذا ياجابر؟ قلت اشتهيت لحما فاشتريته. فقال عمر: أو كلما اشتهيت اشتريت ياجابر! ماتخاف الآية {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا}! كُل هذا كان في مباح ولكن خشية عمر من مشكلة الإستغراق في المباحات وأثره كانت تؤرقه!
فماذا لو كانت ذاك الترويج لسلعٍ تحارب فطرة الله أوتنشر معتقدها الفاسد في الأقاليم أو تستعبد المسلمين في بقعة، وتجوع آخرين، وتردي البقية في خناق الحرب وحصاره المُميت؟!
•وهنا وقفة بها الرسولﷺ يهذب الرغبات لاسيما إن كانت في سبيل لله في قائلاً:
"إنك لَن تدَع شيئًا للهِ عزَّ وجلَّ إلا بدَلك اللهُ به ما هو خيرٌ لكَ منه"(١)
•وللإمام #ابن_تيمية حديثُ حول العبودية وأثرها في رسالته يقول: "فإن الأمر الذي ييأس منه لا يطلبه ولا يطمع فيه ولا يبقى قلبه فقيرا إليه ولا إلى من يفعله. وأما إذا طمع في أمر من الأمور ورجاه فإن قلبه يتعلق به فيصير فقيرا إلى حصوله، وإلى من يظن أنه سبب في حصوله، وهذا في المال والجاه والصور وغير ذلك؛ قال الله عز وجل: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}"
•وكذلك قوله: "وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه لقضاء حاجته ودفع ضرورته قويت عبوديته له وحريته مما سواه؛ فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه، كما قيل: استغن عمن شئت تكن نظيره، وأفضل على من شئت تكن أميره؛ واحتج إلى من شئت تكن أسيره" أ.ه
وبالرغم هذا الزخم، تبقى ثلة لاتزال ترابط في ثغور الإستهلاك، وتتحمل قليل الجودة على جيده بذلاً.. وفي أنفسها وجلاً من أن يكون شريك في جراح أمتها!
فطوبى ثم طوبى ثم طوبى لهم!
اللهم عزةَ ترفع بها جباههم فلا تنحني إلا لك!
..... . . ..........
(١)أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وصحح إسناده الألباني في السلسلة الصحيحة.
•
BY كن جميلا ترى الوجود جميلا
Share with your friend now:
tgoop.com/MAISON88/56053