MAISON88 Telegram 55875
تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم لا تجوز، وكذلك إظهار هذه الأعياد مثل "شجرة عيد الميلاد"وصنع الكيكات التي عليها شعائرهم.

ومهمتنا كمسلمين هي دعوتهم إلى دخول الإسلام، لا مجاملتهم على أديانهم وتهنئتهم بما يعتقدون انه ميلاد الرب أو ابن الرب !

وهذه التهنئة لم يفعلها نبينا ﷺ، أبرُّ الناس وأرحم الناس وألطف الناس بالناس، ولا صحابته ولا تابعوهم، ولا أحد من علماء الأمة عبر أربعة عشر قرناً حتى جاء عصر الانهزامية والميوعة الذي نعيش فيه.

بل نعلم أن النبي ﷺ دعا الغلام اليهودي الذي كان يخدمه إلى الإسلام قبل موته فخرج من عنده وهو يقول: ((الحمد لله الذي أنقذه بي من النار)). ولم يجامل الغلام ويهنئه بعيده!
فلا يجوز لأحد أن يزاود على رسول الله ﷺ ومَن بعدَه في الرحمة واللطف وحسن العشرة !
ولا يصح أن نقول: "كما يجاملني في ديني علي أن أجامله في دينه"، فالدينان لا يستويان.

ولا يصح أن نقول: كما أرى ديني حقا فهو يرى دينه حقا. فالعبرة ليست بما يراه وإنما: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).

أحسنَ إليك وجاملك وكان لطيفا معك؟ إذاً فخير وفاء له ولجميله هو أن تدعوه إلى دين الله لتنقذه من النار. هذا هو اللطف الحقيقي، بينما عندما تتركهم دون دعوة ثم تهنئهم بتهنئة تعني: (ابقوا على ما أنتم فيه، تهانينا لكم)!  فهذا ليس لطفاً، بل: مخادعة!

إذ كيف تهنئهم بشعائر دينهم الذي يجب عليك أن تدعوهم إلى الخروج منه؟!


فكيف إذا علمنا أن هذه المناسبة في أصلها وثنية وطقوسها وثنية، وكما يوضح بات بيتيرسون، أحد أشهر رجال الدين النصارى بأمريكا، والذي يقول أن يوم الكريسماس الوثني الذي كان يسمى (ساترنيليا)، كانت تُعَطل فيه القوانين في الدولة الرومانية ويطوف المغنون في الشوارع عراةً يغنون، وتقام فيه حفلات جنس جماعي. يعني يوم فسوق وعصيان وسقوط لكل القيم الأخلاقية. فعندما ظهرت المسيحية في إيطاليا لم يرغب الناس في التخلي عن هذا العيد، فقالوا: "خلص، سنقول أن ميلاد المسيح كان في هذا التاريخ" !!

أما مشاركة غير المسلمين في مناسباتهم الاجتماعية، كتعزيتهم ومواساتهم في المصائب وتهنئتهم...هذا كله لا حرج في فعله بألفاظ منضبطة شرعا، ولا علاقة له مطلقا بتهنئتهم بأعيادهم المتعلقة بأديانهم.

وليعلم من يعترض على هذا الكلام أن لدي طلابا وزملاء ومعارف نصارى، وعلاقتي معهم جيدة جدا على الرغم من عدم مجاملتهم على دينهم، علاقة تقوم على العدل والإحسان والحرص على نفعهم دينا ودنيا. وأرى منهم في المقابل احتراما وتقديرا. وأسلم بعضهم بدعوتنا بفضل الله تعالى.

قال الإمام ابن القيم، وقد كان من أرق الناس قلبا وأحرصهم فيما نحسبه على هداية البشرية: "أما تهنئتهم بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق، وذلك مثل أن يهنئهم بأعيادهم فيقول : عيدك مبارك. أو تهنأ بهذا العيد. فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .. فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر، فقد تعرض لمقت الله وسخطه".

فادْعُهُم إلى الكلمة التي اتفق عليها الأنبياء والمرسلون أجمعون، بتوحيد الله وترك الشرك، كلمة الإسلام: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) }

د. اياد قنيبي



tgoop.com/MAISON88/55875
Create:
Last Update:

تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم لا تجوز، وكذلك إظهار هذه الأعياد مثل "شجرة عيد الميلاد"وصنع الكيكات التي عليها شعائرهم.

ومهمتنا كمسلمين هي دعوتهم إلى دخول الإسلام، لا مجاملتهم على أديانهم وتهنئتهم بما يعتقدون انه ميلاد الرب أو ابن الرب !

وهذه التهنئة لم يفعلها نبينا ﷺ، أبرُّ الناس وأرحم الناس وألطف الناس بالناس، ولا صحابته ولا تابعوهم، ولا أحد من علماء الأمة عبر أربعة عشر قرناً حتى جاء عصر الانهزامية والميوعة الذي نعيش فيه.

بل نعلم أن النبي ﷺ دعا الغلام اليهودي الذي كان يخدمه إلى الإسلام قبل موته فخرج من عنده وهو يقول: ((الحمد لله الذي أنقذه بي من النار)). ولم يجامل الغلام ويهنئه بعيده!
فلا يجوز لأحد أن يزاود على رسول الله ﷺ ومَن بعدَه في الرحمة واللطف وحسن العشرة !
ولا يصح أن نقول: "كما يجاملني في ديني علي أن أجامله في دينه"، فالدينان لا يستويان.

ولا يصح أن نقول: كما أرى ديني حقا فهو يرى دينه حقا. فالعبرة ليست بما يراه وإنما: (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).

أحسنَ إليك وجاملك وكان لطيفا معك؟ إذاً فخير وفاء له ولجميله هو أن تدعوه إلى دين الله لتنقذه من النار. هذا هو اللطف الحقيقي، بينما عندما تتركهم دون دعوة ثم تهنئهم بتهنئة تعني: (ابقوا على ما أنتم فيه، تهانينا لكم)!  فهذا ليس لطفاً، بل: مخادعة!

إذ كيف تهنئهم بشعائر دينهم الذي يجب عليك أن تدعوهم إلى الخروج منه؟!


فكيف إذا علمنا أن هذه المناسبة في أصلها وثنية وطقوسها وثنية، وكما يوضح بات بيتيرسون، أحد أشهر رجال الدين النصارى بأمريكا، والذي يقول أن يوم الكريسماس الوثني الذي كان يسمى (ساترنيليا)، كانت تُعَطل فيه القوانين في الدولة الرومانية ويطوف المغنون في الشوارع عراةً يغنون، وتقام فيه حفلات جنس جماعي. يعني يوم فسوق وعصيان وسقوط لكل القيم الأخلاقية. فعندما ظهرت المسيحية في إيطاليا لم يرغب الناس في التخلي عن هذا العيد، فقالوا: "خلص، سنقول أن ميلاد المسيح كان في هذا التاريخ" !!

أما مشاركة غير المسلمين في مناسباتهم الاجتماعية، كتعزيتهم ومواساتهم في المصائب وتهنئتهم...هذا كله لا حرج في فعله بألفاظ منضبطة شرعا، ولا علاقة له مطلقا بتهنئتهم بأعيادهم المتعلقة بأديانهم.

وليعلم من يعترض على هذا الكلام أن لدي طلابا وزملاء ومعارف نصارى، وعلاقتي معهم جيدة جدا على الرغم من عدم مجاملتهم على دينهم، علاقة تقوم على العدل والإحسان والحرص على نفعهم دينا ودنيا. وأرى منهم في المقابل احتراما وتقديرا. وأسلم بعضهم بدعوتنا بفضل الله تعالى.

قال الإمام ابن القيم، وقد كان من أرق الناس قلبا وأحرصهم فيما نحسبه على هداية البشرية: "أما تهنئتهم بشعائر الكفر المختصة بهم فحرام بالاتفاق، وذلك مثل أن يهنئهم بأعيادهم فيقول : عيدك مبارك. أو تهنأ بهذا العيد. فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .. فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر، فقد تعرض لمقت الله وسخطه".

فادْعُهُم إلى الكلمة التي اتفق عليها الأنبياء والمرسلون أجمعون، بتوحيد الله وترك الشرك، كلمة الإسلام: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) }

د. اياد قنيبي

BY كن جميلا ترى الوجود جميلا


Share with your friend now:
tgoop.com/MAISON88/55875

View MORE
Open in Telegram


Telegram News

Date: |

It’s yet another bloodbath on Satoshi Street. As of press time, Bitcoin (BTC) and the broader cryptocurrency market have corrected another 10 percent amid a massive sell-off. Ethereum (EHT) is down a staggering 15 percent moving close to $1,000, down more than 42 percent on the weekly chart. Private channels are only accessible to subscribers and don’t appear in public searches. To join a private channel, you need to receive a link from the owner (administrator). A private channel is an excellent solution for companies and teams. You can also use this type of channel to write down personal notes, reflections, etc. By the way, you can make your private channel public at any moment. The Channel name and bio must be no more than 255 characters long Although some crypto traders have moved toward screaming as a coping mechanism, several mental health experts call this therapy a pseudoscience. The crypto community finds its way to engage in one or the other way and share its feelings with other fellow members. ‘Ban’ on Telegram
from us


Telegram كن جميلا ترى الوجود جميلا
FROM American